في الجمعة الأولى من شهر رجب في كل عام يحتفل اليمنيين بشكل خاص في هذا اليوم ، والذي يمثل شعائر دينية وايمانية لهم ، ففي هذا اليوم من عام الثامن للهجرة ، دخل أهل يمن الإسلام ومنذ ذلك التاريخ يعتبر يوماً دينياً مقدساً له قدسيته عند أهل اليمن .

يُعبِّرون فيه عن حمدهم وشكرهم لله على نعمة الإسلام بمظاهر متعددة أبرزها :الفرح والمرح ولبس جديد الثياب و التوسعة على الأهل والاولاد وصلة الأرحام و التزاور في البيوت وتبادل الهدايا و إختضاب النساء والفتيات بالحناء والنقش وذبح الذبائح وتوزيعها على الفقراء والأرحام وإقامة الولائم . وإحياء المناسبة بالإحتفالات الدينية والإنشادية في المساجد والمقايل والصالات .

تلك الفعاليات كانت شاهدة على حب اليمنيين لهذا اليوم والإحتفاء به ،لكن مظاهر الاحتفال مع دخول الحرب عامها الثالث انحسرت لعوامل اقتصادية واجتماعية .

عيد جمعة رجب :-

اعتاد اليمنيون على إحياء الجمعة الأولى من شهر رجب “عيد رجب”، تعبيراً عن الاعتزاز بهذا اليوم العظيم الذي شهد دخول اليمنيين في دين الله أفواجا.

ومنذ السنة السادسة للهجرة النبوية، ذكرى دخول أهل اليمن في الإسلام، اتخذ اليمنيون الجمعة الأولى من شهر رجب عيداً دينياً يُعبِّرون فيه عن حمدهم وشكرهم لله على نعمة الإسلام بمظاهر متعددة، أبرزها صلة الأرحام وتبادل الزيارات والهدايا ونحر الذبائح وتوزيعها على الفقراء والأرحام، فضلاً عن إحياء هذه الذكرى بفعاليات دينية وإنشادية في المساجد وغيرها.

ويجد اليمنيون في جمعة رجب مناسبة خاصة بخلاف عيدي الفطر والأضحى اللذين يمثلان عيدين لكافة المسلمين، بينما عيد جمعة رجب خاص بأهل اليمن، يُحتفى به في مناطق متعددة من البلاد أبرزها في المساجد والمقايل والصالات وتنظيم الندوات والمحاضرات وغيرها.

وتُعد العاصمة صنعاء ومنطقة الجند بمحافظة تعز، أكثر المناطق اليمنية احتفاءً بعيد جمعة رجب لمكانتهما الدينية والتاريخية المرتبطة بدخول الإسلام اليمن ووصول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه مبعوث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إلى صنعاء والصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه، إلى منطقة الجند.

وتجري الاستعدادات لإحياء جمعة رجب، حيث يتوافد الآلاف من كافة أنحاء اليمن إلى جامع الجند التاريخي للاستماع إلى الخطب والأناشيد والمدائح النبوية، وحلقات الذكر التي تقام بهذه الذكرى ومعايشة أجواء وتاريخ الإسلام في اليمن.

ويؤكد مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين الأهمية التي تكتسبها جمعة رجب ذكرى دخول اليمنيين في الإسلام.

فقد أرسل النبي عليه أفضل الصلاة والسلام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إلى صنعاء لدعوة اليمنيين إلى دين الله وعمل على تأسيس الجامع الكبير بصنعاء، كما أرسل معاذ بن جبل إلى مخلاف الجند والذي أسس فيه جامع الجند وأبو موسي الأشعري إلى مخلاف تهامة وبنى مسجد الأشاعرة بزبيد.

إرسال النبي لكوكبة من العلماء والصحابة الذين كانوا أقربهم إليه وأكثرهم علماً ومعرفة بأصول الدين، إنما هو للمكانة الرفيعة لأهل اليمن عند الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، حيث كان أهل اليمن هم عمود الإسلام وقوته.

اليمنيين هم أوائل من أسلموا ولحقوا بركب المصطفى عليه الصلاة والسلام أفرادا وجماعات إلى جانب أن الإسلام انتشر عبر أبناء اليمن في أنحاء المعمورة وهم المدد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

لم يكن ما حصل من إسلام اليمنيين في جمعة رجب، يمثل أول دخول لليمنيين في الإسلام، فالتاريخ يحكي عن شخصيات بارزة ووفود من اليمن دخلت في الإسلام مبكراً.

حيث روي أن رجلاً مر بالرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة وهو من أرحب من همدان، اسمه عبد الله بن قيس بن أم غزال، عرض عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الإسلام فأسلم، فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: هل عند قومك من منعة ؟، فقال له عبدالله بن قيس: نعم يا رسول الله، واستأذن رسول الله أن يذهب إلى قومه وواعد رسول الله موسم الحج المقبل، ثم خرج من مكة يريد قومه، فلما عاد إلى قومه َقتله رجل من بني زبيد.

كما ورد أن قيس بن مالك بن أسد بن لأي الأرحبي قدم على رسول الله وهو بمكة، وقال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: أتيتك لأؤمن بك وأنصرك، فعرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليه الإسلام فأسلم.

وجاء وفد آخر من همدان إلى الرسول فأسلم على يديه، وموقف آخر حصل من إسلام الأوس والخزرج ودورهم التاريخي ونصرتهم لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

مكانة كبيرة:

وبهذا احتل اليمنيون بشكل عام مكانة كبيرة عند رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله سواء ما يتعلق بالأنصار أو بالشعب اليمني نفسه، ولذلك اختص أبناء هذا البلد بأحب الناس إليه وأكرمهم بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب مبعوثاً من قبله إليهم يدعوهم إلى الإسلام وترك عبادة الأوثان.

وقد روي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عندما وصل إلى صنعاء قام خطيباً في قبائل همدان واجتمعوا في مكان يسمى اليوم سوق الحلقة شمال الجامع الكبير بصنعاء القديمة، فتأثروا بخطبته وأسلموا وأسلمت همدان عن بكرة أبيها في يوم واحد.

عند ذلك كتب الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإسلامهم ” فخرّ عليه وآله أفضل الصلاة والسلام ساجدا، ثم رفع رأسه وقال السلام على همدان”، وتتابع أهل اليمن الدخول في الإسلام أفواجاً.

أوقاف اليمن تحيي جمعة رجب :-

أكد وزير الأوقاف والإرشاد نجيب ناصر العجي أهمية إحياء جمعة رجب ذكرى دخول أهل اليمن في دين الله أفواجا واستجابتهم للدعوة الإسلامية ومناصرتهم للإسلام بعد إرسال المصطفى عليه الصلاة والسلام للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إلى اليمن.

ودعا الخطباء والعلماء والمرشدين إلى إيلاء هذه الذكرى اهتماماً كبيراً في خطب الجمعة وتعزيز الوعي المجتمعي بدلالاتها وأهميتها في حياة اليمنيين .. لافتاً إلى العلاقة الوثيقة التي تربط أبناء اليمن بالإمام علي أبن أبي طالب كرم الله وجهه.

وأشار إلى أن إرسال خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي كرم الله وجهه إلى اليمن، لإدراكه ومعرفته بقيم ومبادئ وأخلاق اليمنيين .. معبراً عن الفخر والاعتزاز بإحياء هذه الذكرى العظيمة في التاريخ اليمني الإسلامي.

وتطرق الوزير العجي إلى تزامن هذه الذكرى مع الانتصارات التي يحققها الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات وأبرزها عملية البنيان المرصوص وتوازن الردع الثالثة والعملية الأمنية فأحبط أعمالهم، ما يؤكد على الهوية الإيمانية اليمنية الأصيلة.

فيما أشار وكيل قطاع التوجيه والإرشاد العزي راجح إلى أن لليمنيين وقفة خاصة مع شهر رجب الحرام تتمثل بدخولهم الإسلام ومجيء الإمام علي كرم الله وجهه إلى اليمن واستجابة أهل اليمن لدعوة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.

وأكد أهمية استلهام الدروس والعبر من هذه الذكرى في تأصيل الهوية الإيمانية وتعزيز روح الانتماء للدين الإسلامي والقيم والمبادئ والثقافة القرآنية .. معتبراً هذه الذكرى فرصة لإعادة أمجاد أهل اليمن بمناصرة دين الله ورسالته وتعزيز دورهم في مواجهة قوى الاستكبار.

وشدد الوكيل راجح على ضرورة اضطلاع الجميع بالدور المنوط بهم في التوعية بأهمية هذه الذكرى ومكانتها وتعزيزها في نفوس اليمنيين وإفشال مخططات العدوان الرامية إلى طمس هوية وتاريخ وحضارة الشعب اليمني ودوره في نصرة الإسلام على مر العصور والتاريخ.

وأوضح أن الفخر والاعتزاز بإحياء هذه الذكرى العظيمة في التاريخ اليمني الإسلامي، يتمثل في الصمود والثبات ورفد الجبهات بالمال والرجال والعتاد دفاعاً عن دين الله والوطن وسيادته واستقلاله ومواجهة أهل الشرك والضلال.

حضر الفعالية وكيلا الوزارة لقطاعي الحج والعمرة عبدالرحمن النعمي وتحفيظ القرآن الكريم الشيخ صالح الخولاني والوكيلين المساعدين لقطاع الحج والعمرة إسماعيل ضيف الله والوكيل وقطاع الترب والوصايا عبدالوهاب المهدي وعدد من مدراء العموم بالوزارة ومكاتبها بأمانة العاصمة والمحافظات.