في إطار مساعيها لتحليل التكتيكات العسكريّة التي اتبعتها كتائب القسام، أعدّ موقع (WALLA)، الإخباري العبريّ، تقريرًا مُطولاً عن الكوماندوز البحريّ التابع لحركة حماس، حيث نقل مُحلّل الشؤون العسكريّة، أمير بوحبوط، عن مصادر أمنيّةٍ وعسكريّةٍ وصفها بأنّها رفيعة المُستوى، نقل عنها قولها إنّ قادة حماس العسكريين، محمد ضيف، مروان عيسى ويحيى السنوار، الذين يُشرِفون بشكلٍ شخصيٍّ على المشروع، باعتباره مشروعًا إستراتيجيًا، يقومون بالتحضير بشكلٍ مُكثّفٍ لإنزال ضرباتٍ توعويّةٍ بالاحتلال الإسرائيليّ في الجولة القادمة من خلال البحر، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ قوّة النُخبة البحريّة تسعى منذ سنواتٍ إلى البحث عن نقاط الضعف لدى البحريّة الإسرائيليّة لتوجيه الضربات المُوجعة والمؤلمة، واختراق الحصار والوصول إلى الداخل الإسرائيليّ، مُشدّدّةً على أنّ القوّة البحريّة لحماس تُعتبر تهديدًا إستراتيجيًا، تمامًا مثل الأنفاق الهجوميّة، على حدّ تعبيرها.
وتابعت المصادر إنّه في الوقت الذي كانت فيه الأعين تُركّز على تهديد الصواريخ والحرائق، تمكّنت حركة حماس من تطوير قدراتٍ إستراتيجيّةٍ في البحر، حيثُ قامت الحركة بتوسيع وحدة النُخبة البحريّة بشكلٍ مُقلقٍ، وخصصت لها الأموال والعتاد العسكريّ، الأمر الذي أجبر إسرائيل على ألّا تقف لا مُباليّة، ودفعها إلى تطوير آليات عسكريّةٍ بحريّةٍ لمُواجهة هذا التهديد الخطير، بحسب المصادر الأمنيّة في تل أبيب.
إلى ذلك، قالت القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، إنّ كتائب القسام تسعى للحصول على “طرق إبداعية” من أجل التسلل إلى الأراضي الإسرائيليّة، زاعمةً في تقرير من إعداد مراسلها العسكريّ نير دبوري، أنّ أنفاق حماس تعرضت لضربة شديدة في الأشهر الأخيرة، بعد تقدم إسرائيل في بناء الجدار تحت الأرض، موضحةً أنّ حماس تسعى إلى إيجاد البدائل لاختراق إسرائيل، إلى جانب تطوير الكوماندوز البحري والطائرات بدون طيار، مؤكّدةً أنّ حماس تعتبر الكوماندوز البحري، ذا قدرة هجومية كبيرة.
ولفتت إلى أنّ فقدان الأنفاق دفع حماس إلى تدريب العشرات من المقاتلين كجزء من خطة الهجوم من مغاوير البحرية، منوهة إلى أنّ القسام تمكن من وضع يده على معدات متطورة، حيث يتم تدريب الكوماندوز البحري على الاختراق والحرب تحت الماء، مشيرةً إلى أنّ بعض التدريبات تتم في مناطق في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين، وهي مواقع هاجمها سلاح الجو الإسرائيلي في الماضي.
وأشارت إلى أنّ حماس استغلت السنوات الأخيرة من وقف إطلاق النار مع إسرائيل منذ انتهاء حرب 2014 في تكثيف تدريباتها البحرية، وبناء قوتها القتالية، وزيادة إمكانياتها العسكرية في المجال البحريّ، ونقل التلفزيون عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إنّ غزة منطقة تعج بالصيادين، ويعملون في هذه المهنة منذ سنوات طويلة، ويفهمون جيدا لغة البحر، ويعرفون مهارات السباحة، ويمكن بسهولة وضع اليد على عدد من الفتيان والشبان الصغار، الذين سرعان ما يتحولون بعد بعض الوقت لمقاتلي كوماندوز مهرة.
وكشف النقاب، عن أنّ الفلسطينيين حاولوا في السنوات الماضية تحدي سلاح البحرية الإسرائيلية من خلال تفجير بعض الزوارق البحرية، ومنذ عام 2004 بات سلاح البحرية يتزود بإمكانيات تقنية وحماية فعالة على مدار اليوم والليلة، لمساعدته في العثور على أي أنشطة عدائية في قلب البحر وإحباطها.
ولفتت القناة، إلى أنّ إسرائيل تراقب التهديد الناشئ تحت الماء بعد مشروع الجدار العازل، ويدرك الجيش أنه يجب أن يستعد لذلك، مضيفة أنّ البحرية الإسرائيلية نشرت أجهزة استشعار تحت الماء، يمكنها التنبيه للتهديدات في الوقت الحقيقي، كما أنّها تعطي ملاحظة لتحديد الغواصين (محاولات الاختراق من قبل الكوماندوز البحري التابع لحماس والتي تطلق عليه اسم الضفادع البشرية).
جدير بالذكر، أن الاحتلال الإسرائيلي، شرع في بناء حاجز بحري لمنع تسلل عناصر المقاومة الفلسطينية، إلى الأراضي المحتلة انطلاقا من قطاع غزة إلى إسرائيل عبر البحر. وبتاريخ 8 تموز/ يوليو 2014، تمكنت للمرة الأولى وحدة بحرية مقاتلة تابعة لكتائب القسام من اقتحام قاعدة “زكيم” العسكرية، التي تقع على شاطئ بحر عسقلان، والتي تقع إلى الشمال من قطاع غزة، حيث استشهد جميع أفراد الوحدة، البالغ عددهم أربعة، بعد تمكنهم من إيقاع خسائر في صفوف جيش الاحتلال.
وأظهرت مشاهد مسربة، اقتحام عناصر الكوماندوز البحري التابعة للقسام للمنطقة، وتمكنهم من التجول عبر اجتياز الشاطئ ودخول القاعدة العسكرية والاقتراب بشكل كبير من جنود الاحتلال حتى مسافة صفر، حيث تمكن أحدهم من زرع عبوة وتفجيرها في دبابة إسرائيلية من نوع “ميركافا”، وذلك قبل اكتشافهم خلال عودتهم إلى شاطئ البحر وقتلهم من قبل قوات الاحتلال.