"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

جنرالٌ إسرائيليٌّ : الهجوم على قاعدة عين الأسد بالعراق أظهر قدرة تنسيقٍ مُذهلةٍ جدًا لدى الإيرانيين والكيان ليس جاهزًا لمواجهة كوارث طبيعيّةٍ وحروبٍ وصراعاتٍ عسكريّةٍ كبيرةٍ

الناصرة-“رأي اليوم” :

اعترف مائير ألران، رئيس ما يُسمّى “مشروع حماية الجبهة الداخلية” بمعهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، ومساعد رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيليّة (أمان) في مقالٍ نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اعترف بأنّ كيان الاحتلال الإسرائيليّ ليس جاهزًا لمواجهة كوارث طبيعية مثل الفيضانات والهزّات الأرضية، وبينهما الحروب والمواجهات العسكرية الكبيرة، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ ما أسماه بـالتعامل المُخجل الذي أظهرته الوزارات والبلديات الإسرائيليّة مع العاصفة الجويّة الأخيرة، وضعت يدها على جملة إخفاقات حول مدى جاهزية الدولة العبريّة لكوارث أخرى، في ظلّ اكتفاء الأوساط الحكوميّة بالتفاخر بالإنجازات، والتغاضي عن الإخفاقات، على حدّ تعبيره.

وأضاف المسؤول الأمنيّ في كيان الاحتلال أنّ أحوال الإسرائيليين الذين تضرروا من العاصفة الأخيرة محزن جدًا، ومع ذلك، فإنّه يُمكِن استيعاب هذه الآثار الخطيرة إنْ استفادت الدولة العبريّة من هذه الأخطاء، التي رافقت أداءها”، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّ المطلوب ليس استخلاص دروس موضعيّة عملياتيّة محددة، وإنّما العمل على إحداث تغييرٍ جوهريٍّ في التفكير الاستراتيجيّ لصناع القرار في كيان الاحتلال، كي تكون المؤسسات والوزارات على جاهزيةٍ تامّةٍ لمواجهة الكوارث القادمة في الطريق، سواءً كانت طبيعيّةً أوْ عسكريّةً، لأنّ أوّل قاعدة في مواجهة هذه الكوارث، هو الاعتراف بوجود جوانب قصور في التفكير، تستبعد أنْ تحصل كارثة في ضوء المعطيات المتوفرة، كما قال في المقال الذي نشرته الصحيفة العبريّة.

وأشار ألران، الذي تقلّد عددًا من المناصب في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، منها على سبيل الذكر لا الحصر، كنائب قائد “كلية الدفاع” ومجلس الأمن القوميّ، أشار إلى أنّه يمكن تقسيم الكوارث التي قد تحل بتل أبيب إلى نوعين: أولها الكوارث الطبيعية، إذ أثبتت عاصفة عابرة من عدة أيام أنّ إسرائيل غير جاهزة لمواجهة تبعاتها الميدانية، فماذا لو حصلت هزة أرضية، أوْ زلزال، ما الذي يمكن فعله؟ مع أنّ إمكانية حصولها باتت قائمةً في ضوء التحذيرات المتزايدة في السنوات الأخيرة، وبات أوانها يقترب مع مرور الوقت، وأضرارها لا تخطر على بال أحد من صناع القرار في إسرائيل، طبقًا لأقواله.

وأردف قائلاً إنّ ثانيها الحروب والمواجهات العسكرية الواسعة، التي يعرف الإسرائيليون تبعاتها جيدًا عليهم، لكن المؤسسات في كيان الاحتلال ليست جاهزةً بعد بما فيه الكفاية للتصدّي لها، مع أنّ كلّ التقديرات العسكريّة تتحدث أننّا أمام مواجهة غير مسبوقة، بما يعنيه ذلك على الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة، ومرافقها المدنية، وحينها سنكون أمام صورةٍ بائسةٍ للغاية، قال المسؤول الأمنيّ الإسرائيليّ.

على صلةٍ بما سلف، قال قائد منظومة الدفاع الجويّ في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، الجنرال ران كوخاف إنّ حرب لبنان الثالثة ستشكل تحديًا كبيرًا بالكمية، والأنواع وبأدوات الدفاع المطلوبة، مشيرًا في الوقت عينه إلى استعداد الجيش لسقوط 1000 صاروخ في اليوم وأكثر، على حدّ تعبيره.

وأضاف كوخاف في مقابلة مع صحيفة “يسرائيل هايوم”، أضاف قائلاً إنّه لن يكون بمقدور المواطن التسوق كالمعتاد بل سيضطر إلى الدخول إلى الملاجئ، وأنْ يعرف التصرف بشكلٍ صحيحٍ، وأنْ يفهم أنّه في الحرب المُقبِلة ستقع إصابات في الأرواح وإضرار في الممتلكات، طبقًا لأقواله.

وتابع الجنرال الإسرائيليّ قائلاً إنّ هذا لا يعني أننّا لم نقم بعملنا، بل لأنّه لا يوجد شيءٍ كاملٍ، وأيضًا في غزة لا يُمكنني أنْ أضمن أنّه في المستقبل ستكون نسب النجاح نفسها، وأردف قائلاً إنّ أحد التحديات الأساسية اليوم أمام الجيش الإسرائيليّ هو مشروع دقّة الصواريخ التابع لحزب الله فهو يريد أنْ يكون قادرًا على إصابة أيّ نقطةٍ في الدولة العبريّة، وهذا تهديد كبير، تحاول إسرائيل إحباطه بأيّ وسيلةٍ، وفي النهاية، سُئِل الجنرال الإسرائيليّ عن الردّ الإيرانيّ بالهجوم على قاعدة عين الأسد بالعراق انتقامًا لقيام الولايات المًتحدّة الأمريكيّة بقتل قائد فيلق (القدس) بالحرس الثوريّ الإيرانيّ، الجنرال قاسم سليماني، فأشار إلى أنّ الهجوم الإيرانيّ على قاعدة عين الأسد في العراق، أظهر قدرة تنسيق مذهلة جدًا لدى الإيرانيين، طبقًا لأقواله.