قال السفير الأمريكي السابق في الدولة العبريّة، دان شابيرو، إنّ الإمارات العربية المتحدة حصلت على تكنولوجيا إسرائيليّة في أعقاب اغتيال وقع عام 2010 في دبي، المنسوب على نطاق واسع إلى جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة)، وسط محاولات في ذلك الوقت لإعادة بناء العلاقات السرية بين البلدين، طبقًا لأقواله.
ووفقًا لشابيرو، كما ذكر موقع (تايمز أوف إزرائيل) الإسرائيليّ، هناك علاقات بين دولة الاحتلال والإمارات العربيّة المتحدّة منذ عدّة سنوات، لكنها توترت عندما قُتل محمود المبحوح، “مشتري ومستورد رئيسي لصواريخ حماس، في غرفته داخل الفندق في دبي”، كما قال الموقع الإسرائيليّ.
وتابع السفير الأمريكيّ السابق في تل أبيب قائلاً إنّه بعد اغتيال المبحوح في دبي، كان هناك انقطاع دام حوالي عام ونصف، ثم قمت واشنطن بتقديم المساعدة للجانبين بهدف التقارب مرّةً أخرى، وأضاف: بدأوا يتحدثون مع بعضهم البعض من خلال الولايات المتحدة حول ما هو المطلوب لإعادة العلاقات على كانت عليه قبل الاغتيال، على حدّ تعبيره.
وقال شابيرو في معرض ردّه على سؤالٍ لإذاعة الجيش الإسرائيليّ (غالي تساهال): شعر بن زايد بالأذى شخصيًا ممّا حدث مع التفاهمات في أعقاب الاغتيال، في إشارة إلى زعيم الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وطالب بتعهد بعدم تكرار ذلك على أراضيه، كما طلب عددًا من التكنولوجيات التي لم توافق إسرائيل حتى تلك اللحظة على تزويدها لهذه الدولة الخليجيّة، طبقًا لأقواله. وأكّد شابيرو أنّ إسرائيل وافقت على تسليم التكنولوجيا، دون الإفصاح عن ماهية هذه التكنولوجيا.
وقد توصلت إسرائيل والإمارات العربية المتحدة إلى اتفاق تاريخي يوم الخميس الماضي لتطبيع العلاقات، وهو ثالث اتفاق من نوعه أبرمته الدولة اليهودية مع دولة عربية، بعد مصر والأردن.
ووافقت إسرائيل على تعليق ضم أجزاء من الضفة الغربية كجزء من الصفقة، لكن لم يتضح ما إذا كانت الخطوة قد تم تعليقها بشكل دائم أو مؤقت. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنّ خطته لتطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية بالتنسيق الأمريكي الكامل لم تتغيّر، ولا تزال مطروحة على الطاولة، لكن ترامب طلب وقفًا مؤقتًا.
وتوقع شابيرو أنّه نتيجة لشعور بن زايد بالخيانة بسبب الاغتيال في دبي، فإنّ إسرائيل ستلتزم بالاتفاق على عدم ضم أجزاء من الضفة الغربية، رغم تأكيد نتنياهو، مُضيفًا في الوقت ذاته إنّه لا توجد فرصة لعودة إسرائيل إلى خطة الضم لأنهم وعدوا بن زايد بأنهم لن يخرقوا ثقته للمرة الثانية، طبقًا لأقواله.
وأوضح السفير الأمريكيّ السابق في إسرائيل، والذي يعمل اليوم باحثًا كبيرًا في مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، أوضح أنّ إعلان التطبيع جاء بعد سنوات من المحادثات السرية والتعاون بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالعدوّ المشترك إيران، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ العلاقة تتمحور بشكل أساسي حول المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بإيران والجماعات الجهادية مثل القاعدة والدولة الإسلامية، على حدّ تعبيره.
بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، قال شابيرو، وهو يهوديّ-أمريكيّ، إنّه كانت عملية تعاون طويلة الأمد بدأت حتى قبل إدارة الرئيس الأمريكيّ السابق، باراك أوباما، وكشف النقاب عن أنّه عندما كان سفيرًا لواشنطن في تل أبيب، كان هناك اتصال سري بين إسرائيل والإمارات، عادة في واشنطن. وأردف قائلاً إنّه ذات مرة، جلس مسؤول أمريكي كبير مع الجانبين معًا، لكن في ذلك الوقت كان الأمر وراء الكواليس فقط، لكنه تطور ببطء حتى الإعلان الأسبوع الماضي.
وقال مسؤول سابق في الشرطة الإماراتية، ضاحي خلفان، للقناة الـ12 في التلفزيون العبريّ، والذي قاد التحقيق في اغتيال المبحوح، قال يوم السبت إنّ عملية الموساد لتصفية المبحوح كانت خطأ استراتيجيًا من قبل الموساد الإسرائيليّ، لأنّهم اعتقدوا أنّه لن يتم كشفهم، على حدّ زعمه.
وأضاف: قد يكونوا قد نفذوا مثل هذه العمليات في دول أخرى ولم يتم الكشف عنها، لكن في هذه الحالة تم كشفهم، مشبهًا الاغتيال بعمليات نفذتها مجموعات مثل الإخوان المسلمين، ومصرحًا بأنه سيتخذ إجراءات لمنع مثل هذه الأنشطة بغض النظر عن الفاعل، وشدّدّ خلفان على أنّه لم علم بمخطط إرهابيّ ضدّ إسرائيل، لكان أبلغ الجهات ذات الصلة في تل أبيب لكي تقوم بإحباطه قبل خروجه إلى حيّز التنفيذ، كما قال للتلفزيون الإسرائيليّ.
جديرٌ بالذكر أنّ فريق الموساد، الذي نفّذ عملية الاغتيال في دبي، عاد إلى تل أبيب، ولم يُحاكَم من قبل أيّ جهةٍ على عمليته الإجراميّة، رغم مزاعم الدول الأوروبيّة بأنّها ستُقاضي أعضاء الفريق الذين حملوا جوازات سفرٍ أوروبيّةٍ وكنديّةٍ مزيّفةٍ.