بقلم :
خالد محيي الدين الحليبي :
ترامب يتحمل المسئولية كاملة عن قتل جيشه وانهيار اقتصاد بلاده ليس ذلك فحسب بل وتخريب اقتصاد دول كثيرة صديقة له وأخرى تابعة ذيول له من بلاد العرب الذين استسلموا كاملاً لكل مغامراته وتصريحاته وخروقاته وجهله بعادات وتقاليد وسلوك البلدان التي يتعامل معهم .
لقد جهل ترامب ماذكرته توراته عن قورش العظيم وما فعله بالهيكل وما ينتظر بني إسرائيل إذا دخلوا القدس بغير سيدنا المسيح بن مريم عليه السلام وبعض الأحبار اليهود الأفاضل ذكر ذلك وصرحوا به أنه محرم دخولهم بالفكر الصهيوني الإحتلالي إلا مع المسيح عليه السلام كما أنه لم يقرأ في أبسط أصول القواعد الإقتصادية والسياسية فهو يجهل الكثير حتى عن بروتوكولات استقبال الضيوف فمرة نجده قد أشاح بوجهه عن السيدة انجيلا ميركل في رعونة غير طبيعية ومرة أخرى يسب الرئيس الفرنسي و يتشاجر مع الرئيس الكندي و المكسيكي والروسي والكوري والتركي والباكستاني و صب جام عقوباته على تقريباً أكثر دول العالم ولا يريد أن يحل مشاكله الإقتصادية إلا وفق قاعدة السطو على أملاك الغير وإيهامهم بأنه قادر على حمايتهم فظهر السيد الحوثي ليحدث خرقاً بضرب أرامكوا في بقيق وظهر تأخر التكنولوجيا الأمريكية بسقوط الطائرة أم كيور 9 ومازالوا لا يصدقون بأنهم قد تأخروا وبقتلهم العرب والمسلمين لم يحافظوا على أسبقيتهم في التكنولوجيا حتى سقطت أسلحتهم في يد المقاومة ومنها تسربت إلى روسيا والصين فتفوقوا عليهم وبالعقوبات ازدادت الفجوة بين أمريكا والصين وروسيا والهند حتى أصدقاؤه الأوروبيين قرروا الآن الإنفصال عنه و إعداد جيش أوروبي أو ناتو أوروبي .
وهنا كانت القاعدة السياسية ممهدة ومعدة لضربة يتأدب بها ترامب ومن سلطه على العالم خاصة العرب والمسلمين في العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال وأفغانستان , لقد أضرت السياسة الأمريكية الخرقاء بسمعتهم
أولا بخروجهم على تعاليم توراتهم التي قال تعالى فيها {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور}
وحرمت دخولهم القدس إلا مع نبي الله عيسى عليه السلام كما في هذا الخبر
[حاخام : دخول الأقصى محرم على اليهود
كما أن التوراة حددت آخر الزمان أحداثاً مفصلة يعلمها الأحبار والعلماء والكثير منهم يحاولون صرفها بأهوائهم ليوهموا العالم بأنهم ممكنين وسينتصرون ويقتلون أعدائهم الذين يطلقون عليهم
anti christ
أي الدجال وهذا الدجال تهمة أطلقوها على كل خصومهم من أول نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و صلاح الدين الأيوبي في حروبه معهم وأطلقوه أيضاً على صدام حسين و الإمام الخميني و الخمنائي و السيد نصر الله كما أطلقوه في دين المسيحية على بابا الكاثوليك و الأرثوزوكس الروس في الكنيسة الشرقية
وما الحقيقة كذلك ابداً بل العكس هو الصحيح وما يفعله ترامب ليس إلا تعليمات شيطانية لا شأن لها بالديانات الثلاثة بل ولا قواعد الأخلاق بالديانات الأرضية ولعل هذا مادفع المخرج الأمريكي ” مايكل مور ” يصرح أن في أمريكا أناس يدعون أنهم مسيحيون وما هم كذلك وياليت المسلمين يوزعون على الأمريكان سورة مريم التي نزلت في القرآن يعلموا عظمة هذه المرأ ة في وجدان المسلمين .
وبالتالي الخرق الذي أحدثه ترامب وتحاشاه الرؤساء من قبله خشية تبعاته الجسيمة كان كبيراً جدا لأن الإتفاقات والمواثيق تحكم بتأمين القادة و الحكام والساسة والقادة والعلماء و إلا تخطفت كل دولة خصومها و هذه جريمة أولى و الجريمة الثانية
أن الأمم المتحدة في مواثيقها أمنت مواداً تشرع أحقية الأمم في الدفاع عن نفسها من المحتل القاتل وهؤلاء كانوا داعش مجرمي الأرض الذين تجمعوا و تستروا بالدين لإهلاك الإنسان بين العراق و سوريا ويعلنون بوقاحة أنهم سيتقدمون نحو هدم الكعبة حرسها الله هكذا قالوا بألسنتهم فهل لذلك أمر ترامب بقتل هذين القائدين العظيمين .
وهنا جاءت جريمة ترامب الكبيرة المخالفة لقوانين الأرض والسماء التي حرمت الدم في الوصايا العشر والقرآن الكريم و في كل الديانات الأرضية مثل ذلك .
وهنا كانت جريمة قتل اللواء قاسم سليماني و الشهيد أبو مهدي المهندس فهل ترمب كان أعلم وأحكم و أشجع ممن سبقوه من الرؤساء أم هو الجهل بحقائق الأمور وربما يكون قد تم استغلاله لعدم إلمامه بعلوم كثيره المفروض يكون ملماً بها قبل قيادة أمة أو دولة كبيرة مثل أمريكا
وهنا كانت الأرضية ممهدة لضربة إيرانية أثبتت فيها كفاءة في التخطيط والتصنيع العسكري بالفعل مخيفة وتؤكد صدق القرآن الكريم حينما قال { غلبت الروم } أي سيغلبون من أهل فارس في أول ظهور الإسلام وفي آخر الزمان حينما سيتحولون إلى الإسلام .
ولابد وأن نبين أن أمامنا سيناريو خفي وهو أن ترامب جاء وفقاً لخطة محكمة بالفعل حتى إذا فشل فسيحمل هو وحده مسؤولية هذا الفشل وإذا نجح فقد أنقذ أمريكا من أزمة اقتصادية تطحن العالم وفد تسبب حرب عالمية كبرى .
ومن ظن أن أمريكا لن ترد فهو أحمق أو واهم حتى وإن أعلنوا التهدئة فتاريخهم لا يؤكد ذلك التوجه ابداً
وهنا عن عمد تم استبعاد أن هذا المقتول من المسلمين له رب قد خلقه وسيثأر له حتماً وفي وقت قريب هذه قاعدة لا يصدقها الأمريكيون ولكن باستمرار الخطاب الإلهي لهم بالوقائع سيتعلمون بأن قتل المسلمين لن يجلب لهم إلا الدمار خاصة أتباع أهل البيت الثأر يكون سريعاً من الله تعالى بمصائب طبيعية وكوارث كحرائق أو زلالزل أو ريح سموم أو أعاصير وربما كويكب العذاب المنتظر يضرب الأرض كما ذكر الإمام علي في الجفر… إلخ
أو نصر مباشر كما رأى العالم أمس من قصف القواعد الأمريكية وهذا ما كنا نحب ان يصل إليه العالم لأن الحرب تشرد ملايين البشر وتخرب بيوتهم ولن يضار بها سوى الفقراء على الطرفين المتحاربين .
وظهر فشل الخطة التي تبنتها مؤسسات تتحكم بالإقتصاد والصناعة و الإعلام الأمريكي و العالمي وهنا تحليل خط الأحداث يؤكد أن إيران مستعدة له وفقاً لنظرية توازن الرعب التي أعلنها حزب الله وتخريب مدينة بتخريب مدينة وهذا ما لم يحدث من قبل وبالتالي نحن أمام سيناريو حرب عالمية كبرى بدايته تحميل ترمب مسؤولية قراراته الخرقاء وثم محاكمته أو اختفاءه فجأة من مسرح الأحداث بأي طريقة ليموت بأسراره .
وذلك لأن سياسة ترمب الخرقاء واعتماده في نظرية ضرب إيران على مراهنة كأنه يلعب قمار إن نجحت فسيصفي قادة المقاومة والدول واحداً تلوا الآخر وإن فشلت فحكام المنطقة سيقنعون إيران بالعدول عن خطة انتقامها وتعويضها بالأموال اللازمة والتعويض المناسب ولكن هذا لم يكن في حساباته أن ترفض وتأتي الرياح بما لم تشتهي السفن ويتسبب بحماقاته و دمجه بن السياسة ولعب القمار وعدم فهم قواعد السياسة والحكمة تسبب في أكبر إهانة حدثت وتحدث للجيش الأمريكي إهانة حذرت منها التوراة والقرآن الكريم من حرب هؤلاء ألم يشر الآب بات روبرتسون لمنطقة إيران وجمهوريات روسيا ويحذر قائلاً في التلفزيون الأمريكي من هناهنا يظهر الدجال .
والسؤال إذا كان الدجال هو من يحذر من الدجال فما ذنب الشعوب التي تقتل بغير ذنب ويهدم اقتصادهم و يتحولون إلى عاطلين وشحاذين .
ترمب هو المسؤول عن تلك الجريمة التي سفكت دماء مقاومين حقيقيين لداعش والإرهاب بعدما جلبت أمريكا هؤلاء
و العجيب أن ترمب و بنفس مايمر به من ظروف تقديمه للمحاكمه مثلة تماماً رئيس الوزراء الإسرائيلي فهو معرض لنفس الظروف العصيبة التي تتهدده بالمحاكمة .
أيضاً وفي حكام العرب في العراق يطالبون بمحاكمة الفاسدين ومثل ذلك في لبنان والجزائر حتى الدول العربية التي يظن الناس أنها هادئة قد يقدم حكامهم ومسؤولين كبار فيها بتهم الإختلاس كما حدث مثلاً مع السودان وبالتالي كل هؤلاء سراً وفي تفاهمات لم يعلن عنها كانوا على توافق تام بجر إيران إلى حرب اغتيالات لقادة الشيعة في كل مكان أو سجنهم كما حدث مع شيعة المنطقة الشرقية والزكزكي في نيجيريا وحصار شيعة مصر وتلفيق تهم الحبس والمنع من السفر لهم إلا بإذن من الجهات المختصة الكل اتفق على تصفية القيادات في هدوء وأمريكا قلالات القتل في العلن وهذه أول مرة تحدث وباستمرار سكوت حزب الله على اغتيال عماد مغنية ثم إيران وتصفية غضمفر ابادي وقيادات أمنية عراقية في الحج وتخطف الشيعة من كل مكان أشاع الجهلاء من الشيعة أ نه السفياني بغير علم وهم يجهلون بأن عصر السفياني انتهى ونحن أمام نصر و تمكين للمسلمين في وعد الآخرة الذي قال تعالى فية { فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا} وما السفياني إلا رجل يتبنى المعتقد الأموي في ترك العمل بكتاب الله والعمل بالرأي و بغض أهل البيت و قتلهم و شيعتهم وآخرهم تنظيم الدولة الذي تكلم عنه أمير المؤمنين وأصحاب الفكر الوهابي الذين يزعمون أنهم أهل سنة وماهم أهل سنة بل يمكن أن يطلق عليهم سفيانيون .
كما أنه ليس معنى أنهم قد ذكروا في الأحاديث بأنهم سينتصرون بل الأحاديث النبوية تبين أنهم سيقومون بجريمة كبرى يتبعها عقاب إلهي سريع باستأصالهم ومن هذه الأحاديث مثلاً الجيش الذي يخسف به في البيداء و هل الخسف الآن إلا بالصواريخ التي تتبر كل شيئ و تسويه بالأرض .
إن الأحداث التي يمر بها العالم الآن من رحيل القوات الأمريكية بات أكيد و بموافقة ضمنية و مباركة روسية صينية وترحيب كبير من كوريا الشمالية ويعقبهم الهند وهؤلاء هم ورثة المحتل المعتدي الأمريكي وأما عن أوروبا التي هرولت خلف المخطط الصهيوني لإبادة العالم العربي والإسلامي إن استقلت بمواقفها وسياستها فمن المؤكد سيرحب العالم بهم و سيفتحون أذرعهم للشركات والمصانع الأمريكية الأوروبية شرط عدم استخدام الضغوط العسكرية و الإقتصادية أو التدخل في سياستهم وشؤونهم الداخلية فهل هذا صعباً .
وأخيراً
مستقبل العلاقات ايرانية الأمريكية في ثلاث نقاط
؟
و نتمنى من الله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه خير شعوبهم شرقاً وغرباً وفي ارجاء المعمورة
” هذا وبالله التوفيق وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب “
خالد محيي الدين الحليبي
مركز القلم