"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

الجزائري “المشتبه به الثاني” في اعتداء باريس يروي ما حصل معه قبل تبرئته

باريس- “القدس العربي” :

أجرت صحيفة لوموند الفرنسية مقابلة مع يوسف، الشاب الجزائري البالغ من العمر 30 عاماً والذي تم تقديمه على أنه المشتبه به الثاني في عملية طعن صحافيين اثنين بالسكين التي تمت يوم الجمعة أمام المبنى السابق لمجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة.

وقد روى الشاب للصحيفة كيف حاول إيقاف المعتدي قبل أن يتم توقيفه من قبل الشرطة للاشتباه في أنه متواطئ مع منفذ الاعتداء (شاب باكستاني يبلغ من العمر 18 عاما).

يقول يوسف مبتسماً: “أردت أن أكون بطلا ولكنني وجدت نفسي خلف القضبان”.

ويشرح ما حصل معه قائلا: “كنت أركب سيارتي عندما سمعت صراخ امرأة، فخرجت من السيارة، وسمعت رجلاً يصرخ! في تلك اللحظة، رأيت شاباً يركض نحو محطة المترو القريبة من المكان.. ركضت خلفه محاولا الإمساك به… فإذا به يتخلص من سكين كبير”.

ويضيف الشاب الجزائري: “وجدت نفسي داخل محطة المترو على الجهة المقابلة لتلك التي يوجد فيها المعتدي، بحيث كنت أراه على الجانب الآخر.. تصرفت جيدا وقلت له لا تتحرك من مكانك… فردّ علي بكلام لم أفهمه وكان هادئاً بشكل مدهش. يبدو الأمر كما لو أنه ينتظر بهدوء المترو. صعد للداخل دون الاعتداء على أحد وغادر في اتجاه محطة الباستيل”.

وتابع يوسف: “حين كنت بصدد الخروج من المحطة بعد أن غادرها المعتدي عبر المترو، قابلت رجلا مع قضيب حديدي يبحث عن المهاجم.. بعد ذلك بعشر دقائق وصلت الشرطة إلى مسرح عملية الطعن بالسكين.. فشرحت لأحدهم الموقف وأخبرتهم أن المشتبه فيه قد توجه إلى محطة الباستيل عبر المترو”.

ويواصل حديثه: “بينما كنت أحاول الذهاب لإلقاء نظرة على الضحايا كغيري من المواطنين في عين المكان، قال لي أحد أفراد الشرطة أغرب من هنا. فشرحت له أنني تبعت المشتبه فيه قبل أن يركب المترو.. طلبوا مني أولاً ترك رقم هاتفي قبل أن يقول أحدهم ضع يديك مقابل الحائط ويقوم بتفتيشي. فقال له أحد زميل له دع عنك، إنه لم يفعل أي شيء”.

“توجهت إلى سيارتي لإحضار بطاقة التعريف الوطنية الخاصة بي حتى أتمكن من الإدلاء بشهادتي. وفي الوقت ذاته رصد عناصر من شرطة باريس الذين قاموا بفحص كاميرا المراقبة في المحطة التي أظهرت اللقطة التي تبادلت فيها الحديث مع المشتبه فيه الرئيسي عن بعد محاولا توقيفه… لم يتم الاتصال بي وطلبوا مني العودة بسرعة”.

“بعدما عدت إليهم أخذني حوالي عشرة من أفراد الشرطة إلى محطة المترو. وطلبوا مني أن أنظر في اتجاه الكاميرات لالتقاط صور لي. كما قاموا بالتقاط صورة لي بهواتفهم. ثم وضعوا الأصفاد في يدي. وسمعت أحدهم يهمس قائلا لقد أمسكنا به… لم تمسك بي على الإطلاق، أنا من أتيت بنفس لأشهد”.

ويواصل يوسف قائلا في حديثه مع لوموند: “اقترب مني شرطيان لإبلاغي بأنه سيتم احتجازي لدى الشرطة وطلبا مني التوقيع على وثيقة وسألاني إذا كنت أرغب في توكيل محام. لكنني قلت لهم لا وأنني لم أفعل أي شيء، ولست بحاجة إلى محام… ثم اقتادوني إلى مخفر للشرطة في الدائرة السابعة عشرة لباريس، ووضعوني في زنزانة. وكانت هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أدخل فيها السجن. ولحسن الحظ، كان هناك شرطي منذ البداية يتحدث معي، وهو ما جعلني أثق فيه. قال لي: يوسف لا تقلق، سنستجوبك فقط، لقد فعلت شيئا صحيحا، نحن نقوم بعملنا فقط”.

وفي نهاية المطاف أُفرج عن يوسف ليلة الجمعة- السبت بعد تبرئته نهائيا. وقال مصدر كبير في الشرطة: ”روايته موثوقة تماما وهو ليس معروفا على الإطلاق لدى أجهزتنا”. ولم يتم توجيه أي تهمة إليه.