عربي21 :
ويوضح التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، أن تشرين الثاني/نوفمبر الماضي شهد توقيع الحكومة اليمنية برئاسة عبد ربه منصور هادي و”الانفصاليين” اتفاق تشارك بالسلطة، حظي بمباركة من السعودية والإمارات.
إلا أن تطبيق الاتفاق لم يتم بطريقة سلسة، حيث اندلعت اشتباكات بين الطرفين في كانون الثاني/يناير، ثم جاء الإعلان الأخير بشكل قد يقود لإطالة أمد الحرب القائمة منذ خمسة أعوام.
وشجب هادي الإعلان واعتبره انقلابا ودعا الأمم المتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي للتدخل، كما رفضت خمس محافظات في الجنوب منها شبوة وسقطرى وحضرموت الإعلان، مؤكدة على تمسكها بحكومة هادي، فيما أبعدت الإمارات نفسها عن الإعلان قائلة إن “الإحباط” إزاء تأخر تطبيق اتفاق مشاركة السلطة لا يستدعي إجراءات من طرف واحد، واعتبر وزير الدولة في الخارجية الإماراتية، أنور قرقاش، في تغريدة عبر تويتر، أن بلاده تثق بشكل كامل بقيادة السعودية للتحالف في اليمن، وبتطبيقهم لاتفاق الرياض.
يشير التقرير تاليا إلى أن المواجهة بين الحكومة والانفصاليين بدأت عام 2018، ومن هنا جاء اتفاق تشرين الثاني/نوفمبر لوقف “الحرب داخل الحرب” ومنح الحكومة مصداقية عندما تتفاوض مع “المتمردين الحوثيين”، بوصفه.
ويضيف أن اليمن يحتل موقعا استراتيجيا نظرا لتحكمه بمضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر وخليج عدن، والذي يمر منه معظم نفط العالم. وكان هدف التدخل السعودي في 2015 هو إعادة هادي وبسرعة إلى الحكم، إلا أن القتال لم يتوقف وأدى لخلق أكبر كارثة إنسانية في العالم وقتل فيه عشرات الألاف وشرد ملايين من السكان الذين باتوا يعانون من المرض والجوع.
وتنقل “بلومبيرغ” عن “غراهام غريفيثس” من شركة “كونترول ريسك غروب” في دبي، قوله: “يعتبر إعلان المجلس الجنوبي الانتقالي نكسة لجهود السعودية تحقيق مصالحة بين الحكومة المعترف بها دولية والانفصاليين بالجنوب وكذا خفض التوتر مع الحوثيين”.
وأضاف: “منع انهيار الاتفاق بشكل كامل بسبب إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي يقتضي التزاما كاملا من المملكة في وقت تحاول فيه تخفيف تورطها في اليمن”.
وتابع أن ظهور هذه التصدعات في الجنوب ستضر بجهود تنظيم محادثات مع الحوثيين وقد تعرض القوى المعادية للحوثيين إلى نكسات في ميدان الحرب بشكل يضطر السعودية لزيادة عملياتها العسكرية.
يشار إلى أن “المجلس الانتقالي” اتهم في بيان له حكومة هادي بعدم دفع الرواتب والتسبب في تدهور الخدمات العامة. وعلق وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي بأن الانفصاليين يتحملون وحدهم مسؤولية التداعيات الكارثية والخطيرة للإعلان.