سبوتنك :
صحيفة : “حزب الله” يتخذ قرارا بالثأر لمقتل أحد عناصره في سوريا
كشفت صحيفة عربية، اليوم الخميس، نقلا عن مصادر خاصة أن “حزب الله” اللبناني اتخذ قرارا بالرد على الغارة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت موقعا عسكريا قرب مطار دمشق الدولي.
ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” أن الحزب اللبناني لن يسكت عن الضربة الأخيرة التي وجهت له في سوريا، مشيرة إلى أن الحزب وضع نفسه في مأزق، فإما الرد وما قد يحمله من تداعيات، أو الامتناع عنه وما يؤديه إلى تضرر معنويات مقاتليه وجمهوره.
وأضافت المصادر للصحيفة أن “الرد على مقتل عنصر في الحزب بسوريا يخضع للمعادلة التي وضعها نصر الله في العام الماضي بالرد من لبنان على أي استهداف لمقاتلي الحزب في سوريا”.
ونعى حزب الله اللبناني أحد مقاتليه، الذي قتل بالعدوان الإسرائيلي على محيط مطار دمشق، ويدعى علي كامل محسن.
سبوتنك
«حزب الله» يضع عناصره في أعلى درجات التأهب AA وليد قرضاب وأنديرا مطر – بدا القلق جلياً في الشارع اللبناني من احتمال أن يؤدي اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إلى «تصعيد كبير» في جنوب لبنان واحتمال أن يأخذ حزب الله على عاتقه الرد على العملية الأميركية باستهداف أحد المصالح الأميركية، أو بإطلاق صواريخ على إسرائيل أو تنفيذ عملية ضد جيش الإحتلال إنطلاقاً من الجنوب. وزادت من تلك المخاوف قيام قوات الإحتلال الإسرائيلي برفع حالة التأهب على الحدود الشمالية مع لبنان وإغلاق منطقة جبل الشيخ على الحدود مع سوريا تحسباً لرد إيراني، وطلبت الجهات المختصة الإسرائيلية من الجمهور عدم التوجه إلى المنطقة في وقت قطع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو زيارته إلى اليونان وعاد إلى تل أبيب لمتابعة التطورات.
وبرزت مخاوف أمنية في لبنان من أن تكون الخطوة التصعيدية الأميركية قرعت طبول حرب واسعة بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة وجبهات «محور الممانعة» الممتد من غزة (حماس والجهاد الإسلامي) إلى حزب الله في لبنان وسوريا والحشد الشعبي في العراق وصولاً إلى حرب مباشرة وشاملة مع إيران. حزب الله وضع عناصره في أعلى درجات التأهب والجهوزية، لاسيما بعد أن غيّرت الولايات المتحدة قواعد الاشتباك من خلال الاغتيالات التي تعد أسلوباً إسرائيلياً بالأساس، ولجأت إليه إسرائيل في عدة دول. وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في بيان التعزية أن القصاص العادل من قتلة سليماني المجرمين الذين هم أسوأ أشرار هذا العالم سيكون مسؤولية وأمانة وفعل كل المقاومين والمجاهدين على إمتداد العالم وسنكمل طريقه وسنعمل في الليل والنهار لنحقق أهدافه، وسنحمل رايته في كل الساحات والميادين والجبهات، وستتعاظم انتصارات محور المقاومة ببركة دمائه. كلام نصرالله عزز المخاوف من احتمال الرد من لبنان؛ وتتوجه الأنظار إلى يوم الأحد حيث سيطل نصرالله خلال مراسم تأبين سليماني والمهندس التي ستقام في الضاحية الجنوبية لبيروت. وكان حزب الله نفى الشائعات عن سقوط قياديين له في الغارة الأميركية.
الرد في العراق «القبس» استطلعت بعض الأراء اللبنانية حول إمكانية انخراط الحزب في الرد على اغتيال سليماني على الساحة اللبنانية. مصدر مقرب من الثنائي الشيعي «أمل وحزب الله»، قال لـ «القبس» أن الرد على الأرجح سيكون في العراق لكن لن يكون بحجم قاسم سليماني الذي هو بمثابة وزير دفاع أو أعلى بالنسبة للنظام الإيراني؛ متساءلاً عما إذا كانت إيران تستطيع قتل وزير دفاع أميركا أو حتى سفيراً للولايات المتحدة؟ مضيفاً أن الرد سيكون معنوياً فقط وربما يتم بمساعدة أميركية.
ولفت المصدر إلى أن الرد الوحيد الذي يمكن لإيران أن تصيب فيه هو الجبهة اللبنانية حيث أن هناك ذراعاً قوياً لها يمكنه أن يطال إسرائيل التي هي حليفة الولايات المتحدة، لكن السؤال هل ستعطي إسرائيل الذريعة لحزب الله؟ لأن هجوم الحزب من دون أي ذريعة قد يكلف لبنان كثيراً، فهل يستطيع حزب الله أن يحمل اليوم وفي هذه الظروف وهذا الوضع الاقتصادي والمالي والسياسي الداخلي ضربة اسرائيلية كبيرة؟ لاسيما وأنه في الوقت الحالي لم تعد توجد محرمات بالنسبة لأميركا وإسرائيل فيما يتعلق بإيران وأذرعها. وختم المصدر قائلاً: «أن تضرب أميركا سليماني والمهندس ببرودة أعصاب رداً على الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد يفتح المجال لأن تفعل أي شيء آخر لردع كل أذرع إيران في المنطقة، فلم يعد هناك من سقف عال».
المأزق الإيراني بدوره شدد الصحافي أسعد بشارة في تصريح لـ «القبس» على أنه من العبث فصل الأحداث التي جرت في العراق خلال الأيام الماضية عن تشكيل الحكومة في لبنان وعن النظر إلى وضعية حزب الله ككل، فالحزب جزء من إستراتيجية إيران وهو لا يخفي ذلك، وبالتالي السؤال ما هي التداعيات التي ستنتج عن مقتل سليماني وقادة الحشد على الحزب في لبنان؟ وهل سيكون حزب الله أحد أدوات الرد الإيراني على الولايات المتحدة أو حلفاؤها في المنطقة؟ وأضاف: «هذا السؤال برهن الأيام وربما الأسابيع القادمة فإيران في وضع صعب جداً لأن نيتها بالرد ربما لا تجد الوسائل لكي تتخذ القرار برد بحجم اغتيال سليماني، وهذا هو المأزق الإيراني الناتج عن ما قامت به طهران من عشرات السنين إلى اليوم، فهذا النظام يرزح تحت عقوبات اقتصادية كبيرة تؤثر على وضعيته ككل وعلى امكانية استمراره.
وأبدى بشارة اعتقاده أن حزب الله في لبنان سوف يسهل تشكيل حكومة موالية له وبنفس السياق الذي بدأ به حينما تم تكليف حسان دياب لأنه لا يريد أن يفقد السيطرة، كما أنه يريد استعادة ورقة الحكومة، وتشكيلها يمكن أن يتم بوتيرة سريعة لكن مع عدم اسقاط الاحتمالات الاخرى. مشيراً إلأى أنه في جميع الأحوال فالمنطقة التي تهتز على وقع هذه الأحداث تترك تداعياتها على الملف اللبناني ككل وسوف تؤدي إلى أن تقرر إيران ماذا ستفعل في الملفين اللبناني والعراقي. Volume 0% بدوره رأى الكاتب والصحافي أحمد عياش أن المشهد معقد جداً ويخلط كل الأوراق كما أنه يفتح الباب أمام كافة الإحتمالات.
وبيّن عياش أن المستهدف شخصية استثنائية وهو الرقم الأول والصعب في المشروع الإيراني الخارجي، لذا لا يمكن اختزال الرد في المسرح اللبناني، بل أن لبنان يعد أحد هذه المسارح ضمن الهلال الشيعي الذي كان ينشط فيه سليماني. ولفت إلى أن قرار الرد في يد القيادة الإيرانية والمرشد علي خامنئي ولم يُتخذ بعد، مضيفاً «أما ردات الفعل الحالية هي ردات فعل عاطفية متوقعة ومفهومة، لكن السؤال هو بعد هذه المرحلة إلى أين يمكن أن تذهب إيران في تصعيدها وانتقامها؟». وقال عياش أن قرار الرد إيراني بامتياز حتى لو كان في لبنان، وستتحمل طهران مسؤوليته بالكامل، مبيناً أنه لا يمكن القول أن حزب الله سيذهب إلى الحرب من تلقاء نفسه، فتداعيات مقتل سليماني ستكون مؤثرة على الشأن اللبناني، لافتاً إلى أن «كلام حسن نصرالله يرتقي إلى المستوى العاطفي حتى هذه اللحظة»؛ «ولا شك ان مقتل سليماني سيترك فراغاً لا يمكن لأحد أن يملؤه بالمقدار نفسه».
إنها الحرب صحيفة «الأخبار» اللبنانية المقربة من «حزب الله» قالت تحت عنوان «إنها الحرب»: أن سليماني والمهندس كانا قريبين من الموت مرات كثيرة لكن قرار عدم اغتيالهما سابقاً كان نتيجة لقوة الردع في محور المقاومة، مبيناً أن اغتيالهما فجر اليوم، لم يكن عملية أمنية معقدة؛ لكنه، في الميزان السياسي والعسكري، العملية الأقسى التي يتعرّض لها محور ايران، منذ مقتل عماد مغنية، كما أنها ضربة لئيمة تفتح باب الجنون في الإقليم. ولفتت الصحيفة إلى أن من اتخذ قرار اغتيال سليماني يفتح باباً لحرب أعدّ لها مسبقاً، فضلاً عن أنه قرار تريد منه الولايات المتحدة الأميركية القول لمحور المقاومة إن «قوة ردعك تتآكل وسنستهدف كل قادتك ونقاط قوتك». واعتبرت «الأخبار» أنه على محور المقاومة ألا يتعامل مع هذه المعادلة إلا بما يوجب الثأر لإعادة الاعتبار إلى قوة ردعه، وترسيخ ما أنجزه على مدى عقود. مشيراً إلى أن اغتيال سليماني لا يمكن أن يمر كغيره من الأحداث في الإقليم، مشيرة إلى أن ثمة خطوط حمراء أسقطها اغتيال سليماني تحديداً، وبناءً على ذلك، ستدفع الولايات المتحدة الثمن باهظاً، فالخطوط الحمر لا تسقط من جانب واحد.
للمزيد: https://alqabas.com/article/5739837
القبس