القدس العربي :
إذ يقول مطلع الأغنية التي أثارت غضب مرتادي مواقع التواصل «رفقا بمن عنهن قيل استوصوا خيرا بالنساء فقد خلقهن بضعفهن».
ودعا مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر إلى «عدم الاستماع أو الترويج لأي أغنية يتم فيها الاقتباس من الأحاديث النبوية» معتبرا «الاقتباس من أحاديث النبي ليصبح جزءا من أغنية، غير جائز شرعا ولا يليق بمقام النبوة».
وزاد في بيان أنه «تابع ما تداوله بعض وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، حول الأغنية» موضحاً أن «الاقتباس من الحديث النبوي، أو جملة منه ليصبح جزءا من أغنية، أمر لا يليق بمقام النبوة ولا مكانة الأنبياء، ولا يجوز شرعا لما قد يلابس أداء الأغاني ويلتصق بها من أمور تتنافى وجلال النبوة».
دعا لعدم الاستماع لأغنية «رفقا» لأصالة
ونصح المجمع «المسلمين كافة بعدم التعرض لسماع مثل هذه الأغاني أو التغني بها أو ترويجها، وعليهم أن يعلموا أنهم مأمورون بتوقير النبي العظيم، صلى الله عليه وسلم، وإعزازه، وإعلاء قدره ومقامه والبُعد بأحاديثه الشريفة عن ساحات التسلية واللهو».
مؤلف الأغنية، محمد أبو نعمة أشار خلال مداخلة له في برنامج «التاسعة» إلى بعض شعراء الجيل الجديد الذين استعانوا أيضًا ببعض آيات القرآن الكريم في قصائدهم.
وأوضح أنه من الناحية الفقهية اجتهد في البحث في هذه المسألة ووجد أن جمهور العلماء أباحوا الاقتباس ما دام لا يخدش الحياء أو يتم توظيفه في غرض دنيء، مشيرًا إلى أنه أراد استخدام الاقتباس في غرض محمود وليس دنيئا، وهو التوجيه بحسن معاملة النساء، ولم يجد أنسب من الحديث الشريف لتوصيل مثل هذه الرسالة للناس.
لكن عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر، بين إنه «ليس من اللائق أن يُذكر نص القرآن الكريم أو الحديث الشريف، ويتم تحويله إلى أغنية، ونحن نعرف أن الأغاني للتسلية والسمر».
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع البرنامج نفسه: «نحن لا نكفر ولكنه ليس من اللائق تحويل الحديث أو القرآن إلى أغنية، فالأحاديث النبوية الشريفة والقرآن الكريم ليس للتسلية أو السمر».
ونوه بحسن النية والغاية التي كان يريدها مؤلف الأغنية في إيصال رسالة محمودة، مستدركا بالقول: «لكن لا بد إذا كانت الغاية طيبة أن تكون الوسيلة مناسبة لها».
وتابع: «الأحاديث النبوية لا يُغنى بها ولا تعرض على المسارح فتصاحبها الموسيقى وقد يصاحبها الرقص بعد ذلك.. فلكل مقام مقال» موضحا أن الأحاديث النبوية لها قداستها مثل القرآن تمامًا؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى.
وواصل حديثه: «الدين لا يُستعمل كوجبات سريعة ولكن يحتاج إلى تأن وتعليم وقراءة، وفهم كل كلمة منه ويأخذ منه الأحكام الشرعية والمستحب والمكروه».