"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

خفايا صوم شهر رمضان في روايات اهل البيت(عليهم السلام) ومجموعة أحاديث عن أهل البيت (ع)

العتبة الحسينية المقدسة :

 خفايا صوم شهر رمضان في روايات اهل البيت(عليهم السلام)

لشهر رمضان المبارك ميزة خاصة لرسول الله وأهل بيته (صلوات الله عليهم) ،فانهم قد رسموا لنا الطريق الواضح لكيفية استقابل شهر رمضان المبارك و كيفية الابتعاد عن ما يخل في صحة الصيام في هذا الشهر العظيم ، من حيث اصبح ترك الأمور التي تخل في صحة الصيام من الامور العجيبة التي ترتقي بها البشرية من حيث سمو الأخلاق و تقوية العوامل النفسية لدى كل فرد من الصبر و التحمل و مراقبة النفس عن الوقوع او الزلل بالمفطرات ، و نستطيع ان نعد هذا الشهر من أعظم الدورات التثقيفية للإنسان ، فهو يجعل في كل شخص طاقة تمنعه قدر المستطاع عن التقرب الى ملذات الدنيا _المحللة_ في نهار شهر واحد من اشهر السنة مما يقوي طاقاته التحملية في جهاد نفسه لابعادها عن مساوئ الدنيا ،لان الصيام ليس فقط الإمتناع عن الأكل و الشرب بل أكثر عموما من ذلك ،ففي رواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) – لامرأة صائمة تسب جارية لها، فدعاها النبي (صلى الله عليه وآله) لطعام فامتنعت لكونها صائمة –(فقال(ص)): كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك ؟ ! إن الصوم ليس من الطعام والشراب، وإنما جعل الله ذلك حجابا عن سواهما من الفواحش من الفعل والقول يفطر الصائم، ما أقل الصوام وأكثر الجواع .

و عن فاطمة الزهراء (عليها السلام): ما يصنع الصائم بصيامه إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه.

ولذلك فان رسول الله وأهل بيته(صلوات الله عليهم) يعطون الاهمية الكبيرة للصيام بصورة عامة و الاهمية الاكبر لصيام شهر رمضان المبارك بصورة خاصة ،فذكر في كثير من الاحاديث التي تؤكد على الاستعداد لهذا الشهر العظيم فعن الإمام زين العابدين (عليه السلام) – كان من دعائه إذا دخل شهر رمضان -: وأعنا على صيامه بكف الجوارح عن معاصيك، واستعمالها فيه بما يرضيك، حتى لا نصغي بأسماعنا إلى لغو ولا نسرع بأبصارنا إلى لهو، وحتى لا نبسط أيدينا إلى محظور، ولا نخطو بأقدامنا إلى محجور، وحتى لا تعي بطوننا الا ما أحللت، ولا تنطق ألسنتنا إلا بما مثلت، ولا نتكلف الا ما يدني من ثوابك، ولا نتعاطى الا الذي يقي من عقابك .

و عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) – لجابر بن عبد الله -: يا جابر ! هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام وردا من ليله وعف بطنه وفرجه وكف لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر، فقال جابر: يا رسول الله ما أحسن هذا الحديث ! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا جابر ! وما أشد هذه الشروط ! .

فلا ينبغي للمسلم أن يترك هكذا فرصة و ما أعظمها من فرصة ،فعلينا اغتنامها في كل الأوقات في حرِّها و بردها و كلما كانت صعوبة فيه كان الثواب أكثر كما يقال أن الاجر على قدر المشقة ،فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصوم في الحر جهاد .

و عن الإمام الصادق (عليه السلام): أفضل الجهاد الصوم في الحر.

و عنه (عليه السلام): من صام لله عز وجل يوما في شدة الحر فأصابه ظمأ، وكل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه، حتى إذا أفطر قال الله عز وجل: ما أطيب ريحك وروحك، ملائكتي اشهدوا أني قد غفرت له.

الكاتب / قيس العامري

العتبة الحسينية المقدسة

اقرأ أيضاً :

أحاديث أهل البيت عن شهر رمضان المبارك

قال الإمام الباقر (عليه السلام) : إنّ لجُمَع شهر رمضان لفضلاً على جُمَع سائر الشهور ، كفضل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على سائر الرسل .

?قال النبي (صلى الله عليه وآله) : فضل عليّ بن أبي طالب على هذه الأمة كفضل شهر رمضان على سائر الشهور .
?قال النبي (صلى الله عليه وآله) في فضل شهر رمضان : مَن أكثر فيه من الصلاة عليّ ثقّل الله ميزانه يوم تخفّ الموازين .

?قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) : مَن ذكرني فلم يصلِّ عليّ فقد شقي ، ومَن أدرك رمضان فلم تصبه الرحمة فقد شقي ، ومَن أدرك أبواه أو أحدهما فلم يبرّ فقد شقي .

?كنا عند الإمام الباقر (عليه السلام) ثمانية رجالٍ ، فذكرنا رمضان ، فقال : لا تقولوا هذا رمضان ، ولا ذهب رمضان ، ولا جاء رمضان ، فإنّ رمضان اسمٌ من أسماء الله عزّ وجلّ ، لا يجيء ولا يذهب ، وإنما يجيء ويذهب الزائل ..ولكن قولوا : شهر رمضان ، فالشهر المضاف إلى الاسم ، والاسم اسم الله ، وهو الشهر الذي أُنزل فيه القرآن ، جعله الله تعالى مثلاً وعيداً .

?قال الإمام الصادق (عليه السلام): إذا رأيت هلال شهر رمضان ، فلا تشر إليه بالأصابع ، ولكن استقبل القبلة ، وارفع يديك إلى السماء ، وخاطب الهلال تقول :
ربي وربك الله ربّ العالمين . اللهم!..أهلّه علينا بالأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، والمسارعة إلى ما تحبّ وترضى . اللهم!..بارك لنا في شهرنا هذا ، وارزقنا عونه وخيره ، واصرف عنا ضرّه وشرّه ، وبلاءه وفتنته .

?قال الإمام الصادق (عليه السلام) : أيما مؤمن أطعم مؤمناً ليلةً من شهر رمضان ، كتب الله له بذلك مثل أجر من أعتق ثلاثين نسمة ًمؤمنةً ، وكان له بذلك عند الله عزّ وجلّ دعوة مستجابة .

?أحسنوا في شهر رمضان إلى عيالكم ، ووسّعوا عليهم ، فقد روي عن العالِم (عليه السلام)أنه قال : إنّ الله لا يحاسب الصائم على ما أنفقه في مطعمٍ ولا مشربٍ ، وأنه لا إسراف في ذلك

?قال النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) : لو يعلم العبد ما في رمضان ، لودّ أن يكون رمضان السنة ، فقال رجلٌ من خزاعة : يا رسول الله !..وما فيه ؟..
فقال (صلى الله عليه وآله): إنّ الجنة لتزيّن لرمضان من الحول إلى الحول ، فإذا كان أول ليلة من رمضان ، هبّت الريح من تحت العرش ، فصفّقت ورق الجنة ، فتنظر حور العين إلى ذلك ، فيقلن : يا ربّ !..اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً ، تقرّ بهم أعيننا وتقرّ أعينهم بنا ….الخبر .

?قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أُعطيت أمتي في شهر رمضان خمس خصال لم يُعطاها أحد قبلهن : خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . وتستغفر له الملائكة حتى يفطر . وتُصفّد فيه مردة الشياطين ، فلا يصلوا فيه الى ما كانوا يصلون في غيره .

ويزيّن الله عزّ وجلّ في كل يوم جنّته ويقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك . ويُغفر لهم في آخر ليلة منه . قيل يا رسول الله!..أي ليلة ؟..القدر ؟..قال : لا ، ولكن العامل إنما يُوفّى أجره إذا انقضى عمله.

?عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) في خطبة النبي (صلى الله عليه وآله) في فضل شهر رمضان ، فقال (عليه السلام) : فقمتُ فقلتُ : يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟.. فقال (صلى الله عليه وآله) : يا أبا الحسن !.. أفضل الأعمال في هذا الشهر : الورع عن محارم الله عز وجل

?قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) : فأيما امرأة صلت في اليوم والليلة خمس صلوات ، وصامت شهر رمضان ، وحجّت بيت الله الحرام ، وزكت مالها ، وأطاعت زوجها ، ووالت عليا بعدي ، دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمة (عليها السلام)، وإنها لسيدة نساء العالمين .

?قال الإمام الصادق (عليه السلام): كان الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) إذا كان شهر رمضان لم يتكلم إلا بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير ، فإذا أفطر قال : اللهّم إن شئت أن تفعلَ فعلتَ .

وعشرين فيها رُفِع عيسى ، وفيها قُبضَ وصيُّ موسى ، (عليه السلام)وفيها قُبِضَ أمير المؤمنين (عليه السلام)، وليلة ثلاث وعشرين هي ليلة الجهنيّ .

?قال الإمام الرضا (عليه السلام) : كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لا ينام ثلاث ليال : ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ، وليلة الفطر ، وليلة النصف من شعبان ، وفيها تقسم الأرزاق والآجال ، وما يكون في السنة.

 

#بحار_الانوار