"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

الكيان : وحدة التجسس السريّة التابِعة لحزب الله تعمل وفق النموذج الإسرائيليّ وتُراقِب الحدود على مدار الساعة وتُوثَّق بالتصوير تحركّات الجنود وتُفعِّل عملاء من خارج لبنان وتؤسس لفتح جبهة الجولان

 الناصرة-“رأي اليوم” :

حتى في هذه الأيّام العصيبة، التي ينشغِل فيها العالم قاطبةً في مُواجهة وباء الكورونا، الذي يفتِك بالبشر، لا يتوقّف كيان الاحتلال الإسرائيليّ عن مُتابعة ومُواكبة قوّة حزب الله اللبنانيّ، باعتباره التهديد الثاني، بعد الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، في حين تحتَّل حركة (حماس) الفلسطينيّة المرتبة الثالثة في سُلَّم التحدّيات الإستراتيجيّة التي يتعيَّن على الدولة العبريّة مُواجهتها.

وقالت مصادر أمنيّة واسعة الاطلاع في تل أبيب للموقع الإسرائيليّ، (Intelli Times) المُختّص في الشؤون الأمنيّة والعسكريّة، قالت إنّه آن الأوان للكشف، وللمرّة الأولى عن وحدةٍ غيرُ معروفةٍ، تابعةٍ لحزب الله اللبنانيّ، والتي تقتصِر مهمتها على تركيز المعلومات التي جمعتها شعبة الاستخبارات التابِعة للحزب، وعُلاوةً على ذلك يتعيّن على الوحدة تحليل هذه المعلومات وإجراء أبحاثً عميقةٍ ومُكثّفةٍ في مجال الاستخبارات العسكريّة، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ الوحدة تعمل تمامًا وفق النموذج الذي تعمل فيه وحدة جمع المعلومات التابِعة لشعبة الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة (أمان)، وأضافت المصادر ذاتها أنّ مهمّة جمع المعلومات الاستخباراتيّة يتّم إخراجه إلى حيّز التنفيذ بواسطة وحداتٍ أخرى تابعة لحزب الله، والمُقسّمة مناطقيًا، حيث تستخدِم أجهزة مُراقبة، أجهزة تنصّت مُتقدّمة ومُتطوّرة، تفعيل عملاء، وحتى القيام بعمليات قرصنة في إطار الحرب السيبرانيّة مع إسرائيل، على حدّ تعبير المصادر بتل أبيب.

وطبقًا للمصادر واسعة الاطلاع في كيان الاحتلال، أضاف الموقع الإسرائيليّ، فإنّ قائد وحدة المُخابرات النخبويّة والمُختارة، التبِعة لحزب الله هو حسين علي حزيمة، كما أنّ الحزب يُطلِق على الوحدة المذكورة (الوحدة 200) وفق المصادر بتل أبيب، إذْ أنّ حزب الله، أضاف الموقع، يقوم بتسمية الوحدات العسكريّة العملياتيّة الخاصّة التابِعة له على الأغلب وفق الأرقام، مُضيفًا أنّ الوحدات المعروفة كثيرًا هما الوحدة 910 والوحدة 133، وهاتان الوحدتان، وفق مصادر كيان الاحتلال، تعملان خارج حدود لبنان، وتعمدان فيما تعتمدان على عملاءٍ من خارج بلاد الأرز، كما أنّهما تقومان بتجنيد عملاء لكلّ عمليّةٍ مُحدّدّةٍ ونوعيّةٍ يُخطِّط لها الحزب، على حدّ تعبيرها.

وأقرّت المصادر الرفيعة في كيان الاحتلال، كما ساق الموقع قائلاً، أقرّت بأنّه في هذا السياق، أيْ في إطار الحديث عن الوحدة، فإنّ الحديث يجري عن وحدةٍ غيرُ معروفةٍ لأجهزة الأمن والاستخبارات في إسرائيل، ولكنّ الأخيرة قامت بتسمية الوحدة بعدّة أسماء مثل: “وحدة المُراقبة”، “وحدة السايبر” “وحدة التنصّت” التابِعة لحزب الله، مُضيفًا في ذات الوقت أنّ وجودها طفا على السطح مؤخرًا بعد قيام الولايات المُتحدّة الأمريكيّة بجمع معلومات وتحضير تقارير عن وحدات ونشطاء الإرهاب في مسعىً منها لقطع دابر الإرهاب، على حدّ زعم المصادر الإسرائيليّة الرفيعة.

بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، شدّدّ الموقع على أنّه في السنوات الأخيرة تابعنا وواكبنا الجهود المبذولة لجمع المعلومات السريّة التي يقوم فيها تنظيم “حزب الله” بواسطة نشر وحدات مُراقبة على طول الحدود اللبنانيّة مع كيان الاحتلال الإسرائيليّ، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّه في العام 2012 كشفت مجلة “انتيليجبنس أون لاين” الفرنسيّة، كشفت النقاب عن أنّ حزب الله قام بنشر كاميرات تصوير ومناظير لرؤيةٍ ليليّةٍ على طول الحدود اللبنانيّة-الإسرائيليّة، بحيث أنّ وظيفة هذه الوحدات، تابعت المجلّة الفرنسيّة، كانت وما زالت مُراقبة تحرّكات جيش الاحتلال الإسرائيليّ، وتحديد المواقع التي يقوم فيها الجيش بنصب الكمائن، بالإضافة إلى تحديد الأماكن التي يقوم فيها الجيش بالدوريات الليليّة على طول الحدود، على حدّ قول المصادر الرفيعة في الكيان.

وزعم التقرير في الموقع الإسرائيليّ أنّه في شهر حزيران (يونيو) من العام 2017 كشف جيش الاحتلال الإسرائيليّ النقاب عن أنّ حزب الله يقوم بتفعيل شبكة مُراقبة، مُستغلاً منظمة “أخضر بدون حدود”، والتي تُعنى في الشؤون المُتعلّقة في جودة البيئة، وأضافت المصادر أنّه في الآونة الأخيرة ازدادت جهود حزب الله بشكلٍ كبيرٍ في عملية جمع المعلومات عن طريق وسائط التواصل الاجتماعيّ، إنْ كان ذلك عن طريق جمع المعلومات أوْ مهاجمة المواقع في إطار الحرب السيبرانيّة.

وتابعت المصادر أنّ جمع المعلومات لا يقتصِر على لبنان، بل يمتّد إلى الجولان العربيّ السوريّ، مُقابل المُستوطنات الإسرائيليّة الواقعة في الجليل والجولان، زاعمة أنّ نشاط حزب الله في هذا المجال يتّم أيضًا من مواقع تابعةٍ للجيش العربيّ السوريّ، كما أنّ حزب الله، أكّدت المصادر في تل أبيب، يقوم بتسيير وحدات التي تعرف تفعيل وسائل المراقبة والتصوير والتنصت، وحتى القيام بجمع المعلومات عن طريق الطائرات الصغيرة جدًا بدون طيّارٍ.

وعبّرت المصادر، بحسب الموقع، عن توجسّها من قيام حزب الله بفتح جبهةٍ ثانيّةٍ ضدّ إسرائيل من الجولان، زاعمةً أنّ الحزب أعّد خطّةً في هذا السياق، أيْ فتح جبهة “إرهابيّةٍ” أخرى ضدّ الكيان من الجولان، وقام بتعيين علي موسى دقدق، مسؤولاً عن تنفيذ المشروع وتحضير الأرضية اللازمة للبدء في تنفيذ عملياتٍ ضدّ العمق الإسرائيليّ، طبقًا للمصادر الأمنيّة بتل أبيب.