واشنطن- (وكالات): كشف تقرير للبنتاغون الأربعاء أن تنظيم “قاعدة الجهاد في شبه القارة الهندية” يقيم علاقات وثيقة مع حركة طالبان، ولديه “نية دائمة” لمهاجمة قوات أميركية وأجنبية.
وبموجب اتفاق وقّعته الإدارة الأميركية مع طالبان في شباط/ فبراير، وافق المسلحون على منع تنظيم القاعدة من استخدام أراضي أفغانستان كقاعدة انطلاق لشن هجمات.
لكن بعد أشهر من توقيع الاتفاق، أورد تقرير للبنتاغون أن طالبان تواصل العمل مع قاعدة الجهاد في شبه القارة الهندية.
وجاء التقييم الأمني لوزارة الدفاع الأميركية والذي سلّم البنتاغون تقريرا بشأنه للكونغرس الأميركي أن تنظيم “قاعدة الجهاد في شبه القارة الهندية يقدم دعما روتينيا ويعمل مع مسؤولين غير بارزين في طالبان في إطار سعيه لتقويض سلطة الحكومة الأفغانية، ولديه نية دائمة لمهاجمة قوات أميركية وأهداف غربية في المنطقة”.
ويضيف التقرير أنه “على الرغم من التقدّم الذي تم إحرازه مؤخرا في عملية السلام، لا تزال قاعدة الجهاد في شبه القارة الهندية تقيم علاقات وثيقة مع طالبان في أفغانستان”، مرجّحا أن يكون هذا التعاون هدفه الحماية والتدريب.
ويعتبر مراقبون أفغان أن مقاربة واشنطن للاتفاق مع طالبان ساذجة إن اعتقد الأميركيون أن الحركة ستفي بتعهّداتها بمنع القاعدة من استخدام أراضي أفغانستان منطلقا لهجماتها.
ويعتبر التقرير أن تركيز “نواة” عناصر القاعدة الذين لا يزالون في أفغانستان يقتصر على البقاء أحياء، وقد فوّضوا قيادتهم الإقليمية إلى قاعدة الجهاد في شبه القارة الهندية.
وتابع البنتاغون أن “نية قاعدة الجهاد في شبه القارة الهندية مهاجمة قوات أميركية وأهدف غربية أخرى لا تزال قائمة، لكن الضغط المستمر الذي يمارسه تحالف (مكافحة الإرهاب) قلّص قدرة هذا التنظيم على تنفيذ عمليات في أفغانستان بدون دعم طالبان”.
واعتبر التقرير أن التنظيمين “ما زالا مقربين بحكم الصداقة والتاريخ النضالي المشترك والتقارب الايديولوجي والمصاهرة”
ومن جانب آخر، أفاد تقرير (البنتاغون) أن روسيا تعمل بنشاط مع طالبان وجماعات الأخرى في أفغانستان على تسريع انسحاب القوات الأمريكية، حسبما ذكرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية.
وذكر التقرير أن هدف روسيا هو “كسب نفوذ متزايد في أفغانستان، وتعجيل الانسحاب العسكري الأمريكي”، حسبما أفادت وكالة بلومبرج للأنباء الأربعاء.
وعلى ذات الصعيد، استبعد البيت الأبيض إمكانية تحديد ما إذا كانت روسيا قد رصدت مكافآت لقتل جنود أمريكيين في أفغانستان، حيث ألقى مسؤول رئيسي باللوم على التسريبات في عرقلة جمع المعلومات الاستخبارية.
وقال مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين الأربعاء “قد يكون من المستحيل الآن الوصول إلى حقيقة هذا الأمر، لأن بعض المسؤولين الحكوميين قرروا في مكان ما تسريب المزاعم قبل أن تتاح لنا الفرصة للحصول على حقيقتها”.
وأضاف: “قد لا نصل مطلقا إلى حقيقة الأمر وهذا وضع مخز”، حيث سعى إلى إعادة تركيز الانتباه على قضية التسريبات، وهي مشكلة مرتبطة بوجود الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض.