الجمل بما حمل :
ويتساءل الكاتب في بداية المقال “هل يمكن لأي عضو في الاتحاد الأوروبي أن يقدم المساعدة لبقية الدول التي تواجه الضربات الأكثر قسوة في مواجهة وباء كورونا أم أن الدرس الذي يجب تعلمه مما حدث خلال الأسابيع القليلة الماضية هو أنه في أوقات الكوارث تبقى كل دولة بمفردها”؟
ويوضح كاتب المقال أنه خلال الأسابيع الماضية وفي الوقت الذي تزايدت فيه أعداد المتوفين بوباء كورونا في كل من إيطاليا وإسبانيا التقى قادة دول منطقة اليورو ليبحثوا إمكانية تقديم حزمة دعم مالي موحدة للدول الأعضاء الأكثر تضرراً من الكارثة لكن الاجتماع انتهى دون أن يقرروا شيئاً، مضيفاً أن المقترح الذي كان مطروحاً هو توفير الأموال لهذه الدول على أن تضمن بقية الدول الأعضاء سداد هذا الدين لكن المقترح قوبل بالرفض من جانب كل من هولندا وألمانيا.
ويوضح الكاتب أن رد الفعل في إيطاليا وإسبانيا كان عبارة عن إحباط شديد لكن ذلك الشعور لم يتوقف هناك بل امتد إلى دول أخرى مثل فرنسا التي قالت إيملي دي مونشالين وزيرة الشؤون الأوروبية في حكومة باريس “لو كانت أوروبا تعني فقط سوقاً موحدة في أوقات الرخاء فلا حاجة لها”.
ويشير الكاتب إلى أن رئيس الوزراء الإيطالي غوسيبي كونتي عبر عن نفس المضمون قائلاً إن “مشروع الاتحاد الأوروبي بأكملة سيفقد مضمونه والغرض من وجوده”.
ويضيف الكاتب أن الناخبين في كل من ألمانيا وهولندا ودول الشمال الأوروبي يشعرون بالغضب من اضطرارهم لتحمل الأعباء المالية لمواطني دول الجنوب الأوروبي الأضعف مالياً واقتصادياً ولو كان ذلك على حساب بقاء الاتحاد الأوروبي.
ويشير ماكراي إلى أنه في هذا الوقت قامت الصين بتقديم الدعم لإيطاليا كما فعلت روسيا الشيء نفسه، وقدمت إمدادات من المعدات الطبية وأجهزة التنفس، معتبراً أن الهدف من ذلك هو تقويض الاتحاد الأوروبي وإضعافه، ووضع المزيد من العراقيل على سبل التواصل السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين الدول الأعضاء، ليختم قائلاً “في هذا الوقت لاينبغي أن نشعر بالتعجب عندما يتساءل مواطنو الدول الأعضاء قائلين ما هو الغرض من وجود الاتحاد الأوروبي”.