أفادت مصادر سياسيّة مُقرّبة من رئيس حكومة تسيير الأعمال في إسرائيل، بنيامين نتنياهو، ومصادر أمنيّة واسعة الاطلاع في تل أبيب، أنّ جهاز الاستخبارات الخارجيّة (الموساد الإسرائيليّ) يُواصِل تنفيذ عملياتٍ سريّةٍ لجلب كمياتٍ كبيرةٍ من المستلزمات الطبية لمواجهة فيروس كورونا.
وقالت هيئة البث الإسرائيليّة شبه الرسمية (كان) قالت أمس الاثنين إنّ الموساد أحضر شحنةً من المستلزمات الطبية من إحدى الدول الأجنبية، دون ذكر اسم هذه الدولة، وأضاف التلفزيون العبريّ أن الشحنة اشتملت على 27 جهاز تنفس صناعي و10 ملايين كمامة طبية وعشرات آلاف الأطقم لفحص فيروس كورونا، لافتة في الوقت عينه إلى أنّ هذه هي المرة الثانية، في غضون أسبوعين، التي يتم فيها الكشف عن قيام (الموساد) الإسرائيليّ، بإيعازٍ من نتنياهو، بشراء مستلزمات طبية من الخارج.
وكانت وكالة الأنباء العالميّة (رويترز) قد نقلت أخيرًا عن وسائل إعلام إسرائيلية قولها إنّ جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) حصل على مائة ألف جهاز للكشف عن فيروس كورونا من دولةٍ خليجيّةٍ، وبدوره ذكر موقع (ميدل إيست آي) البريطاني أنّ الأجهزة المذكورة حصل عليها الموساد يوم الأربعاء الماضي من دولة الإمارات العربيّة المتحدّة.
ونقل الموقع البريطانيّ عن محلل الشؤون الأمنيّة في صحيفة (معاريف) العبريّة، يوسي ميلمان، المعروف بصلاته الوطيدة والوثيقة مع المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، نقلت عنه ترجيحه أنْ يكون الموساد، التابِع مُباشرةً لرئيس الوزراء الإسرائيليّ ويتلقّى منه الأوامر، حصل على وحدات الاختبار من الإمارات، مستبعدًا أنْ تكون قُدِّمت من دولٍ صديقةٍ أخرى كمصر والأردن، في وقت يحتاج فيه شعباهما بشدة لمثل تلك الوحدات، على حدّ قوله.
وكانت القناة الـ13 في التلفزيون العبريّ قد نقلت في وقتٍ سابقٍ عن مسؤولين بوزارة الصحة الإسرائيليّة أنّ المعدات والوحدات الطبية التي أحضرها الموساد لإجراء فحص كورونا معدات غير مناسبة، وليست هي المطلوبة، ولكن بعد مرور عدّة أيّامٍ عادت وزارة الصحّة وأعلنت في بيان رسميّ أنّ المعدات التي أحضرها الموساد ملائمة جدًا لعلاج الكورونا في الكيان، كما أكّد البيان.
وفي السياق عينه، وفي ظلّ استشراء فيروس الكورونا في دول العالم، فإنّ ثمّة تقارير عن نقص في المستلزمات الطبية حول العالم، وبخاصة أجهزة التنفس وأطقم فحص فيروس كورونا. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد كلّف، الثلاثاء الماضي، لجنة يرأسها رئيس “الموساد” يوسي كوهين بشراء هذه المعدات من دول العالم، وقد ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا في إسرائيل، الاثنين، إلى 4695 إصابة، فيما بلغ عدد الوفيات 16 حالة، وشددت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة من القيود على حركة المواطنين الإسرائيليين في محاولة للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد.
ومن جهة أخرى، وفي مقال رأي بصحيفة (هآرتس) العبريّة، قال الكاتب جدعون ليفي، إنّ الإجراءات التي تفرضها الحكومة على الإسرائيليين بسبب فيروس كورونا جعلتهم يتذوقون طعم جهنم الذي أذاقوه للفلسطينيين، وأضاف ليفي، المعروف بتأييده للشعب العربيّ الفلسطينيّ ومُناهضته للاحتلال الإسرائيليّ، أضاف أنّه بعد يوم أو يومين ستبدو تل أبيب مثل جنين وستصبح إسرائيل كلّها محاصرة مثل قطاع غزة، على حدّ تعبيره.
وتناول الكاتب التقدّمي الإجراءات والقيود الصارمة التي تفرضها الحكومة الإسرائيليّة على السكان للحدّ من انتشار الوباء، وقارن هذه الإجراءات مع العذابات اليومية للفلسطينيين في الضفة وغزة، منذ عقود تحت الحصار والاحتلال، وقال الكاتب إنّ الوضع يبدو كأنّه نهاية العالم، رغم أنّ ما تعيشه إسرائيل سيبدو تخفيفًا للحصار بالنسبة للفلسطينيين، لكن لا يمكن إلّا أنْ تُصاب بالدهشة حيال هذا التشابه، مُضيفًا في الوقت عينه: فكِّروا بغزة… 14 عامًا متواصلة لم ير فيها جيل الشباب في حياتهم طائرة مدنية حتى في السماء، ولا أحد من البالغين كان في مطار أوْ في عطلة خارج البلاد، بل إنهم لم يحلموا بذلك، على حدّ تعبير الكاتب الإسرائيليّ التقدّمي.