بتهديد إسرائيلي صريح .. “نصر الله” اسم دائم على قوائم الاغتيال

تعرض نصر الله لعدد من محاولات الاغتيال
في مقابلة مع “وكالة الأنباء الإيرانية” قال عبد الكريم نصر الله، إنه لا يرى نجله أمين عام “حزب الله” اللبناني حسن نصر الله إلا مرة واحدة في السنة حين يفاجئهم بزيارة عائلية.

حسن نصر الله نفسه يبتعد أيضاً عن أسرته، التي هي أيضاً تعيش وفق ترتيبات أمنية آمنة وسرية، فهو أب لأربعة أبناء وبنت واحدة، وقتل نجله الأكبر هادي عام 1997.

وبحسب ما تشير بيانات حزب الله، ففي عام 2004 تعرض أمين عام الحزب لمحاولة اغتيال فاشلة من خلال التسميم الغذائي، وفي عدوان يوليو 2006، فشلت محاولة لاغتياله خلال قصف إسرائيلي على برج كان بداخله.

وفي أبريل 2006 اعتقلت شبكة خططت لاغتيال نصر الله من خلال استخدام صاروخ “لاو”، كان سيستهدف سيارته أثناء حضوره مهرجاناً في حارة حريك بالضاحية الجنوبية.

وفي 30 يوليو 2011، وقع انفجار في مبنى سكني في الضاحية، ويُعتقد أن نصر الله كان مستهدفاً؛ حيث كان مقرراً أن يلتقي بكبار مسؤولي الحزب، وبعد شهر انفجرت سيارة مفخخة قرب قاعة الشهداء؛ حيث كان سيلقي نصر الله كلمة بمناسبة مرور سبع سنوات على حرب لبنان.

إسرائيل تعترف

بدورها فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تخفي سعيها لاغتيال نصر الله، وهو ما أكده قادتها في مرات عديدة عبر وسائل الإعلام.

وسبق أن ذكرت صحيفة “هاآرتس” العبرية، نقلاً عن مصادر أمنيّة وصفتها بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب، أن حسن نصر الله نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية إبّان العدوان على لبنان في صيف العام 2006، عندما أُلقيت قنبلة “ذكيّة جداً” على المكان الذي كان يوجد فيه.

مراقبته بدقة

ما نشرته صحيفة “معاريف” العبرية في أكتوبر 2014، عبر تقرير مطول حول الوحدة الخاصة لحماية الأمين العام لـ”حزب الله”، الذي وصفته بـ”الحرس الملكي”، يشير إلى مراقبة إسرائيلية دقيقة ليس فقط لحسن نصر الله بل لطاقم حمايته أيضاً.

ووفقاً للصحيفة فإن “وحدة النخبة في الوحدة الخاصة بالأمن هي من تتولى حماية نصر الله”، مبينة أن هذه الوحدة “ترتدي اللباس الفاخر والجميل الموحّد، وسترات واقية من الأفضل في العالم”.

وقالت إن “عدد الوحدة بشكل عام يصل لـ 150 رجلاً، وهم مدربون جميعهم بشكل أمني وعسكري مميز بإشراف الأمن الداخلي الخاص بالحزب، الذي يشرف عليه القيادي الكبير في الحزب وفيق صفا”.

وأضافت الصحيفة أن فريق الأمن الشخصي لأمين عام حزب الله “يصل إلى نحو 20 حارس أمن من ذوي الخبرة والمخلصين، الذين يعملون تحت قيادة قائد الفريق أبو علي جواد”، لافتةً النظر إلى أنه “تمّ تدريبهم لهذه المهمة فقط”.

وتتألف بقية أفراد القوة الخاصة من 130 من أفراد الأمن الداخلي، الذين يعملون على تقديم الدعم لقوة الحراسة في حال خرج الأمين العام علناً للجماهير، حيث تتشكل من مراقبين في المناطق العامة وبين الجماهير ويعتبرون من الحراس الخفيين ومنهم من يعتلي أسطح المنازل لتأمين ظهر نصر الله، تقول الصحيفة.

ووفقاً لـ”معاريف”، فإنه تمّ تعزيز الترتيبات الأمنية حول نصر الله بعد اغتيال قوّة أمريكية خاصة لقائد تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مايو 2011، مشيرةً إلى معلومات نشرتها صحيفة “السياسة” الكويتية، تقول إن “نصر الله نقل مكانه السري من الضاحية الجنوبية في بيروت إلى مكان آخر، وإنه تمّ تشديد الحراسة عليه”.

تنقل الصحيفة عن عقيد متقاعد في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومقرب من رئاسة هيئة الأركان العامة إن “نصر الله يظهر علناً اعتماداً على موقع المكان وبما يتناسب مع الحالة الأمنية المختارة”.

وحسب الصحيفة فإن “نصر الله قبل الحرب الثانية على لبنان كان يظهر بحارس أو اثنين، وبعد الحرب أصبح يظهر بأكثر من حارس، وبات في الآونة الأخيرة في ظل تزايد التهديدات يستخدم حراسه البنادق الهجومية، وبات يظهر أيضاً مع أحد حراسه حقيبة”.

وتذكر الصحيفة أن “حزب الله في وقت مبكر من أي احتفال تقوم مجموعة حراس أمنية علنية وسرية بوضع الحواجز ومنع السيارات والدراجات النارية وغيرها من الوصول للمكان؛ تخوفاً من عمليات اغتيال”.

آخر تهديد علني

الاثنين (13 يناير الجاري) ألمح وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى إمكانية تصفية حسن نصر الله؛ إذا ما استمر في تهديد إسرائيل.

وكتب كاتس، باللغة العربية في حسابه على موقع “تويتر” أن “نصر الله لا يتوقف عن مهاجمة (رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وتهديد إسرائيل. كلما تفاقمت محنته، تزداد غطرسته”.

وأضاف: “لقد أُجبر على النزول في المخبأ طابقاً آخر بعد تحذيرات أسياده الإيرانيين من إمكانية تصفيته. وإذا تحدى إسرائيل فلن يساعده ذلك أيضاً”.

تهديد كاتس جاء رداً على تصريح نصر الله قبل يوم واحد، أشاد فيه بإيران وقائد فيلق القدس الذي قتل مؤخراً، قاسم سليماني، وقال: “ما وصلنا له من إنجازات تم ببركة القيادة الإيرانية ورسولها الأمين قاسم سليماني”.

وأشار إلى أن أحد أسباب “الانتصار” على إسرائيل عام 2000 كان الجهود التي قام بها سليماني، الذي قُتل في قصف أمريكي قرب مطار بغداد الأسبوع الماضي.

دعاية مضادة

يتفق مراقبون على أن حسن نصر الله أحد أبرز الأسماء التي يريد الاحتلال الإسرائيلي التخلص منها، وأن اتخاذ هذه الخطوة متعلق بظروف معينة تسمح بإنجاحها.
وهو ما يذهب إليه أيضاً الكاتب والمحلل السياسي اللبناني مفيد مصطفى، الذي يرى أن “تهديد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لنصر الله يصب في خانة الدعاية المضادة”، مشيراً إلى أن “كلا الطرفين يعلم أنه ليس وارداً افتعال توتر بالمنطقة في المرحلة الحالية”.

وأضاف مصطفى، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، أنه مبدئياً توجد هناك هدنة مباشرة بين حزب الله و”إسرائيل” منذ العام 2006؛ حيث وافق الحزب على التخلي عن المظاهر المسلحة جنوب نهر الليطاني، التي تبلغ تقريباً 20 كم، وانتشر فيها الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة (اليونيفيل).

وقال: “بعدها اغتال الكيان الصهيوني عدداً من كبار قيادات حزب الله؛ مثل عماد مغنية وسمير القنطار وغيرهم، لكن رد الحزب كان هزيلاً، ولحفظ ماء الوجه”.

الكاتب اللبناني تابع يقول: إن “من المعلوم أن الكيان الإسرائيلي ينتقم من أعدائه الذين سببوا له الأذى، حين تكون الفرصة وظروفها السياسية والأمنية مواتية”.

واستطرد قائلاً: “لا شك أن نصر الله على رأس القائمة، واغتياله يشكل إنجازاً لأي حكومة إسرائيلية”.

واستدرك: “لكن هناك عدة عوامل تجعل اغتياله في الوقت الحالي مستبعداً”، مبيناً أن أول هذه العوامل هي “الاحتياطات الأمنية التي يتخذها”.

وأوضح أن “ظهوره وتنقلاته (نصر الله) باتت نادرة جداً”.

أما العامل الآخر- بحسب مصطفى- فهو أن كلا الطرفين لا ينويان فتح جبهة الحرب، مبيناً أن “حزب الله ما زال متورطاً بحروبه الإقليمية، وعلى رأسها الحرب في سوريا، ووضعه مأزوم داخلياً؛ بسبب وقوفه ضد الحراك الشعبي المطلبي”.

وعلاوة على هذا، يقول مصطفى، فإن لدى أمين حزب الله “عداوات مع معظم الدول العربية التي كانت تساند لبنان خلال الحروب. بدوره فإن الجانب الإسرائيلي يعاني داخلياً من أزمة تشكيل الحكومة”.

وفي نفس الاتجاه بالرأي يذهب المحلل السياسي اللبناني طارق شندب، الذي يعتبر أن التصعيد الإسرائيلي والتهديدات باغتيال نصر الله لن تتجاوز مرحلة التهديد.

وقال لـ”الخليج أونلاين”: إن “مصلحة إيران ومليشياتها هو التصعيد المستمر مع العدو الصهيوني”، مشيراً إلى أن “إيران ومليشياتها” تتاجر “بمبدأ تحرير فلسطين”.

ويضرب طارق شندب مثلاً في فيلق القدس الإيراني، الذي يحمل اسم القدس، في تعبير عن حمله المسؤولية لتحرير القدس، وسعيه إلى بلوغ هذه الغاية وطرد المحتل الإسرائيلي، بحسب ما يذكر قادته ويعلن في شعاراته.

ولفت شندب النظر في هذا الشأن إلى أن “فيلق القدس لم يطلق أي طلقة على إسرائيل في حين أوغل قتلاً بالعرب والمسلمين في سوريا والعراق واليمن”، في إشارة إلى مشاركة قادة هذا الفيلق، وعلى رأسهم قاسم سليماني الذي قتل مؤخراً، في دعم مليشيات طائفية للقتال في هذه البلدان.

ولا يرى المحلل السياسي اللبناني أن الرد الايراني المحدود على مقتل سليماني بضرب القواعد الأمريكية في العراق، التي لم تسفر عن وقوع إصابات، سيشجع على استهداف نصر الله، خاصة أنه قد كُشف عن مساعدة إسرائيل في قتل سليماني، مبيناً أن العلاقة بين الإسرائيليين وحزب الله “علاقة تكاملية”.

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم للأبحاث والدراسات بشؤون المستضعفين في العالم لا سيما المسلمين والتحذير من أعداء البشرية والإنسانية و تثقيف المسلمين وتعريفهم بحقائق دينهم وما خفى عنهم وعن وحضارتهم وماهم مقبلون عليه في ضوء علامات الساعة المقبلون عليها.

شاهد أيضاً

دوتش فيليا : تهديد لأوروبا.. شولتس يحذر من تنامي نفوذ اليمين الشعبوي

DW : حذر المستشار أولاف شولتس خلال مؤتمر الاشتراكيين الأوروبيين من تعاظم نفوذ اليمينيين الشعبويين …

اترك تعليقاً