العربي الجديد :
“نيويورك تايمز” : ترامب تهرّب من دفع ضريبة الدخل طيلة 10 أعوام
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز“، مساء الأحد، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهرب من دفع الضريبة على الدخل طيلة 10 أعوام، فيما سارع البيت الأبيض لنفي صحة المعلومات التي وصفها بأنها “أخبار مضللة”.
وأوردت الصحيفة أن ترامب دفع فقط 750 دولارا في العام الأول من ولايته، وأنه لم يدفع أي ضرائب دخل على الإطلاق في عشرة من الأعوام الخمسة عشر السابقة لأنه أبلغ السلطات الضريبية أن خسائره تفوق بأشواط مداخيله.
وقالت “نيويورك تايمز” إن البيانات الضريبية التي اطّلعت عليها “تشكّل خارطة طريق للكشف عن معلومات مخفية، من شطب تكاليف محامي دفاع جنائي وقصر يستخدم للعطل العائلية إلى محاسبة شاملة لملايين الدولارات التي تلقاها الرئيس لقاء تنظيم (مسابقة) ملكة جمال الكون للعام 2013 في موسكو”.
وبعيد نشر التقرير، نفى ترامب صحة المعلومات التي أوردتها صحيفة نيويورك تايمز، وقال للصحافيين: “إنها أخبار مضللة تماما، مختلقة، وزائفة”.
ولا يفرض القانون على الرؤساء الأميركيين نشر تفاصيل بياناتهم المالية، إلا أن كل الرؤساء المتعاقبين منذ ريتشارد نيكسون قاموا بهذه الخطوة.
وبقيت عائدات الملياردير الأميركي الضريبية مثار جدل طوال ولايته وصولا إلى الاستحقاق الرئاسي المقرر في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، والذي يسعى فيه ترامب للفوز بولاية رئاسية ثانية.
وصرّح آلان غارتن المحامي في منظمة ترامب لصحيفة نيويورك تايمز، ردا على التقرير، بأنه “في العقد الأخير، دفع الرئيس ترامب عشرات ملايين الدولارات من الضرائب الفردية للحكومة الفدرالية، بما فيها ملايين الدولارات من الضرائب الفردية منذ إعلان ترشيحه في العام 2015”.
(فرانس برس)
العربي الجديد
اقرأ أيضاً :
نيويورك تايمز : سجلات ترامب تكشف تهربا ضريبيا وتلقي أموال من مصالح أجنبية وجماعات ضغط
كشف تحقيق مثير لصحيفة “نيويورك تايمز” عن تاريخ طويل من التهرب الضريبي وخسائر مالية مزمنة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وحصلت الصحيفة على السجل الضريبي الذي ظل الرئيس متمسكا بعدم نشره أسوة بما فعل الرؤساء السابقون له. ففي العام الذي فاز فيه بانتخابات الرئاسة 2016 لم يدفع سوى 750 دولارا عن الدخل الضريبي الفدرالي، ودفع المبلغ نفسه في عامه الأول من الرئاسة.
وقال المحققون الصحافيون راس بيوتنر وسوزان كريغ ومايك ماكنتير، إن ترامب لم يدفع ضريبة عن عشرة سنوات من السنوات الـ15 الماضية بسبب تقديمه بيانات عن خسائره التي فاقت دخله.
وفي الوقت الذي يخوض فيه حملة لإعادة انتخابه قد يخسرها، فإن أمواله تتعرض لضغوط وتعاني من خسائر وديون بمئات الملايين ضمِنها شخصيا. وتلاحقه أيضا معركة طويلة تمتد على عقود مع خدمة الضريبة الداخلية وتتعلق بمبلغ 72.9 مليون دولار أعيد إليه بعدما قدم بيانات عن خسائر فادحة. وقد يكلفه حكم سلبي 100 مليون دولار.
وتقول الصحيفة إن السجل الضريبي الذي احتفظ به ترامب سراً يكشف صورة مختلفة عن تلك التي سوقها للشعب الأمريكي. فسجله المقدم لمصلحة الضريبة الأمريكية يعطي صورة عن رجل أعمال يدخل سنويا مئات الملايين من الدولارات ولكنه يراكم خسائر فادحة كي يتجنب دفع الضريبة. وبات الآن ومع التحديات المالية المتزايدة التي تواجهه يعتمد على دخله المالي من المصالح التجارية التي يملكها وتضعه على الأقل في وضع تتضارب فيه مصالحه مع وظيفته كرئيس.
وحصلت الصحيفة على سجل ترامب الضريبي الذي يمتد على أكثر من عقدين ومئات من الشركات التي تشكل عمله، ومنها بيانات تفصيلية عن العامين الأولين له في البيت الأبيض. ولكن السجلات لا تضم دخله الضريبي لعامي 2018 و2019.
وقالت الصحيفة إنها ستنشر في الأسابيع القادمة تقارير مفصلة عن الطريقة التي تجنب فيها ترامب دفع الضريبة، وتقدم أول صورة عن تعاملاته المالية منذ توليه الرئاسة وسنواته الطويلة في عين الرأي العام، حيث فشل الصحافيون والمحققون وأطراف المعارضة والمتآمرون عليه بالحصول على صورة عن تعاملاته المالية.
وتعترف الصحيفة أن النتائج التي توصلت إليها تترك الكثير من الأسئلة بدون أجوبة، وعددا من الأسئلة بدون توضيح. وتشمل على معلومات أخفاها ترامب عن مصلحة الضريبة الأمريكية، وتضم ملكية ترامب أرصدة بمئات الملايين ولكنها لا تكشف عن ثروته الحقيقية، ولا تكشف عن علاقات أخرى لم يكشف عنها مع روسيا.
وفي رد على نتائج التحقيق، قال محامي منظمة دونالد ترامب، ألان غارتن: “معظم الحقائق إن لم تكن كلها تبدو غير دقيقة”. وطلب رؤية الوثائق التي قام عليها التحقيق. ورفضت الصحيفة الطلب من أجل حماية مصادرها.
واعترض غارتن على المبلغ الذي دفعه ترامب للضريبة. وقال: “على مدى العقد الماضي، دفع الرئيس ترامب عشرات الملايين في ضرائب شخصية إلى الحكومة الفدرالية بما فيها دفع الضريبة الشخصية منذ إعلانه عن ترشحه للانتخابات في 2015”.
ويبدو أن غارتن خلط بين “الضريبة الشخصية” والضرائب الفدرالية التي دفعها ترامب مثل الضمان الاجتماعي والصحي وضريبة العاملين في بيته.
وأكد غارتن أن جزءا من الأموال المستحقة على ترامب دفعها من خلال الائتمانات الضريبية، وهو تصوير مضلل للائتمانات التي تخفض فاتورة الضريبة لصاحب العمل كهدية عن عدد من النشاطات بما في ذلك الحماية التاريخية.
وتكشف الوثائق التي اطلعت عليها الصحيفة عن خريطة طريق لسجله الضريبي والتي تضم شطب كلفة محام جنائي، وقصراً استخدمته العائلة للنزهة، والإعلان دفع ملايين للرئيس من مسابقة ملكة جمال العالم في 2013 والتي نظمت في موسكو.
ومع هذه وثائق مالية وقانونية تقدم صورة عميقة عن إمبراطورية الرئيس التجارية. وتقدم صورة جوفاء وكذلك شعوذة وراء الرجل الذي قدم نفسه بأنه ملياردير بنى نفسه بنفسه، وأكدها من خلال برنامجه المعروف “المتدرب” والذي ساعده للوصول إلى البيت الأبيض ولا يزال يحظى بدعم من قاعدته.
ولكن ترامب كان ناجحا في لعب دور رجل الأعمال الكبير أكثر من الواقع. فبرنامج المتدرب والعقود المرتبطة به وبنجوميته أدرت عليه 427.4 مليون دولار. واستثمر معظم هذا المبلغ في عدد من الأعمال، خاصة في ملاعب الغولف والتي التهمت أموالا مع مرور الوقت، مثلما حدث للأموال التي حصل عليها من والده في التسعينات من القرن الماضي، وأدى إنفاقه المفرط لانهياره.
وتقول الصحيفة إن ظرفه المالي عندما أعلن عن ترشيح نفسه للرئاسة عام 2015 يعطي بعض المصداقية للفكرة التي قالت إن حملته بعيدة المنال لم تكن إلا محاولة لتنشيط وتسويق اسمه.
ومع تزايد الحملة السياسية للاطلاع على سجله الضريبي، تساءل عما يمكن للواحد أن يتعلم منه، فهو لا يحتوي على شيء كما قال لوكالة أنباء أسوشيتد برس في 2016. وأضاف أن هناك معلومات أهم في الكشف المالي السنوي والذي يظهر نجاحه في إدارة الأعمال.
ولكن هذه الكشوف المالية تقدم صورة مضللة عن حالته المالية؛ لأنها تعطي صورة عن دخله لا أرباحه. ففي عام 2018 أعلن ترامب أنه حقق دخلا بـ434.9 مليون دولار. لكن السجلات الضريبية تظهر صورة مختلفة، وخسائر بـ47.4 مليون دولار. ولا تقدم السجلات الضريبية صورة عن قيمة أو قانونية كل كلفة مالية لأعماله التي أراد ترامب تخفيض الضريبة عليها.
فمثلا زادت النفقات خمسة أضعاف على ملعب الغولف “بيدمنستر” في نيوجرسي في الفترة ما بين 2016- 2017 وتباهى أنه تهرب من الضريبة بسبب ذكائه، مع أن دخله وكما يقول يخالف مزاعمه حول قدراته وذكائه في التجارة، ويظهر أنه يضخ أموالا كثيرة في العديد من المصالح التجارية أكثر مما يحصل على دخل منها.
كما أن الصورة التي تظهر من جبل الوثائق التي أعدها محاسبو ترامب عن رئيس- رجل أعمال في وضع مالي صعب. فمعظم مصالحه التجارية من سلسلة ملاعب الغولف إلى فندقه الضخم في واشنطن قدمت سجلات مالية عن خسائر عاما بعد عام. وجفّت الموارد من برنامج “المتدرب” وعقود الرخص بحيث لم يعد قادرا على سد الفراغات في عقاراته التي تواجه مشاكل.
وهناك مشاكل أخرى تلوح بالأفق، وهي دفع قروض بقيمة 300 مليون دولار ضمنها شخصيا. كما أن السجلات تكشف عن بعد آخر وهي تضارب المصالح بين أعماله التجارية وعمله كرئيس. فقد تحولت عقاراته مثل بازار يحصل على المال من شركات اللوبي والمسؤولين الأجانب وغيرهم من الذين يريدون مقابلة، خدمة أو منفذاً إلى الرئيس.
وتعطي السجلات فكرة عن الرقم الحقيقي لهذه العقود، ففي منتجعه “مار- أي- لاغو” بولاية فلوريدا، حصل ترامب على خمسة ملايين دولار من رسوم الانضمام إلى النادي بعد تدفق الراغبين بالعضوية منذ 2015.
ودفعت جمعية المبشر الإنجيلي بيلي غراهام في 2017 مبلغ 397.602 ألف دولار مقابل حجز الفندق ترامب بواشنطن لعقد “القمة العالمية للدفاع عن المسيحيين المضطهدين”.
وحصلت الصحيفة على دخل الرئيس الحقيقي من الخارج. وعندما وصل إلى البيت الأبيض قال إنه لن يمارس سياسة خارجية جديدة، ولكن دخله الخارجي وصل إلى 73 مليون دولار بعد عامين في البيت الأبيض. ومع أن معظم أمواله جاءت من ملاعب الغولف في أيرلندا واسكتلندا، إلا أن بعضها جاء من دول ذات ميول ديكتاتورية، 3 ملايين من الفلبين و2.3 مليون من الهند، ومليون من تركيا.
وقدم ترامب سجلات ضريبية عن أعماله في الخارج، فقد دفع في 2017، مبلغ 750 دولارا عن شركة له في بنما، وهو مبلغ قليل جدا مقارنة مع 15.598 دولارا دفعه وشركته في بنما، و145.400 في الهند و156.824 في الفلبين.
وفي أمريكا دفع ترامب الضريبة بدولار ليس متساوقا مع معدل الدخل. وأشارت إلى أن الرئيس ريتشارد نيكسون دفع في عام 1970 مبلغ 792.81 دولار على مبلغ 200.00 دولار. مما قاد لجدل وقاد إلى وجوب تقديم كل رئيس سجله الضريبي كي يراه الأمريكيون.
وأكد ترامب عام 2014 أنه سيفعل هذا، ولكنه تراجع ثم بدأ يضايق هيلاري كلينتون عندما قال إنه سيفعل لو كشفت عن الرسائل الإلكترونية التي حذفتها من حاسوبها الشخصي، بنفس الطريقة التي ضايق فيها باراك أوباما عندما قال إنه مستعد للكشف عن سجله الضريبي لو كشف الرئيس عن شهادة ميلاده.
وتباهى مرة أن سجله “كبير جدا” و”جميل” والكشف عنه عملية معقدة. وزعم أنه لا يستطيع عمل هذا وهو يقوم بعملية تدقيق مالي، وهو زعم رفضه مفوض مصلحة الضريبة الأمريكية. وعندما طلب المشرعون منه تقديم سجله بناء على أمر قانوني، أمر محاميه بالرفض وكذا وزارة العدل.
وتقول الصحيفة إن رقصة التحدي لترامب حول سجله أثارت شبهات حول تعاملات سرية مع الرئيس فلاديمير بوتين أو إمكانية دفعه أموالا للممثلة الإباحية ستورمي دانيالز قبل انتخابات 2016 أو أن هناك مصادر مشبوهة تعود إلى بداية العقد الأول من القرن الحالي.
وأضافت الصحيفة أنها حللت سجلات ووثائق في الفترة ما بين 2000- 2017 ومن مصادر لها منفذ قانوني عليها. وقامت بالتحقق منها من خلال مقارنتها مع السجلات المتوفرة والوثائق السرية الأخرى التي حصلت عليها الصحيفة سابقا. وركزت في تحليلها على منظمة ترامب التي تضم 500 كيان، كلها تقريبا مملوكة من ترامب. وهناك 105 شركات هي تنويع على علامة ترامب التي يستخدمها في عقود منح الرخص لماركته.
وتقدم الوثائق صورة عن صعود وتدهور ترامب الذي أصبح علامة على مسيرته التجارية. ولا تحتوي الوثائق على أي إشارة عن دفع 130 ألف دولار لستورمي دانيالز واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد ودفعها محاميه السابق مايكل كوهين. وهي لا تكشف أشياء جديدة عن تعاملات ترامب مع روسيا، لكنها تقدم إضاءة عن مسابقة ملكة جمال الكون التي عقدت في موسكو عام 2013، وأصبحت في مركز تحقيق المحقق الخاص روبرت موللر في التدخل الروسي في انتخابات 2016.
وحصل ترامب على 2.5 مليون دولار كمالك مشارك، وساعدته عائلة أغالاروف التي قامت بتنظيم لقاء عام 2016 بين مسؤولين في حملة ترامب ومحامية روسية للكشف عن “قذارات” تتعلق بكلينتون.
وكشف تقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في آب/ أغسطس عن الظروف التي قادت لتنظيم ملكة جمال الكون بموسكو، وساعد فيها أمين أغالاروف، وهو مغن. وكان والده أراس أغالاروف مليارديرا يتباهى بعلاقته مع بوتين شريك ترامب بالمناسبة.
وقابلت لجنة الاستخبارات، المديرةَ التنفيذية لمسابقة ملكة جمال الكون، وقالت إن أغالاروف عرض دفع كلفة الحفلة، فشركة العائلة “كروكوس غروب” دفعت 6 ملايين دولار كرسوم ترخيص، و6 ملايين دولار كتكاليف. وتظهر السجلات أن تلك المناسبة حققت إجمالي 31.6 مليون دولار، وهو الرقم الأعلى في تاريخها. وهو ما سمح لتقاسم ترامب أرباحا بقيمة 4.7 مليون دولار مع شبكة “أن بي سي”.
وفي الوقت الذي تجول فيه ترامب في ولايات أمريكا وقدم نفسه على أنه رجل أعمال ناجح وبنى شركة عظيمة مما يؤهله لقيادة البلاد، كان المحاسبون يضعون الرتوش الأخيرة على سجله الضريبي لعام 2014. وبعد رسم الجداول وملء الخانات والبيانات احتاجوا لخانة واحدة لكتابة: صفر. وهي السنة الرابعة على التوالي التي لم يدفع فيها ترامب ضريبة عن دخله للسلطات الفدرالية.
وكان التهرب الضريبي هو أهم ملمح من ملامح الوثائق رغم ما حصل عليه ترامب من أموال. فدخله من المتدرب وحقوق اسمه وصل إلى 427.4 مليون دولار عام 2018، بالإضافة إلى 176.5 مليون من استثمار ناجح في عمارتين للمكاتب. وتتساءل عن سبب عدم دفعه الضريبة الفدرالية.
وتجيب الصحيفة أن ترامب يملك ويدير معظم أعماله، ولأنه يعطي أرقاما عن خسائر عالية فيها، فهو معفى من الضريبة. وعادة ما يستخدم الموارد من الشركات الناجحة لتقوية الشركات الضعيفة ويقدم سجلات عن خسائر يتهرب من خلالها عن دفع الضريبة. وهي ممارسة معروفة فهو يراكم خسائر هائلة في العام تجنبه دفع الضريبة.
وعلى العموم تكشف الوثائق أن ترامب يستخدم الخسائر في شركاته والنفقات حتى الشخصية منها والتي عادة ما تكون باذخة كجزء من مراكمة الخسائر، بالإضافة للرسوم على الاستشارات التي يضمنها في السجل الضريبي.
فعملت ابنة الرئيس إيفانكا مستشارة لمنظمة ترامب العالمية كي تساعد العائلة على تجنب دفع الضريبة. وأهم من كل هذا، تكشف الوثائق أنه حصل على أموال من مصادر أجنبية وجماعات ضغط في أمريكا أكثر مما كشف عنه سابقا.
لندن- “القدس العربي”