Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

الامام الهادي (عليه السلام) في سطور و استشهاده

 العتبة الحسينية المقدسة :

الامام الهادي(عليه السلام) في سطور

وُلد (عليه ‌السلام) للنصف من ذي الحجّة أو ثاني رجب سنة اثنتي عشرة أو أربع عشرة ومائتين.

وكانت ولادته(عليه ‌السلام) في قرية ( صريا ) التي تبعد عن المدينة ثلاثة أميال .

يُكنّى الإمام(عليه‌ السلام) بأبي الحسن ، وتمييزاً له عن الإمامين الكاظم والرضا(عليهما ‌السلام) يقال له أبو الحسن الثالث .

أمّا ألقابه فهي : الهادي والنقيّ وهما أشهر ألقابه ، والمرتضى ، والفتّاح ، والناصح ، والمتوكّل ، وقد منع شيعته من أن ينادوه به لأنّ الخليفة العباسي كان يُلقّب به.

وفي المناقب ذكر الألقاب التالية : النجيب ، الهادي ، المرتضى ، النقي ، العالم ، الفقيه ، الأمين ، المؤتَمن ، الطيّب ، العسكري ، وقد عرف هو وابنه بالعسكريين(عليهما ‌السلام) .

يمكن تقسيم حياة الإمام الهادي(عليه‌ السلام) التي ناهزت الأربعين سنة إلى مراحل متعدّدة بلحاظ طبيعة مواقفه وطبيعة الظروف التي كانت تحيط به .

والمرحلة الأولى من حياة الإمام الهادي(عليه ‌السلام) تتمثّل في الحقبة الزمنية التي عاشها في ظلال إمامة أبيه الجواد(عليه‌ السلام) وهي بين (٢١٢ هـ) إلى (٢٢٠ هـ) ويبلغ أقصاها ثمان سنوات تقريباً .

وقد عاصر فيها كلاًّ من : المأمون والمعتصم العباسيين .

والمرحلة الثانية تتمثّل في الفترة الزمنية بين تولّيه(عليه ‌السلام) لمنصب الإمامة في نهاية سنة (٢٢٠ هـ) والى حين استشهاده(عليه‌ السلام) في سنة (٢٥٤ هـ) وهي أربع وثلاثون سنة تقريباً .

وقد عاصر في هذه الفترة ستة من ملوك بني العباس ، وهم على الترتيب :

١ ـ المعتصم (٢١٨ ـ ٢٢٧ هـ) .

٢ ـ الواثق (٢٢٧ ـ ٢٣٢ هـ) .

٣ ـ المتوكّل (٢٣٢ ـ ٢٤٧ هـ).

٤ ـ المنتصر (٢٤٧ ـ ٢٤٨ هـ).

٥ ـ المستعين (٢٤٨ ـ ٢٥٢ هـ) .

٦ ـ المعتز (٢٥٢ ـ ٢٥٥ هـ) .

قد مارس(عليه السلام) نشاطاً مكثّفاً لإعداد الجماعة الصالحة ، وتحصين هذا الخط ضد التحدّيات التي كانت توجّه إليه باستمرار ، وعمد على تكثيف نشاطه من محورين اساسيين:

الأوّل منهما : يرتبط بالخلافة المزيّفة ، فقد تصدّى لتعريتها عن التحصينات التي بدأ الخلفاء يحصّنون بها أنفسهم من خلال دعم وتأييد طبقة من المحدّثين والعلماء ( وهم وعّاظ السلاطين ) لهؤلاء الخلفاء وتقديم صنوف التأييد والولاء لهم من أجل إسباغ الصبغة الشرعية على زعامتهم بعد أن استطاع الأئمّة في المرحلة الأولى أن يكشفوا زيف خط الخلافة ويشعروا الأمة بمضاعفات الانحراف الذي حصل في مركز القيادة بعد الرسول الأعظم(صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم) .

والثاني منهما : يرتبط ببناء الجماعة الصالحة والذي أُرسيت دعائمه في المرحلة الأولى ، فقد (عليه السلام) في هذه المرحلة إلى تحديد الإطار التفصيلي وإيضاح معالم الخط الرسالي الذي اؤتمن الأئمّة الأطهار(عليهم‌ السلام) عليه ، والذي تمثّل في تبيين ونشر معالم النظرية الإسلامية وتربية عدّة أجيال من العلماء على أساس الثقافة الإسلامية التي استوعبها الأئمة الأطهار في قِبال الخط الثقافي الذي استحدثه وعّاظ السلاطين .

هذا فضلاً عن تصدّيه (عليه السلام) لدفع الشبهات وكشف زيف الفرق التي استحدثت من قِبل خط الخلافة أو غيره، وكانت من ابرز الشبهات ان ذاك شبهة خلق القران الكريم فلقد عمّت الأمة فتنة كبرى زمن المأمون والمعتصم والواثق بامتحان الناس بخلق القرآن وكانت هذه المسألة مسألة يتوقّف عليها مصير الأمة الإسلامية ، وقد بيّن الإمام الهادي(عليه‌السلام) الرأي السديد في هذه المناورة السياسية التي ابتدعتها السلطة ، فقد روي عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطين أنّه قال : كتب علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا (عليه ‌السلام)إلى بعض شيعته ببغداد :

( بسم الله الرحمن الرحيم ، عصمنا الله وإيّاك من الفتنة فإن يفعل فأعظم بها نعمة وإلاّ يفعل فهي الهلكة نحن نرى أنّ الجدال في القرآن بدعة اشترك فيها السائل والمجيب فتعاطى السائل ما ليس له وتكلّف المجيب ما ليس عليه ، وليس الخالق إلاّ الله وما سواه مخلوق ، والقرآن كلام الله لا تجعل له اسماً من عندك فتكون من الضالّين جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون ) .

استشهاد الإمام الهادي(عليه‌ السلام) :

ظلّ الإمام الهادي(عليه‌ السلام) يعاني من ظلم الحكّام وجورهم حتّى دُسّ إليه السمّ كما حدث لآبائه الطّاهرين ، وقد قال الإمام الحسن(عليه‌ السلام) :ما منّا إلاّ مقتول أو مسموم .

قال الطبرسي وابن الصباغ المالكي : في آخر ملكه ( أي المعتز ) ، استشهد وليّ الله علي بن محمد(عليهما‌ السلام) .

وقال ابن بابويه : وسمّه المعتمد .

وقال المسعودي : وقيل إنّه مات مسموماً ، ويؤيد ذلك ما جاء في الدّعاء الوارد في شهر رمضان : وضاعف العذاب على مَن شرك في دمه .

وقال سراج الدين الرفاعي في صحاح الأخبار : ( وتوفّي شهيداً بالسمّ في خلافة المعتز العباسي)  .

وقال محمد عبد الغفار الحنفي في كتابه أئمة الهدى : ( فلمّا ذاعت شهرته-عليه‌ السلام- استدعاه الملك المتوكل من المدينة المنوّرة حيث خاف على ملكه وزوال دولته وأخيراً دسّ إليه السمّ  ).

والصحيح أنّ المعتز هو الذي دسّ إليه السمّ وقتله به .

ويظهر أنّه اعتلّ من أثر السمّ الذي سُقي كما جاء فى رواية محمّد بن الفرج عن أبي دعامة ، حيث قال : أتيت عليّ بن محمد(عليه‌ السلام) عائداً في علّته التي كانت وفاته منها ، فلمّا هممت بالانصراف قال لي :يا أبا دعامة قد وجب عليّ حقّك  ألا أُحدّثك بحديث تسرّ به ؟

قال : فقلت له : ما أحوجني إلى ذلك يا ابن رسول الله .

قال :حدّثني أبي محمد بن عليّ قال : حدثّني أبي عليّ بن موسى  قال : حدثّني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين  قال : حدّثني أبي الحسين بن عليّ  قال : حدّثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم‌ السلام)  قال : قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا عليّ اكتب : فقلت : وما أكتب ؟

فقال : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم الإيمان ما وقّرته القلوب وصدّقته الأعمال ، و الإسلام ما جرى على اللّسان ، وحلّت به المناكحة .

قال أبو دعامة : فقلت : يا ابن رسول الله ، والله ما أدري أيّهما أحسن ؟

الحديث أم الإسناد ! فقال :إنّها لصحيفة بخطّ علي بن أبي طالب (عليه‌ السلام) وإملاء رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- نتوارثها صاغراً عن كابر .

قال المسعودي : واعتلّ أبو الحسن(عليه‌ السلام) علّته التي مضى فيها فأحضر أبا محمّد ابنه(عليه‌ السلام) فسلّم إليه النّور والحكمة ومواريث الأنبياء والسّلاح .

ونصّ عليه وأوصى إليه بمشهد من ثقات أصحابه ومضى(عليه‌ السلام) وله أربعون سنة .

تاريخ استشهاده (عليه السلام) :

ذكر المفيد في (الإرشاد) ، والإربلي في( كشف الغمّة) ، والطبرسي في (إعلام الورى) ، فقالوا : قبض(عليه ‌السلام) في رجب ، ولم يحدّدوا يومه .

وقال أبو جعفر الطوسي في مصابيحه ، وابن عيّاش ، وصاحب الدّروس : إنّه قُبض بسرّ مَن رأى يوم الاثنين ثالث رجب ووافقهم الفتّال النيسابوري في روضة الواعظين حيث قال : توفّي (عليه ‌السلام) بـ (سرّ مَن رأى) لثلاث ليال خلون نصف النّهار من رجب ، وللزرندي قول : بأنّه توفّي يوم الاثنين الثالث عشر من رجب .

ولكنّ الكلّ متّفقون على أنّه استشهد في سنة أربع وخمسين ومائتين للهجرة .

العتبة الحسينية المقدسة

اقرأ أيضاً :

استشهاد الامام الهادي ع

احياء استشهاد الامام الهادي عليه السلام
علي بن محمد الهادي  :
عاشر أئمة الشيعة الإثنا عشرية . و الثاني عشر من المعصومين الأربعة عشر . و يكنى بأبي الحسن ، و التي قد يعبر عنها في الأحاديث المروية عنه بأبو الحسن الثالث أو أبو الحسن الأخير ، و ذلك للفرق بينه و بين أبو الحسن الأول موسى الكاظم و أبو الحسن الثاني علي بن موسى الرضا .

نسبه  :
هو  : أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بنمضر بن نزار بن معد بن عدنان .
• أمه أم ولد و اسمها سمانة ، و يقال لها سمانة المغربية ، و لها اسماء أخرى كسوسن و جمانة ، و تكنى بأُم الفضل . و يروي أبو جعفر الطبري الامامي وغيره بالاسناد عن محمد بن الفرج بن إبراهيم بن عبد الله بن جعفر ،  قال : دعاني أبو جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم ‌السلام ، فأعلمني أن قافلة قد قدمت وفيها نخّاس معه جَوارٍ ، ودفع إلي سبعين ديناراً ، وأمرني بابتياع جارية وصفها لي ،  فمضيت وعملت بما أمرني به ، فكانت تلك الجاريةُ أم أبي الحسن عليه‌السلام  .

• زوجته حديثة . كنيتها اُمّ الحسن ، وأُم أبي محمّد ، وتعرف بالجدّة ، أي جدّة الإمام محمد بن الحسن المهدي عليه ‌السلام .
ولادته  :
ولد في صريا ، قرية في نواحي المدينة المنورة ، في منتصف ذي الحجة سنة 212 . وقد اختلف المحدثون في تاريخ ولادته :
فقيل : وُلد في شهر رجب ، ويؤيد هذا القول  ، الدعاء المروي عن الإمام الثاني عشر (  اللهم إني أسألك بالمولودين في رجب : محمد بن علي الثاني وابنه علي بن محمد المنتجب .. ) .
وذكر عياش إن ولادته كانت في الثاني من شهر رجب  ، أو الخامس منه ،
وقيل :   في الليلة الثالثة عشرة منه  ، سنة 214هـ ،
وقيل : 212هـ .
وقيل : كانت ولادته في النصف من ذي الحجة، أو السابع والعشرين منه
إمامته  :
انتقل أمر الإمامة إلى الهادي بعد والده الجواد ، وهو في المدينة آنذاك . و كان له يومئذٍ من العمر ثمان سنوات . و مدّة إمامته نحو أربع وثلاثين سنة  .
سيرته  :
• ملوك عصره المعتصم العباسي ، الواثق ، المتوكل ، المنتصر ، المستعين ، المعتز .
بقي الإمام الهادي في المدينة بقية خلافة المعتصم العباسي وأيام خلافة الواثق العباسي ، حيث مضى على إمامته 12 عاماً ، فلما تولى المتوكل الخلافة ، خشي منه القيام ضده فاستقدمه إلى العراق ، ليكون قريباً منه يراقبه ويسهل الضغط عليه .

ويبدو أنه لم يستقدمه إلا بعد أن توالت عليه الرسائل من الحجاز تخبره بأن الناس في الحرمين يميلون إليه ، وكانت زوجة المتوكل التي يبدو أنه أرسلها لاستخبار الأمر ممن بعثوا الرسائل .
ويبدو من طريقة استقدام الإمام أن المتوكل كان شديد الحذر في الأمر ، حيث بعث بسرية كاملة من سامراء إلى المدينة لتحقيق هذا الأمر .
وقد كتب المتوكل إلى الإمام رسالة جاء فيها :
”  فقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد الله بن محمد عما كان يتولى من الحرب والصلاة بمدينة الرسول إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقك ، واستخفافه بقدرك ، وعندما قرنك به ونسبك إليه من الأمر الذي قد علم أمير المؤمنين براءتك منه وصدق نيتك وبرّك وقولك وأنك لم تؤهل نفسك لما قرفت بطلبه وقد ولى أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن الفضل وأمره بإكرامك وتبجليك والانتهاء إلى أمرك ورأيك ، والتقرب إلى الله وإلى أمير المؤمنين بذلك . وأمير المؤمنين مشتاق إليك يحب إحداث العهد بك والنظر إلى وجهك ” .
وعندما نزل الهادي مدينة سامراء أسكنه المتوكل في دار الصعاليك لمدة ثلاث أيام ، قبل أن يدخل عليه . والمتوكل العباسي المعروف بشدَّة بطشه وبغضه لأهل البيت الفاطميين ، أراد أن يبقى علي الهادي قريباً منه حتى يسهل عليه القضاء عليه أنى شاء . إلا أن الإمام أخذ ينفذ إلى عمق سلطته ، ويمد نفوذه إلى المقربين من أنصار المتوكل .
ولعل القصة التالية تعكس جانباً من تأثير الإمام في بلاط العباسيين :
(  مرض المتوكل من خراج خرج به ، فأشرف منه على التلف ، فلم يجسر أحد أن يمسه بحديدة ، فنذرت أمه إن عوفي أن يحمل إلى أبي الحسن علي بن محمد مالاً جليلاً من مالها ) . وقال له الفتح بن خاقان : لو بعثت إلى هذا الرجل يعني أبا الحسن فسألته فإنه ربما كان عنده صفة شيء يفرج الله به عنك ، قال : ابعثوا إليه فمضى الرسول ورجع ، فقال : خذوا كسب الغنم فديفوه بماء ورد ، وضعوه على الخراج فإنه نافع بإذن الله . فجعل من بحضرة المتوكل يهزأ من قوله ، فقال لهم الفتح : وما يضر من تجربة ما قال فوالله إني لأرجو الصلاح به ، فأحضر الكسب ، وديف بماء الورد ووضع على الخراج ، فانفتح وخرج ما كان فيه ، وبشرت أم المتوكل بعافيته فحملت إلى أبي الحسن عشرة آلاف دينار تحت ختمها فاستقل المتوكل في علته .
وفاته  :
توفي يوم الإثنين الثالث من رجب سنة 254 هـ ودفن في داره بسر من رأى ( سامراء ) عن عمر يناهز 42 سنة .
وذكر اليعقوبي : أنه اجتمع الناس في دار الهادي وخارجها ، و عندما لم تتسع الدار لإقامة الصلاة على جثمان الإمام ، تقرر أن يخرجوا بالجثمان إلى الشارع المعروف بشارع أبي أحمد وهو من أطول شوارع سامراء وأعرضها ، حتى يسع المكان لأداء الصلاة . وكان أبو أحمد بن هارون الرشيد ، المبعوث من قبل المعتز العباسي للصلاة على جثمان الإمام لما رأى اجتماع الناس وضجتهم أمرَ بردِّ النعش إلى الدار حتى يدفن هناك .
مناظراته  :
سأل ابن السكيت الهادي بأمر من المتوكل قائلاً : لِمَ بعث الله موسى ( عليه السلام ) بالعصا ؟ وبعث عيسى بإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ؟ وبعث محمداً ( صلى الله عليه وآله ) بالقرآن والسيف ؟
فأجابه الهادي بقوله : ( إن الله تعالى بعث موسى بالعصا واليد البيضاء التي تظهر من غير سوء في زمنٍ الغالب على أهلهِ السحر، فكان دور السحرة وشعوذتهم قد أخذ مساحة واسعة من عقول الناس وتفكيرهم ، وأدّى إلى انحرافهم عن طريق الله ـ  طريق الحقِّ والهُدى ـ  فأتاهم موسى بما يدحض إدعاءاتهم وكانت عصاهُ [ التي تلقف مايأفكون ] وأثبت بالحُجّة مايدحض ادعاءاتهم وأكاذيبهم ).
وأمّا مُهمة عيسى بن مريم فتختلف عن مهمة موسى لأن زمان عيسى كان الغالب على أهله تقدّم الطب . فجاء النبي بمهمّات إعجازيّة قهرت أُولئِكَ وأثبتت عجزهم عمّا أتى به عيسى ، إذ أنهم كانوا يشفون الناس من العلل والأمراض ولكنهم عجزوا عن مداواة الأكمه والأبرص ، فتحدّاهم عيسى  ( عليه السلام ) وكان يمسُّ الأبرص والأكمه بيده فيبرأ بإذن الله . وكذلك جاء بمهمة عجز عنها الجميع وهي : إحياء الموتى بإذن الله فكان عيسى يحييهم بأمر الله حين دُعائه لهم فيشفون ، مما جعله المنُتصر والمُتغلِّب عليهم في مجال التحدّي ولمناظرة .
وأمّا بعثة النبي محمد، فكان السائد في قومه الشعر والفصاحة والسيف للإعتزاز بالنفس والقبيلة والإفتخار بمكارمها وعاداتها . فجاء الرسول بالمعجزة الكبرى ، وفنّد ادّعاءاتهم وحججهم الواهية بآيات الرسالة المُحكمة ، وبلاغة الرسول ودوره العظيم بالإبلاغ والتوجيه . وسلكت قريش مختلف الوسائل والسُبل لإيقاف عجلة الرسالة ولكنهم لم يُفلِحُوا حينما تحدّاهم القرآن بأن يأتوا ببعض سُوَرِهِ أو بسورةٍ واحدة ، وإن كان بعضهم لبعض ظهيراً . مما جعلهم يتخبّطون في وسائل البطش والأذى ولكن دون جدوى
قال تعالى : [  واللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ] .

رابط :
https://alkapi886.blogspot.com/2017/04/1435.html