لا توجد فائدة في محاولة فهم ما حدث في بيروت الثلاثاءK لن نعرف الحقيقة الكاملة عن الانفجار الهائل الذي دمر الميناء الرئيسي للبلاد، وتسبب في أضرار لا حصر لها في جميع أنحاء العاصمة، وأوقع أكثر من 5000 ضحية، ومصيرا مجهولا لعشرات المفقودين في حصيلة غير نهائية.

وقال محللون عسكريون إن الانفجار وقع عن طريق الخطأ في منطقة لا توجد بها تدابير للسلامة العامة.

وكان عمال اللحام يقومون بإصلاح باب مستودع مجاور لتخزين المفرقعات عندما تسببت الحرارة الزائدة الناجمة عن الطقس الحار والرطب واللحام إلى تبخر بعض نترات الأمونيوم (تحولت لغاز) واختلطت مع غبار القمح المنبعث من الصوامع المجاورة، وربما أدي التفاعل على الأرجح في التسبب في هذا الانفجار الكارثي.

نعلم على وجه اليقين أن الانفجار الذي وقع بالتزامن مع أزمة اقتصادية غير مسبوقة وتضخم مفرط، سيزيد من تعقيد الجمود السياسي في لبنان.

ومع ذلك، لدينا أسئلة أكثر من الإجابات، لماذا تم تخزين شحنة تزن 2750 طنا من نترات الأمونيوم في الميناء لمدة 6 سنوات؟ ومن يملكها؟ لماذا تم تخزين هذه المادة الكيميائية الخطرة في مستودع قريب جدا من المناطق التجارية والسكنية؟.

ويأتي الانفجار في وقعت سيء للغاية. لقد كان لبنان بالفعل على حافة الهاوية، وستزداد الأمور سوءا.

المستفيد الوحيد مما حدث يوم الثلاثاء هو “حزب الله” الذي يحجم عن الرد عن الغارة الجوية التي قتلت أحد مقاتليه في سوريا.

يوم الجمعة ستعلن المحكمة الدولية التي تنظر في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق “رفيق الحريري” حكمها على 4 من عناصر “حزب الله” المتورطين في عملية الاغتيال “الحريري الأب” (المحكمة أرجأت مؤخرا حكمها إلى 18 أغسطس/آب الجاري).

لا أحد في لبنان في مزاج يسمح له بالسخرية من “حزب الله” إزاء موقفه الدفاعي عن (إسرائيل)، أو التشكيك في دوره في اغتيال “الحريري”.

المصدر | هلال خشان- جيوبوليتكال فيوتشر – ترجمة وتحرير الخليج الجديد