مركز القلم للأبحاث والدراسات :
بقلم :
خالد محيي الدين الحليبي
( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )
قال الإمام علي عليه السلام ” إرم ببصرك أبعد القوم” أي فكر في نهاية الموضوع ما الذي يهدف إليه القوم والحدث هنا لا يبشر بأي خير من قريب أو من بعيد بكل المقاييس فنجد مجموعة فرحة بعدة مدرعات تقتل وتهدم وهم لا يدركون أنهم يسيرون وسط حقول من الألغام بل ربما يحفرون قبورهم في الصعيد بأيديهم وهم لا يشعرون ولكن الثروات في الصعيد مغرية وكبيرة جداً فلا يعني المخطط القاتل أو المقتول . فهل صدق فيهم حديث رسول الله صلى الله عليه وآله ” من علامات الساعة لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل ” .
وبالسؤال للقاتل يارجل لم قتلته ؟!!! سيقول استفزني .. ضربني .. أيا كان فليس بسبب وجيه لإزهاق روح إنسان والمقتول لم قتل ؟!! لا يعلم السبب الحقيقي الخفي أيضاً والذي يعلمه من خطط وأمر بهذه الأوامر التي سيتبعها أحداث ودواهي الله أعلم بنهايتها .
أنت تعلم كباحث أو قارئ أو حتى جاهل تعرف ويعرف القاصي والداني تدين الصعيد و رجولته وتمسكه بالعادات والتقاليد والثأر والسلاح من البديهيات الأولى لهذا المجتمع بالإضافة إلى تماسكه ومعرفة العائلات في كل محافظة بقبائلهم وعائلاتهم الجميع يعرف بعضهم بعضاً فبمجرد إطلاق اسم العائلة يقول لك الشخص هؤلاء أبناء عمومتنا . أو أخوالنا و أكبر هذه القبائل السادة الأشراف وأكثرهم يحفظ اسمه متسلسلاً حتى الإمام علي و السيدة فاطمة (ع) ويفتخرون ويتفاخرون بهذا النسب وأن جدهم حضرة النبي صلى الله عليه وآله .
ونقول للشرطة ياراكب المصفحة و المدرعة دماؤكم غالية علينا كما أن دماء أهلونا هناك بالصعيد غالية و لكن الموضوع كبير وعليكم أن تدركوا أبعاده لإنقاذ هذا الوطن مما يحاك له من مكائد قد يستخدمكم أحد من أصحاب الدهاء لتكونوا مخلب قط لأهلك وقومك في مجتمع قوي متماسك ومسلح وأنت لا تدري ونخشى أن تتمدد بجريمة تتبعها جريمة ينفذ من خلالها الإرهاب إلى جسد الأمة دون أن ينتبه أحد لسير الأحداث والتي قد تدار بدهاء من الأعداء بالخارج وهم كثر وبحماقة وجهل من البعض بالداخل ممن أعمى الله قلوبهم وأبصارهم و لأن الزمن غير الزمن و الظروف الراهنة تختلف عن زمن ضرب الحجيرات والحميدات بالطيران قررنا نكتب هذا التقدير للموقف والتحليل للأحداث الراهنة وذلك .
لأن تذهب بالسلاح لتهدم بيوتهم ومساجد وتقتل أشراف أهل بيت النبي وأهل الصعيد القبائل والعائلات الكبيرة لتستفزهم وسط أزمة اقتصادية فشلت الدولة في علاجها بما زاد الطين بله ثم تقتل منهم وتظن أن الأمر سيمر مرور الكرام فهنا يمكن أن نحلل ما يحدث وما سيحدث لتجتنب هذه الحكومة ماهى مقبلة عليه من كوارث .
إن الضغط على الصعيد بهذه الكيفية بالفعل المخطط المجرم لتفتيت مصر عبقري لأنه جاء على خاصرة مصر ونقطة ضعفها فضغط بقوة بما جعلنا نفكر ما المقصود من استفزاز هؤلاء إلا إذا كان هناك خطة كبيرة .
ولقد نسيت هذه القيادة أن مقتل خالد سعيد و هو من السادة الأشراف والذي كان سبباً في ثورة 25 يناير .
فهل يكون سعيد الراوي سبباً في مشكلة كبيرة أيضاً ستواجهها الدولة في الأيام المقبلة وربما الساعات المقبلة لعدة أسباب وردود أفعال سنوجزها .
- الصعيد منذ حرب السودان بين الشمال والجنوب أغرقوا مصر بالسلاح بالإضافة للتهريب وقت الثورة وقبلها وبعدها حتى قيل لنا من أصدقاء بالعراق ذات مرة بأن ماتم تهريبه من سلاح إلى مصر ستة أضعاف ما تم تهريبه إلى العراق وهم متعجبون لعدم استخدام شعب مصر لهذه الأسلحة واختفائها .
- الصعيد قبائل كبيرة ممتدة بين العالم العربي والإسلامي وأسنا بالذات في الأقصر عاصمة السادة الأشراف والتي بدأت منها الخطة فيها بقتل الشهيد الشريف سعيد الراوي بالأقصر على يد ضابط أقل مايقال فيه أنه مستهتر لا ينفذ القانون ونجزم أنه لم يتصرف من ذات نفسه بل لديه أوامر بقتل أي أحد يواجهه و هذه سقطة يتحمل مسؤوليتها من أصدر هذا الأمر .
وبالتالي ردود أفعال البطش بهؤلاء قد يمتد لمحافظات أخرى وبسرعة وربما لخارج الحدود المصرية نفسها .
- هذا البطش بالصعيد في مناطق تسمى بنادر والسلاح فيها قليل و لكنهم في ساعات وربما دقائق معدوده يستطيعون إحضاره من مناطق أخرى هم يعلمونها خاصة و الصعيد يجهز للمولود سلاحه قبل أن ينزل إلى الدنيا ليس للقتل بل للثأر والإنتقام من الظلمه لأنهم لا يقبلون الذلة .
وأما على مستوى الذي خطط لذلك وأبعاد ما أوقع فيه البلاد والعباد يمكن أن نلخصها في الآتي :
ستشتد التظاهرات وستسفك الشرطة دماءاً أكثر ثم يتبعها استخدام الصعيد لبعضاً مما يخفيه من أسلحة بما يجعل الشرطة تستغيث بالجيش أو بطيران الشرطة الذي سيضرب الناس بالطائرات كما فعلت الدولة من قبل في حادث الحجيرات والحميدات بقنا في تسعينات القرن الماضي .
والجميع يتذكر ما حدث ولكن هذه المرة ستتدخل جماعات ودول تنتظر الفرصة السانحة و الأمم المتحدة وربما يطالب الصعيد بفصله عن حكومة مصر أو رفض هذه الحكومة برمتها كما فعلت محافظات في عهد حكومة الإخوان وأعلن بعضها الإنفصال عن حكومة مصر أو المطالبة بإقالتها مما سيضع الدولة كلها في مأزق كبير ومشكلة لا تحسد عليها في زمن الديمقراطيين الأمريكيون وهم قادمون لا محالة بعد فشل ترامب في إدارة الولايات المتحدة وإغراق بلاده في الديون والمشاكل والعزلة عن العالم و مشاكل كبيرة و هام الديمقراطيون يبدأون حياتهم السياسية بتصريح لبايدن “لا أضع يدي في يد ديكتاتور” .
بما يشير إلى دعمهم للإخوان وخطة الفوضى الخلاقة وهذا مرفوض من قطاع عريض من المصريين بما يجعل الدولة على المحك في مواجهة مشكلات لا لها إلا الدفع بالبلاد إلى وفوضى خلاقة لتخويف المصريين بمصير سوريا وليبيا بهدف السيطرة مرة أخرى على البلاد إذا ما تعرضت لأخطار سيطرة الجماعات الإرهابية ولكن قد يفلت الزمام من أيديهم لكثرة الأعداء و قلة علم القائمين على إدارة الدولة بأمور كثيرة خفية عنهم و سطحية عقولهم و انتهازية سلوكهم فهنا يكمن الخطر الحقيقي المغلف بغلاف الكبر والإستعلاء والغرور .
وفي نفس طريق الفوضى الخلاقة تسعى دول استعمارية كبرى ودول متخلفة بكل أسف منها التي تحاول قطع النيل عن مصر لإضعاف مصر وتقسيمها لهدفين لا ثالث لهما :
- إما تقسيم البلاد وفقاَ لخارطة الدم التي أعلن عنها في عام 1985 في مجلة الثقافة العالمية اللبنانية ربع السنوية والتي تم تنفيذها على العراق و سوريا واليمن وليبيا حتى الآن ففشلت ولكن راحت ضحايا لها أرواح كثيرة .
- أو الهدف الآخر وهو إحداث فوضى خلاقة ففي الصعيد لتهريب كم هائل وهام جداً من الآثار حبيسة في الصعيد .
فهل فهمت حكومة مصر أبعاد استفزاز الصعيد أم مازالت لا تفهم وتتظاهر أنها لا تفهم ؟ !! .
ويمكن أن نكمل بإذن الله ما سيحدث بعد ذلك ولكن نكتفي بذلك لعل أصحاب العقول تدرك فظاعة وبشاعة ما جنته أيديهم من هدم بيوت ومساجد وقتل لذراري رسول الله صلى الله عليه وآله السادة الأشراف بالصعيد في جريمة لن تستطيع أي دولة في العالم فعلها ولكن حدثت في مصر بكل أسف .
“اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون “
خالد محيي الدين الحليبي