بيروت ـ “راي اليوم”:
قال أمين عام “حزب الله” اللبناني السيد حسن نصر الله: “نعزي دولة الكويت وشعبها وولي عهدها بوفاة الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح”، واكد ان وواشنطن تسعى لاحياء “داعش” في المنطقة منذ اغتيال سليماني، ونتنياهو يكذب بشأن صواريخ حزب الله، وأكد أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي “ما زال في أعلى درجة من الاستنفار والإخبتاء والحذر الشديد والانتباه على الحدود الجنوبيّة”، مبرزاً أن “هذه أطول مدة زمنيّة يعيشها جيش العدو دون أن يجرؤ على الحركة منذ احتلاله فلسطين”،
وانتقد السيد نصرالله الثلاثاء ما وصفه بسلوك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “الاستعلائي”، رافضاً اتهام الأخير للطبقة السياسية في لبنان بـ”الخيانة” بعد فشلها في تشكيل حكومة رغم تعهدها بتأليفها خلال أسبوعين، قائلا “رحبنا بالرئيس الفرنسي والمبادرة الفرنسية ولكن ليس على أساس أن يكون ماكرون مفوضاً ووصياً أو حاكماً على لبنان”، ودعا في الوقت ذاته إلى “إعادة النظر” في طريقة العمل.
وجاءت تصريحات نصرالله بعد يومين من اتهام الرئيس الفرنسي القوى السياسية في لبنان التي لم تف بالتزامها في تسهيل تأليف الحكومة بارتكاب “خيانة جماعية”، مانحاً اياها مهلة من “أربعة إلى ستة أسابيع” لتشكيل حكومة “بمهمة محددة” تحصل على دعم دولي.
وقال نصرالله في كلمة بثتها قناة المنار التابعة لحزبه تعليقاً على تصريحات ماكرون الأحد “لا نقبل أن تتهمنا بأننا ارتكبنا خيانة .. نرفض وندين هذا السلوك الاستعلائي علينا وعلى كل القوى السياسية” مضيفاً “لا نقبل هذه اللغة ولا هذه الطريقة”.
وتابع “رحبنا بالرئيس ماكرون عندما زار لبنان لكن على ألا يكون مدعياً عاماً ومحققاً وقاضياً ومصدراً للأحكام ووصياً وحاكماً ووالياً على لبنان”.
وحمل نصرالله بشدة على “الطريقة التي تمّ العمل بها.. والاستقواء الذي مورس” خلال الأسابيع الماضية، مضيفاً “اتهمنا الرئيس ماكرون اننا نخوف العالم، من يتهموننا بالتخويف هم الذين مارسوا سياسة التخويف على الرؤساء والكتل والأحزاب من اجل تمرير تهديدات وعقوبات”.
ووصف الأمين العام لحزب الله الضغوط التي مورست قبل اعتذار رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب بأنها شكلت “مساً بالكرامة الوطنية”، إلا أنه قال في الوقت ذاته “نتمنى لهذه المبادرة أن تنجح ونؤيد أن تكمل ونراهن عليها كما يراهن الجميع ولكن أنا ادعو إلى إعادة النظر بالطريقة وبالعمل.. وأيضا بلغة التخاطب”.
إلا ان نصرالله رفض أن يكون قد وضع شروطاً عرقلت مساعي التأليف. واتهم رؤساء الحكومات السابقين السنة الذين سموا أديب لرئاسة الحكومة بمحاولة فرض “حكومة أمر واقع”، مع اصرارهم على تشكيل حكومة مصغرة من 14 وزيراً وفرض المداورة على الحقائب وتسمية الوزراء كافة وتوزيع الحقائب في محاولة لتغيير “الاعراف” المتبعة في تشكيل الحكومات.
واوضح أن الورقة الفرنسية التي توافقت عليها القوى السياسية خلال زيارة ماكرون الأخيرة لبيروت لم تتضمن كل ذلك.
وشدّد نصرالله على أهمية مشاركة حزب الله في الحكومة. وقال “يجب أن نكون في الحكومة، عبر حزبيين أو غير حزبيين، هذا قابل للنقاش، لحماية ظهر المقاومة”.
وأكد السيد نصر الله “نحن لم نذهب إلى سوريا لقتال المدنيين ذهبنا لمواجهة الجماعات التي تقولون عنها أنها إرهابية وتكفيرية وأنتم موجودين في سوريا بهذه الحجة”، واوضح “ليس لدينا أموال وعائدات مالية لنحميها ولا نقبل أن يخاطبنا أحد بهذه اللغة”، وتابع “قبلنا بتسمية مصطفى أديب بدون شروط وبحسن نية للتسهيل لكن الاستسلام وتسليم البلد هو أمر آخر”، واضاف “هناك دول عربية تحميها أنت لا يتجرأ فيها أحد أن يكتب تغريدة ينتقد فيها الملك أو الأمير”.
وعن وفاة امير الكويت قال السيد نصر الله، إن “الشعب اللبناني لا ينسى للأمير دوره في إنهاء الحرب الأهلية ولا ينسى الموقف الكويتي في حرب يوليو/ تموز ودعم لبنان وإعادة الإعمار.
وتابع: “نسجل للكويت في ظل أميرها الراحل موقفها المتماسك أمام الضغوط على الدول الخليجية للالتحاق بالتطبيع”، مضيفا: “ما زالت الكويت تحتفظ بموقفها الشريف تجاه القدس وفلسطين في عكس قطار التطبيع”.
وقال أمين عام “حزب الله” اللبناني: “أدعو اللبنانيين للتوقف أمام حصل في الأسابيع الماضية في بلدة كفتون وصولا إلى المواجهات بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة في منطقة الشمال”.
وأضاف: “نقدر جهود الجيش اللبناني ونتوجه للجيش ولعوائل الشهداء بالعزاء ونقدر الموقف الشعبي في الشمال والتفاف الناس حول الجيش والقوى الأمنية”.
واشار السيد نصر الله الى انه “منذ اغتيال الشهيد القائد قاسم سليماني بدأت اميركا باحياء داعش في العديد من المناطق في سوريا والعراق، ومن الطبيعي ان ينشط ذلك في لبنان”، واضاف “القضية هنا ان المعركة ليست معركة في بلد دون بلد، ولبنان جزء من هذه المنطقة وهذا ما يحصل باحياء داعش”.
وعن المنشأة التي تحدث عنها رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو وزعم ان فيها صواريخ للمقاومة قرب بيروت، أوضح السيد نصر الله ان “العلاقات الإعلامية في حزب الله ستدعو وسائل الاعلام للدخول إلى المنشأة التي تحدث عنها نتنياهو”، وأكد “سنسمح لوسائل الاعلام بالدخول عند العاشرة مساء إلى المنشأة التي تحدث عنها نتنياهو ليكتشف العالم كذبه”، وتابع “نحن لا نضع صواريخ لا في مرفأ بيروت ولا قرب محطة غاز ونعلم جيداً أين يجب أن نضع صواريخنا”، واضاف “إجراؤنا هو من أجل أن يكون اللبنانيون على بينة في معركة الوعي وبأننا لا نضع صواريخنا بين البيوت”.