العين الإخبارية :
طالب مغردون من مختلف الدول العربية بموقف عربي موحد لردع تركيا بعد توجيه وزير دفاعها خلوصي أكار تهديدات لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ورفض المغردون ومن بينهم كتاب وإعلاميون ومحللون سياسيون تهديدات وزير دفاع رجب طيب أردوغان، معتبرين الإمارات خطا أحمر وأي تهديد لها هو تهديد لكل العرب.
واستنكر المغردون تدخلات تركيا في شؤون الدول العربية مثل سوريا وليبيا والعراق، بتواطؤ ودعم من قطر.
وشن وزير الدفاع التركي في حوار مع قناة “الجزيرة” القطرية هجوما عدائيا ضد مصر والسعودية والإمارات، حمل مزاعم باطلة حول دورهم في ليبيا التي أغرقتها أنقرة بمرتزقة وإرهابيين في محاولة بائسة لسرقة البلد الغني بالنفط بعد أن فقد نظام أردوغان نفط تنظيم “داعش” الذي تاجر به لسنوات على حساب آلام السوريين.
وبدا واضحاً أن أكار أصيب بحالة هذيان ظهر تأثيرها في توجيهه تهديدات غير مسؤولة لدولة الإمارات.
استراتيجية ردع عربية
وردا على تلك التهديدات طالب المحلل السياسي الكويتي فهد الشليمي بموقف خليجي عربي لرفض التهديدات التركية.
وقال في هذا الصدد: “وزير دفاع تركيا خلوصي أكار يقوم بتوزيع التهديدات يمينا ويسارا من أرمينيا لمصر إلى ليبيا إلى الإمارات .. نقول لوزير الدفاع التركي أنت وجيشك لم تستطع محاربة حزب العمال الكردستاني وعانيتم وما زلتم تعانون”.
وأضاف: “تهديداتكم للدول مرفوض ومطلوب موقف خليجي عربي لرفض التهديدات غير المسؤولة”.
في السياق نفسه، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني عبدالملك اليوسفي :”التصريح الهمجي لوزير الدفاع التركي يوجب استراتيجية ردع عربية لمواجهة الأدوات المرتهنة للأتراك وتفعيل اتفاقيات الدفاع العربي المشترك”.
وتابع: “الإمارات أكبر من أوهامهم واستراتيجيات الأمن القومي للإمارات تتكئ على تحالفات أكبر من أن تنالها حماقات توسعية أو طيش استعماري مدجج بأحقاد التاريخ”.
بدوره، اعتبر الشاعر السعودي محمد بن حوقان المالكي أن تواطؤ بعض العرب هو من شجع الأتراك على تطاولهم”.
وتابع: “يعتقدون أن في كل دولة عربية فايز سراج أو تميم آل ثاني.. التهديد لغة الضعف وقلة الحيلة وضعف الإرادة”.
في الاتجاه نفسه، قالت الكاتبة نورا المطيري :”ليس لدى الأمة العربية مشكلة في مواجهة خصومها، أو من يظنون ذلك على الأقل”.
وأردفت: “مشكلتنا العميقة مع الميليشيات والجماعات الإرهابية ومن يمولها الذين يقدمون فروض الطاعة العمياء للمحتل العثماني فيوقعون معه الاتفاقيات ويفتحون له البوابات ويطعنون الأمة في ظهرها وخاصرتها.. كلنا الإمارات”.
سقوط جديد وسخف سياسي
واعتبر كتاب إماراتيون في تغريداتهم تهديدات وزير دفاع أردوغان ومزاعمه بشأن الإمارات “سخف سياسي” وسقوط جديد لتركيا.
وفي هذا الصدد، علق الكاتب الإماراتي عمر الساعدي على تهديدات تركيا، معتبرا أنها “سقوط آخر جديد لسياسة تركيا اللا واعية تجاه محيطها والمنطقة”.
وأشار إلى أنها “دبلوماسية قائمة على التهديد والعنجهية تدار من عصابات.. تتغنى على أطلال أوهامها الاستعمارية متناسية أنها في القرن ٢١”.
من جهته، قال الإعلامي الإماراتي جمال الحربي: “وزير الدفاع التركي الذي تغرق بلاده في مستنقع الإرهاب والتدخلات الخارجية من أذربيجان شرقاً َوحتى ليبيا غرباً مروراً بسوريا والعراق والصومال وقطر يتهم الإمارات بالتدخل في الشؤون العربية، هل رأيتم سخف سياسي أكثر من ذلك..؟!”.
الكاتبة الاماراتية مريم الكعبي استنكرت بدورها المزاعم التركية، مبرزة في تغريدتها مظاهر الفشل التركي على مختلف الأصعدة.
وقالت في هذا الصدد: “تركيا المنهارة اقتصاديا، المنبوذة دولياً التي اغتصبت أراضٍ عربية واحتلتها، والتي تجفف منابع الأنهار العربية وتعطش البلاد والعباد، تركيا حضن الإرهابيين ومؤسس شركة توزيع المرتزقة تهدد الإمارات وتجد في تنابلة السلطان وكلاء لتمرير تهديدها وتظن بأنها ستؤثر على موقف الإمارات .. هَزُلت”.
ممنوع الاقتراب
مغردون من عدة دول عربية وجهوا أيضا رسالة شديدة اللهجة لتركيا، مشددين على أن الإمارات خط أحمر، وأن الاقتراب منها ممنوع.
وقالت المغردة المصرية ناني شهاب: “الإمارات خط أحمر”، ووجهت حديثها لأكار قائلة: “لن تجرؤ من الاقتراب من الإمارات زايد وأولاده”.
أما المغرد المصري زهران حبيب فقال إن “وزير الدفاع التركي يهدد الإمارات وميعرفش (لا يعرف) أننا كشعب مصري نعتبر الإمارات مش خط أحمر ( ليست خطا أحمرا فحسب) بل مكتوب عليها ممنوع الاقتراب.. هذه الدولة تستاهل (تستحق) ندافع عنها بالغالي قبل الرخيص #الإمارات_خط_أحمر”.
المغرد السعودي أبو سامي وجه رسالة تحدي لتركيا قائلا: “نعرف تماما أن تهديداتهم ﻻ تتجاوز حناجرهم، هددوا أمريكا وأطلقوا سراح القس، هددوا بوتين ثم اعتذروا، هددوا مصر والإمارات فدكت قاعدة الوطية (في ليبيا) قبل أن يفتتحها الجنرال الهمام بساعات ثم عادوا وجهزوها فدكت للمرة الثانية، هددوا اليونان ثم سحبوا معداتهم من المتوسط”.
أكار.. سجل أسود
والمتتبع لسيرة خلوصي أكار، يجد نفسه أمام سجل أسود مليء بالجرائم، لرجل كان طريقه للترقي هو الوشاية بزملائه، وعندما وصل أردوغان للحكم وجد فيه ضالته للسيطرة على الجيش والتخلص من جميع معارضيه.
ومن اعتاد بالوشاية بزملائه للترقي، لم يجد غضاضة في أن يشترك وهو رئيس أركان الجيش مع أردوغان في مسرحية الانقلاب المزعومة في 15 يوليو/تموز 2016 للحصول على منصب جديد، قبل أن تفضح وثائق مؤخرا مؤامرته مع الرئيس التركي.
وبعد عامين من مسرحية الانقلاب المزعومة، كافأه أردوغان بمنحه منصب وزير الدفاع في يوليو/تموز 2018، ليتحول إلى ذراعه الدموية لتنفيذ مخططاته في الخارج.
وبعد عام من تعيينه وزيرا للدفاع، اتهمت منظمة العفو الدولية، في أكتوبر 2019، القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها بارتكاب “جرائم حرب” في هجومها ضد المقاتلين الأكراد شمال شرقي سوريا.
وتحت إشرافه، تم إنشاء مليشيات مسلحة في سوريا، واستخدم هذه المليشيات لكي يحولها إلى مرتزقة تخوض حربه الأخرى في ليبيا.
ونشرت أنقرة في ليبيا الآلاف من المرتزقة السوريين، الذين يمثل بعضهم بقايا تنظيمي القاعدة وداعش، ويشتهرون بارتكابهم جرائم حرب.
وفضحت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون)، تركيا، عبر نشر تقرير يكشف أن تركيا أرسلت ما بين 3500 و3800 مرتزق إلى ليبيا لدعم مليشيات فايز السراج الإخوانية غير الدستورية، الأمر الذي مثل إحراجا دوليا لأنقرة.
وفي اليوم التالي لنشر التقرير، زار أكار الدوحة في 19 يوليو/تموز الماضي والتقى أمير قطر تميم بن حمد، وفي اليوم التالي عقد اجتماعا في أنقرة لوزير الدفاع التركي ونظيره القطري خالد العطية ووزير داخلية حكومة الوفاق الليبية غير الدستورية فتحي باشاغا، وسط ترجيحات أن المباحثات تم خلالها بحث توفير ونقل مرتزقة لليبيا، بعد تزايد الانتقادات الدولية لقيام تركيا بإرسال مرتزقة من سوريا.
وكشف تقرير للمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية في تونس النقاب عن أن تركيا وقطر تخططان لإرسال مرتزقة صوماليين إلى ليبيا.
أيضا لا تزال أصداء استهداف قاعدة الوطية الجوية في ليبيا، جنوب غرب طرابلس، الخاضعة لسيطرة مليشيات الوفاق وتركيا، في 6 يوليو/تموز الماضي، تشعل صداعا لأكار، في ظل استمرار نواب المعارضة بتقديم استجوابات له عن خسائر تركيا في هذا القصف الذي جاء بعد يومين فقط من زيارة وزير الدفاع التركي لليبيا.
كما أربكت موافقة البرلمان المصري بالإجماع على إرسال عناصر من القوات المسلحة في مهام قتالية خارج حدود البلاد للدفاع عن الأمن القومي المصري في الاتجاه الاستراتيجي الغربي ضد أعمال المليشيات الإجرامية المسلحة والعناصر الإرهابية الأجنبي، أردوغان وأكار وحساباتهما.
أمام تلك الصدمات المتلاحقة، بدأ أكار يهذي ويهدد الإمارات ويروج مزاعم باطلة بشأن دور الإمارات في ليبيا التي أغرقتها بلاده، وبإشرافه المباشر، بمرتزقة وإرهابيين في محاولة بائسة لسرقة البلد الغني بالنفط، قبل أن يلقنه الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، درسا جديدا في الدبلوماسية .
وقال قرقاش إن “التصريح الاستفزازي لوزير الدفاع التركي سقوط جديد لدبلوماسية بلاده”، مضيفا أن “العلاقات لا تدار بالتهديد والوعيد، ولا مكان للأوهام الاستعمارية في هذا الزمن، والأنسب أن تتوقف تركيا عن تدخلها في الشأن العربي”.