Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

إذاعيّة لبنانيّة تعمل في الإذاعات الأردنيّة تُثير حفيظة مُستمعيها باتّهام تقديم المملكة لصفقة القرن ومن ثمّ مُشاركتها فيها : زلّة لسان أم خطأ مُتعمّد؟.. المذيعة جيسي أبو فيصل “تعرف جيّدًا” الصّفقة وتُؤكّد أنها مع “جلالة سيّدنا” ومالك “ميلودي” يبحث عن “خُصومة الرجال”!

عمان- “رأي اليوم” :

تحوّل موضوع “صفقة القرن” في الأردن إلى مادّةٍ حسّاسةٍ، وجب أن يكون المرء فيها حريصاً جدّاً في استخدام مُفرداته، ولعلّ أكثر المعنيين بهذا الأمر، هُم العاملون في القِطاع الصّحافي، والإعلامي، وأصحاب الرأي السياسي بشكلٍ عام، فموقف المملكة الهاشميّة العام مُتّسقٌ تماماً مع الشعب بالرفض، لكن التحرّكات الرسميّة تُوحي للبعض أنّ ثمّة قبولاً لها، أو تمريرٌ صامتٌ لها، أو كما يصفها بعض النشطاء بحالة انحناءة حتى هُبوب رياح دونالد ترامب الرئيس الأمريكي عرّاب الصفقة.

آخر المُتورّطين بالصفقة هذه المرّة، المذيعة اللبنانيّة العاملة في إذاعات الأردن، جيسي أبو فيصل، وخلال ظُهورها على الهواء على إذاعة “ميلودي” الأردن، والأخيرة دخلت سباق التنافس الإذاعي في الأردن فقط مُنذ أسبوعين، وتورّطت جيسي خلال حديثها عن الصفقة، ومهرجان نقابي جماهيري أعلنته النقابات المهنيّة في البلاد.

وبدل أن تقول الإذاعيّة اللبنانيّة صفقة القرن، قالت صفقة الأردن، ثم عدّلت سريعاً قولها إلى “الصفقة التي تُشارك فيها الأردن”، وهو ما زاد الطين بلّة، وأثار جدلاً، حيث بدت وبوصفها الصفقة صفقة الأردن وكأنّ الأخير هو من قدّمها، ومن ثم عدّلت لتقع بخطأ أكبر منه، حين قالت إنّه مُشاركٌ فيها، وبذلك وضعته ضمن الدول المُفرّطة بفلسطين، والقضيّة، وهي ما اعتبرها البعض اتّهامات مقصودة مُبطّنة من المذيعة للأردن الهاشمي.

تداركت المذيعة الخطأ، بعد تنبيهٍ من غرفة الإعداد فيما بدا، وقالت إنها كانت تقصد في فقرة “بس هيك” الأردن مُشارك مع الدول الرافضة لصفقة القرن، واستدركت قائلة حتى “لا نُفهم إلا صح”، وأكّدت “المذيعة اللبنانيّة” أنها مع “جلالة سيّدنا” كلا ثمّ كلا، وتقصد هُنا لاءات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الثلاث الرافضة للصفقة.

ويبدو أنّ توضيحات المذيعة العاملة في حقل الترفيه الإذاعي أكثر من السياسي، لم تكن كافية، فاضطرّ مالك المحطّة الجديدة نضال فراعنة إلى التعليق، وأكّد أن ثمّة اجتزاء لمقطع جيسي على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب فراعنة على صفحته “الفيسبوك”: “توضيح لمن يصطادون في الماء العكر، الفيديو المجزوء والمقصوص عامداً متعمداً لمذيعة ميلودي جيسي أبو فيصل حول (صفقة القرن) الذي يتم تداوله ونشره من قبل أحدهم الذي تضرر كثيرا من ما قامت به (ميلودي) بعد أسبوعين فقط من انطلاقتها وكذلك البحث عن خصومة غير خصومة الرجال لتؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح”.

وأضاف: “نعم، لقد زل لسان الزميلة جيسي، كما يمكن أن يحدث لأي إعلامي أو مذيع على الهواء مباشرة، ولسنا هنا بصدد الأخطاء والزلات التي تحدث بشكل طبيعي، لكن الزميلة عادت وصحّحت الزلّة مُباشرةً، إلا أن من نقصده ونعرفه جيداً وليثبت لمعلمه أنه الذكي والحربوق قام بقصقصة الفيديو كما يرغب من أجل تقديم فروض الولاء والطاعة”.

من جهتها نشرت المذيعة جيسي، مقطع فيديو على صفحتها، ردّت فيها على اتّهامات تعمّد الخطأ، وأنها تعرف جيّداً ما هي صفقة القرن، وأنه عند افتتاح الإذاعة كانت تردّد لا لصفقة القرن.

ولم يصدر عن السلطات الأردنيّة أيّ تعليق بحق المذيعة جيسي، فيما باشرت ذاتها باعتقال شاب طالب حقوقي، كان قد وجّه على صفحته انتقاداً لاذعاً لحُكومة بلاده، وحديثه عن موقفها المُتباين من الصفقة، فيما تُواصل فتحها للسفارة الإسرائيليّة في عمّان، وتوقّع اتفاقيات وادي عربة، والغاز الفلسطيني المنهوب إسرائيليّاً، ومن ثم أفرجت عنه لاحقاً.

والجدير ذكره، أنّ محطّات الإذاعة الأردنيّة، كانت ولا تزال تُعاني من حالة “اللّبننة”، ففي البداية كانت تلك المحطّات تستعين بالأصوات الإذاعيّة اللبنانيّة تحت عُنوان كون لهجتهم مُحبّبة للسّمع، ومن ثم بدأت بعض النماذج الأردنيّة استخدام اللهجة اللبنانيّة وحشرها بين المصطلحات المحليّة.

وأمام كُل هذا أيضاً، تُواجه الإذاعات الأردنيّة بعض السطحيّة السياسيّة في برامجها، حيث يتم إعطاء بعض الفقرات الإخباريّة لإذاعيين تكاد تكون خبرتهم في السياسة والتحليل، ومعرفة حتى الأساسيّات معدومة، وهو ما يُفسّر بحسب مُنتقدين حالة الهجرة الجماعيّة الشعبيّة، إلى الإذاعات وشاشات الأخبار العربيّة والأجنبيّة، واقتصار المشهد الإعلامي الأردني على الترفيه والكوميديا، فيما لم تُسجّل أيّ قناة محليّة حُضوراً لافتاً في المشهد السياسي، أقلّه في أوساط النّخب والمُثقّفين.