لندن – رام الله – «القدس العربي :
أكد تقرير جديد أصدرته إحدى الدوائر التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن إسرائيل بدأت باستعجال البدء بتنفيذ ما ورد في مشروع «صفقة القرن».
وأشار «المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان»، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، الى أن أوساطا إسرائيلية انطلقت في تحركها من الفهم الذي حدده بنيامين نتنياهو في المؤتمر الصحافي الذي عقده الثلاثاء الماضي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال الإعلان عن «صفقة القرن»، وأخذت تستعجل البدء بتنفيذ ما ورد في ذلك المشروع.
وأوضح التقرير أنه وفق خطة التسوية فإن إسرائيل سوف تستفيد من وجود حدود آمنة ومعترف بها من أمريكا، ولن تضطر إلى اقتلاع أية مستوطنة، وستدمج الغالبية العظمى من المستوطنات بالأراضي الإسرائيلية المجاورة، وستصبح الجيوب الإسرائيلية الواقعة داخل الأراضي الفلسطينية جزءا من دولة إسرائيل، وسيكون غور الأردن حاسما للأمن وتحت السيادة.
القيادة الفلسطينية تطالب العرب بـ«مواقف عملية» ضد «صفقة القرن» وتتهم كوشنر بمحاولة تشويه مواقفها
واستند التقرير إلى ما أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، بأن الحكومة الإسرائيلية لن تستخدم مصطلح «ضم» في خطواتها المرتقبة وإنما مصطلح «فرض القانون الإسرائيلي»، حيث لا يدور الحديث عن ضم وإنما فرض السيادة، باعتبار أن هذه الأراضي لم تكن تابعة لدولة أخرى مثل هضبة الجولان، التي تم ضمها لأنها كانت تابعة لدولة.
هذا، وقد تواصل السجال وسط الحديث عن زيارة مديرة وكالة المخابرات المركزية الامريكية «سي آي إيه» لرام الله يوم الخميس الماضي، بين مسؤولين في السلطة الفلسطينية وجاريد كوشنر عراب «صفقة القرن»، التي أعلنها رسميا في البيت الأبيض يوم الثلاثاء الماضي الرئيس دونالد ترامب، حيث اتهم كوشنر، صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكبير المفاوضين الفلسطينيين بالفشل.
وقال في حوار مع الإعلامي المصري عمرو أديب: «صائب عريقات كبير المفاوضات منذ 25 عاما، لم يصل لأي اتفاق، هذا الرجل لديه رقم قياسي من الفشل في عقد صفقات السلام… يقول إن خريطة ترامب لا تقدم أي جديد، وإن هناك خرائط أخرى صادرة من قبل، أعتقد أنه رسمها على منديل ورقي وتخلص منه بعد ذلك».
وأضاف «لا توجد خريطة حظيت بموافقة إسرائيل، سوى خريطة ترامب… إنها تحمل 181 صفحة مليئة بالتفاصيل… عليهم دراسة الخطة والتشاور مع الأصدقاء والجيران من الدول ثم ليأت إلى الطاولة ويجلس مع الإسرائيليين».
وواصل كوشنر التهجم على السلطة الفلسطينية الى حد اتهامها بالفساد، فقال «كثيرون يقولون إن السلطة الفلسطينية لم تعقد أي صفقات منذ مدة طويلة لأن مليارات الدولارات تصلهم من المساعدات ولديهم ثروات كبيرة فلماذا يعقدون صفقات… الرئيس المهتم بشعبه سيركض نحو طاولة المفاوضات ويجلس عليها ويقول الأشياء التي يرغب فيها ويحرك الأمور للأمام».
واعتبر عريقات في بيان، أن كوشنر، «يحاول تشويه مواقف القيادة الفلسطينية».
وقال عريقات «تصريحات كوشنر تتنافى مع حقيقة ما تقوم به الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال (إسرائيل)». وأضاف أن «كوشنر يحاول تشويه مواقف القيادة الفلسطينية المدعومة من جميع أبناء شعبنا والمؤسسات والمنظمات الدولية الرافضة لإملاءات هذه الإدارة».
وزارت مديرة «سي آي إيه» يوم الخميس الماضي رام الله سرا. ونقلت مواقع إعلامية الفلسطينية، عن مصادر قولها إن هاسبل التقت باللواء ماجد فرج مدير المخابرات العامة والوزير حسين الشيخ، ولم تلتق مع الرئيس أبو مازن الذي لم يكن معنيا بلقائها.
وأشارت المصادر إلى أن هاسبل جاءت لتسمع رد الفعل الفلسطيني على «صفقة القرن»، بعد رفض الرئيس أبو مازن استقبال مكالمة هاتفية من ترامب، ورفضه تلقي رسالة منه. وكان الرئيس الفلسطيني قال بكلمته أمام الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية إن «سي آي إيه» أخبرت السلطة الوطنية بمعارضتها «صفقة القرن».
وأكدت المصادر أن مسؤولي السلطة الوطنية أبلغوا مديرة الـCIA رفضهم الصفقة وإنهم سيعملون على إفشالها.
وكأحد تداعيات «صفقة القرن» بدأت إسرائيل بممارسة ضغوط اقتصادية على الفلسطينيين، حيث أعلن وزير جيش الاحتلال نفتالي بينيت عن وقف صادرات الخضراوات من الأراضي الفلسطينية التي تبلغ قيمتها نحو 55 مليون دولار، وهددت السلطة بأنها سترد بوقف استيراد المنتجات الغذائية من إسرائيل التي تبلغ نحو 300 مليون دولار.
وفي الأردن حذر رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة، أمس الأحد، من حصار اقتصادي على بلاده بسبب موقفه من «صفقة القرن».
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الروابدة خلال استضافته بأحد برامج التلفزيون الرسمي في المملكة. وقال الروابدة: «الأردن مقبل على حصار اقتصادي، وما أتوقعه، طالما أن الأردن سيرفض، أن يكون هناك شح وتشديد في القروض والمساعدات».
من جهته طالب نبيل شعث، الممثل الخاص للرئيس الفلسطيني، الأحد، العرب بـ«مواقف عملية» لمواجهة «صفقة القرن» الأمريكية المزعومة.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمها مركز العرب للشؤون الاستراتيجية (غير حكومي) في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
وقال شعث: «مواجهة الصفقة بدأت في فلسطين بقرارنا وقف كافة العلاقات بما فيها الأمنية مع إسرائيل والولايات المتحدة، وبالتحركات الشعبية في الشارع الفلسطيني».
وأضاف: «نريد من أشقائنا العرب مواقف وتحركات عملية لمواجهة الصفقة، والقضاء عليها».
وتابع: «لم يخطر في بال بعض الأشقاء العرب بأن الصفقة ستكون بهذا السوء والحقد والكراهية، لكن الإجماع على رفضها من وزراء الخارجية العرب شكّل موقفا جيدا».