مصر : الصوفية تبدأ الاحتفال بمولد السيدة سكينة.. والليلة الختامية 22 يناير

امان – الدستور :

الصوفية تبدأ الاحتفال بمولد السيدة سكينة.. والليلة الختامية 22 يناير

بدأ أتباع الطرق الصوفية في التوافد من كافة المحافظات على شارع الأشراف بالقاهرة القديمة، وذلك للاحتفال بمولد السيدة سكينة بنت الحسين، رضى الله عنهما، والتى ينظم مولدها في هذا التوقيت من كل عام، حيث تقام الليلة الختامية يوم 22 من الشهر الجاري، ويشارك عدد كبير من مريدى الصوفية في الاحتفال بمولدها الذى يكون قبل مولد السيدة نفيسة بخمسة أيام فقط.

 

وتعتبر السيدة سكينة من نساء آل البيت، الذين جاءوا إلى مصر بعد حادثة كربلاء التى ذبح فيها عدد كبير من آل البيت، رضوان الله عليهم أجمعين، حيث اختار من تبقى منهم اللجوء إلى مصر لمحبة أهلها للرسول الكريم وآل بيته الطيبين الطاهرين، وتنظم الطرق الصوفية احتفالات كبيرة كل عام بمناسبة مولد أهل البيت ممن جاءوا لمصر.

 

وقال الدكتور علاء أبوالعزائم، شيخ الطريقة العزمية، إن الطرق الصوفية تحتفل بشكل مستمر بهذه المناسبة من خلال عمل أمسيات دينية كبيرة، داخل مساجد أهل البيت، وذلك للتأكيد على المحبة الكبيرة التى تكنها الطرق الصوفية وأتباعها لآل بيت الرسول.

 

وتابع “أبوالعزائم”، فى تصريحات خاصة لـ«أمان»، أن هذه الفترة تشهد أكثر من احتفال ديني وصوفي، يأتى فى مقدمتها “مولد السيدة سكينة ومولد السيدة نفيسة، ومولد سيدنا على زين العابدين”، وأهل التصوف يحاولون بشكل دائم التأكيد على محبتهم لرسول الله من خلال محبة أحفاده ونسله الموجودين فى مصر وخارجها أيضا، وعلى ذلك يتم الاحتفال بموالد أهل البيت بشكل دائم ومستمر

أمان

نفحات مولد السيدة سكينة تكسو ”شارع الأشراف”

يضم شارع الأشراف بحي الخليفة الذي كان يسمى في الماضي بدرب السباع، مقامات آل البيت، يقصده المريدون طوال العالم، لتمنى أمنية بعيدة المنال، أو الدعاء لمريض، أو للوفاء بنذر، أو للوصال مع أولياء الله الصالحين. يختلف شارع مجمع الأولياء وقت الموالد، ففي الليلة الختامية لمولد السيدة سكينة بنت الإمام الحسين، وحفيدة الرسول (ص)، سيطر على المشهد النفحات الروحانية، ممزوجة بإنشاد الشيخ يس التهامي لمجالس المحبين، ووسط ذلك تجلس امرأة في الثلاثين من عمرها تدعى أم محمد، منهمكة في غسل الأطباق، لم تنظر إلى أعلى تتحدث بسرعة شديدة لتلاحق على الأعداد التي تخدمها في الخيمة التي تجلس على بابها.

تحدثت السيدة التي لم يظهر من جلبابها الأزرق سوى يداها القائمة بأكثر من مهمة في آن واحد ” أنا لازم أجي هنا كل سنة أخدم وأحط الأكل للناس”، تجلس أكثر من نصف اليوم خلف أواني كبيرة تخدم من خلالها البسطاء، وفي إشارة إلى السرادق الذي يقع جانبها “الناس دول برده بييجوا كل سنة وبيخدموا وبيأكلوا الناس”.

خيام على جانبي الشارع، حلقات ذكر متصلة، وباعة جائلين يستقبلون الصغار بألعاب تتناسب مع أعمارهم، والملاهي الشعبية تحتل جزء كبير من الشارع، تجلس سيدة خمسينية خلف أحد الملاهي تستقبل الأطفال، وترافقهم للحفاظ على سلامتهم “أنا باجي أقعد هنا ببيع الحاجات ديه لابن جوزي، وبخلي العيال يلعبوا ويفرحوا”.

ويقع في بداية الشارع مسجد السيدة نفيسة التي بنى أول ضريح لها من قبل عبيد الله بن الحكم والي مصر في عهد الدولة الأموية، تزدحم الساحة الأمامية للمسجد بالقاصدين لزيارة ضريح نفيسة العلم، ابنة الحسن الأنور بن زيد ابن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب.

يحاط الاتجاه الجنوبي للمسجد الباعة، وتجلس طفلة ذات الـ12 عام تقضي جل يومها مفترشة خلف لعب الأطفال المتنوعة “انا بقعد هنا من 7 الصبح للعشا”، لجلب رزقها للمساهمة في معيشة المنزل المتكون من والدتها وشقيقها “أبويا مشي وسبنا”، عادت الطفلة إلى سنواتها الأولى فكانت تصطحبها الوالدة وهي رضيعة، فأصبح “الفرش” الصديق الأقرب إليها.

تتحدث الفتاة بلغة الكبار “أنا شغلتي في المولد أني أبيع دا الموسم بتاعنا”، لم تترك الفتاة الدراسة بل توازن بين مساعدة والدتها ودراستها “أنا معنديش أحلام حلمي أني أساعد أمي وأريحها”. مع غروب الشمس بدأت الأعداد في تزايد، والأصوات تتعالي بالدعاء، والأفواج تتزاحم أمام مسجد السيدة سكينة نظرا لكون الأربعاء الماضي الليلة الختامية للسيدة التى لها نصيب من اسمها.

اقرا المزيد

:

https://www.e7kky.com/article/20010

 

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم للأبحاث والدراسات بشؤون المستضعفين في العالم لا سيما المسلمين والتحذير من أعداء البشرية والإنسانية و تثقيف المسلمين وتعريفهم بحقائق دينهم وما خفى عنهم وعن وحضارتهم وماهم مقبلون عليه في ضوء علامات الساعة المقبلون عليها.

شاهد أيضاً

15 شعبان…ولادة الإمام المهديّ (عج) وشواهدها التاريخية

مهر : السلام عليك يا صاحب العصر والزمان؛ يوافق 15 شعبان ذكرى ولادة الأمام الحجة …