BBC :
REUTERS
نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا كتبه، ديفيد غاردنر، عن التقارير بشأن اجتماع سري جرى بين ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقب تأكد فوز جو بايدن بالرئاسة في الولايات المتحدة.
ويقول غاردنر إن “اللقاء الذي جمع يوم الأحد في السعودية بين ولي العهد محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعد سابقة، ولكنه ليس لقاء تاريخيا”، على حد تعبيره.
ويذكر أن العاهل الأردني الراحل، الملك حسين، عقد 45 لقاء سريا مع الإسرائيليين على امتداد ثلاثين عاما، قبل أن يوقع اتفاق السلام معهم في عام 1994.
ويضيف الكاتب أن نتنياهو تجنب التصريح عن وقوع اللقاء، ولكنه سمح لحلفائه بتسريب الخبر، ولكن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، نفى ذلك تماما.
ويرى غاردنر أن خطوة بن سلمان في هذا التوقيت غير مفهومة على الرغم من رفعه شعار التوجه إلى المستقبل في إدارة شؤون البلاد.
ويشير إلى أن مصادر سعودية أفادت بأن ولي العهد لما رأى دونالد ترامب في طريقه إلى الخسارة في الانتخابات الرئاسية، راح يبحث عن يد تدعمه في مواجهة المشاكل التي قد تثيرها معه حكومة بايدن.
فالرئيس المنتخب كان تعهد من قبل بإعادة تقييم العلاقات الأمريكية السعودية، التي وصفها بأنها دولة “مارقة” بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في عام 2018 في قنصلية بلاده باسطنبول على يد مجموعة تعتقد وكالة الاستخبارات الأمريكية أنها تأخذ الأوامر من ولي العهد.
ويرى الكاتب أن الغموض الذي أحيط به اللقاء ربما يعني أن السعودية لا تريد أن تمضي في أي خطوة دبلوماسية إلا بعد تولي بايدن الحكم رسميا. ولكن الاجتماع رتبه وحضره مايك بومبيو، وزير خارجية ترامب، الذي يرى فريق بايدن أنه مثير للأزمات وليس دبلوماسيا.
ويبدو، حسب الكاتب، أن بومبيو يسعى من خلال زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط إلى عرقلة أي خطوة من بايدن لتغيير السياسة الأمريكية في المنطقة. فالرئيس المنتخب يعتزم العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، الذي تخلى عنه ترامب.
ويقول غاردنر إن بن سلمان ونتنياهو راهنا في سياستهما على ترامب، ويبدو أنهما اليوم يشكلان حلفا لمنع خلفه من التراجع عن القرارات التي اتخذها في الشرق الأوسط.
وتشير مصادر إلى أن بن سلمان يعتقد أن نتنياهو قد يدافع عنه في البيت الأبيض، من خلال نفوذه في الكونغرس.