القبس في فايننشيل تايمز :
جو ميللر (فايننشيل تايمز) :
ترجمة : محمد أمين مرتضى طهماسبي
على بُعد أسابيع من تحقيق حلمه، فهذا الشاب البالغ من العمر 21 عامًا، الذي وصل إلى ألمانيا بعد فراره من إيران، ينتمي إلى أقلية أفغانية مضطهدة، وكان متدربًا في مصنع نوردلوفت في شمال غرب البلاد منذ عامين وسيؤدي الاختبار النهائي قريباً. ولكن بسبب الآثار الاقتصادية لـ Covid-19، فإن الشركة العائلية المتخصصة في تكنولوجيا التهوية الصناعية وتزويد شركات صناعة السيارات مثل فولكس فاغن، بقطع الغيار، غير قادرة على توظيفه، مما يجعله يواجه خطر الترحيل.
وعبّر طاهماسبي، الذي كان بدون جنسية عندما وصل إلى ألمانيا، عن الكثير من القلق بشأن المستقبل. «أريد أن أبقى هنا، ولكن ما يجري يجعلني قلق للغاية». تصريح إقامة تاهماسبي، مرهون بانخراطه في برنامج تدريب، ويعتمد تجديده إلى حد كبير على العثور على وظيفة دائمة بمجرد تأهله. إنه ليس وحده في ذلك.
فقد أثار اتحاد غرف الصناعة والتجارة الألمانية، الذي أيد وضع اللاجئين وطالبي اللجوء في التلمذة الصناعية، ناقوس الخطر، محذرًا من أن سلسلة من حالات إفلاس الشركات قد تجعل الكثير من المتدربين يجدون أنفسهم عالقين. خطر الترحيل فهناك أكثر من 55 ألف لاجئ وطالب لجوء مسجلين في برامج التدريب في مختلف أنحاء ألمانيا.
لا يُسمح لأولئك الذين يرتبط حقهم في البقاء في البلاد سوى ستة أشهر للعثور على تدريب أو وظيفة بديلة إذا فقدوا وظائفهم. ومع ذلك، فإن العدد الدقيق لمن هم في ظروف تشبه ما يحدث لطهماسبي غير معروف حاليًا. وأشارت غرفة تجارة وصناعة المانيا ان «مدى كفاية الفترة القانونية للعثور على عمل أو تدريب جديد في ظل الوضع الاقتصادي الحالي سيتضح، خلال الأشهر المقبلة»، على الرغم من أن البعض يقدّر أن عشرات الآلاف يواجهون خطر الترحيل، ومنهم من هم قادمون من إيران ودول عربية ومنهم من هم من دون جنسية. تقوم وكالة Netzwerk، الممولة من الحكومة والتي تساعد الشركات الألمانية في توظيف اللاجئين، بتجميع البيانات حول هذه الظاهرة حاليًا، بعد أن عبر العديد من أعضائها عن مخاوفهم. ويقول مستشار الوكالة، لورنز لوير «ما زلنا نسمع، في مناقشاتنا مع الشركات، أنه إذا كان المتدرب في طريقه إلى أن يصبح عضوًا مؤهلاً ودافعًا للضرائب في المجتمع، فلن يكون من المنطقي ترحيله».
ويضيف أن فترة الستة أشهر كانت كافية عندما كان الاقتصاد الألماني مزدهرًا، خاصة في قطاع الضيافة، حيث كان المواطنون الأجانب يشكلون أكثر من 34 في المائة من القوة العاملة. بعض الاستثناءات وأشار أنه قبل ازمة كورونا «كان الموظف الذي يترك عمله في فندق أو مطعم، سرعان ما يجد مطعما أو فندقاً في الشارع المجاور ليعمل فيه، لكن الصناعة بأكملها تعاني من أزمة الآن». كما تتقلص فرص اللاجئين المؤهلين للعثور على وظيفة في شركة أخرى في القطاع الذي تدربوا فيه.
فمثلا، أعلنت شركة نوردلوفت إنها لا تستطيع توظيف أي موظفين جدد بينما تم تسجيل ما يقرب من 80 موظفًا في برنامج الذي ترعاه الدولة لمساعدة الموظفين الذين انقطعت أو تقلصت رواتبهم. وأقر أندرياس زيمرمان، مدير سلسلة مطاعم ألمانية MoschMosch، التي دربت ووظفت لاجئين سابقًا، إنه لا يستطيع حاليًا القيام بذلك «لأن لدي العديد من الموظفين المسجلين في برامج الحكومة للمساعدة»، ولكن هناك بعض الاستثناءات. فقد كشفت كاتيا كورتمان، مديرة فندق Esplanade في دورتموند، إنها حصلت على إذن من وكالة التوظيف الفيدرالية الألمانية لتوظيف متدرب في الشركة، وهو لاجئ سوري يبلغ من العمر 31 عامًا، على الرغم من الاستغناء عن 36 موظفًا بعد أن أجبر الفندق على إغلاق أبوابه في النهاية مارس.
ومع ذلك، من المرجح أن يجد أولئك الذين يتطلعون إلى بدء التدريب أن أمامهم القليل من العمل. Volume 0% وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت الحكومة الألمانية أنها ستدعم الشركات بإعانة قدرها 2000 يورو لكل موظف تحتفظ به و3000 يورو لكل توظيف إضافي. ومع ذلك، فمنذ بداية مايو، انخفض عدد المراكز المفتوحة بنسبة 9 في المائة، وفقا للإحصاءات الرسمية.
قصر نظر وبحلول نهاية العام، من المحتمل أن يكون العدد الإجمالي للأماكن قد انخفض إلى 480 ألف، من أصل 525 ألفاً، في العام الماضي، وفقًا لـِ إلبرت ايرتل، نائب رئيس المعهد الاتحادي للتعليم المهني والتدريب في ألمانيا. ويتوقع البروفيسور إرتل أن « يكون الأشخاص الذين عادة ما يجدون صعوبة بالفعل في الحصول على مكان للتدريب في شركة ما، هم الأكثر تضررا».
وتحذر أصوات من داخل هذه الصناعة، من أن انخفاض عدد المتدربين سيجعل الشركات تعاني من نقص في الموظفين المؤهلين عندما يتعافى الاقتصاد. وحث إنغو كرامر، رئيس اتحادات أرباب العمل الألمانية، الشركات على عدم «كسر فرع الشجرة الذي تجلس عليه» بإغلاقها لأماكن التدريب المهني. واعتبر لوير من Netzwerk إن عمليات الترحيل لطالبي اللجوء «قصر نظر وستفضي الى نتائج مأساوية».
وأضاف أن ألمانيا، التي طالما وجدت صعوبة في ملء شواغر المتدربين الصناعيين في قطاعات ومواقع معينة، يمكن أن «تواجه نقصًا إضافيًا في العمال المؤهلين». أولا كامبرز، رئيسة شؤون الموظفين في شركة «نوردلوفت» أن الشركة، التي تحاول مساعدة طاهماسبي في العثور على وظيفة أخرى في هذه الصناعة، ستواصل إدارة برامج التدريب والتوظيف للمهاجرين. وأشارت الى أنه قبل أزمة كورونا، كانت نسبة البطالة في بلدة مثل «لوهني« لا تزيد على 3%، وكان من الصعب العثور على موظفين جدد. وأضافت أن «المانيا بحاجة الى مهاجرين، وآمل أن ت الأزمة الأخيرة قد جعلت الجميع يدركون ذلك».
للمزيد: https://alqabas.com/article/5787607
القبس