"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

سوريا : اشتباكات بين فصائل السويداء و”الفيلق الخامس”

العربي الجديد :

اندلعت اشتباكات، أمس الثلاثاء، بين فصائل محلية مسلحة من محافظة السويداء، جنوبي سورية، وعناصر “اللواء الثامن” التابعين لـ”الفيلق الخامس” المدعوم من روسيا، في منطقة القريا بريف السويداء الغربي، ما أعاد التوتر إلى محافظتي درعا والسويداء المتجاورتين.
وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين فصائل محلية، أبرزها “حركة رجال الكرامة”، من جهة، ومجموعات تابعة لـ”اللواء الثامن” بقيادة أحمد العودة من جهة أخرى، على أطراف بلدة القريا في ريف السويداء الغربي المتاخم لريف درعا. وأوضحت المصادر أن فصائل السويداء هاجمت صباح أمس بالأسلحة الرشاشة وقواذف “آر بي جي” مواقع تابعة لـ”اللواء الثامن”، بهدف استعادة أراضٍ كان اللواء سيطر عليها في وقت سابق من بلدة القريا، مشيرة إلى أن الاشتباكات وعمليات القصف أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى من فصائل السويداء والمدنيين، من دون معرفة حجم الخسائر لدى “اللواء الثامن”.
وأدت الاشتباكات إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. كما أصيب مدنيون.

بدأت الاشتباكات تشتد مع سقوط خسائر بين مسلحي فصائل السويداء، التي طلبت تعزيزات ومؤازرات من أبناء المحافظة

وبحسب المصادر، فإن الاشتباكات بدأت تشتد مع سقوط خسائر بين مسلحي فصائل السويداء، التي طلبت تعزيزات ومؤازرات من أبناء المحافظة، وسط أنباء عن وصول مئات المقاتلين من مجمل فصائل السويداء واللجان الشعبية إلى القريا.
وقالت “حركة رجال الكرامة” التي تقود الاشتباكات ضد “اللواء الثامن”، إنها دفعت بمئات المقاتلين إلى مواقع الاشتباكات، مشيرة إلى أن مقاتليها تمكنوا من السيطرة على تلّة الجندي والسواتر الترابية التي رفعها “اللواء الثامن” في مارس/آذار الماضي، مؤكدة عزمها على استعادة الأراضي التي سيطر عليها “الفيلق الخامس” في بلدة القريا. ونعت الحركة اثنين من مقاتليها سقطوا في الاشتباكات، متحدثة عن إصابة آخرين أيضاً.

وليست هذه المرة الأولى التي تدور فيها اشتباكات بين الطرفين، فقد شهدت القريا اشتباكات مماثلة سابقاً، بسبب عمليات الخطف، كان آخرها في إبريل/ نيسان الماضي، وانتهت بتدخل الروس. وحمّلت “رجال الكرامة” حينها روسيا المسؤولية باعتبارها تدعم “الفيلق الخامس” الذي يقوده العودة في درعا، والذي تصنفه الحركة “إرهابياً”، وطالبت أيضاً بإبعاده عن حدود السويداء.
ويتقدم تسليح “اللواء الثامن” على غيره من فصائل السويداء، وهو أكثر تنظيماً. وتتهم فصائل من السويداء النظام السوري وروسيا بالوقوف وراء أبرز العمليات الأمنية التي تطاول المحافظة، وأهمها هجوم تنظيم “داعش” على المدينة في يوليو/ تموز 2018، وذلك بسبب رفض السويداء التبعية الكاملة للنظام.
وقال الناشط محمد الشلبي، المقيم شرق درعا، إن المنطقة تشهد توترات مستمرة، كان يتم احتواؤها خلال الفترة الماضية من قبل العقلاء بين الطرفين. وأضاف الشلبي، لـ”العربي الجديد”، أن العلاقات التاريخية بين “السهل والجبل” طيبة إجمالاً، لكن هناك من يحاول العبث بها من طرف الأجهزة الأمنية التابعة للنظام التي لم تستطع تطويع المحافظة، وهي تحاول توريط أهالي السويداء في معارك جانبية بهدف دفعهم للاستعانة بها لحماية المحافظة من مخاطر خارجية مزعومة. وأضاف أن النظام يحاول أيضاً توجيه السخط الشعبي المحلي في كلّ من السويداء ودرعا بسبب الأوضاع المعيشية المتردية وانتشار المخدرات باتجاه آخر، يحيد عنه. وشهدت السويداء تظاهرات خلال العام الحالي تحت شعار “بدنا نعيش”، حملت النظام السوري مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية وطالبت بإسقاطه.

تعد القريا، بالإضافة لمنطقة نمرة جنوبها، بؤرة توتر مستمرة لوقوعها عند خط التماس بين الفصائل المحلية ومجموعات “الفيلق الخامس”

وتعد بلدة القريا، بالإضافة لمنطقة نمرة الواقعة جنوبها، بؤرة توتر مستمرة نتيجة وقوعها عند خط التماس بين الفصائل المحلية في السويداء ومجموعات “الفيلق الخامس” المتمركزة في محيط مدينة بصرى الشام، التي تعد أيضاً معقل “الفيلق” في الريف الشرقي من درعا. ولم يعلق النظام على التطورات، لكن إذاعة “شام أف أم” الموالية له، ذكرت أن “اللجان الشعبية تستعيد إحدى النقاط التي تقدم إليها مسلحو “الفيلق الخامس”.
وكان عناصر “الفيلق الخامس” هاجموا مواقع للفصائل المحلية في منطقة القريا في مارس/آذار الماضي على خلفية عمليات خطف متبادلة بين الطرفين، وأدّت الاشتباكات لوقوع خسائر بشرية من الطرفين، فضلاً عن قيام “الفيلق” بالسيطرة على أراض في محيط القريا ورفع سواتر ترابية فيها. وفي نهاية إبريل/نيسان الماضي، تجددت الاشتباكات بين الطرفين في المنطقة ذاتها. وبعد وقوع خسائر بشرية من الجانبين، تدخل الروس لفضّ الاشتباك وحل النزاع، لكن التوتر استمر.
وتتزايد المخاوف شعبية في المنطقة من تصاعد التوتر والأحداث أكثر، وتحولها إلى قتال طويل الأمد. ويأتي ذلك بالتزامن مع مساعي من قبل وجهاء المناطق للتهدئة واحتواء الموقف.