"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

“جنود الخلافة”.. ومهنة البحث الدائم عن معارك وجبهات جديدة

DW :

عودة آلاف من مقاتلي تنظيم “داعش” الإرهابي من سوريا والعراق إلى أوروبا لا تعني كما يرى خبراء أنها تشكل خطورة فقط على أوطانهم، بل أن هناك من يتنقل منهم من معركة إلى أخرى ومن تنظيم إلى آخر ليصبح القتال له مهنة.

    

تخفيف الأثر والسيطرة على هؤلاء المقاتلين الأجانب هو  أمر مهم بالنسبة لخبراء مكافحة الأرهاب

منذ ظهور تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي، المعروف إعلاميا بـ”داعش”، عانت دول أوروبية عدة من مسألة عودة مواطنيها الذين انضموا إلى التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا وبلدان شرق أوسطية أخرى.

بعض هذه الدول، من بينها الدنمارك والمملكة المتحدة، جردت مواطنيها المنضمين للتنظيم الإرهابي من الجنسية، بينما استقبلت دول أخرى ومن بينها ألمانيا مواطنيها المقاتلين في صفوف التنظيم.

ورغم عودة أغلبهم إلى أوطانهم إلا أنهم جعلوا من القتال والتمرد مهنة لهم. ويشار إليهم دائما على أنهم مقاتلون أجانب محترفون يتنقلون من صراع إلى صراع بالخصوص في منطقة الشرق الأوسط. هذه المهنة تجعل منهم خبراء في القتال خلال المعارك يجلبون معهم فكراً خطيراً يكون له “تأثير قوي خلال المعارك”، حسبما تقول جانين دي روي فانتزجويدفين الباحثة في معهد الدراسات الأمنية بجامعة لايدن، مشيرة إلى أن “الكثير منهم هم جزء من شبكات دولية جهادية، يستعملون هذه الشبكات بمساعدة خبراتهم ومعرفتهم ومصادرهم لتحويل القتال إلى خطير جدا”. كما أن “كثير من الأسماء المعروفة في قوائم المعهد أصبحوا قادة في التنظيمات”.

مختارات

بناء شبكات

في الشهر الماضي نشرت دراسة لجانين دي روي فانتزجويدفين ودايمون وديفيد مالت، من جامعة تشيلسي، تتحدث عن مسيرة هؤلاء المقاتلين الأجانب. تقول الدراسة إن من نجا منهم من رحلته الأولى، سيتجه إلى “جمع مصادره وتطوير قدراته لنقلها إلى معارك أخرى”. كما تشير الدراسة إلى كيفية تنقل هؤلاء ليس من معارك إلى معارك، بل من جماعة إلى أخرى قريبة إيديولوجيا. “وبينما بنى الجيل الأول منهم شبكات علاقاته داخل معسكرات التدريب، لجأ الجيل الجديد منهم إلى فكرة الحفاظ على الحركة الجهادية العالمية”. وأوضحت الدراسة “أنهم قد يقاتلون في صراعات وتمردات محلية، لكنهم غير مرتبطين بديناميكيتها. بل يسافرون للبحث عن فرص قتال في دول ضعيفة”.

كما أشارت إلى أنهم يجذبون أفرادا آخرين في بلدانهم الأصلية. بل أن لهم سمعة بين السكان المحليين في البلدان التي يقاتلون فيها على أنهم “أكثر فعالية وموثوقية من المقاتلين المحليين”. ويقول كولن  ب. كلارك الباحث في مركز سوفان إن “داعش كانت معروفة في كثير من الأشياء السيئة. لكن أبرز ما عرف فيه التنظيم هو توفر قادة يملكون كاريزما وقدرة على قيادة المعارك، بالإضافة إلى القدرة على تجنيد مقاتلين أجانب في تنظيم الخلافة”.

تخفيف الأثر

تخفيف الأثر والسيطرة على هؤلاء المقاتلين الأجانب هو  أمر مهم بالنسبة لخبراء مكافحة الأرهاب، بسبب قدرتهم على أشعال النزاعات. ويقول كلارك في كتابه “مابعد الخلافة” إن البحث عن هؤلاء وتحديدهم وتحديد عمليات القتل أو القبض عليهم مهم جدا للقضاء على التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط”.

إلا أن إنهاء خطورتهم في الصراعات ليس الهدف الأول لحكومات بلدانهم التي تواجه قضية عودتهم إلى أوطانهم. إذ تشير دي روي فانتزجويدفين إلى أن دراسة كثير من المقاتلين الأجانب المحترفين أثبتت أن لهم النية في القيام بعمليات إرهابية في أوطانهم نفسها”، مشيرة إلى أن خطوة في التخفيف من خطورة هؤلاء هي من اهتمامات الحكومات الغربية في الحد من خطر الجهادية في المستقبل”. وتختم بالقول “هذا يعني أنه لايجب التركيز على العائدين فقط”.

لويس ساندرس/ ع.خ