الخليج الجديد :
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن وزير الدفاع الأمريكي “مارك إسبر”، ووزير الخارجية “مايك بومبيو”، حذرا مصر من إمكانية شراء مقاتلات روسية من نوع “سوخوى-35”.
ووفق الصحيفة، قال “إسبر” و”بومبيو”، في تحذير أرسلوه للقاهرة، إن “صفقات أسلحة جديد وكبيرة مع روسيا ستؤثر، على الأقل، على اتفاقيات التعاون في مجال الدفاع مستقبلا بين الولايات المتحدة ومصر، وعلى المساعدات لمصر لضمان أمنها”.
وأوضح الوزيران أن “مصر قد تتعرض لعقوبات وفقا لـ(قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات-كاتسا)، والذي يمنع شراء المعدات العسكرية الروسية”.
وبعد تلك التحذيرات، التزمت إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الصمت على مدى الشهور التالية تجاه التطور الكبير في علاقات مصر العسكرية مع روسيا.
- تحركات الكونجرس
غير أن تحركات حالية بالكونجرس ضد رغبة القاهرة في الحصول على مقاتلات سوخوي-35 الروسية قطعت هذا الصمت الممتد طوال الأشهر الماضية.
وتزامنت تلك التحركات مع حديث تقارير عن قرب تسلم النظام المصري تلك المقاتلات، وتسريب صور لها بألوان القوات الجوية المصرية بينما كانت تحلق في سماء روسيا في 22 يوليو/تموز المنصرم؛ إذ من المقرر أن تتسلم مصر الدفعة الأولي منها قبل نهاية العام الجاري.
ومن المرجح أن تدفع التقارير الأخيرة إدارة “دونالد ترامب” لتطبيق قانون “كاتسا” وفرض عقوبات على النظام المصري.
في الكونجرس، جاء التحرك من جانب 17 من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، في صورة خطاب لوزيري الدفاع والخارجية يطالبون منهما فيه بالتحرك ضد القاهرة.
- رد مصري
لم يتأخر الرد المصري كثيرا، لكنه جاء عبر وسائط غير رسمية.
إذ نقلت قناة “الجزيرة” الإخبارية عن مصدر دبلوماسي مصري قوله إن “القاهرة ترد على الاتهامات الأمريكية بأن الاتفاق مع موسكو على صفقة طائرات سوخوي تم قبل اعتماد القانون الأمريكي”.
فيما يرى الخبير بمعهد الشرق الأوسط المحامي والسياسي الأمريكي “تشارلز دان” أن “حصول مصر على مقاتلات سوخوي-35 جزء من الجهود المتميزة التي تبذلها مصر لتنويع مصادر أسلحتها وتحديث جيشها، فضلا عن التعبير عن توثيق علاقاتها مع روسيا على مدى الأعوام القليلة الماضية”.
وأشار “دان”، لـ”الجزيرة،” إلى أنه رغم “تهديد كل من وزيري الدفاع والخارجية بفرض عقوبات بموجب قانون كاستا، فإنهما قد يمتنعان عن فرض العقوبات فعليا”.
من جانب آخر، اعتبر الخبير العسكري الأمريكي “ديفيد دي روش” أنه لا حاجة للقاهرة لاقتناء هذه المقاتلات.
وقال: “لن تساعد الطائرات المقاتلة، سواء كانت روسية أو أمريكية أو أوروبية، مصر على التعامل مع تحدياتها الأمنية “.
بينما قال الخبير الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط والاستاذ بجامعة ماينز “جونتر ماير” إن مصر طلبت من أمريكا الحصول على أحدث طراز من مقاتلات F-35، وتم رفض هذا الطلب.
وأضاف “ماير” أنه في الوقت نفسه، سلّم الأمريكيون هذه المقاتلة (F-35) إلى السعودية.
وتابع: “كرد على هذا الرفض، اتفقت مصر على شراء 20 طائرة مقاتلة طراز سوخوي-35 الروسية مقابل ملياري دولار، والتي تقترب من مستوى كفاءة F-35 الأمريكية”.