بيروت ـ «القدس العربي» :
لا تزال أصداء العملية العسكرية «الملتبسة» أول أمس في مزارع شبعا محور متابعة في بيروت، وقد حضرت على طاولة كل من مجلس الوزراء اللبناني والمجلس الأعلى للدفاع.
وقد قرّر مجلس الوزراء تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة احتجاجاً على الاعتداء الإسرائيلي الذي حصل في الجنوب الإثنين.
تزامناً، عمد العدو الإسرائيلي إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع لبنان، بحسب ما أفاد المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر «تويتر»، قائلاً «بناءً على تقييم الوضع في الجيش الاسرائيلي تقرّر تعزيز القيادة الشمالية العسكرية بمنظومات نيران متطورة وتجميع المعلومات وقوات خاصة».
شكوى لمجلس الأمن واتهامات للحكومة بـ«تسليم حزب الله القرار السيادي في الجنوب»
وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس جلسة لتقييم الوضع في مقر قيادة المنطقة العسكرية الشمالية، بمشاركة كبار قادة الجيش.
وقال نتنياهو خلال الجلسة: «كل ما يحدث حالياً هو نتيجة محاولة إيران ووكلائها في لبنان التموضع عسكرياً في منطقتنا … و(حسن) نصرالله (أمين حزب الله اللبناني) يخدم المصلحة الإيرانية على حساب الدولة اللبنانية».
وهدد نتنياهو حزب الله من تداعيات التصعيد، وقال :»لا أنصح أحداً باختبار الجيش أو دولة إسرائيل». وقال:»نواصل العمل من أجل إحباط التموضع العسكري الإيراني في منطقتنا، وسنقوم بكل ما يلزم من أجل الدفاع عن أنفسنا، وأنصح حزب الله بأخذ هذه الحقيقة البسيطة بعين الاعتبار. إسرائيل مستعدة لجميع السيناريوهات».
وكان وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي أعلن أن «مجلس الوزراء أدان العدوان الإسرائيلي على لبنان»، وقال: «سنتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن ونتمسّك بوجود وتمديد مهام اليونيفيل من دون تعديل».
وقال «موقفنا واضح بعدم المس بعديد ومهام القوات الدولية في جنوب لبنان، وهناك دعم دولي لنا ونعمل للحصول على مزيد من الدعم». وأكد رفضه العدوان الإسرائيلي على لبنان، لافتاً الى أن «حفظ الأمن والسلم أساس الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وهناك عدوان واضح على لبنان».
وجاءت جلسة مجلس الوزراء بعد اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، وحضور رئيس الحكومة حسّان دياب، والوزراء المختصين وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية.
واستهل الرئيس عون الاجتماع بإدانة اعتداء العدو الإسرائيلي في الجنوب، واعتبر ذلك «تهديداً لمناخ الاستقرار في جنوب لبنان، وخصوصاً أن مجلس الأمن سيبحث قريباً بتجديد مهام قوات اليونيفيل في الجنوب».
وأكد رئيس الحكومة ان «ما حصل في الجنوب هو اعتداء إسرائيلي كامل الأوصاف على السيادة اللبنانية، وقد انكشف سريعاً كذب الحجج التي قدّمها العدو لتبرير عدوانه، وبالتالي ما حصل في الجنوب هو تصعيد عسكري خطير وتهديد للقرار 1701».
وأضاف دياب «يبدو أن العدو يحاول تعديل مهمات اليونيفيل بالجنوب، وتعديل قواعد الاشتباك مع لبنان.
لذلك، يجب أن نكون حذرين جداً في الأيام المقبلة، لأن العدو يكرّر اعتداءاته، والخوف من أن تنزلق الأمور نحو الأسوأ في ظل التوتر الشديد على حدودنا مع فلسطين المحتلة».
وقد وجّه فرقاء المعارضة انتقادات صريحة لغياب الحكومة غير المفهوم عن التطورات الجنوبية، وانتقدت «كتلة المستقبل» قرار الحكومة بـ«النأي بنفسها عن تحدّيات على هذا المستوى من الخطورة والأهمية، وتسليم زمام الأمور بالكامل للجهات الحزبية».
وأكدت «أن الدفاع عن لبنان ليس اختصاصاً عسكرياً وسياسياً لفئة من اللبنانيين، والغياب المريب للحكومة عن المشهد الجنوبي يضيف الى سجل الإنجازات رصيداً جديداً لحالة الاهتراء، قبل ان تستفيق على وجود حدث أمني بعد 24 ساعة من حصوله وتنبري للإدانة في جلسة مجلس الوزراء».
كذلك اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حديث إلى وكالة «اسوشيتد برس» «أن الحكومة التي يدعمها حزب الله لا تملك القرار السيادي في الجنوب وعلى امتداد الحدود مع إسرائيل حيث يتمركز الآلاف من قوات حفظ السلام الدولية».