احتفى كيان الاحتلال الإسرائيليّ عبر قادته وإعلامه بالعدوان الأمريكيّ على مقار كتائب “حزب الله العراق” في قضاء القائم غربي محافظة الأنبار، وفي الوقت عينه، رفض نائب وزير الأمن، آفي ديختر، من حزب (ليكود) الحاكم بقيادة رئيس حكومة تصريف الأعمال، بنيامين نتنياهو، رفض الإجابة على سؤالٍ فيما إذا كانت الولايات المُتحدّة الأمريكيّة قد أبلغت الدولة العبريّة بالعدوان قبيل تنفيذه.
وتابع ديختر، الرئيس الأسبق لجهاز الأمن العّام (الشاباك الإسرائيليّ)، تابع قائلاً في مُقابلةٍ مع الإذاعة الإسرائيليّة شبه الرسميّة (كان)، إنّ الولايات المُتحدّة قامت بعمليتها، وإسرائيل تقوم بعملياتٍ ضدّ إيران وتابعاتها، على حدّ وصفه، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ الكيان يرى في الخطوة الأمريكيّة خطوةً مُباركةً، وتُعتبر رسالةً حادّةً كالموس لصُنّاع القرار في طهران، كما قال ديختر، المعروف بعنصريته ومواقفه المُتشدّدّة والمُتطرّفة.
جدير بالذكر في هذا السياق أنّ التعليق الإسرائيليّ الرسميّ جاء على لسان وزير خارجية الكيان يسرائيل كاتس، الذي قال إنّ الهجمات الأمريكيّة هي نقطة تحوّلٍ في الواقع الإقليميّ مقابل إيران ومبعوثيها، على حد قوله.
إلى ذلك، من المُهّم التشديد على السؤال المفصليّ وهو هل سيكون للعدوان الأمريكيّ على العراق أيّ تداعياتٍ على دولة الاحتلال الإسرائيليّ؟، ومن الأهمية بمكان التشديد على أنّ المُحلّلين الإسرائيليين في الإعلام العبريّ أكّدوا على أنّ الخطوة مُباركة، وجاءت في الوقت الصحيح، وشدّدّوا على أنّه بالنسبة للولايات المُتحدّة الأمريكيّة، فإنّ الخطّ الأحمر في منطقة الشرق الأوسط هو إصابة جنودها، وليس أيّ شيءٍ آخر، على حدّ تعبيرهم.
علاوة على ذلك، رأى المُحلّلون أنّ العدوان الأمريكيّ على مقار كتائب “حزب الله العراق” في قضاء القائم غربي محافظة الأنبار، سيكون له تداعيات كثيرةٍ على كيان الاحتلال، مُشيرين في الوقت عينه إلى أنّ الحديث يدور عن “حدثٍ استثنائيٍّ وليس مجرد مسألة عادية أوْ صغيرة”، وفق أقوالهم.
وفي هذا السياق، قال مُحلّل الشؤون العربية في القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ، حيزي سيمنطوف، قال إنّ الهجوم الأمريكيّ هو الأوّل بعد إسقاط الطائرة المسيرة الأمريكيّة، مضيفً في الوقت عينه أنّ هناك شعورًا بالرضا لدى الجانب الإسرائيليّ إزاء هذه الخطوة، وتابع سيمنطوف قائلاً إنّ ما جرى أظهر نوايا جديدة تتعلّق بأنّ أمريكا تسعى لضرب إيران بشكلٍ جديٍّ في منطقة الشرق الأوسط، وهذا يؤدّي إلى تغيير كلّ الوضع، طبقًا لأقواله.
من ناحيته، اعتبر معلق الشؤون العربية في قناة “كان” الإسرائيليّة، شبه الرسميّة، روعي كييس، اعتبر أنّه من المبكر التقدير إلى أين ستقود الهجمات الأمريكيّة، لكنّها بالتأكيد ليست حدثًا عاديًا وصغيرًا، مُضيفًا: إننا نتحدّث عن حدثٍ استثنائيٍّ يُمكِن أنْ يكون له تداعيات كثيرة علينا، على حدّ تعبيره، وتابع المُحلّل الإسرائيليّ قائلاً في معرض ردّه على سؤال مُقدّم البرنامج، إنّ الأمريكيين تصرّفوا مع الميلشيات المُوالية لإيران بقفازّاتٍ حريريّةٍ، وتوجهوا بشكلٍ أساسيٍّ غالى الساحة السياسيّة في العراق، على حد زعمه.
في السياق عينه، نقل مُراسِل الشؤون العسكريّة في صحيفة (معاريف) العبريّة، طال ليف رام، نقل عن مصادر رفيعةٍ جدًا في تل أبيب قولها إنّ المُستوى الأمنيّ الإسرائيليّ يتوجّس من أنْ تؤدّي العملية الأمريكيّة في العراق إلى رفع منسوب التوتّر على الجبهة الشماليّة، ولكنّ المصادر عينها أكّدت على أنّه في الوقت الحاليّ لا توجد الأسباب الكافية لهذا القلق، لافتةً إلى أنّه قد يكون قريبًا، على حدّ تعبيرها.
جديرٌ بالذكر في هذا السياق أنّ التقديرات الرسميّة في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة تؤكّد على أنّه في حال اندلاع مُواجهةٍ عسكريّةٍ بين الولايات المُتحدّة والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في الخليج العربيّ، فإنّ ارتداداتها ستصل إلى إسرائيل عن طريق قصفها بالصواريخ من غرب العراق، وتفعيل حزب الله اللبنانيّ في الشمال لإمطار الكيان بآلاف الصواريخ، وفي الوقت عينه، وفق التقديرات الإسرائيليّة الرسميّة، ستبدأ المقاومة الفلسطينيّة بقصف العمق الإسرائيليّ، علمًا أنّها، بحسب تل أبيب، باتت تملك الصواريخ الدقيقة التي تصل إلى مدينة حيفا في شمال الدولة العبريّة.
يُشار إلى أنّ مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أليكس فيشمان، كان قد نقل عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب قولها إنّ مُحاولة التمركز والتموضع الإيرانيّ في سوريّة تمّ كبحها حتى اللحظة، ولكنّ الكلمة الأخيرة لم تُقَل حتى الآن، مُشدّدًا على أنّ هجومٍ إيرانيٍّ من الأراضي العراقيّة ضدّ إسرائيل ما زال سيناريو واقعيّ للغاية، بحسب تعبير المصادِر.