"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

لعدم تحول موسم الحج إلى بؤرة دولية لنشر و انتقال عدوى كرونا حول العالم .. السعودية تحد من عدد الحجاج هذه السنة وسط تسارع انتشار كوفيد-19

 AFP :

السعودية تحد من عدد الحجاج هذه السنة وسط تسارع انتشار كوفيد-19

اف ب/ارشيف /عدد محدود جدا من المصلين حول الكعبة في مكة المكرمة تحسبا لانتشار فيروس كورونا في 27 نيسان/ابريل 2020

قررت السعودية الحدّ من عدد الحجاج هذه السنة في ظل تحذير منظمة الصحة العالمية من “تسارع” انتشار فيروس كورونا المستجد مع تخطي عدد المصابين به تسعة ملايين في العالم فيما أحصت الولايات المتحدة أكثر من 120 ألف وفاة.

وإن كانت السعودية أبقت على تنظيم موسم الحج في موعده، إلّا أنه سيقتصر هذه السنة على عدد “محدود جدا” من الحجاج من مختلف الجنسيات من المقيمين في المملكة حصرا.

والحج الذي سينطلق في الأيام الأخيرة من تموز/يوليو المقبل، هو إحدى الركائز الأساسية للإسلام، لكنه يشكّل بؤرة رئيسية محتملة لانتشار العدوى بين ملايين الحجاج الذين يتدفقون من حول العالم على المواقع الدينية المزدحمة في مدينة مكة المكرّمة لأداء المناسك.

وبعدما توافد حوالى 2,5 مليون شخص من جميع أنحاء العالم إلى السعودية في 2019 للحج، أعلنت السلطات السعودية الثلاثاء أنه سيسمح لألف شخص فقط من المقيمين في المملكة بالمشاركة في المناسك هذه السنة.

وأعرب العديد من المسلمين الذين يدّخرون لسنوات حتى يتمكنوا من السفر إلى السعودية عن خيبة أملهم ولو أنهم يتفهمون قرار الرياض الذي أثنى عليه شيخ الأزهر أحمد الطيب باعتباره “حكيما ومأجورا شرعا”.

وصدر هذا القرار عقب إعلان المدير العام لمنظّمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس أن انتشار فيروس كورونا المستجدّ “لا يزال يتسارع” في العالم موضحا أنه “استغرق الإبلاغ عن أول مليون حالة أكثر من 3 أشهر، لكن جرى الابلاغ عن المليون حالة الأخيرة في ثمانية أيام فقط”.

وأضاف أن “الوباء أكثر بكثير من مجرد أزمة صحية، إنه عبارة عن أزمة اقتصادية وأزمة اجتماعية، وفي العديد من البلدان أزمة سياسية، وستظهر آثاره لعقود قادمة”.

من جهته قال المدير العام لمنظمة التجارة العالمية روبرتو أزيفيدو الثلاثاء إن تراجع التجارة حاليا في العالم بلغ “حجما غير مسبوق” معتبرا أنه “في الواقع اشدّ (تراجع) سجل حتى الآن” ولو أنه “كان من الممكن أن يكون أسوأ”.

وتوقعت شركات صنع السيارات الأوروبية هبوطا تاريخيا في المبيعات بنسبة 25% عام 2020 في الاتحاد الأوروبي.

وفي منطقة اليورو حيث يجري تليين شروط الحجر تدريجيا، تواصل انحسار نشاط القطاع الخاص في حزيران/يونيو، إنما بوتيرة أدنى منه خلال الحجر المنزلي، بحسب مؤسسة “ماركيت” للدراسات الاقتصادية التي أشارت إلى “توسع” اقتصادي لأول مرة منذ أربعة أشهر في فرنسا، وانتعاش قوي في المملكة المتحدة.

– “يدفنون ليلا” –

ا ف ب / مارفن ريسينوسأشخاص يلوحون بقطع قماش بيضاء في بلدة سان بيدرو بيرولابان في السلفادور كإشارة إلى أنهم يحتاجون إلى المواد الغذائية، في 10 حزيران/يونيو 2020

وأشارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في تقرير نشر الثلاثاء إلى الأضرار غير المسبوقة التي قد تلحق بشريحة الذين حرموا من فرص التعليم.

وأوضحت مديرة اليونسكو أودري أزولاي “أظهرت الدروس التي تعلمناها من الماضي، كما الحال مع (فيروس) إيبولا، أن الأزمات الصحية يمكن أن تؤدّي إلى تهميش الكثيرين، وخصوصا الفتيات الأشد فقرا اللواتي قد لا تعود العديدات منهنّ أبدا إلى المدرسة”.

وإن كان تفاؤل حذر يسود أوروبا، فإن الفيروس يواصل انتشاره في القارة الأميركية.

ففي الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضرراً جراء الفيروس، تجاوزت الحصيلة الإثنين 120 ألف وفاة من أصل مليونين و310 آلاف إصابة.

وفي أميركا اللاتينية، التي باتت بؤرة الفيروس، أحصت الأرجنتين الإثنين أعلى حصيلة يومية حتى الآن للإصابات (2146 إصابة) والوفيات (32 وفاة)، ما يرفع إجمالي عدد الوفيات في البلاد إلى 1043 حالة.

وتبقى البرازيل المجاورة ثاني أكثر الدول تضرّراً جراء الوباء في العالم بعد الولايات المتحدة، مع إحصاء 51271 وفاة من أصل 1,1 مليون إصابة.

أما في هندوراس، الدولة الصغيرة في أميركا الوسطى البالغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة، فتبلغ الحصيلة الرسمية 300 وفاة، غير أن سكرتير جمعية مكاتب دفن الموتى خيسوس موران يرجح حصيلة أعلى بخمس مرات.

وقال إنه في شمال البلاد “يقومون ليلا بدفن ما بين عشرة إلى اثنتي عشرة جثة (مكدسة) في مقطورات” مشيرا إلى انه في الأحياء الأشد بؤسا، يموت الناس في منازلهم من دون أن يتم فحصهم.

وحذر رئيس نقابة موظفي مستشفى إسكويلا في العاصمة تيغوسيغالبا على وسائل التواصل الاجتماعي بأن “المشرحة لم تعد تستوعب، الجثث في حالة تحلل، سيكون هناك عدوى واسعة” مشيرا إلى أنه تحتم نصب خيم على عجل لاستقبال الأعداد المتزايدة من المرضى.

وأدى الوباء رسميًا إلى وفاة ما لا يقل عن 469,060 شخصاً في العالم وإصابة أكثر من 9 ملايين، تعافى منهم 4,2 ملايين، منذ أن أعلنت الصين ظهوره في كانون الأول/ديسمبر.

ا ف ب/AFP / جونغ يون-جيمارة في أحد شوارع وسط سيول في 23 حزيران/يونيو 2020.

وفي آسيا، أقرت كوريا الجنوبية الثلاثاء بانها تواجه منذ منتصف أيار/مايو “موجة ثانية” من انتشار الفيروس مع تسجيل 35 الى 50 حالة جديدة يوميا وخصوصا في سيول وضواحيها.

وغداة معاودة فرض قيود في منطقة لشبونة، تعتزم السلطات الألمانية لأول مرة إعادة فرض الحجر المنزلي في أحد الكانتونات بعد ظهور بؤرة إصابات في مسلخ.

في المقابل، تواصل عدة دول أوروبية اجتاحها الوباء في الربيع، تخفيف القيود المتخذة لمكافحته. وتدرس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم (“لا ليغا”) سبل عودة محتملة للجمهور إلى الملاعب، فيما أعيد فتح دور السينما الإثنين في فرنسا على أن يفتح متحف أورسيه أبوابه الثلاثاء.

AFP