"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

وزير المخابرات الإسرائيلي : الدول العربية هي من يريد التقرب من تل أبيب

الناصرة ـ «القدس العربي»:
تواصل صحيفة “إيلاف” السعودية مقابلاتها الصحافية التطبيعية مع مسؤولين أمنيين وسياسيين في حكومة الاحتلال، آخرهم وزير المخابرات إيلي كوهن، بذريعة أنها “محاولة لفهم توجهاته”. وقبل ذلك واصلت الإمارات محاولاتها استجداء التطبيع مع حكومة الاحتلال من خلال هبوط طائراتها في مطار بن غوريون في تل أبيب بحجة تقديم مساعدات للفلسطينيين دون تنسيق مسبق مع السلطة الفلسطينية، التي رفضت تلقي المساعدات واعتبرتها محاولة لتبرير تطبيع رخيص غير مبرر مع الاحتلال.

وقدمت “إيلاف” لحوارها مع كوهن بالقول إنه لا يزال “في طور دراسة وظيفته الجديدة في المجالات العامة، وهو لا يملك أجندة واضحة أو محددة، بل يحاول أن يكون ضمن الإجماع الإسرائيلي الذي يميل إلى اليمين”.

وذكرت في تعريفها للمسؤول الإسرائيلي أنه “شغل منصب وزير الاقتصاد وكان في حزب موشيه كحلون، وزير المال السابق الذي انشق عن الليكود قبل سنوات، ثم تحالف مع بنيامين نتنياهو لاحقا”.

وعن سؤال عما إذا كانت لديه علاقات مع قيادات في دول عربية لا تقيم علاقات مع إسرائيل، حاول كوهن التهرب مكتفيا بالقول: “هناك نية ورغبة في تلك الدول في إقامة علاقات مع إسرائيل، خصوصا في مجالات الأمن والمياه والزراعة، فنحن من الدول الرائدة في هذه المجالات”.
وبطرح السؤال مرة ثانية أجاب وزير الاستخبارات الإسرائيلي قائلا: “نعم التقيت بعض مسؤولي دول عربية وخليجية، ووقعت اتفاقيات وعقودا مع جهات في دول عربية لا تربطنا بها علاقات دبلوماسية معها خاصة في الخليج “.

وفي تلميح لما يدور اليوم وغدا خلف الكواليس مع السعودية على سبيل المثال يصف مشروع “نيوم” في السعودية بأنه “مشروع عظيم جدا ولإسرائيل خبرة وتقنيات هي الأكثر تطورا والرائدة في العالم في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي”.

وفي سياق المخطط الإسرائيلي – الأمريكي الاستعماري قالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أمس إن احدى الإمكانيات الواردة للمناقشة في البيب الأبيض المتعلقة بفرض السيادة الاسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية، هي ان تتم العملية بصورة تدريجية. وقال مصدر مطلع على التفاصيل إن “إحدى الإمكانيات القائمة هي عملية ضم تدريجية، تكون المرحلة الأولى منها فرض السيادة على مستوطنات في محيط القدس المحتلة تجنبا لضم 30 % من الضفة الغربية، خشية ان يدفن ذلك خطة السلام ويقضي على اي احتمال بجلوس الفلسطينيين الى طاولة المفاوضات”، علاوة على أن “هناك مخاوف من ردود فعل في العالم”.

في المقابل نشر نواب من الحزب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي مذكرة أكدوا فيها “التزامهم بحق اسرائيل في اتخاذ القرارات الضرورية للحفاظ على حدودها، وفي أن تقرر بصورة مستقلة، وبدون أي ضغوط بشأن سيادتها، وذلك بعدما نشرت مذكرة مضادة لنواب الحزب الديمقراطي قبل أيام، ووقع على الرسالة 109 نواب من الحزب الجمهوري.

ومن المتوقع ان يناقش اليوم الأربعاء الموضوع كل من مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنير، ومساعده آفي بيركوفتش، ووزير الخارجية مايك بومبيو والسفير الأمريكي لدى اسرائيل ديفيد فريدمان بهدف حسم الموقف الأمريكي النهائي من مخطط الضمّ.

يشار أن بعض التصريحات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة تحاول رشّ الماء البارد على مخطط الضم الإسرائيلي بالإشارة لضرورة أن يكون بالتنسيق وليس أحاديا ووسط إجماع إسرائيلي داخلي. بهذا المضمار قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الاوسط ديفيد شنكر، أنه في الادارة الامريكية يعتقدون ان “اسرائيل ستأخذ بعين الاعتبار التصريحات الصادرة عن دول الخليج لدى إقدامها على حسم مسألة الضم، وذلك للحفاظ على رؤية خطة السلام”.

وفي سياق متصل كشف استطلاع جديد لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية ان ثلثي الأمريكيين يعتقدون ان مراجعة جديدة للعلاقات القائمة بين الولايات المتحدة واسرائيل هي أمر شرعي ومقبول لديهم، وهم لا يعارضون ذلك.

وكشف الاستطلاع الذي أجري في جامعة مريلاند الأمريكية وشارك فيه 2,395 شخصا، 43 % منهم قالوا انه “مقبول عليهم ان يشكك عضو في الكونغرس الأمريكي بالعلاقة بين الولايات المتحدة واسرائيل” (42 % منهم من أتباع الجمهوريين، 46 % من الديمقراطيين، و39% مستقلون). وقال 24% آخرون: “انه من واجب عضو الكونغرس التشكيك في العلاقات بين الدولتين”.

يشار الى ان المصوتين الجمهوريين والديمقراطيين يختلفون بالآراء حيال واجب الكونغرس الدفاع عن العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل او التشكيك بذلك، فقد قال 32% من المشاركين الجمهوريين في الاستطلاع ان على أعضاء الكونغرس الدفاع عن دعمهم لاسرائيل، مقارنة، فقط بـ 9% من المصوتين الديمقراطيين الذين وافقوا على التصريح. إضافة لذلك قال 35% من المستطلعين الذين يعتبرون أنفسهم ديمقراطيين، انه من واجب أعضاء الكونغرس التشكيك بمنظومة العلاقات بين الدولتين، وفقط 11% من المشاركين الجمهوريين في الاستطلاع وافقوا على التصريح.

كما سئل المشاركون الى أي مدى يحتل النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني أهمية في مصالح الولايات المتحدة؟ فقال 47 % منهم إن النزاع من بين المواضيع الخمسة المهمة، وقال 35% إنه غير مهم. وفقط 17% يعتقدون ان الصراع هو من بين المواضيع الثلاثة الأهم، او الموضوع الأهم بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة.