مازال الحراك والتظاهرات الشعبية في لبنان مستمرة، مطالبا بالإسراع في تشكيل حكومة بوجوه ترضي الشارع وبعيدة عن الفساد، تنقذ البلاد من الأوضاع الراهنة المتردية. وشهدت مناطق لبنان إغلاق وفتح للطرقات بشكل متكرر، مع محاولات الجيش اللبناني الإبقاء على الطرقات سالكة في مختلف المناطق. وترافق الحراك مع مشاهد لافته في الشارع.
فبينما حاولت سيدة لبنانية حرق علم إسرائيل أثناء تظاهرة على جسر الرينغ وسط بيروت، قامت قناة بمحاولة منعها وقالت لها” انا لا أكره إسرائيل ” وهو ما أثار موجة سخط كبيرة في لبنان و انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. وحاولت الفتاة تبرير وقوفها ضد حرق علم إسرائيل و القول أنها لا تكره إسرائيل، لإحدى وسائل الإعلام اللبنانية. فقالت انا عشت نصف حياتي في الولايات المتحدة ونصفها هنا في لبنان، لا أعرف لماذا علي أن أكره إسرائيل انا لا أكره إسرائيل ولا أحب أن أكره أحد وأضافت هذه المظاهرة من أجل لبنان وليس من أجل إسرائيل. وقاطع أحد الواقفين في الشارع أمام الكاميرا كلام الفتاة وهي تحاول تبرير موقفها، ليتوجه إلى الكاميرا بالقول اسمعوا هي تعترف أنها لا تكره إسرائيل وتشارك في التظاهرة هؤلاء هم عملاء السفارات الذين يقودون التظاهرات، هذا هو تدخل السفارات، وغادر الرجل المكان بينما واصلت الفتاة الحديث بالقول…” هنا مكان للتظاهرات المطلبية وليس لهذا الموضوع”.
وفي خضم استمرار الحراك في الشارع حاولت قناة الجديد فتح ملفات الفساد في البلاد على مصاريعها واجراء جردة حساب لحالة متراكمة منذ سنوات و بينما كانت القناة تبث برنامج خاص بعنوان “يسقط حكم الفاسد” وتستضيف فيه عدد من مراسلي القناة، قال مراسل الجديد “فراس حاطوم” على الهواء انه تلقى رسالة صوتية على هاتفه من مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس اتهم فيه القاضي “فراس حاطوم” ومراسلي قناة “الجديد” بـ”عدم الوطنية”. ورد فراس على الرسالة على الهواء بالقول على القاضي جرمانوس أن ينضف وضعه قبل أن يتكلم عن الآخرين.
وقالت القناة بعد انتهاء الحلقة أن مدعي عام التمييز القاضي “غسان عويدات” طلب نسخة من الحلقة المذكورة دون أن توضح القناة سبب ذلك.
وبعد ليلة من حرب الشائعات والأخبار العاجلة الكاذبة التي وجدت في السوشل ميديا موطنا أمنا لها وبريدا سريعا يوصل القلق إلى كل بيت في لبنان، استيقظ اللبنانيون على بيانات النفي والتحذير من جهات منظمة تعمل على بث الإشاعات لضرب الاستقرار في البلاد.
وبعيدا عن الشائعات المجهولة المصدر، وبالصوت الصورة انتشر فيديو مسرب لرئيس الحكومة المستقيل “سعد الحريري” يتحدث من بيت الوسط مع عدد من أعضاء حزبه في جلسة خاصة، عن أناس زايدوا عليه ما قبل الاستقالة.. وقال الحريري هؤلاء كانوا معي و معروفون من هم، وكم استفادوا مني وكم سرقوا مني ليقوم الحضور بالتصفيق الحار لكن الحريري تابع ليقول لدي قائمة كل واحد من هؤلاء حسابه جاي بإذن الله.
كما انتشر فيديو آخر لأحد المطربين على منصة في ساحة النور في طرابلس يشتم فيها الأمين العام لحزب الله وهو ما اعتبره البعض تحريضا طائفيا لا علاقة له بمطالب المحتجين في مدينة طرابلس، ورفض معظم النشطاء من مدينة طرابلس عبر حسابتهم لغة الشتم والتحريض الطائفي الذي لا يمت بصلة للمطالب التي خرجوا من أجلها، وحذر آخرون من استغلال البعض للمنصة في طرابلس لحرف مطالب الحراك عن أهدافه خدمة لاحقاد طائفية أو أجندات سياسية. بينما شكك آخرون في صحة الفيديو المتداول وقالوا أنه مفبرك ويهدف إلى إحداث فتنه طائفية في البلاد. وحافظ الحراك في طرابلس شمال لبنان حتى الآن على سلمتيه محاولا احتواء كل الأشكالات الجانبية بالكثير من الحكمة وضبط النفس.
ويبقى صوت الشارع في لبنان مستمرا حتى تحقيق المطالب، رغم ما يشوبه من محاولات حثيثة لاستغلاله والاستثمار السياسي فيه سواء من قوى محلية لتصفية حسابات مع الخصوم الآخرين أو من جهات خارجية دخلت على خط الحراك محاولة التحكم في مساره.