القاهرة ـ «القدس العربي»:
شيء ما يلوح في الأفق وتخبؤه الأقدار للمصريين، هذا ما بوسعك أن تدركه عند مطالعة ما بين السطور في صحف القاهرة خلال الوقت الراهن وكشفت عنه صحف أمس الثلاثاء 4 أغسطس/آب، إذ بينما إثيوبيا ماضية في طريقها للاستحواذ على مياه النهر منفردة، ذهب عدد من الكتّاب يفتشون في أصل المأساة التي دفعت بنا لما نحن فيه من صراع على شريان الحياة..
الصحافة الورقية شهيدة كورونا والعيد مرّ بطعم مختلف… ومظاهرات عالمية ضد الفيروس
والحالة هكذا، وفيما الأغلبية تبحث عن المتهم والطرف الخفي الذي يشارك الأحباش في حصارنا، إذ بكريم ملاك في «الشروق» يشير إلى السعودية، باعتبارها ضلعاً في المأساة، التي أوشكت أن تحل بالمصريين، حيث انتهى في مقالته إلى أنه «إذا كانت مصر جادة في التصدي لسكون وتصلب إثيوبيا في التفاوض، عليها أن تبدأ بمنع التوسعات الخليجية في الرقعة الزراعية المصرية، وإقناع إثيوبيا بأن كل هذه الشركات الزراعية الكبرى لن تساهم في نقلة نوعية اقتصادية للبلاد، بل ستسلب مواردها لتغذية مواشيها في السعودية، لشعب ثري يفضل سلب مياه جيرانه كي يتمتع بمنتجات غذائية غير أساسية، مثل العلف، بدلا من زراعة محاصيل أخرى للاستهلاك المباشر، لتحقيق أمن غذائي عالمي على عكس ما أرساه الكاوبوي الأمريكي، الذي بادر إلى إنشاء أولى مزارع العجول في السعودية في الأربعينيات».
فيما أثنى مدحت نافع في «الشروق» على أبرز أحلام السيسي «حق لرئيس الجمهورية أن يحلم برقعة زراعية متسعة، تعوّض ما تفقده مصر جرّاء التجريف والتبويـــــر والزحـــف الإسمنتى البغيض، أن يحلم بريف مصري غير طارد لأهله، ونشاط زراعي يليق بمصر، الدولة التي كانت سلة الغذاء للإمبراطورية الرومانية… وواجب على الشعب أن يتمسك بهذا الحلم ويطوّره ويتفانى في تحقيقه».
بينما كنا نائمين
اهتم كريم ملاك في «الشروق» بتسليط الضوء على خطط عدد من الدول في الإستثمار في إثيوبيا رغم ما يسببه الأمر من خطر وجودي على المصريين، ومن أبرز تلك البلدان السعودية: «ولع السعودية بالفصفصة «البرسيم» وتربية العجول يرجع لبدايات المملكة في أوائل أربعينيات القرن العشرين تحتاج الفصفصة، كميات أقل من المياه مقارنة بمحاصل أخرى، لكنه ما زال يصعب على السعودية توفير زراعته على أراضيها، الأمر الذي دفعها بالتوجه لافريقيا. مثلما قامت السعودية مؤخرا بشراء أراضٍ زراعية في إثيوبيا، كي تؤمن مزارع عجولها عبر زراعة محصول العلف المفضل له: الفصفصة، إلى جانب محاصيل أخرى تحتاج كميات أكثر من المياه مثل الأرز. هذا الأمر في حقيقته يدفعنا للقول إن السعودية لا تقوم فقط بالاستثمار الزراعي، بل بالاستثمار المائي. فكلما تقوم تلك الشركات والصناديق السيادية بالتوغل في بلدٍ لزراعة محاصيل علف تستنفد مصادر المياه العذبة، وتصدر هذه المحاصيل لتغذية عجولها، فهي تقوم بدورها أيضا بتصدير احتياطي مياه تلك البلاد في صورة المحاصيل المزروعة. فليس هناك جدوى من الاستثمار الزراعي، من منطلق الأمن المائي، إذا كانت الشركة المستثمرة لن تبيع المحصول في السوق المحلية، وهو ما دفع سكان ولايتي أريزونا وكاليفورنيا أن يشكوا من توسعات شركة المراعي في ولايتهم».
أخوة على الورق
وألقى الكاتب في «الشروق» كريم ملاك الضوء على استثمارات المملكة في أديس أبابا: «تقوم السعودية بالتحرك عبر شركة النجمة العربية السعودية، المملوكة للمستثمر نصف السعودي نصف الإثيوبي محمد العمودي، ولكي تستمر شركة النجمة، إحدى أكبر الشركات من حيث حجم حيازة الأراضي الزراعية في إثيوبيا، في عملها في إثيوبيا، بدون تجميد تلك الاستثمارات، أو إيقاف عملية توريد منتجاتها للسعودية. يعود تاريخ تلك الشركة لتوسعاتها في حيازة الأراضي تزامنا مع استثمار المليادير العمودي أكثر من 200 مليون دولار في شراء والاستحواذ على مزارع، إلى جانب حصول الشركة على 4 مليارات دولار من صندوق الملك عبدالله للاستثمار الزراعي السعودي، ما تسبب في اتهامها بتهجير عدة مزارعين في إثيوبيا. تستحوذ السعودية مجملا على أكثر من 300 ألف فدان في إثيوبيا تتراوح حيازتهما بين عقود انتفاع لمدة ستين عاما، وعقود ملكية ترجع لمزارعين مُهَجَرين. وأشار الكاتب إلى أن ما تفعله السعودية، وعدد من البلدان الخليجية عبر توسعاتهم الزراعية، عبارة عن عملية للاستحواذ على مياه تلك البلاد التي يستثمرون فيها، ثم يقومون بتصدير محاصيلها. ولكن الأمر لا يقف عند الاستثمار الزراعي والسيطرة على مصادر المياه العذبة، بل يمتد للسيطرة على البنية التحتية لإثيوبيا، يمكننا أيضا أن نتنبأ بنتائج سد النهضة عبر تتبع تدفقات الموارد السعودية للسودان، التي مولت مشروع بناء سد الكجبار وما تبعه من تهجير لبناء قنوات ري لخدمة مزارع السعودية في عام 2016، وليس خدمة سكان الأراضي الذين تم تهجيرهم».
جشع إثيوبي
في رسالتها لمن تصفه بصديقي المشاكس كتبت هبة عبد العزيز في «الوفد»: «لعلي أتعجب كل العجب كلما سمعت بعضهم في أديس أبابا ممن لا يتوقفون أبدا عن ممارسة رذيلة التضليل للتأثير في شعوب نهر النيل والعالم، باتهام مصر بأنها ضد فكرة حدوث تنمية في إثيوبيا، هؤلاء الذين يدعون المظلومية تارة، ويلوحون بالحرب علينا وعلى بلادنا تارة أخرى! ولك أن تعلم يا صديقي أن مصر تدعم التنمية في كافة دول حوض النيل، والأدلة كثيرة على ذلك، وسأذكر لك على سبيل المثال لا الحصر مثلا، أن مصر تنشئ حاليا في تنزانيا سد «ستيجلر» على ضفاف نهر»روفيجي» بسعة 34 مليار متر ، ليولد 2115 ميجاوات. ولعل عجبي يزداد أكثر فأكثر كلما فكرت في أن إثيوبيا بلد مصنف من البلدان الغنية جدا بالمياه، حيث يهطل عليها 1000 مليار متر أمطار سنويا، والمياة السطحية تشكل ما يبلغ 122 مليارا، كما أن لديها 12 نهرا، بالإضافة إلى 22 بحيرة، بخلاف آبار المياة الجوفية، ويتجاوز فيها نصيب الفرد من المياه 1900 متر سنويا، في حين أن مصر كل ما تملكه هو حصتها التاريخية منذ آلاف السنين، التي تبلغ ما يقرب من 55 مليارا من النيل، ولا يتجاوز نصيب الفرد فيها 500 متر، مع تحلية مياة البحر ومعالجة مياة الصرف الصحي، ومن تلك الأرقام كلها يبدو من المنطقي جدا لأصحاب العقول والفطرة السليمة، أن لا تكتفي مصر فقط بتلك الحصة المائية التاريخية المكتسبة، بل وجب عليها شرعيا للحفاط على أمنها القومى المطالبة بزيادة حصتها عبر مشروعات حصاد المياة في دول حوض النيل، وألا تكتفي بالحفاظ على حقوقها المكتسبة وحصتها الحالية.. فهل تتعجب مثلي إذن؟».
ما وراء الصورة
صورة المصري الذي اعتدي عليه من قبل مواطن كويتي في أحد المحال صادمة، ليس فقط كما اعترف عمار علي حسن الكاتب في «المصري اليوم» بسبب عجرفة وصلف وسوء خلق الضارب، إنما أيضا بسبب صمت المضروب لأسباب كثيرة، منها ربما شعوره بالقهر والانكسار الداخلي، قبل احتياجه للمال، فآثر السلامة والسكوت، وهو مشهد نراه بكل أسف في مصر حين يقوم بعض أصحاب الحظوة والحصانة بالاعتداء على مواطنين بسطاء لا يستطيعون الرد أو نيل الحقوق. قيل إن الشخص الكويتي ألقي القبض عليه وأفرج عنه، وقيدت ضده جنحة الاعتداء على الموطن المصري، في المقابل فقد شهدنا في مصر صورة الشاب المصري الذي دعا إلى حرق العلم الكويتي، وهو بصحبه أحد رجال الشرطة مكبل اليدين ويتأسف لما حدث. التصرفان مدانان، ولكن ما وراء الصورة يقول إن هناك فارقا في رد الفعل على الحادثتين، بسبب تصور البعض في الكويت أن العمالة الوافدة في وضع أقل. أكد الكاتب على أن الحفاظ على الكرامة ليس مجرد شعارات أو تصريحات صحافية، إنما هو فعل يجب أن يطبق في بلادنا أولا حتى يشعر كل مواطن سافر إلى بلد خليجي من أجل لقمة العيش إنه لو أهينت كرامته سينتفض وسيرفض وسيعود إلى بلده مصان الكرامة، حتى لو كان ما سيحصل عليه ماديا في مصر أقل مما يحصل عليه في الغربة.
سر ما هناك
كاد سليمان جوده أن يفقد عقله وهو يتابع في «المصري اليوم» آخر مستجدات كورونا: «السبب المباشر في خروج المتظاهرين بأعداد كبيرة ولافتات عريضة في عدة مدن ألمانية، أن أنباء ترددت عن اتجاه الحكومات إلى الإغلاق من جديد، تفاديًا لما يسمى الموجة الثانية من الفيروس. أما السبب غير المباشر فهو إحساس المواطنين هناك بأن زمن الوباء قد جاء على حساب حريتهم في العيش وفي الحياة، وأن موجة ثانية منه سوف تضاعف من إرهاق الناس، وسوف تصل بهم إلى حدود الاختناق القريب من الموت. وكان اللافت أن المتظاهرين رفعوا شعارًا محددًا، ثم ركزوا عليه في كل شارع، وفى كل ميدان طافوا فيه.. الشعار يقول: «أوقفوا ذعر الوباء». وهذا شعار يحمل الكثير من المعاني، ليس أولها الإشارة من بعيد إلى أن هذا الذعر الذي رافق الإعلان عن انتشار كورونا في شتى أرجاء الأرض هو ذعر «مصنوع» في الكثير من جوانبه.. ولا كان آخر المعاني أن القضية مع كل إنسان في الكثير من الدول لم تعد فيروس كورونا نفسه بقدر ما هي حالة التخويف التي يجري في ما يبدو تغذيتها على الدوام. وهناك إحساس آخر لدى الكثيرين بأن نار الفيروس تجد مَنْ ينفخ فيها لتظل حية تحرق حريات الناس في أنحاء الدنيا لأهداف ليست واضحة حتى الآن، ولكن وقتًا سوف يأتي علينا نرى فيه هذه الأهداف عارية. إنني عندما أقرأ أن أرباح جيف بيزوس، صاحب شركة أمازون للتجارة الإلكترونية، التي نشطت جدًا في أجواء كورونا، بلغت 13 مليار دولار في يوم واحد، فإنني أتحسس عقلي على الفور، ويتساءل الكاتب عن الصلة بين أرباح بهذا المستوى على أكثر من منصة، والمساحة المصنوعة في الوباء».
توأم عبد الناصر
لماذا خطوة صدام حسين في غزو الكويت كانت هي الأصل الذي تفرعت منه كل الكوارث التي نشهدها الآن؟ الحقيقة كما يراها عمرو الشوبكي في «المصري اليوم»: «أن هذا يرجع ليس فقط للخطوة، إنما لطريقة تفكير كارثية تمثلت في تحميل الأعداء والخصوم والمؤامرات الكونية فقط مسؤولية أزماتنا، وكأننا مجرد ضحايا أبرياء مفعول بنا طول الوقت، فالقول إن السفيرة الأمريكية خدعت صدام حسين عذر أقبح من ذنب، فالمؤكد أنه لا يوجد رئيس رشيد في أي دولة في العالم يمكن أن يتوقع أن خطوة إلغاء بلد نفطي من الخريطة سيمر مرور الكرام، وإن الرئيس مبارك نفسه حذّر صدام حسين من تبعات هذه الخطوة، وطالبه بالانسحاب الفوري ولم يستمع، وأصر على خطوته. اللافت أن الرئيس العراقي رفض اقتراحا قدمه له أحد كبار أساتذة العلوم السياسية في جلسة خاصة، باحتلال بضعة كيلومترات من الأراضى الكويتية فيها آبار نفط، بعضها متنازع عليه، بدلا من احتلال الكويت كلها (طلب منه الأمان الشخصي لكي يقول هاتين الكلمتين). نتائج هذا الغزو كانت هزيمة نكراء للجيش العراقي العظيم، والمحزن أن صدام حسين لم يعترف بالهزيمة، ولم يقم بأي إصلاحات داخلية، ولم يفكر حتى بالاستقالة مثلما فعل عبد الناصر بعد هزيمة 67، وإعلانه تحمله للمسؤولية كلها، وعاد للسلطة عقب تمسك الجماهير المصرية والعربية بقيادته، في حين ادعى صدام حسين أنه انتصر في أم المعارك، وظل يخرج بسلاحه ملوحا بانتصار زائف، إن ما جرى منذ 30 عاما مثّل نقطة تحول فاصلة في التاريخ العربي، فقد قضى على النظام الإقليمي العربي، وأضعف العراق، واختلفت جذريا أولويات الدول العربية وتحديدها لمصادر الخطر والتهديد، ولاتزال إعادة بناء المشروع العربي شعارا يردده الجميع، بدون أن يترجم بعد في الواقع».
ربنا يسامحه
نبقى مع الذكرى المؤلمة بصحبة كرم جبر في «الأخبار»: «صدام حسين، عندما قرر غزو الكويت فتح جرحاً عربياً لا يندمل أبداً، كل الجراح تطيب إلا هذا الغزو، الذي تزداد سخونته بمرور السنين، ولا يزال ينزف حتى الآن. وجاءت الجيوش الأجنبية من كل صوب، وسلَّم صدام المنطقة للغزاة وتحول الهلال الخصيب «العراق والشام» إلى مستنقع الدم والبارود واتخذ الغرب قراره الحاسم، إيقاظ الشيطان. والشيطان هو الجماعات الإسلامية المسلحة، التي مزقت أشلاء العروبة، وقطَّعت الدول إرباً، وجاءت لنا بعصابات أسوأ من أي مستعمر مرَّ عليها. قبل الغزو بشهرين، دعا صدام إلى قمة عربية في قصره في بغداد، وظن أنه الأذكى، ويستطيع أن يخدع الجميع. ارتدى ثوب العروبة وكان كاذباً، ويفعل مثل الثعالب الماكرة، وقال كلاماً هو الأعظم في تاريخ العمل العربي المشترك، واتخاذ التدابير التي تواجه الأمن القومي العربي. وقرر صدام في قمة الخديعة أن يسالم إيران ويغلق جبهتها، ولم يكن ذلك من أجل صالح العرب كما زعم، ولا من أجل السلام مع إيران، ولكنه كان يمهد الأجواء لغزو الكويت، فأطلق سراح الأسرى الإيرانيين.. وظن أن الطريق إلى الكويت أصبح مفروشاً. قبل الغزو بشهر واحد، جلس مع السفيرة الأمريكية في بغداد غلاسبي، ونصبت له المصيدة، وقالت له كلاماً غامضاً حول حياد أمريكا، فهم «هو» منه أن واشنطن لن تتدخل ضده إذا قام بغزو الكويت. واستعرض عضلاته العسكرية، وجيشه البري الذي يستطيع أن يغرق جيوش الغرب في مياه الخليج فابتلعته الرمال، وركبه الشيطان من رأسه حتى قدميه، ولم يستجب لأي نداء بحقن الدماء، وصمم أن تكون الكويت المحافظة «19». بدون أن يغضب مني أحد أقول: نحن ندفع ثمن خطيئة صدام، وكان طبيعياً أن يكفر أبناء العرب بالعروبة، بعد أن انقسم الشارع العربي على نفسه واشتعلت الفتن والمعارك الكلامية».
ضيفنا في العيد
لا طعم للعيد بعيدا عن الأهل والأصدقاء. هذه حقيقة أقرها محمد أمين في «المصري اليوم»: «إن كان هذا العيد غير كل الأعياد السابقة، سواء كان مع الأهل أو مع غيرهم.. فهو عيد بطعم كورونا.. أي بطعم الرعب.. فأنت لا تستطيع أن تسلم على أحد ولا تقبل أحدا. ولا تشعر بالحرارة التي كنت تشعر بها عند اللقاء كما كان في مناسبات سابقة.. وحتى الحج هذا العام ليس كأي عام.. فقد أدى الفريضة عدد قليل من الناس.. وهم الذين يعملون في السعودية أو من أبناء السعودية فقط، ورغم أنهم استمتعوا بعدم الزحام فإنهم كانوا قلقين من مخاطر الإصابة بالفيروس! وقد لاحظت أننا نسلم بالعيون والانحناءة البسيطة عند اللقاء، ولا أدري إن كان ذلك يكفي، أم أن البعض يظن ذلك من قبيل التعالي؟ أم يتفهم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البشرية؟ حقيقة أريد أن يتفهم البعض ما نحن فيه، بدون أن يغضب أو يتأثر، أو يشعر بالضيق.. صحيح هي سلوكيات لم نعتد عليها لكننا مجبرون عليها للأسف، ومضطرون لأن نمارسها بهذه الطريقة كى لا نؤذي بعضنا، لا بد من تغيير الثقافة الصحية والثقافة اليومية في المعاملات.. المهم أن يتفهم الناس ذلك، خاصة إذا كنت تلبس الكمامة وتسلم بالقفاز الطبي! ولِمَ لا؟ فكثير من عاداتنا تتغير.. فقد كنا نذبح الأضاحي في البيوت والشوارع وأصبحنا نطالب الناس بعدم الذبح خارج السلخانات.. ثم جاء بعد ذلك حديث الصكوك.. وهي طريقة لا تشعر فيها بأنك قمت بالأضحية، وشاركت في توزيع اللحوم على المحتاجين والأهل.. وكأن الحياة تتحول إلى ممارسة أتوماتيكية بلا مشاعر.. فهل سيكون من آثار كورونا أن نصل إلى مجتمعات مفككة تنقلب على عاداتها القديمة؟».
كذبة قديمة
إذا أردت أن تصبح مادة لاهتمام كل وسائل الإعلام في العالم كله ما عليك إلا أن تستمع لنصيحة السيد شحتة في «اليوم السابع»: «جدد دائرة الجدل من جديد حول حقيقة بناة الأهرامات، وتقمص دور الخبير الأثري والمؤرخ الكبير واروِ أدق التفاصيل حول الطريقة التي تم بها تشييد هذا البناء الخالد عبر التاريخ، هذا بالضبط ما فعله الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مؤخرا. فالملياردير الأمريكي قرر القفز على كل حقائق التاريخ الثابتة، التي تشير بإعجاب شديد إلى الدور الكبير الذي لعبه قدماء المصريين منذ فجر التاريخ في تشييد واحدة من أعظم الحضارات عبر التاريخ، التي لا تزال آثارها شاهدة على حجم التقدم العلمي والهندسي، الذي وصلوا إليه والذي مكنهم من تشييد عشرات المعابد، كما تركوا خلفهم الأهرامات والعشرات من المقابر الفرعونية، التي تحوى أسرارا كثيرة مازال العلماء يحاولون كشف أسرارها حتى اليوم. ما فعله الملياردير الأمريكي هو أنه اختار أن يسلب الحق من أهله بإطلاق شائعات ومزاعم رددها غيره من قبل، ولم يمتلك أي منهم تقديم دليل واحد فقط يؤكد أو يبرهن على صدق ما سعوا جاهدين لترويجه، حيث زعم ماسك أن كائنات فضائية بنت الأهرامات» وأشار إلى رمسيس الثاني باستخدام رمز تعبيري يظهر وجها يحمل نظارات سوداء، وهو شكل يشبه الكائنات الفضائية». وإذا كانت الكائنات الفضائية هي من قامت بالفعل ببناء الأهرامات فلماذا لم تفعل ذلك في أمريكا، أو في أي مكان آخر في العالم، واختارت مصر الفرعونية موقعا لهذا البناء الضخم، الذي مازال شاهدا منذ سنوات طوال على عظمة قدماء المصريين؟ وأين هو الدليل العلمي الذي بنى عليه السيد ماسك مثل هذا الكلام؟ فقط مجرد مزاعم لا سند لها».
الفيروس قتلها أيضاً
يعرف الدكتور مصطفى الفقي كثيرًا من الأصدقاء أحجموا عن شراء الصحف واكتفوا بالقراءة الإلكترونية، وأكد الكاتب في «الأهرام» أن ذلك لم يكن تصرفًا عقلانيًا ولكنه جاء تحت تأثير الذعر الشديد من ذلك الوباء اللعين وسرعة انتشاره وغموض أسبابه، والتفسير التآمري في نشأته، والصراع الدولي سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا حول الخلاف القائم حاليًا بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، الذي نتوقع له أن يزداد شراسة ووضوحًا في العقود المقبلة، واضعين في الاعتبار أن روسيا الاتحادية حليف تاريخي للصين لا يختلف معها إلا ظاهريًا، ولكن الجوار القومي الطويل جعل بينهما من أواصر الصلات ما يحول دون التأثيرات الوافدة في العلاقات الدولية المعاصرة. وأشار الفقي إلى أن الذي حدد المسار الحقيقي للصحافة الحديثة والتطور الهائل الذي طرأ عليها، هو نفسه الذي فتح الأبواب أمام الصحافة الإلكترونية، لكي تكون بديلًا لماضيها وامتدادًا لها، لذلك فإننا نرى أن وراثة الأساليب الإلكترونية للكتابات الورقية هي تطور طبيعى للأشياء، ونتوقع ألا يقضي أحدهما على الآخر، بل أن يظلا على خط متوازٍ تحتل فيه الكتابة الإلكترونية المساحة الأكبر، ولكن يبقى وجود الصحافة الورقية محتفظًا بجزء من مكانته، رغم كل الظروف. لاحظنا من النقاط السابقة أن تراجع الصحافة الورقية هو نمط من أنماط التطور الطبيعي، وأننا لا نستطيع أن نوقف حركة التاريخ ومسار التطور، ولا شك في أن الإنسانية واجهت منعطفات شبيهة يوم أن انتقلنا من الكتابة اليدوية الخالصة إلى استخدام الطباعة، بعد اختراعها إيذانًا بالانتقال من مرحلة المخطوطات إلى مرحلة الكتب، ولن يستطيع جيل معين أن يوقف حركة التاريخ أو يعدل مسار التطور.. فمرحبًا بالصحافة الإلكترونية على أوسع نطاق، شريطة أن تبقى الصحافة الورقية ولو على نطاق أقل لأنها تعبير عن أجيال مازالت ترتبط بها، وتتحمس لها، وتدافع عنها.
حلم الجميع
هل نحن قادرون على تحقيق صادرات صناعية 100 مليار دولار خلال 3 سنوات؟ يرى محمد الهواري في «الأخبار» أننا قادرون بالفعل من خلال الطفرة التي حدثت في نشر الصناعة في كل المحافظات، إضافة للتوسع في إقامة الصناعات التصديرية. إنه ليس حلما بل يمكن تحقيقه بالإرادة القوية خاصة في صناعات الغزل والنسيج، وهي صناعة كثيفة العمالة، اعتبارا من زراعة القطن والاهتمام بالتوسع فيه، ثم صناعات الحليج والغزل والمنسوجات والملابس الجاهزة، لاستعادة الميزة النسبية لمصر في هذه الصناعة التي تلقى رواجا في الأسواق العالمية، نظرا لقيمة ومكانة القطن المصري عالميا. لا شك في أن مصنع الروبيكي نموذج حي للتطوير الذي يمكن أن يحدث في صناعة الغزل والنسيج بما يضمه من قلاع صناعية في المحلة وكفر الدوار وغيرهما من المحافظات، مع خطة التطوير التي وضعتها الدولة وخصصت لها 21 مليار جنيه. وتتقدم مصر بقوة في الصناعات الغذائية والصناعات الزراعية، إضافة لصناعة البتروكيماويات وصناعات السيراميك والحديد والصلب والإسمنت، وغيرها من الصناعات المهمة التي أقيمت من أجلها مجمعات صناعية عملاقة، وأيضا الصناعات الكيميائية والمعدنية وصناعة السيارات. نعم نحن قادرون على زيادة صادراتنا إلى 100 مليار دولار، لأننا نمتلك القدرات لتحقيق ذلك مع إتاحة مزيد من التيسيرات للصناعة وتوفير بنيتها الأساسية، وتخفيض أسعار الأراضى الصناعية.
ما وراء الرعب
رعب من «تيك توك» يدب في صدور أولياء أمور دول عديدة، ويقلق كذلك نوم بعض الآباء، بسبب سيطرته على عقول المراهقين، بعد أن قارب عدد مستخدميه في وقت قصير المليار شخص حول العالم، ومضمونه لا يخرج عن الرقص والموسيقى، إلا في ما ندر، وتمتلكه الشركة الصينية «بايت دانس». أضاف حسين خيري في الأهرام»: «الولايات المتحدة من أكبر الدول الثائرة حول هذا التطبيق، وتتخوف من سرقته للممتلكات الفكرية لمواطنيها، وثانيا من إرساله بياناتهم إلى الجيش الصيني والحزب الشيوعي الصيني، ولذا يعتزم الرئيس ترامب إصدار قرار بحظره في أمريكا، ومعه تطبيق صيني آخر اسمه «وي تشات» وعند قراءة الأحداث نرى أنها تشكك في جميع تلك التخوفات، لأن الشروع في قرار الحظر جاء بعد فشل مفاوضات بيع التطبيق لعدد من المشترين الأمريكيين، وأولهم شركة مايكروسوفت، ويأتي أيضا التفكير في اتخاذ القرار لما حققه «تيك توك» من مكاسب خيالية في فترة وجيزة، تقدر بين 30 و75 مليار دولار، ما يعني أن البعد التجاري الذي يمثله التطبيق يثير لعاب ترامب، وبعد فشل عملية شرائه يحاول ترامب إغلاقه، اعتقادا منه أنه قد يؤدي إلى خسارة كبيرة للاقتصاد الصيني، ومن جانب آخر ألقت وزارة العدل الأمريكية عدة اتهامات على الشركة المالكة للتطبيق، أهمها انتهاك خصوصية الأطفال في أمريكا. وسارعت الهند إلى إصدار قرار بحظر 95 تطبيقا للهواتف المحمولة، ومعظمها تطبيقات صينية وأشهرها «تيك توك» ويرجع القرار إلى القلق على الأمن الهندي، وفي ظاهر الأمر يبدو أن المسؤولين في هذه الدول يسعون إلى حماية خصوصية الأطفال والمراهقين، بينما الواقع يقرّ بأن رفضهم للتطبيقات الصينية يعود إلى خلاف سياسي وتجاري لا غير، والمخزي حقا ما يحمله «تيك توك» من خطورة في استهدافه لفئة المراهقين».
أعراض مرض خطير
اهتم يسري عبد العزيز في «الشبكة العربية» بأعراض الشخص المصاب بجنون العظمة ومنها: «يريد أن يحصل الشخص المصاب بجنون العظمة على كل شيء ولا يعطي مقابله أي شيء. كما يرفض النقد أو النصح والإرشاد، ويقتنع بآرائه فقط. ويستغل سلطته ونفوذه في تحقيق كل شيء لم يحصل عليه في الماضي. كما انه مقتنع بأن الجميع لا يفقه شيئا وهو الشخص الوحيد الذي يتقن كل شيء. فالمصابون بجنون العظمة هم المعاقون نفسيا، وهم من يحرضون على القتل والتنكيل، وبث الشقاق بين الناس، هم الذين يبثون نار العداوة والبغضاء والكراهية والأحقاد والفتن، بين فصائل المجتمع ومكوناته، وبين العرب بعضهم مع بعض، ويخلقون العداوة بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة، من أجل إشباع مرض العظمة المصابين به، ومن أجل ممارسة السيادية على الناس، لا يزعجهم أنين الضعفاء والفقراء، وصراخ ضحاياهم وشكاوى المظلومين وعذاب المعتقلين، ولا تؤلمهم مناظر القتلى وإراقة الدماء وبكاء الأطفال، وأنين الجرحى وتشرد الناس وتهجيرهم، وتركهم لأوطانهم، ولا يخجلون من تدمير بلادهم وتهجير شعوبهم، فمنهم من دمّر البلاد والأحياء والقرى والمساجد والمنابر.. ومنهم من دمّر الثقافة والتعليم والأخلاق والقيم والمبادئ والرجولة والتدين في النفوس والعقول والضمائر.. يدقون طبول الحرب ضد شعوبهم أو ضد شريحة معينة في المجتمع، لا يوجد في تكوينهم النفسي والأدبي مقومات النقاش و الحوار السياسي والمجتمعي، كوسيلة لحل مشاكلهم وإنهاء الخصومة، وإنهاء خلافاتهم. يقومون بإقصاء كل من يخالفهم الرأي، ويشنون حربا غير أخلاقية لا هوادة فيها، لا يضعون في سبيل ذلك أي حساب لما قد يلاقيه المواطنون أو الشعوب من عناء وألم وتشرد وحرمان».
التدهور المجتمعي
وضع الدكتور أحمد زكي في «المشهد» يده على أسباب ما يحيط بنا من انهيار أخلاقي: «إن كلَّ ما تستمتع به الآن ليس من هذا العصر، فأنت تصغي إلى أغاني القرن العشرين من خمسينياته إلى تسعينياته، وتشاهد أفلام القرن العشرين (والسنوات الأولى من هذا القرن على أحسن فرض) وتستمتع بلوحات وتماثيل العصور الغابرة، وتجاوزا بالمدارس العجيبة لفنِّ القرن العشرين، وتقرأ روايات القرون الماضية، وتعشق روايات القرن العشرين.. هلْ تدري لماذا؟ لأنَّ كلَّ تلك الأعمال الماضية خلقها موهوبون مبدعون من وحي تجاربهم الحيَّة الصادقة، أمَّا الأعمال المعاصرة فيفرزها واصلون مفروضون بلا موهبة أو ثقافة أو تجربة، سوى تجربة النفاق والملق والشلليَّة. فإذا اشمأززتَ ممَّا يلقون أمامك من رداءة وقبح وقذارة؛ لا تقلْ لنفسك أن كلَّ الناس يعجبهم ذلك، فلا بدَّ من أن العيب في ذوقي وحدي. كلَّا يا صديقي ليس العيب في ذوقك،أفلام فاضحة، ومسلسلات بشعة، وروايات مغشوشة، وإعلام مثل التوائم المتطابقة، وليتها متطابقة وجميلة لكنَّها متطابقة وبشعة! من أجل ذلك كلِّه إيَّاك أن تفرِّط في حقٍّ ليس بوسع أحد سلبه منك وهو حقُّ ألَّا تبدي الإعجاب- ناهيك عن أن تمجِّد- ما لا يعجبك! لا تبدِ إعجابك بالقبيح أو السخيف. لا تعلنْ تصديقك للكذب الوقح. ليس عليك إلَّا أن تصمت، لا تشجِّع أو تؤيِّد أو تهلِّل بالله عليك! دعهم يغتصبونك وأنت جثَّة باردة لا عشيقة مواتية.
إنَّ في حياتنا أرتالًا من الأشياء الفجَّة القبيحة المفروضة علينا، والتي نقبل بها لا لشيء سوى لأنَّ الآخرين يقبلون بها. ومن حولنا حشود من الأشخاص السمجين المدَّعين، الذين لا نجرؤ على انتقادهم ولوْ في دخيلتنا خشية أن ينبذنا مجتمع متحمِّس لهم وهم فيه النجوم اللامعة. حاولْ أن تنظر إلى الشيء بعد تجريده من الهالة الدعائيَّة المحيطة به، وسلْ نفسك: هلْ هذا العمل جيِّد حقًّا؟».
حدث قبل العيد
أقدم زوج على إشعال النيران في شقته لإخفاء معالم جريمته بعد قتل زوجته وفكر في حيلة إشعال النيران لإخفاء جريمته، بسبب خلافات أسرية دائمة بينهما حدث ذلك في محافظة الغربية. تعود وقائع القضية كما ذكر محررا «الأخبار» فوزي دهب وأحمد أبورية، قبل أيام عندما تلقت شرطة النجدة بلاغا بنشوب حريق في شقة في قرية القرشية مركز السنطة، ومصرع سیدة تدعي س. ا. و، وتعمل مدرسة نتيجة إصابتها بحروق شديدة في جميع أجزاء الجسم. على الفور تم الدفع بسيارات إطفاء وتم فرض كردون أمني لمحاصرتها قبل امتدادها لمكان آخر، وتبين أن النيران تسببت في احتراق ربة منزل داخل الشقة.
وبإنتقال ضباط المباحث لمكان الواقعة بالفحص والمعاينة تبين وجود سيدة وعلى جثتها آثار حروق تم التحفظ على الجثة تحت تصرف النيابة، وكلفت النيابة العامة رجال المباحث بسرعة كشف ملابسات الحادث. وبإجراء التحريات وجمع المعلومات تبين أن زوجها «م. ا. ا» وراء ارتكاب الواقعة، وقد فرّ هاربًا عقب الحادث، وتم ضبطه. وبمناقشته اعترف الزوج بارتكابه الواقعة لوجود خلافات دائمة بينهما، مشيرا إلى أنها عادت قبل الواقعه بيومين فقط من منزل أسرتها، إلا أنهما كانا دائما التشاجر. وأوضح المتهم في اعترافاته بأنه ليلة ارتكابه الجريمة وقعت مشاجرة مع زوجته فقام بإضرام النيران في الشقة بعد تلقينها علقة ساخنة أفضت بحياتها.