"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

تقرير عن تحميل حزب الله وحده وسلاحة مسؤولية الفشل اللبناني : حزب الله يعرقل الوساطة الفرنسية في لبنان ولا تغيير قبل نزع سلاحه

إرم :

تقرير: حزب الله يعرقل الوساطة الفرنسية في لبنان ولا تغيير قبل  نزع سلاحه

قال تقرير فرنسي إن حزب الله اللبناني يقف حجر عثرة أمام جهود الوساطة التي تبذلها فرنسا؛ بهدف إعادة إعمار لبنان، وإنعاش اقتصاده بعد انفجار بيروت في الرابع من أغسطس/ آب الماضي.

وذكر التقرير الذي نشره موقع صحيفة ”لوبوان“، أن ”أقدم حليف أوروبي، فرنسا، يمكن أن يحدث الفارق لبقاء لبنان وإنعاشه، حيث استثمر الرئيس إيمانويل ماكرون رأسماله السياسي وجهوده الكبيرة منذ انفجار 4 أغسطس/ آب في ميناء بيروت، الذي خلف قرابة 200 قتيل وآلاف الجرحى“.

وبعد الزيارة الثانية لماكرون إلى لبنان، وافقت القوى السياسية اللبنانية على مهلة أسبوعين لتشكيل حكومة، وهو شرط أساسي لجهود الإنقاذ الدولي التي تتزعّمها فرنسا، وفق ما ذكره التقرير الذي أشار إلى فشل تشكيل الحكومة؛ بسبب ما سماها ”الجهات الفاعلة المزعجة المعتادة“ التي منعت أي تعديل عميق في التوازنات السياسية التقليدية.

رفض التسوية

وأوضح التقرير أن ”حزب الله وحليفته حركة أمل يصران على الحصول، من بين أمور أخرى، على منصب وزير المالية، وقد تم رفض التسوية التي اقترحها رئيس الوزراء السابق سعد الحريري لتعيين وزير شيعي مستقل“، مشيرا إلى أنه ”من خلال الاستمرار في اعتبار حزب الله محاورًا شرعيًا في هذه العملية عبر إشراك ممثليه في لبنان، أجّلت فرنسا طرح الموضوع؛ لأنها تدرك أنه من دون التطرق إلى قضية حزب الله لن يحصل أيّ تغيير جوهري“.

واستعرض التقرير مسيرة حزب الله وتأثيره في الحياة السياسية والاجتماعية في لبنان، قائلا: إنّ ”المنظمة الإرهابية المدعومة من إيران سيطرت على المجتمع اللبناني لعقود، وعلى عكس ما يقوله الدبلوماسيون الفرنسيون، فإن المنظمة ليست فاعلًا سياسيًا شرعيًا، حيث إنه على مدى السنوات العشرين الماضية استخدم حزب الله العنف والترهيب لتعزيز سلطته السياسية“.

وأضاف: ”على سبيل المثال، أدانت المحكمة الخاصة بلبنان مؤخرًا عميلًا رفيع المستوى لحزب الله؛ لتورطه في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في عام 2005“.

وذكر التقرير أن ”حزب الله يواصل اليوم استخدام أساليب التخويف الإرهابية نفسها؛ لردع أي تغيير في النظام السياسي يمكن أن يؤثر على موقعه المركزي في البلاد“، مشيرا إلى أنّ ”المزيد من الأصوات اللبنانية باتت تدين حزب الله علانية، حتى أنها ذهبت إلى حد شنق دمية لزعيم حزب الله الشيخ حسن نصر الله خلال المظاهرات الماضية“.

تهديد أمني

وذهب التقرير إلى القول: إنّ ”حزب الله ليس ألد أعداء الديمقراطية اللبنانية فحسب، بل يشكل تهديداً أمنياً كبيراً، فهو دولة داخل الدولة وفيها حوالي 120 ألف صاروخ، وقد أصبح الحزب الجماعة الإرهابية الأفضل تجهيزًا في العالم، وأفضل تجهيزًا من الجيش اللبناني نفسه“.

واعتبر التقرير أنه ”لا يمكن أن تتم ولادة لبنان من جديد، إذا جُردت حكومته من الاستخدام المشروع للقوة، حيث يجب على فرنسا وعلى نطاق أوسع أوروبا والمجتمع الدولي المطالبة بنزع سلاح حزب الله فورا“.

وتابع التقرير: ”بمبادرة منه ونيابة عن النظام الإيراني، قام حزب الله بعمليات توغل منتظمة في إسرائيل، وتدخل منذ بداية الحرب في سوريا لدعم الرئيس السوري بشار الأسد المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية“، مضيفا أنّ ”هذه المنظمة الإرهابية لا تشكل فقط تهديدا للشرق الأوسط، حيث دأب عناصرها وأنصارها لسنوات على جمع الأموال وتخزين الأسلحة، والانخراط في أنشطة غسل الأموال والتزوير والاتجار بالمخدرات“.

حزب الله واحد فقط

وقال تقرير الصحيفة الفرنسية: إن ”حزب الله نفذ في الثمانينيات والتسعينيات عدة هجمات إرهابية في باريس ولندن، وأدى الهجوم على مطار بورغاس في بلغاريا عام 2012، واعتقال عميل لحزب الله في قبرص كان يراقب مواقع لهجوم إرهابي محتمل، إلى إعلان الاتحاد الأوروبي الفرع العسكري لحزب الله كمنظمة إرهابية، لكن من الواضح أن هذا البناء الفكري الأوروبي، وهو بناء حزب الله ذي الرأسين، كان له تأثير ضئيل في الحد من القوة الضارة للتنظيم“.

وأكد التقرير أنّ ”هناك حزب الله واحدا فقط، وقد أدركت ألمانيا والمملكة المتحدة وهولندا، ومؤخراً ليتوانيا، هذا الواقع“، معتبرا أنّه ”من دون مواجهته ومن دون وضع حزب الله بوضوح أمام مسؤولياته في الفشل الحالي في إنهاء الأزمة، ودون المطالبة بنزع سلاحه، فإن جهود فرنسا ستذهب سدى“.

وعلّق كاتب التقرير: ”من المهم بالفعل فتح طريق آخر، الطريق سيكون طويلا ومعقدا، وسيتطلب جهودا متضافرة من قبل المجتمع الدولي، وفرنسا في الصدارة“.

وأضاف: ”تستضيف باريس المؤتمر الدولي للبنان في 15 أكتوبر / تشرين الأول المقبل، وإذا كانت فرنسا لا تريد أن تكون مذنبة بظهور لبنان ”قديم جديد“، فمن الضروري معالجة القضية المركزية لحزب الله“.