Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

بحث إسرائيلي : الإعلام العبري يغذي العنصريّة ضد الفلسطينيين البدو

 الناصرة: “القدس العربي”:

يؤكد بحث جديد أن الإعلام الإسرائيلي يغذي العنصرية ضد المواطنين العرب البدو داخل أراضي 48 ويكرّس أفكارا نمطية تجاههم بدلا من القيام بواجبه المهني بمناصرة الشرائح المجتمعية المستضعفة.

وأوضحت دراسة صادرة عن مركز “سيكوي” الحقوقي الإسرائيلي أن النسبة من التغطية الإعلامية التي يحظى بها المجتمع العربي البدوي في النقب داخل أراضي 48 هي بـ1.4% فقط ومعظمها تغطية سلبية. وتشير إلى أن الإعلام الإسرائيلي يصور المواطنين البدو بمصطلحات “إجرام”، “شجارات”، “عنف ومخالفات قانونيّة”، وغيرها.

وتابعت الدراسة: “في الوقت الذي ضجت شبكات التواصل الاجتماعي قبل أسبوع بفيديو عنصري للفنان الإسرائيلي روعي عوز حول معاملته للأطفال البدو، يأتي مؤشر التمثيل بحقائق ومعطيات جديدة تؤكد تغذية الإعلام العبري لهذه العنصريّة وتعزيز الصورة النمطيّة للمواطن العربي البدوي. إذ يشير البحث الجديد لمؤشر التمثيل بناءً على معطيات رسمية للأبحاث الإعلامية إلى أن 57% من المواد الإعلاميّة التي تطرقت للمواطنين البدو في النقب، خلال شهري مايو/ أيار ويونيو/ حزيران، تعاطت معهم بشكل سلبي ومن خلال صور نمطيّة وأفكار مسبقة”.

وحسب البحث تتمحور أكثر من نصف التغطية حول تورطهم في مخالفات قانونية، شجارات، إطلاق نار، قتل النساء. أما بالنسبة لتمثيل المتحدثين والخبراء ففقط 16% من التغطية الإعلامية للمجتمع العربي البدوي في النقب شملت متحدثا عربيا بدويا وعلى الأغلب كانوا أصحاب مناصب ووظائف مثل رؤساء سلطات محليّة، وفقط 9% من جلّ المتحدثين البدو كانوا خبراء بالمجال.

بالمقابل يشكّل الخبراء اليهود ضعف المتحدثين العرب في قضايا تخص العرب البدو. وتتابع الدراسة هذه: “هذا التعامل العنصري من قبل الإعلام العبري، يذوّت ويكرّس أفكارا نمطيّة غير صحيحة عن العرب البدو في البلاد”. وتقول كاملة طيون مركزة مشروع تمثيل المواطنين العرب في الإعلام العبري التمثيل الملائم في مركز “سيكوي” إن هذا الإقصاء للمواطنين العرب ليس جديدًا منوهة أنه حتى عندما يتطرق الإعلام الإسرائيلي للمجتمع البدوي يتضح أن السياق والتداعيات سلبية غالبًا.

وتساءلت ماذا عن المشاكل التي تواجهها القرى العربية في النقب- محاولات التهجير المستمرة، الفقر، نقص البنى التحتية، النقص في منالية خدمات التربية والتعليم والصحة؟ ماذا عن التطوع والمشاريع المجتمعية، الفنانين المحليين أو الإنجازات الأكاديمية؟ وتشدد على أن الإعلام العبري أقل اهتمامًا بهذه المواضيع وهو يساهم من خلال ذلك، في ترسيخ صورة غير واقعية عن البدو، ويعطي شرعية للتعامل العنصري معهم، بدلًا من تسليط الضوء على قضاياهم وحقوقهم المسلوبة علما أن هذه الرؤية الصحفية المهنية المفترض أن تتوفر لأنه من واجب الصحافة الانتصار للمستضعفين بدلا من الإساءة لهم.

كذلك يبيّن البحث أنه في حوالي 100 خبر صحافي عن البدو (من أصل الـ800 خبر مركزي)، تكررت مصطلحات تشبّه النقب بـ”الغرب الأمريكي المتوحش” نسبة للعنف الفوضوي الذي انتشر في أمريكا. أو مصطلحات التي عرّفت النقب على أنّه “عديم السيطرة”، “مُهمل” وتسوده الفوضى.

ويؤكد البحث أن بعض الهيئات الإعلامية الإسرائيلية تقدم تمثيلًا أكثر تكافؤًا والقسم الأكبر منها يكرّس ويرسّخ التمثيل النمطي والسلبي.

وضمن الأمثلة تقول الدراسة إن موقع القناة 12 هو الجسم الإعلامي الأكثر سلبية وعدائية تجاه البدو في النقب- 76% من الأنباء فيه تنطوي على توجه سلبي للمواطنين البدو. يليه القناة 13 و”يسرائيل هيوم”- نحو 70% من الأنباء حول المواطنين البدو كانت سلبية. بالمقابل، في الصحيفة المحلية في النقب “يديعوت هنيغف”، عادلت التغطية الإيجابية للبدو ضعفيّ النسبة العامة في الإعلام القطري (33% من الأنباء مقابل 15%)، والتغطية الإعلامية السلبية كانت منخفضة نسبيًا (46% مقابل 57% في الإعلام القطري).

وتؤكد المعطيات أنه منذ انطلاق “مؤشر التمثيل” ضمن هذا البحث الذي يصدر تقارير متتالية وحتى اليوم أن الإعلام العبري غير منصف وغير مهني في تعامله مع المجتمع العربي بشكل عام.

وتتابع الدراسة: “لكن توجد داخل المجتمع العربي مجموعات وشرائح تعاني بشكل مضاعف من التعامل العنصري، كالعرب البدو في النقب” يقول الصحافي أورن برسيكو من موقع العين السابعة المشارك في هذه الدراسة ويتابع: “الخطوة الأولى نحو التغيير هي الاعتراف بالإشكاليات ورفع الوعي لدور الإعلام في التأثير على مواقفنا تجاه الآخرين، ولذلك أقمنا مؤشر التمثيل ونواظب على فحص ومتابعة ما يحدث في الإعلام العبري، كوننا نعلم أن التغيير في توجهات وتعامل الإعلام مع المجتمع العربي سيؤثر على التعامل العام مع العرب وعلى مكانتهم كمواطنين متساوين في الحقوق”.

ويشار إلى أن النتائج تتعلق بفحص لكافة المواد الإعلامية التي تناولت المجتمع العربي البدوي في النقب بوسائل الإعلام العبريّة المركزية خلال شهري أيار وحزيران، نحو 800 مادة إعلاميّة مركزيّة في التلفزيون، الإذاعة، في الصحف الإلكترونية والمطبوعة، كذلك ثلاث صحف محلية في الجنوب.