"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

لماذا قصفت أمريكا ميليشيات عراقية هذه المرة بينما لم تفعل ذلك من قبل؟

 عربي بوست :

وفي البيان الذي أصدره البنتاغون أمس الأحد، بشأن الهجمات الأمريكية على أهداف تابعة لـ «حزب الله»، حرصت الوزارة على الإشارة إلى أنَّ هذه الضربات ذات طبيعة «دفاعية»، لأنها تأتي رداً على الهجمات التي استهدفت متعاقدين وجنوداً بالخدمة أمريكيين، بحسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية.

العقيدة العسكرية الجديدة لترامب 

وتشير هذه الخطوة العسكرية، وفي ضوء تردُّد إدارة ترامب السابق في شن ضربات على أهداف إيرانية، إلى نشأة عقيدة جديدة لترامب تتعلق بالتوقيت الذي سيسمح هو فيه باستخدام القوة العسكرية.

ففي وقت مبكر من العام الجاري، أحجم ترامب عن استخدام القوة رداً على إسقاط قوات إيرانية طائرة استطلاع من دون طيار أمريكية. وفي البداية، بدا الرد العسكري محتملاً، لكن في 20 يونيو/حزيران، تراجع ترامب عن قصف جوي لأهداف إيرانية، كان يمكن أن يقتل 150 شخصاً، زاعماً أنَّ هذا ليس رداً «متكافئاً» على إسقاط طائرة بلا طيار.

دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب/ رويترز

وبعدها بثلاثة أشهر، وتحديداً في 14 سبتمبر/أيلول، استهدف وابل من الصواريخ والطائرات من دون طيارٍ اثنتين من أهم منشآت النفط في العالم، وهما معملا نفط تابعان لشركة أرامكو في بقيق وخريص بالسعودية؛ وهو ما تسبب في تعطيل نصف إنتاج الدولة من النفط وارتفاع أسعار النفط بنحو 15%. وفي اليوم التالي لهذا الهجوم، غرَّد الرئيس ترامب يقول إنَّ الولايات المتحدة «على أهبة الاستعداد اعتماداً على التحقق» بشأن من تعتقد السعودية أنه سبب هذا الهجوم. ومع ذلك، حين اتهمت إدارة ترامب إيران بأنها وراء هذه الهجمات استناداً إلى أدلة معقولة، تبين أنَّ ترامب لم يرغب في التورط بحرب أخرى في الشرق الأوسط، واكتفى بفرض عقوبات إضافية على إيران بدلاً من الرد عسكرياً على الهجوم الذي استهدف حليفاً مقرباً لبلاده.

وبالنظر إلى هذه الأمثلة معاً، نجد أنها توضح أنَّ الإدارة الأمريكية طوَّرت مجموعة من المبادئ الجديدة حين يتعلق الأمر بالصراع مع إيران أو وكلائها.

تفاصيل العقيدة العسكرية الجديدة

ويمكن القول إنَّ هذه المبادئ هي: لن يشن ترامب عمليات عسكرية على إيران بسبب استهدافها طائرات أمريكية من دون طيار، كما أنه لن يردَّ حين يتعرض حليف مقرب مثل السعودية لهجمات كبيرة على محور اقتصاده.

ومع ذلك، سيردُّ ترامب عسكرياً إذا قُتِل أو أُصيب أمريكيون في هجوم تشنه إيران أو إحدى القوات التابعة لها.

ومن ثم، فإنَّ الضربات التي نُفِذَت في العراق وسوريا أمس الأحد، هي استخدام معقول ومتناسب للقوة من القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية، الذي أثبت حتى الآن أنه متردد في الدخول بحرب يتبادل فيها الضربات مع إيران، رغم خطاباته التي تغلب عليها الحماسة المفرطة.