كشفت مصادر سياسيّة وأمنيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب، كما أفادت القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، كشفت النقاب في ساعةٍ مُتأخرةٍ من مساء أمس الثلاثاء عن أنّ إسرائيل أقرّت رسميًا بوجود مفاوضات عبر طرف ثالث مع حركة حماس من أجل إبرام صفقة لتبادل الأسرى بين الطرفين، ونقلت مُحلِّلة الشؤون السياسيّة في التلفزيون العبريّ دانا فايس، إنّ الرقابة العسكريّة لم تسمح لها بنشر معلوماتٍ أخرى عن الصفقة وعن المفاوضات التي تجري في هذه الأيّام في مكانٍ ما، دون الإفصاح عنه، مؤكِّدةً في الوقت عينه أنّ المفاوضات تجري وأنّ الكيان اعترف بوجودها، على حدّ تعبيرها.
وفي وقتٍ سابقٍ، كشفت القناة الـ11 في التلفزيون العبريّ، وهي شبه رسميّة، كشفت نقلاً عن مصادر إسرائيليّةٍ وفلسطينيّةٍ رفيعة المُستوى، كشفت النقاب عن أنّ قائد حركة (حماس) في غزّة، يحيى السنوار تلقّى في الفترة الأخيرة رسالةً من الأسرى الفلسطينيين، الذين يقبعون في سجون الاحتلال، وتحديدًا الأسرى الذين كانوا قد أطلقوا في صفقة شاليط، وعاد الاحتلال الإسرائيليّ واعتقلهم جميعًا، وجاء في الرسالة، بحسب التلفزيون العبريّ، أنّه نما إلى مسامعهم بأنّ إسرائيل وحماس توصلتا إلى تقدّمٍ في المفاوضات حول الصفقة، وبالتالي فإنّهم يطلبون من السنوار أنْ يضمهم جميعًا إلى الصفقة، وفعلاً، تابع التلفزيون العبريّ، نقلاً عن المصادر عينها، وجّه السنوار رسالةً لهم أكّد فيها على أنّه في حال التوصّل إلى صفقة مع الصهاينة فإنّهم سيكونون من بين الأسرى الذين سيتّم إطلاق سراحهم، كما أكّد التلفزيون العبري.
ومن الجدير بالذكر أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو كان أخيرًا دعا إلى إجراء حوار فوري عبر وسطاء بشأن الجنود الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة. وقال مكتب نتنياهو في تصريح مكتوب إن منسق شؤون الأسرى والمفقودين يارون بلوم وطاقمه -وبتعاون مع هيئة الأمن القومي، والمؤسسة الأمنية- مستعدون للعمل بشكل بناء من أجل استعادة القتلى والمفقودين، وإغلاق هذا الملف، ويدعون إلى بدء حوار فوري من خلال الوسطاء. وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل استعدادها للحوار بشأن جنودها المفقودين في غزة.
وتقول سلطات الاحتلال الإسرائيلي إن حركة حماس تحتجز أربعة إسرائيليين منذ الحرب على غزة عام 2014، بينما تصر الحركة على عدم إعطاء أي معلومات عنهم إلّا بعد أنْ تفرج إسرائيل عن أسرى محررين أعادت اعتقالهم، بعد أنْ أفرجت عنهم خلال صفقة شاليط. وكان رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار قد أعلن في لقاء تلفزيوني استعداد حركته لتقديم “مقابل جزئي” لإسرائيل لتفرج عن أسرى فلسطينيين.
وقال السنوار إن هناك إمكانية أن تكون مبادرة لتحريك ملف تبادل الأسرى بأن يقوم الاحتلال الإسرائيلي بعمل طابع إنساني أكثر منه عملية تبادل، بحيث يطلق سراح المعتقلين الفلسطينيين المرضى والنساء وكبار السن من سجونه “وممكن أن نقدم له مقابلاً جزئيًا”، دون مزيد من التوضيح.
وفي نيسان (أبريل) من العام 2016 أعلنت “كتائب عزّ الدّين القسام”، الجناح العسكريّ لحركة (حماس) لأول مرة عن وجود 4 جنود إسرائيليين أسرى لديها، دون أنْ تكشف عن حالتهم الصحية ولا عن هوياتهم، باستثناء الجندي آرون شاؤول.
وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت عن فقدان جثتي جنديين في قطاع غزة خلال العدوان الذي بدأ في 8 تموز (يوليو) من العام 2014 واستمر لغاية 26 آب (أغسطس) من العام ذاته، هما آرون شاؤول، وهدار غولدن، لكن وزارة الأمن الإسرائيليّة عادت وصنفتهما في حزيران (يونيو) من العام 2016 “مفقودين وأسيرين”. وإضافة إلى الجنديين، تحدثت إسرائيل عن فقدان إسرائيليين اثنين -أحدهما من أصل إثيوبي والآخر من أصل عربيٍّ، وهو من منطقة النقب، القريبة من قطاع غزّة، دخلا غزة بصورة غير قانونية خلال عامي 2014 و2015.