وتأتي فتوى برهامي بالتزامن مع وصف زعيم “حركة النهضة” المحسوبة على الإخوان المسلمين التوتر الحالي مع فرنسا بالأحداث “الهامشية” و”العابرة”.
وهاجم العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي برهامي الذي يعد من مؤسسي التيار السلفي المحافظ في مصر، معتبرين أن تصريحاته غريبة ووصفوه بـ”العميل للأعداء”.
الفتوى
من خلال البحث عن الفتوى، تبين أنه تم نشرها على موقع “صوت السلف” الخاص ببرهامي، في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، رداً سؤال نصه كالآتي:
“1- انتشرت في هذه الأيام عبارة ′إلا رسول الله′، ونُقل عن بعض أهل العلم عدم جوازها، وعن بعضهم الجواز، فما الصواب في ذلك؟
2- هل مِن نصرة النبي -صلى الله عليه وسلم- رفع مثل هذا الشعار أو تغيير صورة الفيس ونحوه، من باب ′وذلك أضعف الإيمان′؟ نفع الله بكم”.
وقال برهامي في الإجابة: “الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فهذه العبارة ليست جملة مفيدة إلا بتقدير شيءٍ قبلها، وغالباً المقصود هو ‘افعلوا أو قولوا ما تقولون مِن عيب، أو سُبُّوا أو استهزئوا بمَن شئتم؛ إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم‘”.
وأضاف برهامي: “لا شك أنها بهذا التقدير لا تجوز؛ فجميع الرسل لا يجوز لأحدٍ أن يسبهم أو يعيبهم أو يستهزئ بهم، وليس محمداً -صلى الله عليه وسلم- فقط، وأي تقدير آخر يمكن فسيشركه فيه جميع الأنبياء والرسل، وبعضها يدخل فيه الصالحون؛ فأنا أرى أنها عبارة لا تصح”.
وطرح برهامي جملة بديلة فقال: “الأحسن مِن هذه العبارة، ‘نحن نفدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحوها”.
جدل واسع
انتشرت فتوى برهامي على مواقع التواصل الاجتماعي، مثيرة جدلاً واسعاً، فكتبت التونسية أمل زروق: “دين المداخلة الغريب… إلا رسول الله إلى الأبد، واصلوا!”.
وقال الناشط عبد الرازق قدري: “لا يجوز فعلاً بس يجوز أن تطبل وتقف الى جانب فرعون جبار اعتقل 60 ألف حر، وقتل واعتدى على الآلاف، وباع الأرض والعرض، كلامك ولحيتك لا تساوي عند كل حر أكثر من كلام ساقط ولحية جرذ خرج من جحره بهيئته القميئة القذرة”.
وغردت المصرية هنا: “تصدق وتؤمن بالله ياشيخ بالأونطة إنت… إنت نفسك لا تجوز… وعيب على ذقنك دي والله، اللهم إنا نبرأ إليك من أمثال هؤلاء”.
ياسر برهامي، أحد أهم مؤسسي التيار السلفي في مصر، يعتبر قول “إلا رسول الله” غير جائز وليس جملة مفيدة… وناشطون يصفونه بـ”عميل الأعداء” و”أقرب إلى المرتدين”
وكتب حسني المصري: “ياسر برهامي يقول إن هذه الجملة غير صحيحة لأن التركيب اللغوي، غير مفهوم، بارك الله فيك… يعني نلغي الحملة، ولا تتفضل علينا حضرتك بجملة صحيحة؟ واضح أن حضرتك مش هدفك الجملة لكن هدفك الحملة، كنا نظن بك، وخابت فيك الظنون، عد إلى جحرك الدافئ”.
وقال يحيى غنيم: “قلت لكم منذ خمس سنوات إن تقييمي لراشد الغنوشي مثل تقييمي للنغل ياسر برهامي، كلاهما يتسابقان في التنازل عن ثوابت الدين بدعوى الكياسة أو السياسية”، مضيفاً أن “الفرق الوحيد بينهما أن برهامي أكثر فجوراً وأوثق عمالة لأعداء الملة تصل به إلى حدّ الردة”.
وفي لقاء مع السفير الفرنسي لدى تونس، في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، اعتبر الأمين العام لحركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي أن العلاقات مع فرنسا لن تشوش عليها أحداث عابرة وهامشية، وهو ما أثار انتقادات حادة له.
من هو ياسر برهامي؟
يشغل ياسر برهامي الذي ولد في 1958 في محافظة البحيرة، شمالي غربي القاهرة، منصب نائب رئيس الدعوة السلفية المحسوبة على الوهابية السعودية.
يعد برهامي من مؤسسي الحركة السلفية في مصر وذلك خلال دراسته في كلية الطب في الإسكندرية التي تعد معقل هذا التيار.
درس برهامي كتب محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية حتى بات معلماً لتخريج الدعاة من أنصار التيار السلفي، وذلك من خلال معهد ديني في الإسكندرية تم إيقافه في تسعينيات القرن الماضي.
ظهر في المشهد السياسي بعد ثورة 25 يناير من خلال تأسس “حزب النور” السلفي، وهو ثاني أكبر حزب سياسي إسلامي بعد جماعة الإخوان في ذلك الوقت.
كان من أشد مفتعلي الصراع الذي شهدته مصر بعد ثورة 25 يناير بين أنصار الليبرالية والشريعة وهو ما ساهم إلى ابتعاد الثورة عن أهدافها الحقيقي.
شارك في كتابة دستور 2012، وكان يدعو إلى تنفيذ الشريعة الإسلامية، ثم تراجع ظهوره في المشهد السياسي بعدما انقلب على الإخوان، واصفاً إياهم بأنهم لا يمثلون الإسلام، كما أيد الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي في عام 2013.
يصفه تيار كبير من الأحزاب الليبرالية بأنه تكفيري ومتطرف، فيما يعتبره أنصار الإخوان وبعض التيارات الثورية بأنه أحد عملاء الأجهزة الأمنية ويصفونه بـ”الأمنجي” الذي يُسمح له بالخطابة حتى الآن في المساجد.
تزامنت الفتوى المثيرة للجدل لرجل الدين السلفي ياسر برهامي بأن جملة “إلا رسول الله” غير مفيدة مع تصريحات زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي التي وصف فيها التوترات الحالية مع فرنسا بالعابرة والهامشية
ولعل أبرز الفتاوى التي أثار من خلالها جدلاً واسعاً أنه أجاز ترك الزوج زوجته للمغتصب لحفظ النفس. وكان برهامي قد قال فى فتواه إنه يجوز ترك الزوج زوجته للمغتصب حال التأكد من إصرار المغتصب على قتله واغتصاب الزوجة، وذلك إنقاذاً لحياته قياساً على فتوى الإمام العز بن عبد السلام عن وجوب تسليم المال للصوص حفظً للنفس من القتل.
واعتبر برهامي أن حفظ النفس فى هذه الحالة أولى إذا تيقن أن دفاعه عنها سيؤدي إلى قتله، ودلل على ذلك بعدم دفاع النبي إبراهيم عن زوجته سارة يوم دخل بها مصر.
وضمن فتاويه التي أثارت جدلاً أنه أفتى بعدم جواز انحناء الأطفال فى لعبة الكاراتيه، كما أفتى بعدم جواز تعليق صور بطوط وميكي في غرف نوم الأطفال.