المصدر : الرياض – إرم نيوز :
لمواجهة ”كورونا“.. فتوى تحرّم تكتم شيعة السعودية على سفرهم إلى إيران
قال رجل دين شيعي سعودي بارز، إن تكتم أبناء مواطنيه المنتمين للمذهب الشيعي، على سفرهم في الآونة الأخيرة إلى إيران، محرم شرعا، لأنه يعرقل جهود البلاد في مواجهة انتشار فيروس كورونا الجديد الذي باتت إيران إحدى حواضنه الكبيرة عالميا.
وأوضح الشيخ حسن الصفار، وهو مرجع شيعي معروف على نطاق واسع في السعودية والعالم الإسلامي، فيما يشبه الفتوى الدينية: ”يعتبر الإبلاغ من قبل الشخص المسافر إلى إيران سرا، أو عن أحد سافر في الفترة الأخيرة، مسؤولية اجتماعية. والتخلي عن هذه المسؤولية محرم شرعا“.
وكان الصفار يتحدث لصحيفة ”الشرق الأوسط“ السعودية التي نقلت اليوم السبت عن رجال دين شيعة آخرين آراء مماثلة بعد أن اتضح أن حالات الإصابة الخمسة بفيروس كورونا التي تم تسجيلها في المملكة، كانت لأشخاص قادمين من إيران ولم يفصحوا عند عودتهم لبلادهم عن كونهم تواجدوا في إيران.
ودعا الشيخ الصفار، مواطنيه إلى استغلال العفو الذي أصدرته الحكومة السعودية قبل يومين لمن يبلغ عن سفره لدولة إيران سرا خلال الفترة الماضية، وقال إن ”الأمر لا يحتمل السكوت عنه في ظل هذه الظروف التي يتفشى فيها هذا الفيروس القاتل“.
وتنتهي اليوم السبت، مهلة رسمية حددتها السعودية لمواطنيها الذين زاروا إيران سرا في الفترة الماضية، كي يبلغوا عن سفرهم مقابل إعفائهم من أي عقوبات واردة في نظام السفر، بهدف إخضاعهم للكشف الطبي والتأكد من خلوهم من فيروس كورونا.
وأصدرت السعودية قبل يومين بيانا حاد اللهجة ضد تعامل السلطات الإيرانية مع السعوديين الذين يزورونها من خلال عدم ختم جوازات سفرهم عند دخولهم وخروجهم منها، ما جعل من الصعب على السلطات السعودية في المنافذ الحدودية معرفة وجودهم في إيران التي حظرت الكثير من الدول السفر منها وإليها بسبب تفشي المرض في مدنها على نطاق واسع.
ويتاح لمواطني دول الخليج العربي، التنقل بين الدول الست ببطاقة الهوية الشخصية بدلا من جواز السفر، وهو ما استخدمه بعض مواطني السعودية لمغادرة المملكة نحو البحرين أو الكويت المجاورتين، ومن ثم السفر إلى إيران بجوازات سفرهم التي لا تختمها إيران لضمان عدم انكشاف أمر زوارها السعوديين في ظل سريان حظر سفر سعودي إلى إيران منذ العام 2016 في أعقاب توتر العلاقة بين طهران والرياض.
وكشفت السعودية منذ الأسبوع الماضي، عن خمسة إصابات بفيروس كورونا، ثلاثة منها لأشخاص سافروا سرا لإيران عبر البحرين، واثنين عبر الكويت، حيث تم إخضاعهم للحجر الصحي، وبدء عملية بحث واسعة للوصول إلى كل مخالطيهم للتأكد من عدم انتقال العدوى بالفيروس إليهم.
واتخذت السعودية الكثير من الإجراءات الوقائية لمنع تفشي المرض، حيث علقت نشاط العمرة بشكل كامل، وأوقفت منح التأشيرات السياحية للدول التي انتشر فيها المرض بشكل كبير مثل الصين وإيطاليا، وفرضت قيوداً على السفر منها وإليها، وأجّلت الكثير من الفعاليات الحاشدة.
ولقي أكثر من ثلاثة آلاف شخص مصرعهم بالمرض منذ الكشف عنه أول مرة في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، فيما فاق عدد المصابين في العالم المئة ألف مصاب.