
إرم :
متشدد إيراني يدعو إلى طرد أحمدي نجاد من “تشخيص مصلحة النظام”
دعا السياسي الإيراني المتشدد محمد حسن قديري أبيانه، اليوم الأحد، المرشد علي خامنئي إلى طرد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد من مجمع تشخيص مصلحة النظام، على خلفية مقابلة لنجاد وجَّه فيها سلسلة انتقادات إلى السلطات الحاكمة في البلاد أخيرا.
وعين خامنئي نجاد في مجمع تشخيص مصلحة النظام وهو أحد أجهزة الحكم في إيران في مطلع آب/أغسطس 2013 بعد انتهاء فترة رئاسته للجمهورية لمدة ثماني سنوات.
وقال قديري أبيانه في مقال نشره في موقع صحيفة ”اعتماد“ الإصلاحية، ”إن محمود أحمدي نجاد يتعمد فعل هذه الأشياء (المقابلات الصحفية)؛ من أجل أن يتم طرده من مجمع تشخيص مصلحة النظام ثم يقدم نفسه للناس على أنه شخصية مظلومة من قبل السلطات الحاكمة“.
وأضاف أبيانه ”لا يحق لأي مسؤول في البلاد إجراء مقابلات مع وسائل إعلام محظورة مثل إذاعة فردا (الغد) التي تبث من الخارج“، مبينا أن ”أحمدي نجاد يتحدث مع محطة إذاعية أجنبية بينما لا يُسمح لأي مسؤول حكومي بمقابلة وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية الأجنبية، وهذا انتهاك واضح“.
وأشار السياسي المتشدد إلى أنه ”حتى خلال فترة رئاسته (أحمدي نجاد)، فُرض الحظر على إجراء مسؤولي السلطة التنفيذية مقابلات مع وسائل إعلام أجنبية ناطقة بالفارسية، خاصة وأن أحمدي نجاد عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام وبالتالي فإن مثل هذا الانتهاك من قبله غير مقبول إطلاقا“.
وعلق الدبلوماسي الإيراني السابق عن تكرار الانتهاكات من قبل نجاد بالقول ”إن الأخير يعرف جيدا أن عمله خاطئ، لكنه يتعمد فعل الأشياء ويقول أشياء تذكرها وسائل الإعلام ويذكر اسمه في الأخبار، وإنه يعلم بالتأكيد أن الشخص الذي يعينه المرشد الأعلى ليكون عضوا في مجمع تشخيص مصلحة النظام يجب ألا يستجيب بشكل إيجابي لاقتراحات وسائل الإعلام الأجنبية الناطقة بالفارسية“.
وأضاف ”وإذا لم يكن هناك حتى اليوم سبب منطقي لاستبعاده من عضوية المجمع – وهناك مئات الأسباب – يمكننا الآن أن نقول إن هذه المقابلة تثبت أن أحمدي نجاد غير مؤهل لخوض أي انتخابات في إيران“.
وتابع ”من خلال فحص السلوكيات التي قام بها محمود أحمدي نجاد على مر السنين وما زال يصر عليها، هناك أشياء لا يستطيع أي شخص عاقل القيام بها تحت أي ظرف من الظروف؛ على سبيل المثال، يعلم الجميع أن أحمدي نجاد يهنئ الراقص والمغني مايكل جاكسون بعيد ميلاده، الذي توفي قبل سنوات عديدة الذي انتحرت شقيقته خجلا من سلوكه“، على حد وصفه.
وقال ”نجاد لم يبق له إلا أن يقول إن الحجاب المفروض على النساء لا يجب أن يكون إلزاميا، بل هو على وشك الذهاب والتحدث إلى الإذاعة الإسرائيلية“.
وأضاف قديري ”برأيي، يجب أن يتدخل مجمع تشخيص مصلحة النظام في هذا الموضوع ويطلب من المرشد الأعلى طرد أحمدي نجاد من المجلس؛ لأن أحمدي نجاد في وضع خاص وهو ينتهك القانون عمدا“.
ووجه أحمدي نجاد في مقابلة مع إذاعة ”فردا“ للمرة الأولى في حياته السياسية، الجمعة الماضي، انتقادات إلى السلطات الحاكمة بسبب سوء أوضاع حقوق الإنسان وقمع الحريات.
وقال نجاد في معرض حديثه عن وضع منافسه السابق الإصلاحي مير حسين موسوي ومهدي كروبي قيد الإقامة الجبرية منذ عام 2011 عقب موجة احتجاجات عارمة في إيران، إنه ”يجب الإفراج عن شخصيات المعارضة التي تم اعتقالها خلال فترة رئاسته، وأنا أعارض اعتقال وسجن وتقييد أي إنسان على وجه الأرض“.
ونفى أحمدي نجاد إصداره أوامر بمضايقة الصحفيين المستقلين وعائلاتهم، متهما عناصر في جهاز المخابرات الإيرانية بالقيام بذلك خلال فترة رئاسته بين عامي 2005 و2013، إذ تم اعتقال شخصيات معارضة وصحفيين، وحجب مواقع التواصل الاجتماعي.