"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

مسؤولون : إسرائيل تسعى لإزالة مدن فلسطينية بأكملها وخلق خريطة جديدة للمنطقة

  إرم نيوز :

أثار إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينت مصادقته لمشروع استيطاني جديد في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، غضب فلسطيني، حيث اعتبر عدد من المسؤولين قرار الوزير الإسرائيلي بمثابة تجاوز لكل القوانين والأعراف الدولية.

واتهم مسؤولون فلسطينين ، حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالعمل على إزالة مدن فلسطينية بأكملها عن الخريطة، بما يتيح خلق خريطة جديدة للفلسطينيين تنسف حلم الدولتين، وتبقي عليهم تحت سلطة الاحتلال.

وصادق بينت، أمس الأحد، وفق تصريح له عبر “تويتر”، على قرار يقضي بمصادرة أراضٍ في مدينة الخليل في الضفة الغربية بهدف إقامة طريق لمرور المستوطنين إلى الحرم الإبراهيمي، وإقامة مصعد لذوي الاحتياجات الخاصة من المستوطنين.

وفي السياق، قال مسؤول الاستيطان في السلطة الفلسطينية، غسان دغلس، إن قرار الوزير الإسرائيلي يأتي في سياق مساعي الاحتلال لضم أوسع كمية من أراض الضفة الغربية المحتلة، مشيراً إلى أن مصادرة الأراضي تهدف بالدرجة الأولى لتقطيع أوصال الضفة.

وأوضح دغلس، في تصريح خاص لـ “إرم نيوز”، أن المشروع الاستيطاني الجديد يقطع أوصال المدينة المحتلة ويمهد للسيطرة الإسرائيلية الكاملة على الحرم الإبراهيمي الشريف، مشدداً على أن ذلك يأتي بمباركة أمريكية كاملة وصمت دولي.

وأضاف دغلس: “سيزيد المشروع الاستيطاني من التباعد بين المدن والأحيان والقرى بالمدينة المحتلة، كما أنه سيؤدي إلى فرض القوة الإسرائيلية والهيمنة عليها بما يخفي الطابع الإسلامي والفلسطيني للمدينة التي تعتبر من أهم المعالم الأثرية حول العالم”.

وشدد دغلس، على ضرورة العمل فلسطينياً وعربياً ودولياً من أجل وقف الانتهاكات الإسرائيلية، مرجحاً أن تقدم إسرائيل على مزيد من قرارات مصادرة الأراضي والمشاريع الاستيطانية تمهيداً للضم الكامل لأجزاء واسعة من الضفة المحتلة.

في ذات الإطار، قال رئيس بلدية الخليل، تيسير أبو سنينة، إن أهالي الخليل ومؤسساتها والقيادة الفلسطينية لن يسمحوا لهذا المشروع الاستيطاني بأن يمر، متهماً الاحتلال الإسرائيلي باستغلال جائحة كورونا في مصادرة آلاف الدونمات الزراعية والأراضي الفلسطينية.

وأوضح أبو سنينة، في تصريح خاص لـ “إرم نيوز”، أن الاحتلال يعمل على تفريغ المكتسبات الفلسطينية فيما يتعلق بمدينة الخليل التراثية من مضمونها عبر مصادرة المزيد من الأراضي والبيوت، والسياسات العنصرية التي تمارس بحق المدينة العريقة.

وأشار أبو سنينة، إلى أن المخطط الإسرائيلي يجعل أكثر من 60% من مساحة المدينة بيد الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل، مما يعني عدم وجود أي أثر للمدينة في المستقبل وعدم شمولها للدولة الفلسطينية المقبلة.

وأضاف أبو سنينة: “يسعى الاحتلال لإخفاء معالم مدن بأكملها في الضفة الغربية وضمها لإسرائيل، الأمر الذي يؤكد سعي الاحتلال لوضع خارطة جديدة ومعالم مختلفة للأراضي الفلسطينية، وبالتالي خلق واقع جديد يتناسب مع مخططات الاحتلال العنصرية وإجراءات الفصل العنصري المتبعة ضد الفلسطينيين”.

وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية ستعمل جاهدة من أجل وقف كافة الانتهاكات العنصرية وستتوجه إلى الجهات الدولية الرسمية، لإلزام إسرائيل والولايات المتحدة على وقف مخطط “صفقة القرن” العنصري والذي يستهدف القضاء على الحقوق الفلسطينية.

ولفت إلى أن المخطط الاستيطاني يأتي بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وبموافقة من لجنة الضم الإسرائيلية الأمريكية المشتركة والتي عملت منذ عدة أشهر على تحديد الأراضي التي يجب مصادرتها تمهيداً لإعلان ضمها لإسرائيل.

جدير ذكره، أن القناة العبرية السابعة، قالت إن وزير الدفاع سمح لمجلس التخطيط الأعلى الإسرائيلي، بممارسة سلطاته لاستكمال جميع إجراءات التخطيط مقابل بلدية الخليل، على الأراضي الفلسطينية الخاصة التي ستتم مصادرتها لتنفيذ المخطط الجديد الذي سيأتي على مساحات واسعة من محيط الحرم الإبراهيمي في الخليل”.

وأشارت القناة إلى أن بينيت حصل على مصادقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية يسرائيل كاتس، والمستشار القضائي أفيحاي مندلبليت.

وبحسب القناة، سيتم بموجب القرار مصادرة أراضٍ تابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية، وتوظيفها للمشاريع الاستيطانية تحت ذريعة التطوير والتوسع، وفرض السيادة الإسرائيلية على مستوطنة كريات أربع والحرم الإبراهيمي ومحيطه.