بقلم :
عبد الباري عطوان :
غزانا الأحباش
غزانا الفرس
غزانا العثمانيون
غزانا البرتغال
غزانا البريطانيون
غزانا…..
ماينفع حتى من ناحية جمالية أن نضيف لهذه السردية التاريخية:
غزانا الأماراتيون أو السعودييون
سوف تكون سامجة وليس لها طعم.
إنما ممكن أن نقول :
تقنفز الاماراتيون والسعوديون
تنططوا.. تسللوا
تشعبطوا بأرجلنا..
أما غزو وتوسع وممارسات دول عظمى
وضد من؟
ضد بلدٍ من قاداته التاريخيين (عبد الرحمن الغافقي)
الذي لم تردعه عن فتح فرنسا وهو بجيشه على أبواب فرنسا إلا مذبحة لم تنسها أوروبا ولم ينسها العرب إلى اليوم.
فمن أنت؟
كانت الأمارات والسعودية مجرد خلاء تتبول فيه خيول “ذمار علي” أثناء تنقلاته بين أرجاء إمبراطوريته السبئية الممتدة إلى الشام وفلسطين شمالا، وأثيوبيا والقرن الأفريقي جنوباً.
تواجهون من؟
تواجهون بلداً أول من دون معرفتكم التامة عن تاريخه وتاريخ حضاراته كتاب ومؤرخو إحدى أهم وأقدم الحضارات البشرية (الإغريق)..
تواجه بلداً عقد حكامه المعاهدات التجارية مع الفراعنة واليونان، ومعاهدات الحماية الحماية لسفن الرومانةفي البحر الأحمر، قبل أن يُكتشف تحت ناقتك بئر غاز حوّلك إلى ناقة لدى الغرب؛ بأربعة آلاف سنة..
تواجه بلداً لولا حَرْفه وخطه ومُسنده، لما كان لك لسانٌ، ولما عرفت البشرية لغة عربية ولا عبرية.
تواجه بلداً، لولا أوسه وخزرجه لما قامت للإسلام إمبراطورية ولا عُرفت للعرب حضارة..
تواجه بلدا يؤرِّخ له ولأنبيائه وملوكه كتابك الديني (القرآن)، وما من سيرة من سير النبي محمد عليه وآله أفضل وأزكى وأتم وأكمل الصلوات والسلام والذي تؤمن به أنت وشيوخك – هذا إذا كنت مسلما أصلا – .إلا وكان الفصل الأول منها مكرساً لهذا البلد ولابن “ذي يزن”..
تغزو من؟
أنت لستَ حتى نملة تتحرش بفيل..
أنت جزء من “ثانية” عابرة؛ تحاول مواجهة “خمسة آلاف سنة” من التاريخ.. وباستهانة واستخفاف وتعالي بليد ومنقطع النظير.
وتلك هي القصة، إذ ليست القصة مجرد فوارق سكانية، مع أننا لو أسقطنا منك ألف جندي قتيلا فإن ذلك يعني استئصال واحد بالمائة من إجمالي سُكانك..
لو قتلنا لك جنديا واحداً لاعتبرها العالم “مجزرة”..
ولو قتلنا اثنين لاعتبرها “إبادة جماعية”..
لماذا تغامر بـ”الصفر” الذي تشكله في هذا الوجود عبر هذه الحرب؟
ولماذا تعبث بـ”اللاشيء” الذي تمثله ويمثل كل ما أنت عليه، عبر هذه المعارك، ومع شعبٍ لم يؤذك يوماً ولم يحمل ناحيتك إلا كل نوايا الخير والسلام؟!!
لماذا المكابرة يا”بئر” وعمقك سينضب يوما ما، فيما لن تنضب الأرض التي تغزوها؛ من “إنسانها” وتاريخها وإيمانهاالمشهودلهم به من خيرخلق الله اجمعين وخاتم انبياءالله ورسله اجمعين.