"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

3 آليات تنقذ الشركات من الخسائر والصدمات القاسية في ظل كورونا

اندبندنت :

سرعة التغيير وقابلية التوسع والتحول الآلي أبرز الأسلحة لتخطي الأزمة القائمة

وضع فيروس كورونا الاقتصاد العالمي في حالة من الفوضى والخسائر القاسية، فيما تتجه العديد من الدول نحو ركود مفاجئ وغير مسبوق وانكماش عنيف. لكن هذه الأزمة سوف تحفز بعض التغييرات الضخمة، في حين ستشهد معظم الصناعات، إما إصلاح أو إعادة هيكلة وربما اختفاء.

ومثلما هناك بعض الدول التي من المتوقع أن تستفيد من أزمات الوقت الحالي وتستعد إلى الانطلاق بعد انتهاء أزمة كورونا، هناك أيضاً شريحة كبيرة من الشركات التي تؤهلها ظروفها لأن تتصدر قائمة المستفيدين عقب انتهاء موجة الوباء وعودة الاستقرار والهدوء إلى القطاعات الاقتصادية.

لكن قائمة الرابحين تعتمد وبشكل مباشر على سرعة التحول، وقابلية التوسع، والتحول الآلي، وهذه ستكون كلمات المرور لهذا العصر الجديد من الأعمال، وسيصبح الفائزون هم من يمتلكون هذه القدرات في الوقت الحالي، وفقاً لتحليل أعدته شركة “إنفوسيز” لمنتدى الاقتصاد العالمي.

خطط التحفيز تدعم التعافي السريع من الأزمة

وبفضل حزم التحفيز الضخمة التي أعلنت عنها الحكومات خلال الفترة الماضية، تعود السيولة إلى السوق ما سيكون كافياً للاقتصاد أن يتعافى ويتمكن من الخروج من الركود بسرعة بمجرد رفع عمليات الإغلاق المختلفة. لكن الطريقة التي يتم بها تنظيم معظم عمليات رفع الإغلاق تعني أن هذه التدابير ستفيد على الأرجح الشركات الكبيرة ذات رأس المال الأفضل بالفعل، على الشركات الصغيرة التي قد تعاني، وربما تقضي عليها الأزمة القائمة بخلاف الكيانات الكبيرة من الشركات، التي بالفعل قادرة على امتصاص الصدمات الكبيرة مثلما يحدث في الوقت الحالي.

لكن في الوقت نفسه، سيكون من المبالغة في رسم هذه الحقبة الجديدة على أنها حقبة “الشركات الكبيرة” مقابل “الصغيرة” أو “الشركات القائمة” مقابل “الناشئة”. وستبدو ظواهر العقد الماضي التي فضلت مؤسسات التكنولوجيا المالية والرقمنة على البنوك الكبرى والعلامات التجارية الاستهلاكية مؤرخة بحلول منتصف هذا العام.

وأشار التحليل إلى أنه يمكن التعامل مع الأزمات التي تظهر في الوقت الحالي، على أنها أول اختبار حقيقي لشعارات الأعمال الرقمية الأولى التي تم تمديدها خلال الجزء الأول من هذا القرن. وسوف يدفع كورونا إعادة إحياء العديد من الصناعات مع البقاء في المنزل في حالة إغلاق وإعادة تقييم وتصور أنماط الاستهلاك والإمداد والتفاعل والإنتاجية. وبالتالي فإن ما يتم رصده هو ما إذا كنا بصدد تحولات في النموذج، وليس استمرار الاتجاهات الحالية سواء بشكل متسارع أو بطيء.

وتطرق إلى أن التحول من المدفوعات النقدية إلى الرقمية يتسارع، وحتى الآن، هناك نحو 31 دولة رفعت حدود الدفع عن بعد هذا العام لدعم تدابير الإبعاد الاجتماعي. وفي المملكة المتحدة، كان استخدام أجهزة الصراف الآلي ينخفض بالفعل بين 6 و 14 في المئة سنوياً، ولكنه انخفض الآن بأكثر من النصف. ولهذا التوجه آثار كبيرة على مرونة نماذج الدفع، لأعمال البنوك والمجتمع، بينما يتم العمل على ضمان عدم تخلف أحد عن الاقتصاد الرقمي المتزايد.

العمل والتعاون عن بُعد

وبالنسبة لسوق العمل، ذكر التحليل أن هناك إقبالاً كبيراً على الاتجاه الجديد “اجلب جهازك الخاص” في تكنولوجيا الأعمال. بينما يتدافع الأشخاص للعمل والتعاون عن بُعد، فإن الأدوات المتخصصة سابقاً مثل “زوم”، و “سلاك”، و “مايكروسوفت تيمز”، وحتى تطبيق “هاوس بيرتي” تدعم فجأة ملايين التفاعلات الشخصية والمؤسسية كل دقيقة. تلك الشركات التي صممت حلولها لاستخدام الإمكانات الكاملة للحوسبة السحابية، لن تنحني تحت الضغط.

على سبيل المثال، توفر الحوسبة السحابية للشركات وصولاً سهلاً إلى طرق الدفع الرقمية، كما مكنت من مواصلة العمل عن طريق توفير الوصول السريع والآمن إلى تطبيقات الأعمال لموظفيها الذين يعملون في المنزل. ومع ذلك، فإنها توفر أيضاً المرونة المالية لأولئك الذين يرون تباطؤاً في تخفيض تكاليف التكنولوجيا لخطوط الأعمال التي تواجه تحديات. وفي الوقت نفسه، يتعين على سلاسل التوريد إعادة تشكيل نفسها في الوقت الحقيقي.

ومع ارتفاع الطلب على معدات الحماية الشخصية وأجهزة التنفس وغيرها من الأدوات الطبية، يتعين على الشركات المصنعة إعادة تصميم نفسها. فقد اتجهت شركة مثل “رويال مينت” لإنتاج أقنعة طبية، في حين أن شركة “دايسون” والعديد من الشركات المصنعة الأخرى، الكبيرة والصغيرة، بدأت تنتج أجهزة تنفس أو معدات الوقاية الشخصية.

وبينما يكافح بائعي التجزئة الكبار في متاجر البقالة لإدارة طوابير العملاء، سرعان ما تحولت المطاعم المحلية الذكية إلى تجار تجزئة، أعادت استخدام سلاسل توريد المطاعم الخاصة بها نحو المستهلكين النهائيين.

وهذا المزيج من القدرات القابلة للتطوير وسرعة التغيير هو ما سيحدد النجاح القصير والمتوسط للشركات، سواء كانت كبيرة أو صغيرة. ولكن على المدى الطويل، يجب أن يكون التغيير أكثر جوهرية، وأن تكون المرونة نصب أعين قادة الأعمال بعد الخروج من الأزمة الحالية.

التحول الآلي والذكاء الاصطناعي

وفي سبيل خلق مرونة على المدى الطويل، توقع التحليل أن نشهد المزيد من التحول الآلي والذكاء الاصطناعي داخل سلاسل التوريد. وتقلل هذه التقنيات من التدخل اليدوي وعمليات التسليم، وتحد من مخاطر انتقال العدوى والاعتماد على البشر للعمل وجهاً لوجه، كما يمكنها أيضاً تمكين الإنتاج من التقلص استجابةً للطلب المفاجئ.

وربما أدت التدخلات الحكومية إلى تسريع هذا الاتجاه عن غير قصد، وتمثل الحوافز المالية للعديد من البلدان أكبر تجربة على نطاق واسع في الدخل الأساس الشامل حتى الآن. ويعتبر الكثيرون أنه شرط أساس لاقتصاد ناجح يحركه الذكاء الاصطناعي، من خلال تمكين الشركات من استبدال البشر دون التأثير على رفاهيتهم.

ومن الواضح أن هذه الأزمة سوف تؤدي إلى إنهاء الكثير من الممارسات القديمة، ولكن أكثر مما نعتقد بكثير سوف يستمر. وسوف نرغب دائماً في السفر، وتناول الطعام في الخارج، والتسلية، فقط لا تتوقع عدم تغير أي من هذه الأنشطة، أو أن يتم تقديمها من نفس العلامات التجارية، وبنفس الوسائل التي اعتدنا عليها.

وسوف يخرج العالم من هذه الفترة أقوى وأكثر حكمة وأكثر ارتباطاً بمجتمع عالمي، وستكون المرونة في طليعة كل استراتيجية، ومع ذلك فإن سرعة التحول التي ستضمن القدرة التنافسية والقدرة على الاستجابة لما هو غير متوقع. لكن لتحقيق ذلك، سيتعين على الشركات إعادة تقييم يتضمن أين يجب أن تكون قوية وأين يجب أن تكون مرنة.

المزيد من اقتصاد