"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

رئيس الموساد يتهِّم بوقاحة وصلف قادة الدول العربيّة بالكذب حول الأعداد الصحيحة لضحايا ومرضى جائحة الـ”كورونا” والجهاز بات المُرتكز الرئيسيّ في حصول الكيان على المُعدّات الطبيّة من العالم

الناصرة-“رأي اليوم” :

كشفت القناة الـ13 في التلفزيون العبريّ، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وسياسيّةٍ رفيعة المُستوى وواسعة الاطلاع، النقاب عن أنّ رئيس جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة)، يوسي كوهين، أطلق العنان للسانه وهاجم بشدّةٍ الدول العربيّة المُجاوِرة لكيان الاحتلال الإسرائيليّ مُتهمًا إيّاها بالكذب في كل ما يتعلّق بانتشار جائحة الـ”كورونا” في هذه الدول، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّ النظام الحاكم في إيران بات مصنعًا للكذب في كلّ ما يتعلّق بأرقام الموتى والمرضى بهذا الفيروس الفتّاك، على حدّ تعبيره.

وتابع رئيس الموساد في الجلسة مع كبار موظفي وزارة الصحّة الإسرائيليّة، والتي كانت مُغلقةً، تابع قائلاً إنّ جائحة الـ”كورونا” في العراق، سوريّة، لبنان والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة خطيرةً جدًا ولا تتناسب مع المعلومات الرسميّة التي تقوم حكومات هذه البلدان بنشرها في الإعلام، ولاسيما عدد الضحايا والمرضى، كما قال كوهين.

وتابع رئيس الموساد، كما أكّد مُحلِّل الشؤون السياسيّة في القناة الـ13، باراك رافيد، خلال الاجتماع مع كلّ المسؤولين عن شراء المعدّات الطبيّة في جميع مُستشفيات البلاد، تابع قائلاً: وضع انتشار فيروس الـ”كورونا” في عددٍ من الدول العربيّة أخطر بكثير ممّا يُصرّحون عنه، مشيرًا إلى أنّه في كلٍّ من لبنان، سوريّة والعراق، فإنّ تفشّي الجائحة أكبر بكثير وأخطر بكثير ممّا تكشِف عنه هذه الدول، إنّهم بصراحةٍ متناهيّة كذّابين، قال كوهين.

بالإضافة إلى ذلك تطرّق إلى الوضع في إيران وقال إنّ الأرقام التي يقوم النظام الحاكم في طهران بنشرها بشكلٍ رسميٍّ تبعد عن الحقيقة ألف سنة ضوئيّة، والأرقام التي أعرفها أنا أكبر بكثير ممّا ينشره الإيرانيون، طبقًا لأقواله، ولفت المُحلِّل إلى أنّ كوهين قام بإعداد وثيقةٍ لرئيس الوزراء نتنياهو حول إستراتيجيّة خروج إسرائيل من الحصار الذي فرضته على نفسها، بالإضافة إلى كيفية وآلية مُواجهة موجات أخرى من الـ”كورونا”، وكشف التلفزيون العبريّ النقاب عن أنّ كوهين التقى بالمدير العّام لوزارة الصحّة لتنسيق خروج الموساد من مهمة شراء المعدات الطبيّة.

وكان تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قد وصف جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) بأنّه سلاح إسرائيل غير السري في الحرب ضد فيروس كورونا. ولفت التقرير إلى أنّ رئيس الاستخبارات الإسرائيلي كان من بين كبار المسؤولين الذين دخلوا في عزلٍ صحيٍّ ذاتيٍّ لتواصلهم مع وزير الصحة الإسرائيليّ، يعقوف ليتسمان، الذي تمّ الإعلان عن إصابته بفيروس الـ”كورونا” في وقت سابق من الشهر الماضي.

وذكرت الصحيفة أنّ مسؤولي الموساد يرتبطون أساسًا بالعمليات السريّة في الخارج باسم حماية إسرائيل، وليست لهم في العادة علاقة بشؤون الصحة العامة. وأضافت أنّه لذلك تساءل الإسرائيليون على الفور: لماذا كان رئيس الموساد يوسي كوهين في نفس الغرفة مع وزير الصحة يعقوب ليتسمان؟.

ولفت التقرير إلى أنّه وفقًا لمسؤولين طبيين وأمنيين إسرائيليين اتضحّ أنّ جهاز الموساد القويّ بقيادة كوهين مشارك بصورة وثيقة في حرب إسرائيل ضد الفيروس، وأصبح واحدًا من أهم المرتكزات التي تعتمد عليها إسرائيل من أجل الحصول على المعدات الطبية وتكنولوجيا التصنيع، على حدّ قول المصادر الإسرائيليّة التي اعتمد عليها تقرير الصحيفة الأمريكيّة ذائعة الصيت.

ولفت التقرير إلى أنّه في ظلّ تنافس دول العالم بشراسة على الإمدادات المحدودة خلال جائحة “كورونا”، فإنها تلجأ إلى أيّ مساعدة متاحة، وتستعرض عضلاتها دون أي غضاضة، ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أنّه بعدما قرر الموساد أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، التي تكافح مع أزمة فيروس كورونا داخليًا، لم تعد تمثل تهديدًا أمنيًا فوريًا، أصبح بإمكان الجهاز المشاركة بصورة قوية في حالة الطوارئ الصحية.

ونقلت الصحيفة عن البروفيسور يتسحاق كريس المدير العام لمركز شيبا الطبيّ وهو جنرال في الاحتياط، ومدير أكبر مستشفى في إسرائيل، نقلت عنه قوله إنّه مع تزايد أعداد الإصابات وظهور الحاجة لعدد أكبر من أجهزة التنفس الصناعي، تدخل كوهين على الفور لتقييم الكيفية التي يمكن أنْ يساعد فيها جهازه النظام الصحي في إسرائيل، وبدأ الموساد على الفور في تنشيط شبكته الدولية لتأمين الاحتياجات المطلوبة.

عُلاوةً على ما ذُكر آنفًا، ساعد الموساد أيضًا في الحصول على بعض المعدات التكنولوجية من خارج إسرائيل، والتي مكنت العديد من المختبرات الإسرائيلية من إجراء اختبارات الفيروسات، ورفض كريس أنْ يوضح بدقة المكان الذي تم استيراد المعدات منه.

وكان ضابط رفيع المُستوى في جهاز الاستخبارات الإسرائيليّ (الموساد) قد كشف النقاب عن أن هذا الجهاز استخدم أساليب وطرقًا غير مألوفة للوصول إلى حجم هائل من المعدات الطبية التي طلبتها وزارة الصحة لمواجهة فيروس الـ”كورونا”، وقال الضابط في مقابلة مع القناة الـ12 في التلفزيون العبريّ إنّ الموساد يلجأ في بعض الأحيان للسرقة للحصول على المعدات بأساليب مختلفة في ظل الأزمة.

وفي معرض ردّه على سؤالٍ أشار إلى أنّ الحكومة الإسرائيليّة طلبت من الموساد توفير أكثر من 130 مليون قطعة من المعدات الطبية والأدوية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا، ومن الجدير بالذكر أنّ جهاز الموساد التابِع مُباشرةً لرئيس الوزراء في الدولة العبريّة، أنشأ حسب القناة المذكورة غرفة عمليات ضخمة لإدارة الأزمة عبر وحداته المختلفة، كما أكّدت في تقريرها.