"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

اليهود و الصهانية في ميزان القرآن الكريم

بقلم الشريف :

 خالد محيي الدين الحليبي

 

قبل أن نتكلم عن اليهود سواء كانوا قوما طيبين أم شياطين لابد وأن نرجع للقرآن الكريم ككتاب منزل من عند الله تعالى فيه الحق و العدل والحكم بين الناس بالقسط والميزان .

فوجدناه يقسم أهل هذه الديانة السماوية إلى فريقين فريق طيب كالمؤمنين في وهم قلة في كل زمن قال تعالى { وقليل من عبادى الشكور- سبأ 13} وهؤلاء أقلية وسط أكثرية في كل عصر ومصر فاسقة قال تعالى فيها { وإن كثيراً من الناس لفاسقون – المائدة 49} .

وبالتالى اليهود بميزان القرآن الكريم كأي ديانة أخرى سماوية منهم فريق طيب حسن الخلق قال فيه صلى الله عليه وآله “خيركم في الجاهلية خيركم في الإسلام إذا فقهوا” … الحديث وهؤلاء  لهم قابلية في أن يأَلفوا ويُؤلفوا ومنهم من يؤمن بالله تعالى كما حدث مع الأوس والخزرج في أوائل البعثة النبوية أو كما نرى في الغرب الأوروبي وشرق أسيا وكل العالم الذين يقبلون على الإسلام بأخلاقهم الرفيعة التي كانوا يتعاملون بها مع بعضهم البعض فلما قرأوا القرآن الكريم وجدوا فيه ضالتهم الروحية التي يبحثون عنها و المكملة لكتابهم الكريم وهى التوراة الحقيقية المنزلة من عند الله والتي قال تعالى فيها { إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور- المائدة 44 } .

وفريق آخر كفر بالله وأفسد في الأرض وهم الأكثرية في كل ديانة من ديانات العالم الأرضية والسماوية على السواء وأمتنا الإسلامية أشد وأكثر الأمم شبهاً بهم في كل إفعالهم إن لم يتفوقوا عليهم في الجرائم مع الله تعالى وقتل أهل بيت النبي وذراريهم (عليهم السلام) حتى الآن و بنص الحديث الشريف [افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي. وفي بعض الروايات: هي الجماعة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم…. الحديث ]

وبالتالي هم تماماً كأمة المسلمين منهم المؤمن ومنهم المنافق ومنهم الكافر كما قال تعالى في أمة المسلمين { يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم – المائدة } .

وذلك لأن الإيمان ظاهراً إن لم يقترن بالعمل فهو نفاق بحكم قول الله تعالى فيه   {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ – البقرة  8 } .

وهنا عندما نفى الإيمان عنهم فقد جمعهم مع الكافرين في جهنم لقوله تعالى } إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا  – النساء 140 {وهم في قعر في أقصى درك من النار لكفرهم بالقرآن الكريم بما يعني كفرهم بكل كتب الله المنزلة قال تعالى {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا – النساء: 145 . }

وهنا نفى الله تعالى عنهم الإيمان وأدخلهم جهنم مع الكافرين لتلفظهم بالشهادتين فقط مع إبطان الكفر لذلك يقول تعالى { قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ  – الحجرات 14 } .

وإذا كان هذا هو حكم القرآن الكريم في المسلمين أن العبد إن أسلم لابد وأن يخلص قلبه لله تعالى غير مبطن للكفر ولا الإفساد في الأرض .

ولكن بكل اسف وجدنا فريق من هذه الأمة يقتل أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله كما قتل فرق من بني إسرائيل الأنبياء من قبل وقال صلى الله عليه وآله في هؤلاء المجرمين القتلة  : [ عن عبد الله بن مسعود : قال رسول الله صلى الله عليه وآله أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سمتا وهديا ، تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة ، غير أنى لا أدرى أتعبدون العجل أم لا ؟ – بحار الانوار ج 28 ص 8 ] .

و عن : [عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثلا بمثل حذو النعل بالنعل حتى لو كان فيهم من نكح أمه علانية كان في أمتي مثله إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا ملة واحدة ” فقيل له : ما الواحدة ؟ قال : ” ما أنا عليه اليوم وأصحابي – المستدرك ] .

وبالتالي كما كفر كثيراً من اليهود ونافقوا وأفسدوا في الأرض وقتلوا الأنبياء من قبل كثير كذلك فعلت أمة المسلمين في أهل بيت نبيها عليهم السلام فظهر فيهم المفسدون في الأرض وقتلة أهل بيت النبي (عليهم السلام) وذريتهم وشيعتهم ومحبيهم كما فعل اليهود من قبل مع أنبياء الله تعالى .

وهؤلاء المؤمنين المستضعفون وهم قلة في الديانة اليهودية والمسيحية  والإسلام { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ  فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ – الحديد  26}  .

وهؤلاء المؤمنين القلة في الديانات الثلاثة وعدهم الله تعالى الجنة والمغفرة والأجر العظيم كما في قوله تعالى {  محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما  -الفتح 29 } .

وعندما بحثنا في القرآن الكريم عن اليهود وجدنا أمرهم محصور بين ألفاظ  :

أولاً : اليهود والذين هادوا .

ثانياً : بني إسرائيل .

ثالثاً : أهل الكتاب .

وكل الألفاظ القرآنية تتحدث عن فريقين فريق آمن بالله تعالى وآخرين كفروا بالله تعالى ولم يؤمنوا وهما لا يستويان لقوله تعالى : { لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ   – آل عمران 113 } وليسوا سواءا أي لا يستوون في الدنيا والآخرة محياهم ومماتهم لقوله تعالى { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ – الجاثية 21 } وقال تعالى أيضاً : { أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ – السجدة 8 }

وهنا ( من أهل الكتاب ) أي بعضاً منهم سيؤمن بنبي الله عيسى عليه السلام قبل موته كما في قوله تعالى { وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ  وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا – النساء 159} وهؤلاء أهل الكتاب مثلهم مثل المسلمين وأي أمة منهم من يستأمن على القناطير فيرد الأمانات إلى أهلها ومنهم من لا يستأمن على دينار فلا يرده إلا بشق الأنفس ووفق ضغط شديد لعدم أمانته كما في قوله تعالى { وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ – آل عمران }.

وهؤلاء المؤمنون دائما قلة والكثرة في الغالب تكون فاسقة في كل زمن قال تعالى فيهم { وقليل من عبادي الشكور } & { وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون } & { ثلة من الأولين وقليل من الآخرين } وقال تعالى عن نبي الله نوح عليه السلام { وما آمن معه إلا قليل – هود 40 } وأكثر الناس فاسقون كما في قوله تعالى { وإن كثيراً من الناس لفاسقون }  & { وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين } فهذا حالهم وهذا قضاء الله فيهم الذي قال فيه عز وجل { وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ – السجدة 13 } وقال تعالى { يوم نقول لجهنم هل امتلئت فتقول هل من مزيد – ق }  .

وهؤلاء كما بينا فريق مسلم وآخر كفار ومنافقين فكل من نافق أهل الكتاب وتعاون معهم على الإثم والعدوان فهو أخ لهم لأن الله تعالى قال { وتعاونوا على البروالتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان }  إن الله تعالى هو من سمح لهم بالإيمان أو الكفر وجعلهم مخيرون في ذلك كما في قوله تعالى { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } وليس من العقل من سمح لهم بالإختيار أن يجبرهم أحد بالسيف والقتل والبطش على الإسلام .

وبالتالي هو أخ لهم في الكفر بالله تعالى وقرآنه ورسوله والعدوان كما في قوله تعالى { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ – الحشر 11 } .

وبالتالي هنا لا فرق بين كتابي مسلم أو مسيحي أو يهودي الجميع أمر الله تعالى بالتعامل بينهم وفق معايير محددة من الأخلاق أطلق عليها عندهم الوصايا العشر وهى عندنا في أمة الإسلام كما قلنا في سورة الأنعام والإسراء والحجرات وسنبينه في حينه ومن تعاونوا على الإثم والعدوان والإعتداء من الديانات الثلاثة فهو أخو الكفار ومأمور بقتاله من الله تعالى لأنهم معتدون تعاونوا على الإثم والعدوان وهؤلاء هم أعداء الله تبارك وتعالى المنهي عن مودتهم وفصلت ذلك سورة الممتحنة في قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ – الممتحنة}

وهنا { تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ } وذلك لانهم أعداء تعاونوا مع منافقي المسلمين على اُثم والعدوان والمودة جعلها الله فقط وحصرية في أهل بيت النبي لقوله تعالى { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } والقربى في أهل البيت (عليهم السلام) الذين قال تعالى فيهم { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} وكذلك من آمن وأسلم من أهل الكتاب وكان منتسب نسباً للبيت الإبراهيمي عليهم السلام لقوله تعالى { رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت } فمن آمن من أهل الكتاب وأسلم وكان منسباً حقيقياً لنبي الله موسى وهارون وداود وسليمان عليهم السلام فهم المأمور بمودتهم فقط وليس بعد ذلك إلا مودة أوثان ولو كان أحد الصالحين لورود لفظ المودة في قوله تعالى { وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ – العنكبوت 25} ومن هنا جاءت بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وآله تحذر من وثنية في ثوب جديد وهى وثنية عبادة الرجال من مجاهيل النسب وممن هم خارج البيت المحمدي  وجاء المنافقون ومحرفي شرع الله ليضعوا الجميع في سلة واحدة حتى رسول الله صلى الله عليه وآله جعلوا محبته البالغة وثنية تحت دعوى كاذبة نسبوها له صلى الله عليه وآله وهى [ ….” لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم..” ] فهل في أمتنا من قال محمد بن الله تعالى عما يقولون علواً كبيراً .

وبالتالي هنا نكون قد أثبتنا أن كل أهل الكتاب بل كل البشرية سواء أمام أحكام القرآن الكريم فماداموا لم يتعاونوا على الإثم والعدوان فالله تعالى أمر ببرهم والقسط إليهم والعدل في الحكم فيهم دون المودة لأنها لفظ محدد لآل بيت النبي المحمدي الإبراهيمي وهم المحسودون بنص القرآن الكريم { أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة والنبوة وآتيناهم ملكاُ عظيما } .

وهنا لا يكون لمسلم فضل على كتابي وهو لا يعمل بأوامر الله تعالى إلا الشهادتين فقط والتلفظ بها دون أن تنفعه في شيئ إلا أن يكون مسلماً إسماً فقط وأمره إلى الله في الآخره مع الجهنميين كما في الحديث .

وبالتالي لا يجوز لمسلم أن يستبيح دماء مسلم مستأمن أو كتابي لم يؤذ أحد  من اليهود والنصارى بل وغير  الكتابي أيضاً بحجة أنهم كفار وقد جعلهم الله مختارون { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} فلا يقتلهم بأي حجة كانت أو يضيق عليهم الطريق كما قال عمر بن الخطاب وهو ليس بنبي ليؤخذ منه أحكام الشرع الكريم .

والواقع الآن يؤكد وقوع جميع أهل الكتاب مسلمين ومسيحيين ويهود في الكبائر وسوء الأخلاق فلا يدعي أحد الأفضلية على أحد بعد السقوط في مستنقع سوء الأخلاق الذي نراه منهم إلا من رحم الله وهم قليل و هنا يقول سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام : [ ” لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟” (لو 6: 41) ]

ولذلك نبين هنا خطأ تعميم الأحكام بين جميع اليهود أو المسيحيين أو المسلمين فلابد وأن يكون هناك قلة مؤمنة وأكثرية فاسقة كافرة بينهم تقتل المؤمنين وهم ورثة قتلة النبيين وأهل بيت النبي والصالحين كما قال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ  – آل عمران 21 } وفي أمتنا منافقون لا يطيقون من يأمرهم بالمعروف وينهون عن المنكر تماماً كالأمم من قبلنا  قال تعالى  { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٍۢ تَعْرِفُ فِى وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِٱلَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتِنَا  قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّۢ مِّن ذَٰلِكُمُ ٱلنَّارُ وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ- الحج 27 }

وهؤلاء القتلة المنافقين إخوة الأمم الكافرة بالله ورسله  كثيرون في كل زمان وهذه الأكثرية تنتمي دائماً لمدرسة الرأي في الديانات الثلاثة وهؤلاء هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا في كل زمن وإلى أن يشاء الله تعالى كما قال عز وجل هنا { لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا – المائدة } .

وهنا هذه الآية لا يمكن أن نفهمها وحدها بل بما ورد من آيات أخرى في  اليهود وذلك لأنه تعالى قال فيهم بموضع آخر من كتاب الله تعالى عن فريق من الذين هادوا سيحرف الكلم عن مواضعه وسيتركون أحكام التوراة  ليتوحدوا مع النصارى لقتل المسلمين واحتلال أراضيهم باسم الدين قال تعالى { ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم – البقرة} وهنا هاء الجمع التي جمعتهم تقسم اليهود لفريقين فريق محارب للمسلمين وهم أصحاب الفكر الصهيوني ويهود غير محاربين تماماً كالأعراب منهم من هم أشد كفراً ونفاقا كما في قوله تعالى{ الأعراب أشد كفراً ونفاقا – التوبة } ولكن قال أيضا في فريق منهم { ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر – التوبة}  وبالتالي { لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا – المائدة } هم الطائفة الصهيونية المحاربة للمؤمنين والتي سيتوحد معهم فريق من الأعراب .

ورد آخر على هذه الآية بأن اليهود هنا طائفتين كأي أمة كما بينا من قبل  الأولى كفرت بكتاب ربها والثانية مؤمنة قال تعالى  { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ  فآمنت طائفة من بي إسرائيل وكفرت طائفة  فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين – الصف 24 } . وهؤلاء  قلة في كل زمن  كما في قوله تعالى { وقليل من عبادى الشكور} وقال تعالى في الأكثرية لكل الناس { وإن كثيرا ً من الناس لفاسقون }

وهذه الطائفة التي كفرت هى التي تنازلت عن بعض معتقداتها تماشياً وتملقاً للنصارى على حب دنيا واستخدام الدين مطية لتحقيق مآرب استعمارية ذات فكر صهيوني على الرغم من اختلافهما في قوله تعالى { وقالت اليهود ليست النصارى على شيئ وقالت النصارى ليست اليهود على شيئ وهم يتلون الكتاب – البقرة}

 

في سبيل توحيد جهودهما وتحقيق هدف أكبر من الإستعماري كان أهل    القضاء على دين الإسلام ما استطاعا إلى ذلك سبيلا ولذلك جمعهما الله تبارك وتعالى في قوله عز وجل هنا بهاء الجمع  . { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم } وهنا هاء الجمع جمعت بين بعضاً من أهل الديانتين للحرب  على المسلمين واستخدام الدين لتحقيق مآرب استعمارية

ومن هنا جاءت هاء الجمع كأنهم اجتمعا على حرب المسلمين على الرغم من اختلافهما على الرغم من أن التوراة قال تعالى فيها { إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور } والأنجيل ايضاَ قال تعالى فيه وآتيناه الأنجيل فيه هدى ونور } فما الذي حول عقائدهما إلى القتل والإستعمار والدمار إلا ترك كلاً منهما بعضاً مما أنزل الله تعالى عليهما .ولذلك قال تعالى في هؤلاء طائفة من اليهود لأن حتى النصارى منهم يعلنون أن أحد عقائدهم العهد القديم وبالتاي أصبحا كلاهما ينتميان بهذا الفكر الغير صحيح إلى اليهودية ومن هنا قال تعالى { لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا } . بالتالي هناك يهود آخرين مؤمنون بالفعل بالتوراة الحقيقية التي قال تعالى فيها { إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور – المائدة } وهؤلاء يعلنون رفضهم صهينة الدين ويمكن متابعتهم على هذا الرابط  للتأكد من صحة ما ذكرناه آنفاً :

الرابط :

 

وعند المسلمين ستظهر نفس الفكرة الصهيونية من قتل المسلمين بدأً بأهل بيت نبيهم وانتهاءاً بمطردة المؤمنين في كل مكان رفضاً للدين ذاته وكرهاً له وللمؤمنين به وهؤلاء صهاينة أيضاً ولكن تحت شعار دين الإسلام قال تعالى  { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ – آل عمران 21 }

وهؤلاء منهم الخوارج أشد الناس عداوة لأهل بيت النبي (عليهم السلام) على الخصوص وشيعتهم ومحبيهم  على الرغم من التظاهر بأنهم متشددون في التمسك بحرفية النص الديني ولكن بمكر شديد لايؤمنون به إلا بشرط علمائهم وبفهم سلفهم وليس ببيان القرآن الكريم بالقرآن أوبالسنة أو بفهم عموم الأمة المحمدية وهؤلاء هم الذين أشركوا في الآية { لتجدنأشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا} وشركهم كان بتقديم أراء وأهواء علمائهم علىنصوص القرآن بحجة أنهمأكثر هما للدين منأي أحد فجعلوا الرجال حكام على كتاب الله ولم يجعلوا كتاب الله حاكماً على العالم والمتعلم ولذلك قال تعالى في تفصل جريمتهم هذه { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله }.

ومن هنا يات التعاون بين اصحاب الفكر الصهيوني في الديانات الثلاثة القائم على مدرسة الرأي عندهم جميعاً .

فكما قتل اليهود من قبل المسيحيين في واقعة الأخدود عند قوله تعالى  { قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود} فإن هذا المشهد تماماً يتكرر في كل زمن من اليمين ا متطرف وما فعلوه بالعراق حينما أعلن بوش بأن الرب أمره بغزو العراق وأفغانستان ويتكرر مع أولياء أهل بيت النبي (عليهم السلام)  وأتباعهم ومحبيهم إلى أن يأذن الله تعالى برفع هذه الغمة عن كل العالم فبعد اسقاط الخلافة الفاطمية أوقدوا ناراً في الكثير من بلاد العالم الإسلامي من المغرب حتى الهند فأحرقوا فيها أتباع أهل البيت (عليهم السلام)  وهم يقولون ” ادخلوا سقر ” ولم يشفع لهم إسلامهم وإعلان توبتهم ولم تشفع لهم أيضاً شهادة ” أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله” , وأورد ذلك ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ وهكذا حتى زمن تفجير المساجد بأهلها الآن في صلاة الجمعة كما حدث مع الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله في دمشق ونببش قبور الصحابة ومنهم حجر ابن عدي الكندي في سوريا وهكذا هى طريقة تفكير وفك شفرة عقول أصحاب مدرسة الرأي في الديانات الثلاثة .

وهذه الجرائم في حق البشرية حدثت بالفعل لبعد أكثر الناس عن نصوص كتبهم السماوية وأدناها الوصايا العشر في الديانات الثلاثة والعمل بالرأي والهوى في  مقابل نصوص القرآن الكريم والتوراة والإنجيل فبرزت هذه العصبيات المقيتة التي سفك بها دماء كثيرة من أهل الديانات الثلاثة وفي داخل كل ديانة  على حدة بين متعصبي كل مذهب .

وهؤلاء الخوارج هنا بين الله تعالى كيف أنهم شرعوا لأوليائهم من الدين مالم يأذن به الله كما بينا في قوله تعالى : { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله – الشورى }  .

وهؤلاء المجرمين القتلة في كل زمن أصحاب الرأي في الديانات الثلاثة وآخرهم التكفيريين وأصحاب النظرية الصهيونية التي تكونت من بعض اليهود وبعض النصارى وتوحدت جهودهما مع الخوارج التكفيريين فقتلوا وأحرقوا نبشو قبوراً في كل مكان على الرغم من قوله تعالى في القرآن الكريم { إن هذا القرآن يهدي للتي هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم أجراً حسنا – الكهف } وقال تعالى في التوراة كما قلنا من قبل  { إنا انزلنا التوراة فيها هدى ونور } و كذلك قال تعالى في الإنجيل  { وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور }  فهل هذه الكتب دعت لغير الوصايا العشر في كل دين وحكمت بالعدل بين الناس .أهـ .

وإذا ما تكلمنا عن تقسيم كتاب الله تعالى لليهود أولا سنتكلم عن لفظ يهود وهادوا في القرآن الكريم فوجدناهم ينقسمون إلى طائفتين مؤمنة وهم قلة كافرة وهم أكثرية كما يلي :

أولاً :

 الذين هادو في القرآن الكريم :

يبين تعالى أن اليهود فريقين

الأول :

وهم المؤمنون الذين هادوا واهتدوا للعمل بالتوراة وفيها الهدى والنور :

قال تعالى في التوراة المنزلة من عند الله تعالى :

 

{ إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ – المائدة 44} .

 

ومادام فيها هدى ونور من الله تعالى فالرحمة كانت فيمن اعتقد وآمن بها لقوله تعالى { وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ – الأحقاف 12 } , .

 

وهؤلاء هم المهتدين الذين اهتدوا إلى العمل بأوامرالله تبارك وتعالى المنزلة في التوراة والإنجيل والتي بشرت بنبي آخر الزمان والقرآن المنزل عليه كما في  قوله تعالى : { وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ –  الاعراف  156 -157 } .

وبالتالي :

“الذين هادوا” أي الذين رجعوا إلى الله من بني إسرائيل فقالوا (إنا هدنا إليك) “أي رجعنا إليك ، وقد أطلق الله عليهم ذلك التعبير لأنهم رجعوا إليه (أي إلى الله) كما ذُكر في قوله تعالى {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ }، وكما جاء في الآيات الكريمة التالية عن بني إسرائيل الذين عبروا البحر مع موسى عليه السلام :

 

{وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ  وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا  فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا (أي رجعنا) إِلَيْكَ ـ سورة الأعراف 156 ـ 154}  .

 

وهؤلاء الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى وكل الديانات والملل والنحل إنما مرجعها إلى خالقها عز وجل ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون  مع الأخذ في الإعتبار أن الذين آمنوا بكتب الله المنزلة وخاتمها سيدنا محمد والقرآن الكريم المنزل عليه وليس بعده إلا نزول نبي الله عيسى قبل يوم فهؤلاء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون كما في قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ – البقرة 62}

 

ثانياً  : لفظ اليهود في القرآن الكريم :

 

  • يهود عملوا بالتوراة :

 

وهنا إذا قال تعالى عن التوراة { إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ  فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ  – المائدة 44 }

وهنا يأتي الحديث عن أمة مسلمة لله تعالى من اليهود تعمل بكتاب ربها وما فيه من الهدى والنور واتخذته إماماً لها ثم يظهر فيهم قوم يعملون بالرأي فيقتلون النبيين بغير حق ومن تبعهم ويبدأ نور الله في الإختفاء مع إخفاء الأحبار والرهبان لحقيقة ما يعلمونه من أمور دينهم فأخفوا منه الكثير خشية القتل بعد أن نقمت الطائفة الكبرى من أصحاب مدرسة الرأي خشية القتل فقتلوا المؤمنين كما قتلوا النبيين قال تعالى في هؤلاء : { ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ – البقرة 85 } .

 

وبعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله نقموا أيضا من المسلمين المؤمنين بالله تعالى ورسله وخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وأهل بيته عليهم السلام  كما فعلت الأمم من قبل حذو القذة بالقذة كما أخبرنا صلى الله عليه وآله فقال الله تعالى : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ  مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ – المائدة 59-60 } . وبالتالي هنا المغضوب عليهم والضالين هم طائفة كفرت بالله تعالى ورسله وأفسدت في الأرض وقتلت الأنبياء مضافاً إليهم قتل أهل بيت النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ممن زعموا أنهم مسلمون واحتاروا في الحكم بكفر قتلتهم , متهوكون فيهم .

 

 يهود عملوا بالرأي وتركوا العمل بالتوراة ونبذوها وراء ظهورهم :

 

ومن هؤلاء قوم اعتدوا في السبت فلعنوا بعصيانهم وانتهى أمرهم :

وهم “أصحاب السبت” وكانوا مجموعة صغيرة من بني إسرائيل تمثل أهل قرية منهم، حاولوا أن يخدعوا الله ويتحايلوا على آيات التوراة وأوامره فيها بعدم العمل يوم السبت (أو كما يسمى حفظ يوم السبت)، وقد ذكرت قصة هؤلاء القوم في قوله تعالى:

{وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ (أي يوم السبت) إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُون } وهؤلاء هم المعنيون فى قوله {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ}.

وهؤلاء هم فقط المذكورون في الآية {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ـ سورة البقرة 65}.

وفي طائفة أخرى منهم فشت فكرة بنوة الأنبياء للرب تبارك وتعالى متأثرين بالتراث الفرعوني المصري والأشوري العراقي كما في قوله تعالى { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ – المائدة 30 } . وعن تقليدهم تراث الأمم الفرعونية المصرية والأشورية العراقية لذلك قال تعالى هنا : { يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون} ثم قالوا بقدسيتهم لأنهم أبناء الرب تبارك وتعالى جهلاً بحقائق كتاب ربهم التي أخفاها أسلافهم خشية القتل أو لأسباب أخرى دنيوية بين الكتمان والتحريف كما في قوله تعالى { يحرفون الكلم من بعد مواضعه } أو قوله تعالى { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ – آل عمران 187}

وانتشرت وفشت بين العالمين معتقدات ظنوا أنها من عند الله تماماً كما فعلت مدرسة الرأي في أمة المسلمين فخرجت فرق وجماعات ومذاهب سفك على أثرها الدماء والتكفير والإختلاف قال تعالى لذلك محذراً أمة محمد (صلى الله عليه وآله) من الوقوع في ذلك المسلك { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ  عندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ  – آل عمران 78}

وعلى الرغم من اختلاف أصحاب الديانتين من قبلنا وتكذيبهم لبعضهم البعض كما في قوله تعالى : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ – المائده 113 } .

 وعلى نفس النهج اختلف الذين ليس عندهم علم حقيقي من كتاب الله تعالى فاختلفوا وتقاتلوا على الرغم من تلاوتهم كتاب ربهم فزعموا أنهم ابناء الله وأحباؤه كما في قوله تعالى : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم  بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ  يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ  وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ – المائدة 18} .

والغريب أن هذا المعتقد المليئ بالغرور والإستعلاء تغلغل أيضاً إلى صفوف المسلمين تحت وطأة الإختلاف وترك ولاية وعلم أهل بيت نبيهم عليهم السلام فقالوا نحن خير أمة أخرجت للناس بعدما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كشرط للخيرية كما في قوله تعالى { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم  مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ – آل عمران 110 } .

وهنا يبين الله تعالى أن الخيرية لأمة المسلمين مشروطة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله وفي بيان القرآن بالقرآن لفظ “أمة” يرد على نبي الله إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى { إن إبراهيم كان أمة } وهنا يتبين لنا أن خير أمة هم أهل البيت الإبراهيمي وهم الأنبياء من ذريته الذين قال تعالى فيهم { رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت } وأخرهم ذرية نبي الله إبراهيم من ولده إسماعيل عليهم السلام وهم أهل بيت النبي محمد (صلى الله عليه وآله ) الذين قال تعالى فيهم { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا – الأحزاب } وهؤلاء هم خير أمة أخرجت للناس ولا خيرية لهم إلا بولاية أهل البيت الإبراهيمي وهم الطيبون من ذرية نبي الله إبراهيم عليهم السلام ويعقوب الأسباط وموسى وهارون وخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وىله وسلم وهؤلاء منهم من يسلم الآن في الغرب والسؤال هنا :

ونحن جميعاً سواء في المنكرات وسوء الأخلاق وسطحية الفهم و الجهل بالدين والدنيا معاً هكذا هو حال العرب و المسلمين الآن فهل تريد كمسلم عالماً أو حاكماً إن يأتوننا ونحن على هذا الحال ولا نعلم أسرار وغوامض شرع الله بل ونجهل تاريخنا الدموي ممع أهل بيت النبي عليهم السلام خاصة وتسعى هذه الأمة على طمره وطمسه بكل الوسائل الممكنة من الوضع والكذب وسلاح التكفير و التصفية الجسدية لعلماء فهل ونحن على هذا الحال نريد من كل من يسلم أن يأتي غلينا لنعطيه صكوك الغفران والإذن بدخول الجنة ؟!! .

إن المعاملات بين الناس لابد وأن تخضع لقواعد الوصايا العشر المأمور بها في كل الديانات من مكارم الأخلاق والصدق والأمانة التي أوصى بها كل أنبياء الله تعالى في الديانات السابقة وعن العبادات التي تميز بين كل دين ودين أو مذهب ومذهب هى علاقة بين العبد وربه لا شأن ولا دخل لبشر فيها بين المخلوق والخالق ولا شأن للبشر فيما بينهم ولا يخصهم سوى المعاملات والتي لابد وأن تخضع لقواعد أخلاقية في كتب الله السماوية ولما عمل بها رسول الله صلى الله عليه وآله سئلت السيدة عائشة عن خلقه الكريم صلى الله عليه وآله فقالت [ ” كان خلقه القرآن ” ] .

ولذلك قال تعالى في صلى الله عليه وىله { وإنك لعلى خلق عظيم – القلم 4 } وهذا الخلق العظيم أودعه الله تبارك وتعالى في الوصايا العشر كما بينا وهذه الوصايا عندنا كمسلمين بالقرآن الكريم في آيات بينات من سورة الأنعام والإسراء والحجرات كما يلي :

وصايا سورة الأنعام :

[قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ [الأنعام:151]

أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الأنعام:151]

وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الإسراء: 23]

ثم قال: وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [الأنعام:151]

وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ [الأنعام:151]

وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ [الأنعام:151]

وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ [الأنعام:152

وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [الأنعام:152]

وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ [الأنعام:152]

لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [الأنعام:152

وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى [الأنعام:152]

وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى [الأنعام:152]

وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا [الأنعام:152]

ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [الأنعام:152]

وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ [الأنعام:153]

وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ [الأنعام:153]

فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام:153]

ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153] .

وصايا سورة الإسراء :

[ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)

وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)

رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)

وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26)

إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)

وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا (28)

وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا (29)

إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30)

وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ  نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)

وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)

وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ  وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ  إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا (33)

وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34)

وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35)

وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ  إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37)

كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38)

ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا (39)  – الإسراء ]

وصايا سورة الحجرات :

[ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ  وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12)

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) – الحجرات } ] .

ومثل هذه الوصايا في التوراة والأنجيل كما يلي :

لوصايا العشر עשרת הדברים، Ten Commandments، هي مجموعة من الوصايا التي، حسب الكتاب المقدس، أنزلها الله على النبي موسى لبني إسرائيل فوق جبل سيناء.

نزلت على موسى منقوشة على لوحي الشريعة في جبل حوريب؛ وتعتبر “وصايا العقل، أساسية في إلزامها بحيث لا يمكن أن يُعفى أحد من الالتزام بها”،   وفي العهد الجديد حين سُئل المسيح: “أي عمل صالح أعمل لأرث الحياة الأبدية؟”، أجاب “احفظ الوصايا”، وقد اعتبرت “خلاصة القوانين الأساسية للتصرف لإنساني، فاليهود والمسيحيون يرجعون إليها لكي يتعلموا منها كيفية التصرف في الحياة الأخلاقية”،  وقال عنها البابا يوحنا بولس الثاني : “ليست الوصايا العشر فرائض ألزمنا بها إله طاغية عشوائيًا، إنها تؤمن اليوم وفي كل الأيام حياة العائلة الإنسانية ومستقبلها”. كان لوحي الشريعة يحفظان داخل صندوق يدعى تابوت العهد موضوع داخل خيمة تدعى خيمة الاجتماع، نقلها بنو إسرائيل معهم حيثما حلّوا، ثم نقل التابوت إلى هيكل سليمان زمن الملكية في يهوذا إثر تشييده، ودمرّا بدمار الهيكل إبّان السبي البابلي ، غير أن محتويات اللوحين حفظا في التوراة المكتوبة في والمحتويتان حاليًا في سفر الخروج، 20 وسفر التثنية، 5، كما تفشّوا على لسان الشعب – المعرفة ] .

والوصايا العشر كما جائت في سفر التثنية والخروج :

[ وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَيَّ إِلَى الْجَبَلِ، وَكُنْ هُنَاكَ، فَأُعْطِيَكَ لَوْحَيِ الْحِجَارَةِ وَالشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ الَّتِي كَتَبْتُهَا لِتَعْلِيمِهِمْ». 13 فَقَامَ مُوسَى وَيَشُوعُ خَادِمُهُ. وَصَعِدَ مُوسَى إِلَى جَبَلِ اللهِ..

أول إشارة للألواح في  Exodus 24:12–13

نص الوصايا العشر التي أمر بها الله بني إسرائيل في سفر الخروج، الأصحاح 20 هي :

  1. لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.
  2. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ.
  3. لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلًا.
  4. اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ.
  5. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
  6. لاَ تَقْتُلْ.
  7. لاَ تَزْنِ.
  8. لاَ تَسْرِقْ.
  9. لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ.
  10. لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ. – المعرفة ] .

 

وهذه الوصايا هى التي يمكن لكل أهل الديانات الثلاثة أن تجتمع عليها لنبذ العنف والتقاتل بينهم مع التزام كل أهل ديانة بكتب ربهم ونبذ مدرسة الرأي التي أفرزت قتلة أنبياء ثم قتلة أهل بيت النبي محمد (صلى الله عليه وآله) كما بينا والله تعالى يحكم بين الجميع يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون قال تعالى : { اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ – الحج 69 }

والسؤال بعد ذلك : هل بعد أن قتلت أمتنا أهل بيت نبيها (عليهم السلام) وانتشرت بينهم مدرسة الرأي بالقرن الثالث حتى الآن يظنون أنهم على الحق وماكان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وصحابته الكرام في زمانه ؟ّ

الحقيقة أن ذلك مخالف ومجافي للواقع والحقيقة لأنه بعد مدرسة الرأي انتشر ترك الأمر بالمعروق والنهي عن المنكر حتى ورد عن ابي هريرة [  أنه قال : ( حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين ، أما أحدهما فبثثته ، وأما الآخر فلو بثثته قُطِعَ هذا الحلقوم ] .

وهنا بدأ ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن الوعاء الذي كتمه أبو هريرة هو حق الإمام علي وأهل البيت عليهم السلام فمن تكلم في ذلك قتل كما قتل الحجاج التابعي الجليل سعيد بن جبير وقصته معروفة

ثم تطور الأمر بهم إلى درك اسفل بأن أمرو بالمنكر ونهوا عن المعروف  ثم تطورت أفعالهم إلى درك أحط وأسفل بأن قتلوا من يأمرون بالمعروف ينهون عن المنكر وهنا بدأوا قتل أهل بيت نبيهم عليهم السلام والفتك بهم ومن يأمرون بالقسط من الناس بتأويلات تافهة ومكذوبات على رسول الله صلى الله عليه وآله كما فعلت الأمم من قبل لا يقل بها ولا يجادل عنها إلا زنديق قال تعالى في هؤلاء { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ  – آل عمران 21 } .

وفي ترك هذه الأمة الأمر بالمعروف ثم تطور الأمر إلى هذه الدركات الإنحطاطية الخطيرة والتي بدلوا بها الكثير من شرع الله تعالى هنا : [ قال – صلى الله عليه وآله – مُحَذِّرًا من هذه المرحلة : ((كيف بكم إذا طغَى شبابكم، وفجَر نساؤكم، وجار حُكَّامكم؟))، قالوا : أوَكائنٌ ذلك يا رسول الله؟ قال: ((والذي نفسي بيده، وأشد منه سيكون)) ((كيف بكم إذا لَم تَأْمروا بالمعروف، ولَم تَنْهوا عن المنكر؟))، قالوا: أوَكائنٌ ذلك يا رسول الله؟ قال : والذي نفسي بيده، وأشد منه سيكون كيف بكم إذا رأيتُم المعروف منكرًا والمنكر معروفًا؟))، قالوا: أوكائنٌ ذلك يا رسول الله؟ قال: ((والذي نفسي بيده وأشد منه سيكون))؛ أي: إذا انقَلَبت عندكم الموازين، فأصْبَحتم تَعُدُّون المنكر معروفًا والمعروف منكرًا ……  ] .

 

وبالتالي نحن في زمن فساد كل الأديان وليس دين واحد مما يستلزم البحث الدؤوب في الأديان للوصول إلى النتائج الحقيقية التي لاشك فيها وهذا يستلزم جهد كبير وزمن طويل على مستوى العلماء والباحثين وعلى مستوى الناس عموماً حكاماً ومحكومين وحتى يصلوا إلى النتيجة المرجوة للإفلات من عذاب الله تعالى سيزيق الله تبارك وتعالى كل العالم والأمم الويلات وسينزل بهم الدواهي والإبتلاءات لخروجهم على الحق وسفكهم للدماء وانتشار الفساد والشذوذ والإساد في الأرض بينهم إلى أجل هم بالغوه وهو زماننا هذا نعوذ بالله منه فقد وصلنا إلى زمن القضاء الإلهي الحتمي النازل بالبشر وهى أيام الله تعالى في القرآن الكريم التي قال تعالى فيها  { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ – إبراهيم 5 }  .

 

فليس أمام البشر الآن إلا الإيمان بالله تعالى ورسوله وولاية أهل بيته عليهم السلام أوالهلاك الحتمي الفردي والجماعي و بطرق كثيرة ومتعددة وكل على قدر جريمته مع الخالق عز وجل التي يعلمها كل فرد منهم أو جماعة أو دولة علمها الناس أم لم يعلموها بعد أن فقد الجميع مكارم الأخلاق وابتعد الجميع عن دين الله تعالى حتى أصبح بينهم وبين الحق و مكارم الأخلاق بوناً شاسعاً خاصة في بلاد العرب والمسلمين .

 

وهنا إذا عدنا لأهل الكتاب وجدنا أن الله تبارك وتعالى أكد بأن التوراة فيها هدى ونور في قوله تعالى { إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور} وكذلك الإنجيل قال تعالى فيه { وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ – المائدة 46} .

 

فهل ما انتشر في الغرب من انحلال اخلاقي وشذوذ وعري وانفلات ديني وأخلاقي وسفك لدماء العالم العربي و الإسلامي بحجج حقيقية أم واهية ظاهراً وباطناً

 

عملاً يرضي الرب تبارك وتعالى أم أنهم يعملون بالفكر القيامي في المسلمين .

 

و هل هذا هو الهدى والنور الذي أنزله الله تبارك وتعالى فيهما ؟

 

إن الصدق والأمانة المنتشرة في بلاد الغرب على الرغم من الإنحلال الأخلاقي لترشحهم إلى الهدى وقيادة العالم مرة أخرى ليكونوا بلاداً إسلامية حقيقية بعد أن التزموا بأخلاق القرآن الكريم من صدق وأمانة و ذلك عكس بلاد العرب والمسلمين التي انتشر وفشا فيهم الكذب والنفاق وسفك دماء أهل بيت النبي (عليهم السلام) من قبل وحتى الآن وشيعتهم والنفاق وهذا كله سوء أخلاق من علامات زوال الأمم وفنائها كما ذكر ابن خلدون في مقدمته .

 

وقد حذرنا الله تبارك وتعالى من ذلك حيث قال تعالى { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ولا تضروه شيئا – محمد 38 } .

وهذه سنة لن تتبدل ولن تتغير قال تعالى فيها { سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا – الأحزاب 62 } .

وكفار كل زمان ليسوا خيراً من الذين من قبلهم قال تعالى { أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُولَٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ – القمر 43 }  ثم يذكر الله تعالى الجميع بأن يسيروا في الأرض لينظروا ماذا فعل الله تعالى بالأمم السالفة من قبل  وكما دمرهم الله تعالى فسيدمر كل من سار على نهجهم وتقلد بهم قال تعالى { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا – محمد 10 }

 

 

ولخروج كثير من الديانات الثلاثة على هذا الهدى والنور المنزل فيهم ثم عملوا  بالهوى والرأي ثم قالت كل أمة بقداسة أهلها أنهم أبناء الله وأحباؤه كما قالت الأمم من قبل  { وقالوا نحن أبناء الله وأحباؤه } ودعوى خيرأمة على الرغم من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك العمل الصالح الذي هو شرط لصحة الإيمان وانتشار سوء الأخلاق فيما بينهم وهى شروط اشترطها الله تعالى في خيرية الأمم كما في قوله تعالى  { كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } فالجميع ادعى هذا الإدعاء بالخيرية على الرغم من تركهم لأوامر الله تعالى ونواههيه .

 

ثم تطورت إلى القدسية إلى قداسة الجنس الأبيض وتفوقه على الملونين لأنهم أبناء الله  وأحباؤه ثم قالوا بقدسية الأرض التي لابد وأن يجتمعوا فيها بالدم فانطلق الفكر الصهيوني بينهم في هاء الجمع التي قال تعالى { ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم } وتعاون معهم أصحاب الأهواء ي الديانات ألخرى السماوية والأرضية خفية وعلانية  وهؤلاء جميعا بعضهم يتولى بعضاً  وقد نهى الله تعالى عن ولايتهم كما في قوله تعالى عن هذا الفريق الخارج على كتب ربهم السماوية : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ  وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ – المائدة } وهنا التبعيض يؤكد ما ذكرناه آنفاً لأنهما كديانتين من قبلنا إن ادعوا بأنهم على دين سيدنا إبراهيم عليه السلام هنا يقول تعالى أن إبراهم كان مسلماً لله تعالى و لم يك من المشركين قال تعالى :

{  مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ – ال عمران 67 } وإذا كان الله تعالى يؤكد بأن سيدناإبراهيم خليل الرحمن كان مسلماً فيؤكد لهم أيضاً بأن التوراة والإنجيل نزلا من بعده فكيف ينتمي لإياً من الكتابين كما في قوله تعالى  : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ  – آل عمران 65-66 } .

[ وهنا  (فيما ليس لكم به علم ) ، يعني : في الذي لا علم لكم به من أمر إبراهيم ودينه ، ولم تجدوه في كتب الله ، ولا أتتكم به أنبياؤكم ، ولا شاهدتموه فتعلموه؟ – تفسير الطبري ] .

 

فالهاء هنا معتقد جمع الكثير منهما على إباء الرضا عن سيدنا محمد ودين المسلمين

 

حتى يتبعوهم فيما يهوونه من معتقد صهيوني يجلبون به الدنيا ويعملون لها دون الآخرة والإستعداد لها بالعمل الصالح والصدقات على الفقراء ودعم المعوزيين والتي غلغلت منهما إلى كثير من المسلمين خاصة بعد ظهور مدرسة الراي تماماً بتمام وحذو القذة بالقذة كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وآله فعملوا للدنيا فقط دون الإستعداد للآخرة والعمل الخالص لوجه الله تعالى استعدادا للقائه عز وجل

[قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثلا بمثل حذو النعل بالنعل حتى لو كان فيهم من نكح أمه علانية كان في أمتي مثله إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا ملة واحدة ” فقيل له : ما الواحدة ؟ قال : ” ما أنا عليه اليوم وأصحابي – المستدرك ] .

 

وهنا :

 

  • نحن أبناء الله وأحباؤه واصطفاؤهم على الخلق :

 

إذا كان في أهل الكتاب من يقول { نحن أبناء الله وأحباؤه } فظهر في المسلمين من يقول نحن { خير امة أخرجت للناس } وقد فشى فيهم الكذب والنفاق والكبائر التي أهلك الله تعالى بها الأمم قبلنا .

 

  • إذا كان عند أهل الكتاب عجل معبود فعند المسملين بنص الحديث الدرهم والدينار

قال تعالى {  وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم }  – و لفرط ضلال هذه الطائفة وكفرها قال تعالى فيهم {و أُشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم – البقرة93 }  وفي أمة محمد صلى الله عليه وآله يقول [ لكل أمة عجل يعبدونه وعجل أمتي الدراهم والدنانير-الديلمي ] فقتلت طائفة من هذه الأمة بالرأي والهوى في مخالفة نصوص كتاب الله تعالى الصريحة تأولاً باطلاً   استحلوابه دماء أهل بيت النبي الذين نزل في بيوتهم القرآن الكريم وقال فيها { في بيوت اذن الله أن ترفع ويذكر فيها أسمه } فمن أجل دنيا وملك ودراهم ودنانير قتلوهم كما قتلت الأمم الأنبياء من قبل حتى ظهر فيهم من يسلب الإمام الحسين والإمام زيد ملابسهم يتفيئونها لعنهم الله كما فعلت طائفة من أهل الكتاب ذلك من قبل .

 

  • تحريف الشريعة بين أهل الكتاب من قبلنا وبين أمتنا

 

اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله  لما أسمع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عدي بن حاتم الآية، وكان على النصرانية قال له: ((أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئاً استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئاً حرموه)) [الترمذي ح 3306 وحسنه الألباني ] .

 

  • إذا كان اليهود حريصون على الدنيا فالمسلمين الآن كثيراً منهم أحرص على ذلك

 

قال تعالى : { يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر – البقرة } وقال تعالى أيضاً { قلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ الجمعة 6 } وما حدث ذلك إلا برفع العلم التوراتي الإنجيلي والقرآني الحقيقي والذي يبث اليقين في النفوس ويجعلهم على علم بما هو كائن بعد الموت فتستوي عندهم الحياة والموت بل الموت في سبيل الله والجهاد في سبيله لديهم يكون مفضلاً على الحياة الدنيا كما قال تعالى  { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ  تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا  سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ  ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ  وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ  وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا – الفتح 29 } وهنا منهم اي ليسوا جميعا فمنهم من آمن به ومنهم من لم يؤمن به وصد عنه كما في قوله عز وجل {  وَمِنْهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لَّا يُؤْمِنُ بِهِ  وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ – يونس 40 }  أي منهم من أمن بالله واتبع رسله وتولى أهل بيت النبي إبراهيم من الأنبياء واتبعهم واتبع النور الذي أنزل عليهم وآخرهم خاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وىله فحسدهم الناس كما في  قوله تعالى  { أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ  فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا  فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ  وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا – النساء 54-55} .

والذين أمنوا هنا واتبعوهم ولم يحسدوهم هم الذين وعدهم الله تعالى بالمغفرة والأجر العظيم في قوله تعالى  كما بينا من قبل  { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا – الفتح 29 } .

 

  • ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

 

وهنا عندما تركوا العمل بكتاب ربهم ضرب لهم مثلاً لأمة المسلمين أن هناك أمة من قبل تركوا العمل بكتاب ربهم فشبههم بالحمير التي تحمل الأسفار وهى الكتب الثمينة فلا يدري الحمار ماذا يحمل على ظهره وهذا مضر ضرب من بني إسرائيل لأمة ستكون أشد منهم في العصيان لله تعالى أو مثلهم على أقل تقدير كما في قوله تعالى { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ – الجمعة 5 } .

وهنا { مثل } أي أنه مثل ضرب لأمة الإسلام بما يعني أنهم إن تركوا العمل بكتاب ربهم فهم أشر من الحمير وأشر من بني إسرائيل أيضاً ويقول تعالى للجميع من مسلمين ومسيحيين ويهود أنهم ليسوا على شيئ حتى يقوموا عملاً بكتب ربهم وفيها الإيمان بالله تعالى وبخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله قال عز وجل : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ  وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ – المائدة 68 }

وعن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند بني إسرائيل من قبل قال صلى الله عليه وسلم : [ ((إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول له: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال : { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون- المائدة:78-79} .

ثم قال صلى الله عليه وسلم : [ ((كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً أو لتقصرنه على الحق قصراً)) .وجاء في رواية أخرى أيضاً لأبي داود : ((أو ليضربن الله بقلوب بعضكم بعضاً ثم ليلعننكم كما لعنهم)) – رواه أبو داود ح4336، والترمذي ح3047، وابن ماجه ح 4006] .
وستقع هذه الأمة فيما وقع به بنو إسرائيل فهي ما تزال تتبع سنن بني إسرائيل حيث قال: [ ((ستكون بعدي فتن، لا يستطيع المؤمن فيها أن يغير بيده ولا بلسانه، قلت: يا رسول الله، وكيف ذاك قال: ينكرونه بقلوبهم)) – رواه الإسماعيلي ] .

 

  • الافتراق في الدين

ذكر الله لنا تفرق أهل الكتاب في دينهم محذراً من صنيعهم، قال تعالى { ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً – الروم 32}  { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات – آل عمران 105} {ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه – فصلت 54} {ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله – الأنعام 153}  {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا – آل عمران 103}  { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه – الشورى 13]
وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسباب الافتراق التي وقع بها بنو إسرائيل حتى لا نصير إلى ما صاروا إليه،ومن ذلك معارضة النصوص بعضها ببعض،  [ قال عبد الله بن عمرو : ((هجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية ، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال : ((إنما هلك من كان قبلكم من الأمم باختلافتهم في الكتاب))  مسلم ح 2666] .

[ قال ابن سعود سمعت رجلاً قرأ آية سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم خلافها فأخذت بيده فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كلاكما فحسن.قال شعبة: أظنه قال: ((لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا))  البخاري:2410]
وفي مسند أحمد خرج علينا رسول الله ذات يوم والناس يتكلمون في القدر [  قال: فكأنما تفقأ في وجه حب الرمان من الغضب ، فقال لهم:  ((مالكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض ، بهذا هلك من كان قبلكم))  أحمد ح 6381].

 

وفي مسلم : [ فسمع صوت رجلين اختلفا في آية فخرج علينا رسول الله يعرف في وجهه الغضب فقال (( إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب)) – مسلم 2666] .

 

وقال صلى الله عليه وسلم [ ((دعوني ما تركتكم ، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم))  البخاري :7288 ، مسلم 1337]

والغلو في الدين سبب من أسباب الافتراق حذر منهصلى الله عليه وسلم فقال [ ((إياكم والغلو في الدين ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين))  النسائي :3057 ، أحمد 1754 ، ابن ماجه 3029]. وقد وقع فيه أهل الكتاب كما قال الله تعالى { يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق }   .

 

وفي حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:   [ ((لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم فإن قوماً شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم ، فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات ، رهبانية ابتدعوها ما كتبناه عليهم))  أبو داود ح 4904] .

ومن أسباب التفرق التي وقع بها بنو إسرائيل ثم وقعنا بها الجدل وعصيان النبي صلى الله عليه وسلم في أمره [ ((ذروني ما تركتكم ، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم ، واختلافهم على أنبيائهم)) أي مخالفتهم. – البخاري 7288 ، مسلم 1337] .

عن أبي أمامة قال : قال صلى الله عليه وسلم : [  ((ما ضل قوم بعد هدىً كانوا عليه إلا أوتوا الجدل)). – رواه الترمذي ح 3253، وابن ماجه ح 48]
وقد وقعت الأمة لهذه الأسباب وغيرها في التفرق المذموم الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر بوقوعه حين قال [ ((تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة أو اثنتين وسبعين فرقة والنصارى مثل ذلك ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة)) [الترمذي 3640 ، أبو داود 4596 ، ابن ماجه 3991] .

 

  • وإذا كان فيهم من يعتقد بالخروج من النار :

 

{ وقالوا لن تمسنا النار إلأا أياماً معدودة } قالوا بالخلود خلودان  الأول يعني طول المكث والخلود الأبدي لا يخرج منها أبداً أي انه نفس المعتقد

 

يقول بن باز : [ خلود دائم أبدًا : فهذا للكفار نعوذ بالله، لا يخرجون منها أبداً، كما قال جل وعلا ) : كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ    البقرة:167ِ)  وقال ) : يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ – المائدة :37 (  .

الخلود الثاني : خلود مؤقت لكنه طويل ، خلود مؤقت لكنه طويل فهذا توعد الله به من قتل النفس بغير حق ، من قتل مؤمنًا بغير حق فتوعده الله بالخلود ، وهكذا من قتل نفسه بحديدة أو بسم توعده الله بالخلود وهذا الخلود ما هو بدائم، خلود له أمد ينتهي إليه كما قال أهل السنة والجماعة، ولا يخلد الخلود الدائم أبدًا إلا الكفار، أما العصاة إذا دخلوا النار فيعذبون على قدر معاصيهم، لكن لا يخلدون أبد الآباد ] .

 

والرد الأول على ذلك :

من خلال قوله تعالى فيمن عصى الله تبارك وتعالى وتعدى حدوده فالله تعالى في سورة النساء وعده بالخلود فقط أي انه سيخرج منها كما في قوله تعالى { ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين – المائدة 14 } .

وفي سورة الجن ومن بعصي الله ورسوله فقط فلن يخرج منها كما في قوله تعالى { وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا – الجن 23 } فلو كان ذلك المعتقد صحيحاً لكانت أية سورة النساء والتي فيها عصيان الله ورسوله وتعدي حدود الله المفترض يكون فيها الخلود أبدي وسورة الجن عصيان الله فقط يكون خالداً فيها بطول المكث فهذا عصيان .

والرد الثاني :

أنه لا يوجد زمن عند الله فمن دخلها فهو خالد فيها ولا يعلم بطول أوقصر مكث فيها .

والرد الثالث :

وهو القول الأبشع والأشنع لتخفيف جرائم القتل الفاشية فيهم والاستهتار بالدماء بأن قتل المؤمن يمكث فيها طويلا ثم يخرج منها وهو قول شنيع باطل لأن قتل المؤمن ورد فيه أربع عقوبات لم ترد في أي حكم بما فيها الكفر بالله تعالى وهذه العقوبات :

أ – جزاؤه جهنم خالدا فيها .

  • وغضب الله عليه .

ج – ولعنه .

د – وأعد له عذاباً عظيما .

فقال تعالى هنا : { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا – النساء 93}

وهنا الخلود في النار بلا زمن محدد للحديث القائل يؤتى بالموت على على هيئة كبش أملح على الصراط فيذبح ويقال لأهل الجنة يا أهل الجنة خلود بلا موت و يا أهل النار خلود بلا موت …. الحديث .

وبالتالي أبشع الجرائم على الإطلاق هى القتل التي تمثل قتل خليفة الله في أرضه وهو الإنسان والشروع في قتل الخالق إذ لو كان في مقدورالقاتل فعل ذلك لفعل تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .

ومن هنا جريمة القاتل في حق الخالق عظيمة لأنها مظلمة في حق نفس يقال للقاتل أحيه كما قتلته ويقول المقتول للخالق عز وجل وهو تشخب أوداجه سل هذا ياربي لم قتلني …. الحديث .

 

وهؤلاء القتلة من طوائف الصهيونية ومنهم قتلة الأنبياء وقد أضيف إليهم قتلة أهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وآله وكلهم قد قتلوا أهل البيت الإبراهيمي حسداً من عند أنفسهم لملكهم الذي أعطاه الله تعالى لهم والحكم والبركة وخير الدنيا والآخرة والرسالة والنبوة وخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله لذلك حسدهم الناس كما في قوله تعالى { أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا  فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا – النساء 54 – 55 } .

 

ومن صد عنهم هنا فريق من أهل الكتاب من ذرية قابيل قاتل أخيه والخوارج وهؤلاء نسب بعضهم لدين اليهود والبعض الآخر في دين المسلمين ومنهم الخوارج ومن هنا ميز القرآن بين أهل الكتاب منهم الطيبون المؤمنون الذين يتلون آيات الله آناء الليل وهؤلاء لا يستوون بمن كفروا وقتلوا أنيائهم ثم أهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وآله كما فيقوله تعالى : {  لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ – الأنعام 113} وهنا يقول بن كثير في تفسيره للآية الكريمة  :

 

[عن ابن عباس – أن هذه الآيات نزلت فيمن آمن من أحبار أهل الكتاب ، كعبد الله بن سلام وأسد بن عبيد وثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية وغيرهم ، أي : لا يستوي من تقدم ذكرهم بالذم من أهل الكتاب [ وهؤلاء الذين أسلموا ، ولهذا قال تعالى : ( ليسوا سواء ) أي : ليسوا كلهم على حد سواء ، بل منهم المؤمن ومنهم المجرم ، ولهذا قال تعالى : ( من أهل الكتاب ] أمة قائمة ) أي : قائمة بأمر الله ، مطيعة لشرعه متبعة نبي الله ، [ فهي ] ) قائمة ) يعني مستقيمة ( يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ) أي : يقومون الليل ، ويكثرون التهجد ، ويتلون القرآن في صلواتهم ] .

 

وقرب آخر الزمان في زماننا هذا سيكون تمهيداً لنزول نبي الله عيسى عليه السلام ومن أهل الكتاب كثير سيسلم لله تعالى بناءاً على حقائق ذكرتها التوراة والنور الذي أنزل فيها والنور كذلك الذي أنزل في الإنجيل وما هو مصدق لهما في القرآن الكريم كما في قوله تعالى { وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا – النساء 159 } .

 

وأما الذين نبذو التوراة وراء ظهورهم بعد أن أخذ الله تعالى عليهم الميثاق بإظهار ما فيها وعدم كتمانه فكذبوا نبي الله عيسى وسيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام  كما في قوله تعالى :

 

{ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ  – آل عمران 187}

 

وقال تعالى أيضاً : { وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ – البقرة 101}

وهنا أوكل الله تعالى بمهمة إظهار دين الله وختم النبوات بسيدنا محمد ثم إمامة أهل بيته حتى زمن نزول عيسى وعودته عليه السلام وقال تعالى هنا  : { أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ – الأنعام 89 } .

إذا كان فيهم من يقتل النبيين بغير حق كما في قوله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ – آل عمران 21 } فإن أمة محمد قتلت ومثلت وانتقمت من آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وآله والواقع يشهد بذلك بعد أن قتلوا السيدة فاطمة والإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين ثم زيد ويحيى بن زيد وكل أهل بيت النبي بين قتيل او سجين أو مشرد وهنا قال صلى الله عليه وآله بعد أن جمع بني هاشم بكى وقال أنتم المستضعفون بعدي [ نظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي والحسن والحسين عليهم السلم فبكى وقال : أنتم المستضعفون بعدي … الحديث  – عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ج 2 ص 61 ، البحار ج 22 ص 469 ، الارشاد ص 99، أعلام الورى ص 84 ] .

[قال ابن الأثير في تأريخه : لما دخل البشير على عمرو بن سعيد ، فقال : ما وراءُك .
قال : ما سر الأمير ، قتل الحسين بن علي

!!!فقال : ناد بقتله ، فنادى ، فصاحت نساء بني هاشم ، وخرجت ابنة عقيل بن أبي طالب ومعها نساؤها حاسرة تلوي ثوبها وهي تقول :

مــاذا تقولون إن قال النبي لكم * ماذا فعلتم وأنت آخر الاُمــــم
بعترتي وبأهلي بعد مفتقـــدي * منهم اُسارى وقتلى ضرجوا بـدم
ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم * أن تخلفوني بسوءٍ في ذوي رحمي

فلما سمع عمرو أصواتهن ضحك وقال :
عجّت نســاء بنـي زيادٍ عجة * كعجيج نسوتنا غــداة الأرنـب
والأرنب : وقعة كانت لبني زبيد على بني زياد بن الحارث بن كعب ،

وقال ابن شهر آشوب في المناقب : لما قتل الحسين عليه السلام خرجت أسماء بنت عقيل تنوح وتقول  :

مــاذا تولون إن قال النبي لكــم * يوم الحساب وصدق القول مسموع
خذلتــم عترتي أوكنتم غيبــــاً * والحق عند ولي الأمر مجمــوع
أسلمتموه بأيدي الظالمين فمــــا * منكم له اليوم عند الله مشفـــوع
ما كان عنه غداة الطف إذ حضروا * تلك المنايا ولا عنهن مدفـوع ] .

 

والسؤال هنا ما هى الجريمة التي قتل بها أنبياء الله من قبل ثم  أهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وآله إلا كراهية رسل الله  جميعاً عليهم السلام وآخرهم ذرية النبي محمد وعترته ودين الله بالكلية بعد أن اجتمعت القلوب والأهواء على حب الدنيا والعمل لها  فأرادوا إزاحة هؤلاء من طريقهم لأنهم يعطلون عليهم شهواتهم كما قال قوم لوط في توصيف جريمة نبي الله لوط والذين آمنوا معه من آل بيته : { أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون } .مان

وبعد أن كفر بها أصحاب مدرسة الرأي في الديانات قبلنا أوكل الله تعالى بها من سيؤمن بها في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله حتى عودة نبي الله عيسى عليه السلام آخر الزمان  ورد في تفسير الطبري :

 

[عن ابن عباس قوله : ” فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين “، قال: كان أهل المدينة قد تبوءوا الدار والإيمان قبل أن يقدم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما أنـزل الله عليهم الآيات، جحد بها أهل مكة. فقال الله تعالى ذكره: ” فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين ” – تفسير الطبري ] .

 

والذين خرجوا على كتب ربهم وعملوا بمدرسة الرأي في الديانات فهؤلاء في صدارة العداوة لكل مؤمن بالله تعالى ورسله وخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله في كل زمن فكما قتلوا أنبياء الله تعالى من أولاد نبي الله إبراهيم وإسحاق كذلك خرج من بينهم من يقتل أولاد نبي الله إسماعيل ذراري سيدنا محمد صلى الله عليه وآله كما ذكرنا من قبل كما قال تعالى هنا في عداوتهم :

 

{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ – المائدة 82 }  .

 

ثالثاً :  بني إسرائيل في القرآن الكريم :

  • المؤمنون والكافرون من بني إسرائيل في القرآن الكريم   :

 

يبين القرآن الكريم من خلال هذا اللفظ أيضاً ما ذكرناه من قبل أن من بني إسرائيل آتاهم الله تبارك وتعالى الكتاب والحكم والنبوة كما في قوله تعالى { وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ – الجاثية 16 } ومن هذه الكتب التوراة المنزلة على نبي الله موسى عليه السلام وجعلها الله تعالى هدى لبني إسرائيل كما في قوله تعالى { وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا – الاسراء 2 } .

وقال تعالى ايضاً { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ – السجدة 23 }  وهذا الكتاب وصفه الله تعالى بالهدى وبالتالي العاملين به على هدى لقوله تعالى { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَىٰ وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ – غافر 53 } .

وفي هذا الهدى يبين تعالى أنه بعث في هذه الأمة اثنتي عشرا نقيباً إماماً فيهم لقوله تعالى { وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ  لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ  فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ – المائدة 12 } .وهنا تبوء المؤمنون الأوائل منهم ومن تبعهم مبوء صدق بعد هلاك فرعون وقوله تعالى { كَذَٰلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ – الشعراء 59 } وهنا أخذ الله تعالى عليهم الميثاق بنصرة ألنبياء من بعد ذلك وخاتمهم سيدنا محمد لقوله تعالى { لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا  كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ – المائدة 70 }.

وقد وصفه انبيائهم اشد الوثف حتى أصبحوا يعرفونه كما يعرفون أبنائهم كما في قوله تعالى { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ  وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ  – البقرة 146}

وكتمانهم للحق هنا كان سبباً للإختلاف بعد تجهيل الناس لأن النجوم أمان لأهل السماء والأنبياء  وخاتمهم رسول الله وأهل بيته عليهم السلام أمان لأهل الأرض

 

وبالتالي كتمانهم للحق أضلوا به كثير من الناس لذلك حذر الله تعالى المسلمين من اتباع طائفة منهم وليسوا جميعاً كما في قوله تعالى  { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ – المائدة 77 } .

وهنا بدأ الخلاف يدب بينهم بعد المكانة الرفيعة التي أنزلهم الله فيها وميراثهم للأرض من بعد هلاك الظالمين  قال تعالى : {  وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّىٰ جَاءَهُمُ الْعِلْمُ  إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ- يونس 93} .

ثم انتشر في الكثير منهم عصيان الله تعالى ونقض العهد والميثاق الذي واثقهم به أنبيائهم إلا قليلاً منهم كما في قوله تعالى { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ –  البقرة – 83}

وهنا يذكرهم الله تعالى بالوفاء بالعهد حتى يوفي الله لهم بعهده من النصرة والتمكين والبركة في الدنيا والآخرة قال تعالى{ يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ – البقرة40-41 } وهنا ب بنقضهم الميثاق وعصيان الكثير منهم لله تبارك وتعالى  وقتلهم للأنبياء لعنت هذه الطائفة على لسان نبي الله داوود كما في قوله تعالى { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ – المائدة 78 } .

وهنا الآية لعنت  “الذين كفروا” منهم وليسوا جميعهم أي أنهم ليسوا جميعاً لأن  “من” في الآية للتبعيض أي لتحديد فئة بعينها حتى لا يتم تعميم الآية على الجميع.

 

وبعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وحرب بعضاً منهم للنبي وهى الطائفة المقصودة باللعن كما أن منهم من آمن بالله تعالى وأسلم وشهد بصحة الرسالة وما ورد في رسول الله صلى الله عليه وآله من نصوص بالتوراة والإنجيل .

 

هنا قامت الحجة عليهم كما قال تعالى { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ  إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ – الاحقاف 10 } .

 

وهنا بعد هذه الشهادة يكون الله تعالى فد أقام الحجة عليهم فضرب عليهم الذلة والمسكنة  كما في قوله تعالى { وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون  – البقرة 61 } وقال تعالى أيضاً  { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ – آل عمران 112 } .

 

وهذه الذلة والمسكنة ضربها الله تبارك وتعالى على أمة محمد صلى الله عليه وآله أيضاً لنفس الأسباب السالفة الذكر من نقض ميثاق وتبديل دين والكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله قتل أهل بيته عليهم السلام وهى نفس الجرائم السالفة في الأمم الغابرة قبلنا وبدأ ذلك بانقلاب على شرع الله تعالى بعد موت رسول الله صلى الله عليه وآله قال تعالى فيه  { وما محمد إلا رسول قد خلت من بعده الرسل أفائن مات أو قتل انقبلتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين – آل عمران } .

ولذلك يقول صلى الله عليه وىله في  طائفة من هذه الأمة أنها لعنت على لسان سبعين نبياً قبلي وذلك لتكرار نفس الجرائم في كل عصر بصور في كل زمن أبشع من سابقتها حتى خرجت من بيننا ومن ديننا داعش بأبشع جرائم حدثت وتكررت وبدأت بمدرسة الرأي في القرن الهجري الثاني ثم تطورت هذه المدرسة إلى أن ظهروا في خفة من الدين وإدبار من العلم حتى أصبح هؤلاء  تتوحد أهوائهم مع طائفة منأهل الكتاب ضد إخوانهم من المسلمين  قال صلى الله عليه وآله   قال صلى الله عليه وآله : [ صنفان من أمتي لعنهم الله على لسان سبعين نبيّ القدرية والمرجئة الذين يقولون الإيمان إقرار ليس فيه عمل . (الديلمي عن حذيفة – و كنز العمال] وكذلك الخوارج الذين استحلوا الحرام وحرموا الحلال فاستباحوا دماء البشر لعنوا على لسان النبيين ومنهم نبي الله داوود في قوله تعالى : { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم … الآية } .

 

[قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعدي بن حاتم الطائي عندما جاءه قبل أن يسلم ، وكان نصرانياً، وكان يتلو: “اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ”، فقال: ما عبدناهم؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألم يحلوا لكم الحرام، ويحرموا عليكم الحلال، فأطعتموهم؟”، قال: بلى، فقال له: “تلك عبادتكم إياهم” ] .

 

وهنا بدأ ينزل سخط الله تعالى على هذه الأمة بمنع تدوين حديث نبيها مما تسبب في نشر الإختلاف وإدخال مكذوبات في الدين كذبت على رسول الله صلى الله عليه وآله  وهنا سارت هذه الأمة على طريق أهل الكتاب حذو القذة بالقذة كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وغاض الكرام غيضاً وفاض اللئام فيضا كما في الحديث . وتركهم الله تبارك وتعالى يموج بعضهم في بعض دون نزول ملائكة أو نصرة وهذا سبب حيرة المسلمين التي قال فيها أمير المؤمنين علي عليه السلام [ وليضربن عليكم التيه أكثر مما ضرب على بني إسرائيل  ..]  .

فينزل الإنتقام الإلهي على المسلمين وغير المسلمين ممن ورثوا الكتاب بتركهم كتاب بهم وبقتلهم أنبيائهم من قبل وقتل هذه الأمة لأهل بيت نبيهم وشيعتهم وأنصارهم ومحبيهم قبل يوم القيامة وبلوغهم أجل هم بالغوه قال تعالى : {  وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا  كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا  – الإسراء 58 } .

وهنا القرية ورد ذكرها في قوله تعالى { لتنذر أم القرى ومن حولها} أي أن الهلاك سيكون متنقلاً ليهلك قرية قرية من البوسنة لأفغانستان ثم العراق وسوريا ثم ليبيا والخليج واليمن ثم تمتد لأوروبا والغرب والجميع واقع تحت عقاب الله وسيف الإنتقام الإلهي حتى يتوبوا .  وإذا كان من أهل الكتاب الثلاثة من كفر فمنهم من آمن كما في قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ – الصف 14 }  .

 

  •  إفساد طائفة من بني إسرائيل في الأرض آخر الزمان :

 

وهذه الطائفة منهم هى التي أفسد من قبل وستفسد في الارض  :

 

قال تعالى هنا :

{  سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ  وَءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلۡنَٰهُ هُدٗى لِّبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلٗا   ذُرِّيَّةَ مَنۡ حَمَلۡنَا مَعَ نُوحٍۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَبۡدٗا شَكُورٗا   وَقَضَيۡنَآ إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ وَلَتَعۡلُنَّ عُلُوّٗا كَبِيرٗا فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادٗا لَّنَآ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِۚ وَكَانَ وَعۡدٗا مَّفۡعُولٗا  ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَٰكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِيرًا  إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُ‍ُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا  عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يَرۡحَمَكُمۡۚ وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ وَجَعَلۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَٰفِرِينَ حَصِيرًا   إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا – الإسراء 1-9 }  .

وهنا الفساد والعلو الكبير سيكون من طائفة محددة ممن ورثوا المعتقد الصهيوني ويعاضدهم الكثير من هذه الأمة التي قتلت أهل بيت نبيها وهى تدعي الإسلام وكل ذلك يحدث في غفلة من الناس وسط صراعات دينية بين الديانات الثلاثة والمذاهب في داخل كل ديانة فانشغلت كل فرقة في الرد على خصومها حتى أصبح الناس في فسطاطين لا ثالث لهما مجموعة ممن ورثوا قتل الأنبياء توحدت أهوائهم على حب الدنيا مع قتلة أهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكلاهما ليسوا من أولاد نبي الله نوح بل يمكن أن نجزم أنهم أولاد قابيل قاتل أخيه وهؤلاء هم قتلة المؤمنين في كل زمان لقوله تعالى هنا في ركاب سفينة نبي الله نوح { ذرية من حملنا مع نوح } أي أن بني غسرائيل فيهم عرق خالص لنبي الله نوح وإبراهيم وفي داخلهم عرق لا يعلمونه من أولاد قابل وهذه التقسيمة في علم الأنساب من بني إسرائيل ذكرها الله تبارك وتعالى بالتفصيل في سورة هود حيث قال تعالى { قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ – هود 48 } .

وهنا قسم اله تعالى ركاب سفينة نوح لفريقين الأول قال فيه بركات عليك وعلى أمم ممن معك أي من الذين آمنوا بالله معك لورود هذا اللفظ في قوله تعالى { وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ – البقرة 41 }

وهؤلاء هم الذين آمنوا بما نزل على نبي الله نوح  وصدقوه واتبعو النور الذي أنول معه والباقي قال تعالى فيهم { وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم } وهؤلاء هم الذين قال تعالى فيهم أنهم ذرية من حملنا مع نوح وليسوا ذرية نبي الله نوح عليه السلام وهؤلاء لهم وعدين إن نقضوا عهد ربهم وميثاقه وكفروا بآيات ربهم وقتلوا أنبيائهم أن لهم وعدين الأول قال تعالى فيه { فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادٗا لَّنَآ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِۚ وَكَانَ وَعۡدٗا مَّفۡعُولٗا } والجوس خلال الديار الدخول بقوة كالخيل والاسلحة البدائية وهذا على خلاف وعد الآخرة الذي فيه صفة التتبير والتدمير الذي قال تعالى فيه { فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُ‍ُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا } وهذا الوعد له أمارة في كتاب الله وهو تجمعهم من شتى بلدان وقبائل العالم كما في قوله تعالى { وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا –  الاسراء 104} وهذا التتبير كما قلنا أنه صفة لأسلحة آخر الزمان لحديث رواه ابن ماجة عن زمن خروج الدجال حيث قال صلى الله عليه وآله عن زمن خروج الدجال [ … ويكون الثور بكذا وكذا من المال وتكون الفرس بالدريهمات (( قالوا يا رسول الله وما يرخص الفرس قال لا تركب لحرب أبدا قيل له فما يغلي الثور قال تحرث الأرض كلها )) … رواه ابن ماجه و  صحيح الجامع ” للألباني ( 7875 )  ] .

وذلك التسلط من طوائف أهل الكتاب التي خرجت على طاعة أوامر بها يكون في زمن انقلاب المسلمين على  شريعتهم وقتلهم أهل بيت نبيهم وهنا يرد الله تعالى الكرة على هذه الأمة التي تدعي أنها خيرأمةأخرجت للناس دون مراعاة شرط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيكون الله تعالى قد ضرب قلوب الجميع بعضها ببعض فينتشر الدم والبلاء والإبتلاء مع انتشار الكبائر والظلم والإفساد في الأرض معد إصلاحها حتى يضع الله تعالى الجميع أمام كتاب الله تعالى فإما الإيمان به تعالى وبرسوله وولاية أهل بيته عليهم السلام بقية الله في الأرض أو الهلاك العام والإستئصال ويستبدل الله تعالى قوماً غيرهم قال تعالى { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ولا تضروه شيئا }   .

 

هذا وبالله التوفيق وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب

 

الشريف

 خالد محيي الدين الحليبي