"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

ايليا ج. مغناير : إيران تستعد للهجوم : هل تنسحب أميركا من العراق؟

راي اليوم :

 ايليا ج. مغناير :

يستعد العراق لتظاهرة “مليونية” دعا إليها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مطالباً بالإنسحاب الأميركي الفوري من البلاد. ومن المتوقّع نزول الشباب والعائلات والقوات الأمنية والمُوالين للقائد أبو مهدي المهندس الذي اغتيل على يد الأميركيين. وهذه التظاهرة ستكون الرسالة السلمية الأولى في سياق رسائل أخرى يتحضّر لها العراقيون إذا أصرّت أميركا على البقاء، … فهل ستغادر القوات الأميركية بهدوء؟ يقول مصدر قيادي في “محور المقاومة” إن “إيران أقسمت على الإنتقام لضباطها الذين اغتيلوا في العراق، أي اللواء قاسم سليماني ورفاقه الخمسة، وهو الإغتيال الذي شكل ضربة حقيقية لم تتوقّعها إيران من الولايات المتحدة، وإعتبرتْها حرباً مفتوحة قبل بدء حملة ترامب الإنتخابية. ولم تتوقع إيران سوء تقدير من أميركا لعواقب هذا العمل الحربي. وقد قيمّت طهران الوضع وتَعامُلها معه، وتالياً فإنها ستعمل على أن لا تنسى أميركا أبداً هذا العمل”. ولكن ما الخيارات الأميركية المتاحة؟

وكيف سيتعامل العراقيون مع هذه القوات التي ستُعتبر قوات إحتلال، ما يعني إضفاء الشرعية على هجمات المقاومة المسلّحة؟ هل تستعدّ إيران لحربٍ من خلال حلفائها؟ الخيارات بسيطة، في رأي مصادر في “محور المقاومة”: تبقى أميركا في العراق فتتعرّض للهجوم ومن ثم تغادر بشكل دائم، إذ من المستحيل بقاء قوات أميركية في مناطق خاضعة للسيطرة الشيعية. ولذلك فمن الممكن أن تنسحب إلى صحراء الأنبار، إلى القاعدة التي قصفتها إيران، أو إلى كردستان التي طالتها أيضاً الصواريخ الإيرانية وتالياً فلا يوجد مكان آمِن لها في العراق. ويَعتبر هؤلاء أن أي محاولة أميركية لفصل كردستان عن العراق ستكون فاشلة لأن معارضةً تركية – إيرانية شديدة ستعمل على إفشالها. وليس من مصلحة كردستان الإنفصال لأنها خسرتْ كركوك ولن يصلها الدعم المالي من بغداد إذا حاولتْ الإنفصال.

ومن الممكن، بحسب هذه المصادر، أن يأمر رئيس الوزراء جميع القوات العراقية بالإبتعاد عن القوات الأميركية. وكذلك ستتوقف جميع البرامج التدريبية لأن أصدقاء اللواء 45 و 46 الذين قُتلوا على يد أميركا وأصدقاء القائد أبو مهدي يعتزمون الإنتقام. وفي تقدير هؤلاء، أنه “لن تستطيع أي شركة أميركية نفطية أو غيرها البقاء في العراق كي لا يتعرض العاملون فيها للخطف والقتل. وقد أعربت الصين عن إستعدادها للحلول مكان أي شركة تريد المغادرة.

وسلّمت إيران صواريخ دقيقة للعراقيين وستقدّم المزيد لرؤية أعداد الجنود الأميركيين الضحايا يزداد قبل حملة ترامب الإنتخابية. وسيكون من شبه المستحيل أن يُنْهي الرئيس الأميركي الحالي ولايته دون خسائر بشرية في العراق وسورية”. ويلاحظ هؤلاء “أن الولايات المتحدة موجودة في سورية، في التنف وشمال – شرق البلاد دون أن تكون هناك فائدة لأميركا من هذا الوجود، والرئيس ترامب لم يتردد بالقول مراراً أنه لا يحتاج نفط الشرق الأوسط.

وهذا يعني أن قراره بالبقاء لا يرتبط إلا برغبة إسرائيلية، وتالياً فإن إسرائيل تستغل الولايات المتحدة عبر الضغط لإستمرار وجودها في التنف لمهاجمة أهداف في سورية منتهكةً الأجواء العراقية لضرْب أهداف لإيران وسورية ولتنفيذ مئات الهجمات على سورية في الأعوام الأخيرة. وسيجد ترامب صعوبة في تبرير مقتل أو إصابة جنوده في سورية تحت عنوان أخْذ النفط السوري بالقوة كما صرّح ترامب نفسه. وتالياً فإن كل مَن يريد الإقتصاص من أميركا سيجد في هذه الوقائع أهداف سهلة يضربها”. ولم تتردد هذه المصادر في القول “إن أي محاولة أميركية لتعبئة الشارع العراقي بالإحتجاجات وحرق المكاتب والمؤسسات الحكومية لم تعد قادرة على مواجهة المقاومة العراقية التي ستعمل على ضرْب أي شيء يرتبط بواشنطن في العراق”.

وأشار هؤلاء إلى أن “السيد مقتدى الصدر تولى قيادة المقاومة ضدّ الوجود الأميركي. وقد تم الإعتراف به كقائد لجميع تنظيمات المقاومة التي إجتمعت تحت جناحه، وهي تملك الخبرة بمحاربة “داعش” في سورية والعراق. وسيكون هذا المنصب للسيد مقتدى الصدر مُناسِباً له ما دام قبِل بهذا الدور ويحافظ عليه”. وتستطيع قوات الصدر، في رأي المصادر عيْنها “مضايقة القوات الأميركية إذا أرادت ذلك. فهي تملك باعاً طويلاً في محاربة القوات الأميركية منذ إحتلالها للعراق العام 2003 وحتى 2011. وإذا تردد الصدر في مهمته الجديدة والمسؤولية الملقاة عليه، فمن المتوقع أن يظهر قادة آخرون ينسّقون العمل مع “محور المقاومة” الموجودة على أرض العراق.

ولن يمرّ وقت طويل حتى تدرك أميركا العواقب التي ستترتب على إغتيالها لقادة عراقيين وحلفائهم على أرض مطار بغداد وعلى الحدود السورية – العراقية وإنتهاكها سيادة العراق”. وفي خلاصة “محور المقاومة” أن الأوراق وُضعت كلها على الطاولة. فترامب يخوض اليوم حرباً مفتوحة مع إيران، حتى ولو لم تكن معلَنة. توجد القوات الأميركية على أرضٍ تعرفها إيران وتتحرّك عليها بحرية أكبر من الأميركيين. ومما لا شك فيه أن أرض العراق وأرض سورية أصبحتا ساحتيْ قتالٍ مستقبلية.

(الراي الكويتية)