لندن- عربي21 :
نشرت مجلة “فوربس” الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن رغبة أصحاب الأموال ورجال الأعمال بعودة الحياة لطبيعتها، في الوقت الذي يعيش فيه الموظفون في حيرة من أمرهم.
وقال الملياردير توم جوليسانو، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة “Paychex Inc”: “إن الأضرار الناجمة عن إبقاء الاقتصاد مغلقا، قد يكون أسوأ من خسارة بعض الأرواح (بسبب فيروس كورونا)”.
وأضاف: “لدي قلق كبير جدا أنه إذا استمرت الشركات في السير على هذا الطريق (الإغلاق بسبب كورونا)، سيتعين على الكثير منهم إغلاقها نهائيا”.
ويقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه لا يريد أن يكون علاج وباء فيروس كورونا “أسوأ من المشكلة”، فيما يردد بعض أغنياء أمريكا والتنفيذيين صرخة مشابهة.
وتقول “فوربس” إن أصحاب المليارات يريدون إنعاش الاقتصاد الذي قد يواجه أسوأ انخفاض ربع سنوي له على الإطلاق، حتى لو كان ذلك يعني التراجع عن إجراءات التباعد الاجتماعي، التي يقول مسؤولو الصحة العامة إنها يمكن أن تساعد في إيقاف فيروس كورونا”. يدّعي المستثمرون أنهم لا يثمنون الأرباح على حياة البعض، لكنهم على استعداد للمخاطرة ببعض الأهوال لتجنب أهوال أخرى.
“عليك أن تختار أفضل الشرين”، يقول جوليسانو، الذي يريد أن يعود الناس إلى مكاتبهم في الولايات التي نجت من الفيروس التاجي نسبيا، فيما يبقى في المنزل الذين يعيشون في مناطق ساخنة”، مضيفا: “عليك أن تزن الإيجابيات والسلبيات”.
وفي نيويورك، حيث وصلت المستشفيات إلى نقطة حرجة، التي تمتلئ بالمرضى، يقول الحاكم أندرو كومو إنه “يجب عدم إعادة تشغيل الاقتصاد على حساب حياة الإنسان”، موضحا أنه يطور خطة “تسمح للشباب بالعودة إلى العمل”.
يريد ترامب، الذي تحيط به وتؤيده مجموعة من صناديق التحوط وعمالقة الأسهم الخاصة، أن تعود الدولة للعمل مرة أخرى في عيد الفصح (منتصف شهر نيسان/ أبريل)، على الرغم من أن مسؤولي الصحة العامة يحذرون من أن الوقت مبكر جدا لفيروس قتل أكثر من 30,394، وأصاب ما لا يقل عن 656,383 في جميع أنحاء العالم.
وبحسب خبراء اقتصاديين من جامعة نورث وسترن، فإن الحفاظ على ممارسات التباعد الاجتماعي في مكانها مهم، ويخفض عدد الحالات، حيث يمكن أن ينقذ حياة 600 ألف شخص على الصعيد المحلي في أمريكا.
بدوره، حث لويد بلانكفين، الذي كان يدير شركة Goldman Sach Group Inc حتى عام 2018 ، على بدء العودة إلى العمل، وغرد بأن “الإجراءات الصارمة لتسوية منحنى الفيروس كانت معقولة لبعض الوقت، لكنها قد تسحق الاقتصاد”، مضيفا: “في غضون أسابيع قليلة جدا، دع أولئك الذين لديهم خطر أقل للإصابة بالمرض يعودون إلى العمل”.
بدوره، طالب تيلمان فيرتيتا، مالك الكازينوهات “Golden Nugget” و”Bubba Gump Shrimp”، السلطات بالسماح للشركات بإعادة فتحها بقدرة محدودة في غضون أسبوعين؛ لتجنب كارثة اقتصادية طويلة.
وقال فيرتيتا، الذي يمتلك أيضا نادي “هيوستن روكتس” لكرة السلة، وتبلغ قيمته 3.2 مليار دولار، إن شركاته “لا تقوم بأي عمل بشكل أساسي”.
ويتعارض طلبه مع مدرسة فكرية تقول إن إعادة فتح الاقتصاد قبل الأوان يمكن أن يقتل المزيد من الناس، ويؤدي في النهاية إلى مزيد من الضرر الاقتصادي.
وقالت “فوربس” إن المليارديرات وأعضاء النخبة الآخرين يتمتعون بترف التباعد الاجتماعي أثناء كسب المال.
يقول الأشخاص الذين يريدون عودة العمال إلى وظائفهم إنهم يهدفون إلى منع الملايين من المعاناة لسنوات، والوقوع في الديون.
يحاول المسؤولون تحقيق ذلك من خلال تقييد الحجز على الرهن، والسماح للأمريكيين بتأجيل دفع أقساط الرهن العقاري.
من جهة أخرى، يقول روبرت ريتش، الذي كان وزير العمل في عهد الرئيس بيل كلينتون، ويدرس الآن السياسة العامة في جامعة كاليفورنيا في بيركلي: “إنه أمر شائن (دعوة الناس للعمل)”. “من الضروري للغاية إغلاق الاقتصاد؛ حتى لا يموت ملايين الناس. منح الاقتصاد الأسبقية على حالة الطوارئ الصحية العامة هذه أمر يستحق الشجب أخلاقيا”.
وفقا لريتش، فإن دفع إعادة تشغيل الاقتصاد أمر منطقي إلى حد ما للأغنياء، لأنهم أصبحوا يتوقعون مكاسب غير متكافئة كأكبر الفائزين في النظام. وأضاف: “العيب الوحيد في منطقهم هذه المرة هو أن الفيروس التاجي لا يفهم الطبقات”. “كلما زاد عدد المصابين بالعدوى، زاد احتمال إصابة بلانكفين والمليارديرات الآخرين أيضا”.