"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

مظاهرات واستنكارات منددة بالضربات الجوية الأمريكية في سوريا والعراق

فرانس 24 :

أثارت الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت ليل الأحد قواعد لكتائب حزب الله الموالي لإيران في سوريا والعراق موجة من ردود الفعل المحلية والدولية المنددة بهذه الهجمات. في حين وصف البنتاغون الهجمات بأنها “ناجحة”.

فقد انطلقت الإثنين تظاهرات منددة بواشنطن في العراق سرقت الأضواء من الحراك الاحتجاجي الذي تشهده البلاد ضد الطبقة السياسية وإيران. ففي النجف والبصرة (جنوب) وكركوك (وسط)، تحولت التظاهرات إلى مسيرات منددة بالولايات المتحدة وقام بعض المتظاهرين بحرق العلم الأمريكي.

وفي بيان أصدره، أعلن رئيس الوزراء العراقي عبد المهدي أن القصف الأمريكي لجماعة عراقية مسلحة انتهاك للسيادة العراقية، معتبرا أن هذه الضربات الجوية ستكون لها عواقب وخيمة.

كذلك ندد المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني بالضربات الأمريكية مطالبا باحترام سيادة العراق. وقال السيستاني في بيان إن “ممارسات غير قانونية تقوم بها بعض الأطراف” يجب ألا تستخدم ذريعة لانتهاك سيادة العراق.

وشدد المرجع على أن “السلطات الرسمية العراقية هي وحدها المعنية بالتعامل مع تلك الممارسات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعها، وهي مدعوة إلى ذلك وإلى العمل على عدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية وتدخل الآخرين في شؤونه الداخلية”.

“إيران وروسيا تستنكران.. والبحرين ترحب”

من جانبها، اعتبرت طهران أن هذه الضربات تكشف “دعم الإرهاب” من قبل واشنطن وخصوصا أن كتائب حزب الله تنتمي إلى قوات الحشد الشعبي التي شكلت لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” وباتت اليوم جزءا من القوات العراقية.

أما الخارجية الروسية فقد أكدت في بيان أصدرته أن “الضربات الأمريكية غير مقبولة”.

وفي بيروت، أعرب حزب الله اللبناني عن استنكاره لما وصفه بـ”عدوان أمريكي وحشي وغادر”، معتبرا أنه “اعتداء سافر على سيادة العراق وأمنه واستقراره وعلى الشعب العراقي”.

في المقابل، رحبت البحرين، حليفة واشنطن في الخليج، بالضربات الأمريكية.

“واشنطن: لا نستبعد خطوات أخرى إذا لزم الأمر”

وفي وقت سابق، أعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر أن الضربات ضد قواعد كتائب حزب الله الموالي لإيران في العراق وسوريا كانت “ناجحة”، ولم يستبعد خطوات أخرى “إذا لزم الأمر من أجل أن نعمل للدفاع عن النفس وردع الميليشيات أو إيران” من ارتكاب أعمال معادية.

وقال إسبر إنه ناقش في وقت سابق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “خيارات أخرى مطروحة”، بعد وقوع 11 هجوما صاروخيا خلال الشهرين الماضيين ضد المصالح الأمريكية في العراق، حيث اندلعت انتفاضة على السلطة وراعيتها إيران، فيما تبدو واشنطن غائبة سياسيا.

يذكر أن 25 قتيلا من كتائب حزب الله في العراق هي حصيلة الضربات الجوية الأمريكية، وقد أتت ردا على مقتل أمريكي في هجوم صاروخي.

وتثير الهجمات على مصالح أمريكية وأخرى على قواعد تابعة لفصائل موالية لطهران، خشية المسؤولين العراقيين الذين يحذرون منذ أشهر من أن يلجأ حليفاهما، الولايات المتحدة وإيران، إلى استخدام الميدان العراقي ساحة مواجهة.

ومنذ 28 تشرين الأول/أكتوبر، سجل 11 هجوما على قواعد عسكرية عراقية تضم جنودا أو دبلوماسيين أمريكيين، وصولا إلى استهداف السفارة الأمريكية الواقعة في المنطقة الخضراء المحصنة أمنيا في بغداد.

وأسفرت أول عشر هجمات عن سقوط قتيل وإصابات عدة في صفوف الجنود العراقيين، إضافة إلى أضرار مادية، غير أن هجوم الجمعة مثل نقطة تحول، إذ قتل فيه متعاقد أمريكي وكانت المرة الأولى التي تسقط فيها 36 قذيفة على قاعدة واحدة يتواجد فيها جنود أمريكيون، وفق مصدر أمريكي.

فرانس24/ أ ف ب